نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

القيم الروحية (28) المؤمن والجهاد الروحى


القيم الروحية فى حياة وتعاليم السيد المسيح

         (28) المؤمن والجهاد الروحى

          للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى
انسان الله والجهاد الروحى ..

خلق الله الانسان على صورته ومثاله .. نحن مخلوقين على صورة الله ونستطيع ان نحيا حياة الجهاد والنصرة  ونستخدم ما لدينا من فكر وعواطف وارادة وكل طاقاتنا  فى تمجيد اسم الله والانتصار على قوى الشر .ان اردنا وسعينا الى ذلك فى جهاد وقداسة وبر.  { فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا وانثى خلقهم} تك 27:1. لقد خلقنا الله  بروح لا تموت  بل تنتقل الى عالم الخلود بعد الموت.ومنحنا الله  عقل بشري يتسم بالحكمة والتمييز ونعمة التفكير  وبنفس لها دوافعها وارادتها وقلب له عواطفه وميوله والانسان كائن حر وعاقل ومسئول ولما سقط الانسان بمخالفة الوصية  لم يتركه الله بل وهبه الضمير الاخلاقى الذى يقوده للتمييز بين الخطأ والصواب ثم تكلم معنا الله من خلال  الاباء والانبياء واخيراً تجسد الله الكلمة ليقودنا دفعة اخرى الى معرفته الحقيقية ويهبنا حياة ابدية ودعانا الى حياة الكمال والقداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب .
 الله لنا اباً وعونا فى الطريق الروحى .. لم يتركنا بلا مرشد او معزى فى طريق الجهاد بل ترك لنا كلمته المقدسة فى الإنجيل كنور وحياة { كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتاديب الذي في البر. لكي يكون انسان الله كاملا متاهبا لكل عمل صالح} 2تيم 16:3-17. ووهبنا الوسائط الروحية التى تبنى الروح وتغذيها وجعل لنا من الصلاة صلة وعلاقة بها نتحدث معه حديث المحبة كآب صالح يستمع لنا ويعلمنا ويرشدنا واعطانا نعمة روحة القدوس { واما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم} (يو  14 :  26).  ويجب علينا ان ننقاد فى حياتنا بروح الله لنكون اناس روحيين نغلب تيار الأثم الذى فى العالم وقوى الشر الروحية والخطية بإيماننا وبصلتنا بالله وبروحه القدوس {لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله. اذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا ابا الاب. الروح نفسه ايضا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله.فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله و وارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه} رو 14:8-17.
الجهاد الروحي  فى الحياة .. نحن فى فترة اختبار أو جئنا لمهمة ورسالة فى الحياة وعلينا بالجهاد الروحى من توبة وصلاة وصوم وسهر وبذل وخدمة وعطاء وصبر على التجارب والضيقات  وفي ذلك يشترك الجسد والنفس والفكر والضمير والروح  والارادة من اجل إرضاء الله وصنع إرادته ومقاومة الأهواء سواء أتت من داخل الإنسان وميوله أو من البيئة المُعثرة في إغرائها أو سواء أتت من الشيطان في حروبه  سواء كانت حروب يمينية كالكبرياء والمجد الباطل او حروب شماليه من شهوات وكراهية وصغر نفس وغيره من خطايا لاننا لا نجهل حيل الشيطان .
ان القلب المحصن بمحبة الله والفكر المقدس الذى يعمل على  إرضائه  والحواس المختومة بالنعمة والجسد المضبوط بالجهاد  لا يجعل للخطية مكان فينا {واما انت يا انسان الله فاهرب من هذا واتبع البر والتقوى والايمان والمحبة والصبر والوداعة . جاهد جهاد الايمان الحسن وامسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا واعترفت الاعتراف الحسن امام شهود كثيرين} (1تي 6 : 11-12). لقد سار ابائنا القديسين هذا الطريق من قبلنا مقتدين بالمعلم الصالح ونحن نقتفى أثارهم وكما سلك ذاك ، هكذا نسلك نحن ايضاً لنكون مشابهين صورة ابنه { لان الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرا بين اخوة كثيرين }(رو  8 :  29). واذ نحيا كاناس الله القديسين  فانه سيقيمنا فى اليوم الاخير { فان سيرتنا نحن هي في السماوات التي منها ايضا ننتظر مخلصا هو الرب يسوع المسيح. الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته ان يخضع لنفسه كل شيء} فى20:3-21.

الضمير الصالح وتنميته ...
الضمير هو أحد المرجعيات فى حياتنا .. التى ينبغى ان نراعيها وننميها فى حياتنا لتكون رقيبا ودافعا للتصرف الحسن ومبكتاً لنا على الخطية أو سوء التصرف {في جميع اعمالك اقتد بضميرك فان ذلك هو حفظ الوصايا }(سير 32 : 27). وان كان الضمير ايضا قد يتأثر بالعادات والقيم المجتمعية لكنه كالعقل او الروح يمكن ان نقويه او نضعفه . ان عدم تبكيت الضمير للإنسان على الخطأ فهذا يمثل خلل فيه وقد ينحرف الضمير بان يفرح الانسان بالشر. فيظن انه بقتل الاخرين او ايذائهم يفعل الخير كما قال السيد المسيح { بل تاتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله} (يو 16 : 2). هكذا كان شاول الطرسوسى يفعل مع المسيحيين الاول وشهد هو بذلك بقوله { وانا اشكر المسيح يسوع ربنا الذي قواني انه حسبني امينا اذ جعلني للخدمة. انا الذي كنت قبلا مجدفا ومضطهدا ومفتريا ولكنني رحمت لاني فعلت بجهل في عدم ايمان. وتفاضلت نعمة ربنا جدا مع الايمان والمحبة التي في المسيح يسوع. صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلص الخطاة الذين اولهم انا. لكنني لهذا رحمت ليظهر يسوع المسيح في انا اولا كل اناة مثالا للعتيدين ان يؤمنوا به للحياة الابدية} 1تيم12:1-16. يجب ان تتعاون الاسرة والمجتمع والتربية والدين والقيم  ليكونوا مهذبا ومربيا للضمير الاخلاقى الواعى والمستقيم .

 تأثر الضمير بالوسط المحيط وضبطه ... الضمير قد يقع تحت تاثير المعرفة او العاطفه او تاثير الجماعة او القاده او الارادة وان كان الضمير يمثل الى حد كبير صوت الله داخلنا حتى قبل الانبياء فهو الشريعة الادبية والباعث الاخلاقى لدى الانسان  التقى الذى يحاسب نفسه ويرجع الى صفاء ضميره ولكن يجب ان نسترشد مع الضمير الى روح الله وكتابه المقدس ويجب ان لا نقاوم ضميرنا أو نجعله يسير كقشة فى مهب الريح مع ريح الاعلام الموجه او تأثير اصدقاء السوء او ضعاف العقول الذين يسعون الى  عدم الخير او هدم الغير ويجب ان نتدرب ان يكون لدينا الضمير الصالح  { لذلك انا ايضا ادرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله و الناس} (اع 24 : 16) وان يكون ضميرنا غير منحاز الى تبرير تصرفاتنا بل موجهاً لارادتنا نحو الخير ولا يتهرب الانسان من تبكيت الضمير أو دفعه اياه نحو الخير والسلام بل ننقاد لله ووصاياه فى ضمير كل منا { لان فخرنا هو هذا شهادة ضميرنا اننا في بساطة واخلاص الله لا في حكمة جسدية بل في نعمة الله تصرفنا في العالم ولا سيما من نحوكم (2كو 1 : 12). ان وصايا الله الهدف منها ان يكون لدينا محبة لله والناس من قلب طاهر وضمير صالح {واما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء} (1تي  1 : 5).
العقل ونعمة التفكير السليم ..
 نعمة العقل والتمييز .. يمتاز الانسان عن غيره من الكائنات الحيه الاخرى بنعمة العقل والتفكير والقابلية للتعلم وأكتساب المعرفة ورغم التفاوت فى نسب الذكاء أو فرص أكتساب المعرفة فيوجد لدينا القدرة على التمييز والفحص والدراسة وقبول بعض الافكار والاقتناع بها ورفض ما لا يبنينا او ما نراه خطأ . يجب ان نسعى لاكتساب المعرفة الروحية فالجهل وعدم المعرفة من اسباب هلاك الانسان وانقياده الى الخطية والانحراف { قد هلك شعبي من عدم المعرفة } (هو 4 : 6) وترجع أهمية العقل والفكر الى انه هو الموجه للارادة نحو التصرف والافعال والتى تتولد منها العادات والسلوك ومن مجموع العادات تكون حياتنا كما يقولون فالانسان عادات تمشى ومن ثم تكون حياتنا وبمقتضاها تكون ابديتنا ايضاً فقل لى بماذا تفكر أقول لك من انت كما قال أحد الفلاسفة  .
قد يتأثر الفكر بالثقافة السائدة فى المجتمع او بالعواطف المتغيرة من حين الى أخر وقد يعانى البعض من الجهل وعدم الادراك لابعاد الموضوعات أو المشكلات والكيفية السليمة لمواجهتها وقد يخضع العقل للمؤثرات العائلية او تاثير الاعلام او قادة الدين او الفكر فى المجتمع ونحن لا نفكر بعقلانية تامه بل قد تلعب العاطفة دورا هاما فى توجيه العقل مثل وقوع الشباب  تحت تاثير الشهوة فى علاقات خاطئة تحت تاثير العاطفة مما يؤثر على حياتهم ومستقبلهم .
الأستنارة الفكرية والحكمة ... نحن فى حاجة دائمة للاستنارة الفكرية والحصول على الحكمة بكلمة الله كسراج يضئ الطريق للانسان  { لان كلمة الله حية وفعالة وامضى من كل سيف ذي حدين وخارقة الى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة افكار القلب و نياته} (عب 4 : 12). كما نحتاج للصلاة كصلة روحية بالله ومنه نستلهم سلامة الفكر{ لانه من عرف فكر الرب فيعلمه واما نحن فلنا فكر المسيح} (1كو 2 : 16). { لتكن اقوال فمي وفكر قلبي مرضية امامك يا رب صخرتي ووليي} (مز 19 : 14). نحتاج لانارة العقل بسير القديسين وأقوال الاباء الذين ساروا فى الطريق قبلنا وتجربوا وانتصروا وتركوا لنا خبرتهم لنتعلم منها. ونحتاج الى التوبة والتجديد المستمر لننقاد بروح الله {فاميتوا اعضاءكم التي على الارض الزنى النجاسة الهوى الشهوة الردية الطمع الذي هو عبادة الاوثان.الامور التي من اجلها ياتي غضب الله على ابناء المعصية. الذين بينهم انتم ايضا سلكتم قبلا حين كنتم تعيشون فيها. واما الان فاطرحوا عنكم انتم ايضا الكل الغضب السخط الخبث التجديف الكلام القبيح من افواهكم. لا تكذبوا بعضكم على بعض اذ خلعتم الانسان العتيق مع اعماله.ولبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه} كو 5:3-10. وكلمنا اقتربنا من الله عرفنا أفكاره من نحونا { اني عرفت الافكار التي انا مفتكر بها عنكم يقول الرب افكار سلام لا شر لاعطيكم اخرة ورجاء} (ار 29 : 1). { وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وافكاركم في المسيح يسوع }(في 4 : 7).
   الجسد الإنساني في المسيحية ...
كرامة الجسد الانساني .. لقد اخذ الجسد الإنساني كرامة ومجداً بتجسد الله الكلمة  { والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الأب مملوء نعمة وحقاً } يو 1 : 14 . لقد شابهنا الرب يسوع المسيح في تجسده في كل شيء ما عدا الخطية وحدها وعندما قام من الموت وصعد للسماء فانه صعد بجسد القيامة النورانى الروحانى الممجد  للسماء ليكون سابق لأجلنا. إن الكنيسة تؤمن بقيامة الجسد في اليوم الأخير للمكافأة أو العقاب { لأننا لا بد جميعاً أن نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد منا ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيراً كان أم شراً } 2 كو 5 : 10 .وتكرم الكنيسة والمؤمن  الجسد الإنساني ذلك الكيان الأنسانى الذي يحمل نسمة الحياة داخله من الله ، وهو هيكل الروح القدس الذي يحل عليه بالعماد والميرون المقدس ليقدسه ويطهره " أم لستم تعلمون إن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله ولستم لأنفسكم " . الجسد هو الكيان الذي يتناول من الأسرار المقدسة {من يأكل جسدي ويشرب دمي فله الحياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير} يو 6 : 54 . إن أجسادنا لها كرامتها بكونها أعضاء جسد المسيح السري الذي هو كنيسته المقدسة {أم لستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء جسد المسيح } 1 كو 6 : 9 . وهذا الجسد الترابي وان مات وتحلل فانه سيقوم جسد نوراني ممجد في القيامة العامة ليحيا في السماء {الذي سيغير جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شيء}  في 3 : 21 . ولهذا تكرم الكنيسة رفات القديسين وتضعهم تحت المذبح وفي الكنائس لأنهم أكرموا الله في أجسادهم وأرواحهم التي لله . لقد أقامت عظام اليشع النبي الميت عندما لامسته قديماً وكانت المناديل وعصائب القديس بولس المأخوذة من على جسده تشفي الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة . وما زالت رفات القديسين تصنع المعجزات في كنائسنا حتى اليوم لأنها تحمل سمات وقوة أشخاصهم وهم كسحابة شهود محيطة بنا وليسوا عنا ببعيد والرب اله أبائنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب واثناسيوس وانطونيوس ومار جرجس اله أحياء وليست اله أموات لان الجميع عنده أحياء .
  الأهواء والشهوات الجسدية .. المسيحي مطالب أن  يسير ويحيا بالروح ، لا حسب الأهواء والشهوات الجسدية بل ينقاد بروح الله للقداسة والمحبة والسلام {الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات} غلا 5 : 24 . أي إننا مطالبون أن نصلب الأهواء والشهوات من النفس وليس ضد الجسد كلحم ودم فالنفس العفيفة تجعل الجسد مقدساً فأعمال وأهواء الطبيعة البشرية العتيقة الخاطئة هي التي نحاربها ونجاهد ضدها. إن علاج الخطيئة والشهوات الجسدية هو محبة الله والشركة معه فعندما ننجذب لله ونتحد به بالأسرار والمحبة تتقدس أجسادنا وتعود لنا الصورة الإلهية للإنسان المخلوق على صورة خالقه في القداسة والبر.
إن الجسد بما فيه من أجهزة وأعضاء بشرية كلها مقدسة وطاهرة حتى الأعضاء التناسلية لها كرامتها الفائقة كمستودع لامتداد الحياة البشرية والتعبير عن المحبة الطاهرة ، سر الزواج مقدس فلماذا يستحى البعض من أعضاء لم يستحى الله إن يخلقها بل إعطاها قدسية واحترام { فان الجسد أيضا ليس عضواً واحداً بل أعضاء كثيرة . لا تقدر العين أن تقول لليد لا حاجة لي إليك ولا الرأس أيضا للرجلين لا حاجة لي إليكما . بل بالأولى أعضاء الجسد التي تظهر اضعف هي ضرورية. وأعضاء الجسد التي نحسب أنها بلا كرامة نعطيها كرامة أفضل } 1 كو 12 : 14 – 23. فإن أردت لجسدك كرامة ومجداً ولكيانك وجوداً فاعلاً وحياة أبدية فليكن ذلك بان تحترمه وتزينه بالوداعة والتواضع وتسعى في اقتناء الفضائل ولا يجب ان نعثر أحد بميول الجسد فننحرف عن قصد الله السامى فى خلقه لنا بل تكون اجسادنا اداة لمجد وخدمة الله .  أن الاتضاع يعطي الانسان  كرامة {ثوب التواضع هو مخافة الرب هو غنى وكرامة وحياة} أم 22 : 4 .فلا تخاصم جسدك أو تكرهه بل ربيه وقوته لكن تدليله  بالأكل الذائد أو الكسل  فيثور عليك ولا تضعفه وتهمله وتقسوة عليه فيعتل ويعجز عن الخدمة كما يليق .إن النسك والزهد المسيحي هو حياة ترك  وبذل للذات من اجل المسيح الذي بذل ذاته عنا فهو حب وبذل وصوم وجهاد روحي .
  الطهارة والعفاف المسيحي..  فضيلة ايجابية تعني طهارة الوجدان وقداسة الفكر الداخلي وعفة الحواس والجسد سواء للشباب وللبتولين . وللمتزوجين فالطهارة هي الامتناع عن عمل ما لا يحل من شهوات جسدية تتعارض مع السلوك الروحي حسب وصايا المسيح . فان الزواج المسيحي سر مقدس يعمل فيه الله ليوحد الاثنين {ويكون الاثنان جسداً واحداً فالذي جمعه الله لا يفرقه الإنسان} مت 19 : 5. إن الأب السماوي يبارك الزواج المسيحي وهو الذي ككل أبوينا ادم وحواء في الفردوس وبارك الرب يسوع عرس قانا الجليل . ويعمل الروح القدس ليقدس الزوجين ويرفع الزواج ليكون كسر اتحاد المسيح بالكنيسة ويقدس الرب البيت المسيحي وكلما كانت محبة الله في بيوتنا انتفى الخصام ويحب الرجل زوجته كنفسه ويبذل من اجل سعادتها وتحترم الزوجة رجلها وتطيعه في تفاهم وتضحية ولا يكون لأحد منهما سلطان على جسده بل للأخر . ويوحد الروح القدس اتصالهما وتكون العشرة الزوجية تعبيراً عن هذا الحب المقدس والوحدة . وتكون ثمرة البطن الأبناء مصدر سعادة للأسرة ولبناء ملكوت الله على الأرض وفي السماء،  وتكون الحياة في تفاهم وانسجام وحب واحترام وتعاون وبذل، شهادة لإيماننا وسعادة لحياتنا وعون للأسرة للسعادة على الأرض و الدخول للملكوت السماوي .
القلب والعواطف وتقديسها ...
القلب هو مركز العواطف ..  ليس المقصود بالقلب فى الحياة الروحية مضخة الدم العاملة بلا توقف لتغذية الجسم كله بالدم بل الانسان الداخلى بما فيه من مشاعر وانفعالات ومحاسبة للذات والله يهتم كثيرا بالقلب والعواطف وتقديسها ويطلب منا ان نعطيه القلب { يا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي }(ام  23 :  26). ويجب ان نتحفظ ونراقب قلبنا ومشاعره { فوق كل تحفظ احفظ قلبك لان منه مخارج الحياة }(ام  4 :  23) ويطلب منا الله ان نحبه من كل القلب { ثم فقال له يسوع تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك} (مت 22 : 37) وبالقلب نطلب الله ونعبده بمشاعر صادقة فنجده ويعلن لنا ذاته { ان طلبت من هناك الرب الهك تجده اذا التمسته بكل قلبك وبكل نفسك }(تث 4 : 29).
نقاوة القلب والجهاد الروحي.. انتصار الانسان على الخطية او الانانية او الشيطان لابد ان ينبع من الداخل بالتوبة القلبية مع تجديد القلب والسعى للوصول الي نقاوة القلب ليحل الله بالإيمان فيه بنعمة الروح القدس لانه من فضلة القلب يتكلم الفم { الانسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح والانسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر فانه من فضلة القلب يتكلم فمه}  (لو 6 : 45) . وليس معنى ان يكون القلب غير صالح ان يترك الانسان نفسه للشر بل ان نعود لله بالتوبة والاعتراف ونعمل على اصلاح القلب القاسى او الملتوى او المنقسم { فالان انزعوا الالهة الغريبة التي في وسطكم واميلوا قلوبكم الى الرب } (يش 24 : 23). { ولكن الان يقول الرب ارجعوا الي بكل قلوبكم وبالصوم و البكاء والنوح (يؤ  2 :  12). فيجب ان لا نقسى قلوبنا ونستمع لصوت الرب { اذ قيل اليوم ان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم كما في الاسخاط} (عب  3 :  15). ويجب ان نصلى { ليحل المسيح بالايمان في قلوبكم} (اف  3 :  17). ان اقتناعنا بالاهتمام بنقاوة القلب واهمية خلاص انفسنا وسعينا فى طرق الجهاد يملأ قلوبنا بنعمة وثمار الروح القدس التى نحتاجها من محبة وسلام وفرح وإيمان ولطف وعفة وطول إناة وصبر فتكون صلواتنا مشاعر صادقة وقلوبنا طاهرة ومسكناً لله .
ان البعض تقودهم عواطفهم ومشاعرهم فقط  بما فيها من محبة أو بغضة، هدوء وفرح او غضب أو فتور، فتراهم يتصرفون بلا  توازن داخلي بين  العواطف والفكر والضمير والروح وقيادة روح الله وكلامه . لكن الانسان الحكيم هو الذى يتحرك وفقا لكل الانسان الداخلى وحتى عواطفه تأتى متوازنة بين البساطة والعمق والجدية والفرح وفى حياتنا نعطى لكل شئ  وقته المناسب فى مجال الاهتمام والرعاية للانسان وعلاقته بذاته وباسرته واصدقائه ودراسته وعمله وخدمته وعبادته ولكل المسئوليات التى توكل اليه .

الارادة الانسانية وبناء الانسان...
مفهوم الارادة الانسانية ... الارادة هى قوة النزوع  والرغبة لعمل شئ او الامتناع عنه  وفقا لقيم الفرد أو تصوراته ومصالحه. والانسان حر بطبيعته ولهذا فهو مسئول عن تصرفاته وافعاله أمام الله والناس والانسان المخلوق على صورة الله ومثاله هو خير بطبيعته ولكن هناك الكثير من العوامل التى قد تضعف من الاراده او تقويها والارادة السليمة تحتاج الى سلامة الجسد والنفس والروح والبيئة الاجتماعية ونضال الانسان فى مجتمعه للحصول على التكيف الاجتماعى وبناء الذات وفقا لإيمانه ومبادئه .
 ضعف الارادة وتقويته ... ان الشهوة ، سواء شهوة الجسد او المال او المناصب او الانتقام او غيرة قد تضعف الارادة لاسيما ان لم يضبط الانسان ذاته وشهواته ويطردها من القلب قبل ان تتملك فيه كما اشتهت امنا حواء الشجرة المحرمة { فرات المراة ان الشجرة جيدة للاكل وانها بهجة للعيون وان الشجرة شهية للنظر فاخذت من ثمرها واكلت واعطت رجلها ايضا معها فاكل} تك 6:3. لقد سيطرت شهوة الانتقام على قايين رغم قدرته على السيادة عليها لكنه انصاع لها وقتل اخيه { ان احسنت افلا رفع وان لم تحسن فعند الباب خطية رابضة واليك اشتياقها وانت تسود عليها} (تك  4 :  7). كما ان البيئة الخاطئة توثر على الارادة دون ان ترغم الانسان على الوقوع فى الخطأ لذلك فان يوسف العفيف رفض الخضوع للخطية وهو مباع عبد وسط ظروف صعبة لهذا علينا ان نبتعد عن مسببات الخطية لئلا تضعف ارادتنا { لا تضلوا فان المعاشرات الردية تفسد الاخلاق الجيدة} (1كو  15 :  33). فيجب ان نعاشر الاصدقاء الروحيين ونبنى انفسنا على ايماننا الاقدس فالله يريد خلاصنا { الله يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4).  لقد عاتب السيد المسيح قديما اهل اورشليم قائلاً  { يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا} (مت 23 : 37).
ان اردت ان تحيا قوى الارادة  فاعمل على ان  تكون مسيطراً على ذاتك ضابطأ  لنفسك فتحيا لا كقصبة تحركها الريح كيف تشاء ولكن كجبل لا تهزه الاحداث ولا تؤثر فيه الشرور المحيطة به . المؤمن القوى بمبادئه واخلاقه وقيمة يؤثر فيمن حوله ان العيش فى مخافة الله وعبادته بمحبة وبنفس راغبة  مصدر سعادة المؤمن { ماذا يطلب منك الرب الهك الا ان تتقي الرب الهك لتسلك في كل طرقه وتحبه وتعبد الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك} (تث 10 : 12). لنصنع الحق ونقوله ونعمله مع أنفسنا قبل ان نطالب به الغير ونتواضع أمام الله الرحوم { قد اخبرك ايها الانسان ما هو صالح وماذا يطلبه منك الرب الا ان تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعا مع الهك (مي 6 : 8). ولنحرص على الارتباط بالله ووسائط النعمة المقوية للارادة من صوم وصلاة وقراءة فى كلمة الله والاستجابة لعمل روحه القدوس ولنقتدى بمخلص النفوس الذى اذ وجد فى الهيئة كانسان وضع نفسه وأطاع الآب السمائى حتى موت الصليب من أجل السرور الموضوع امامه مستهينا بالخزى فجلس عن يمين العظمة. ونحن يجب ان نغصب أنفسنا على طاعة الله ومحبته وصنع الخير من أجل ان نكون ابناء لله مقتدين بتعاليمه وكما علمنا {ملكوت السماوات يغصب والغاصبون يختطفونه }(مت  11 :  12) وعندما نبدأ بالتغصب لاكتساب عادات جيده تقوى ارادتنا وصلتنا بالله ونعمل الخير بالارادة الحرة.

الروح الانسانية والانقياد لروح الله ...

الروح الانسانية هى باعث الحياة .. وهى النفخة التى من الله المخلوقة على صورته ومثاله وهى عنصر الحياة التى توجد بارتباط الروح بالجسد عند الخلق { وجابل روح الانسان في داخله }(زك 12 : 1)  وهى التى نفخها الله فى آدم فصار نفساً حيه { وجبل الرب الاله ادم ترابا من الارض ونفخ في انفه نسمة حياة فصار ادم نفسا حية} (تك 2 : 7). والروح تفارق الجسد بالموت لتصعد الى الله الذى خلقها  { يسلم الروح كل بشر جميعا ويعود الانسان الى التراب} (اي 34 : 15). والروح خيره وتسعى الى الصلاح لكنها قد تنساق وراء شهوات الجسد او ميول النفس أو أفكارالانسان وميوله النفسية. ان الكثير حتى من غير المؤمنين مثل الهندوس والذين يمارسون اليوجا كرياضة روحية يستطيعوا بالتداريب الروحية الوصول الى قوى روحيه ساميه ويسلكوا حياة صالحة بعيدة عن شهوات العالم أما للمسيحى فعليه ان يقوى روحه ويدربها فى طريق البر والفضيلة والتقوى وايضا يعمل على أضرام موهبة الروح القدس داخله ويشترك فى العمل مع الله ليقتنى ثمار ومواهب الروح القدس داخله ليصل الى السمو الروحى المسيحى .
 صلتنا بالروح القدس .. نحن بالعماد نولد من الروح القدس وننمو حتى نصل الى شركة الروح القدس وثماره ومواهبه فينا { اجاب يسوع الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح. لا تتعجب اني قلت لك ينبغي ان تولدوا من فوق. الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك لا تعلم من اين تاتي ولا الى اين تذهب هكذا كل من ولد من الروح} يو 5:3-8 . وبالميرون المقدس نختم بمسحة الروح القدس لتكون لنا مسحة مقدسة وخاتم لا ينحل ونغرس كابناء لله بالتبنى فى كنيسة الله المقدسة { اما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم} 1كو 16:3. ان روح الله القدوس يشترك فى العمل مع المؤمن متى استجاب له ويبكته الروح على الخطية فيتوب عنها ثم يحثه على عمل البر والخير والصلاة لنصبح حارين فى الروح (رو11:12)  وبهذا تكون حياتنا الروحية ملتهبه بعمل روح الله فينا فى الصلاة والخدمة والعمل لمجد الله وكلما ينمو الانسان فى النعمة ويطلب قيادة الروح القدس له يمتلئ بالروح (أف 18:5) لنحصل على ثمار الروح القدس فينا { واعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة. عبادة الاوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة. حسد قتل سكر بطر وامثال هذه التي اسبق فاقول لكم عنها كما سبقت فقلت ايضا ان الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله. واما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان. وداعة تعفف ضد امثال هذه ليس ناموس. ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الاهواء و الشهوات.ان كنا نعيش بالروح فلنسلك ايضا بحسب الروح} غل 19:5-25.
 ان الروح القدس يعزى المؤمن فى الضيق ويشبعه ويرويه ويجعله موصل جيد لنعمة الله  كما قال السيد المسيح { وفي اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي ويشرب. من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه } يو 37:7-39. وهكذا امر السيد المسيح تلاميذه ان لا يخدموا بدون ان تحل نعمة الروح القدس عليهم فى يوم الخمسين { وفيما هو مجتمع معهم اوصاهم ان لا يبرحوا من اورشليم بل ينتظروا موعد الاب الذي سمعتموه مني... لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض} أع 4:1،8.
للروح الانسانية غذائها ... كما قال السيد الرب { ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله }(مت 4 : 4).فان كنا نهتم باجسادنا ونغذيها بالعناصر اللازمة لبناء الجسم فان الروح تحتاج الى ان تشبع بكلمة الله وبالصلاة  والعلاقة القوية بروح الله وطلب ارشاده وقيادته لنا والتناول والاجتماعات الروحية والترانيم والالحان الروحية والمعاشرات الروحية والتلمذة وعمل الخير والتحلى بالفضائل كما يجب ان نبتعد بها عن كل ما هو خطية وشر وضار ومعدى من خطايا وان اخطانا عن جهل او كسل او نسيان فيجب ان نسرع الى التوبة ولا نعود اليها حينئذ نتبرر وننقاد بروح الله { لا شيء من الدينونة الان على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح} رو 8:1. ولنحيا يا احبائي بالروح لا فى حرفية أو شكلية العبادة بل فى حكمة وافراز ويكون حتى كلامنا بقوة الروح { لان لستم انتم المتكلمين بل روح ابيكم الذي يتكلم فيكم }(مت  10 : 20). ان النمو الروحى يمتد ليصل بنا الى الكمال المسيحى الذى فيه نحقق قول السيد الرب { فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل }(مت 5 : 48).
اننا يجب ان نستخدم فى حربنا كل اسلحة الحرب الروحية لننتصر عل حيل ابليس وجنوده ونتقوى فى الايمان بروح الصلاة والصوم والتواضع ونتمسك بكلمة الله  القادرة على هدم حصون الشر ونطلب ارشاد الروح القدس ونستدعى قوة ربنا يسوع المسيح وسلطانه القادر يقودنا فى الجهاد الموضوع أمامنا { اخيرا يا اخوتي تقووا في الرب وفي شدة قوته. البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس. فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماويات. من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في اليوم الشرير وبعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا. فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق ولابسين درع البر. وحاذين ارجلكم باستعداد انجيل السلام. حاملين فوق الكل ترس الايمان الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة. وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله. مصلين بكل صلاة و طلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لاجل جميع القديسين} أف10:6-18. وعندما يرى الله اخلاصنا فى طاعته ومحبته فانه يمدنا بالحكمة والقوة والنعمة ويكمل جهادنا بسلام .

انا المصرى





الأب افرايم الانبا بيشوى


بيقولوا عنى غريب عن البلد، انا القريب
انا اللى فيها من زمان، من الاف السنين
انا اللى دمى ارتوى بِه التراب
وانا اللى عرقى فى ارض بلادى داب
وانا اللى انظلمت من ارض فارس والرومان
ومن اليونان ومن اللى جو يفتحوا بلادى
ويقولوا ادخلوها بامان  ...
وانا اللى ما تركونى احيا فى الامان .
 انا اللى  جار بى الزمان !
وانا اللى ادو خيرى للثعالب واللى فضل
حامت حوله الطيور الجارحه والسارحه
  انا احترقت زى اللبان ! وريحت حبى فاحت
فى المكان .
انا اللى ثرى بلادى من عظام أجدادى
أتكون وتغذى وشجره شاب .
جايين بقى يقولولى انت غريب
ويقولوا هاجر ياود ياشاطر لبلاد الثراب
والعم سام انت اصلك زيهم
انا لو ههاجر يكون لى أرحم
بس هاكون هناك غريب
وانتو أهلى وليا فيكم كام وكام أخ وحبيب
وانا اللى حبى لبلدى مصرغريب،عجيب .
بيقولوا طب اقبل بحكم الشرع وتبقى زى الضرع
نحلب منك اللبن وتكون مننا محروس.
يا ناس انا ايه؟ انا زيكم ! وهو انتو خليتوا
فى ضرعى لبن ولا فى جيبى فلوس !
انا شرعى من مئات السنين قبلكم
وانا مصرى حر من الاف السنين انا دمكم
انا مش ههاجر ولا هرضى بالمذله
انا هعيش كريم فى ثرى الوادى
أو اموت كريم وانا واقف
واندفن مع عظام اجدادى
انا دينى مصرى وموحد قبل الاف السنين
انا بشرتى، قمحى ، من قمح مصر وشمسها .
انا شعبها ،وانا اهلها ، وانا اصلها
انا صورتى فى أحمد وفى محمود وفى عبد الودود
وانت لو تتحرر يا اخويا من القيود
هتقول انا حلمى وانا حنا وانا مسعود .

تعالى معاى قوم وأفتح لمخك
تعالى قوم ومتخليش شيطان يغشك
 وميكونش بينا ظالم ولا مظلوم .
تعالى نبنى ونعمر والمحبة تدوم .
نقضى على الجهل والفقر
وما يكونش فينا واحد محروم
نقضى على المرض والكره
 والفرقه فى كام يوم
اوعى تفكر انك لو ظلمت غيرك حتكون سعيد
ولا عن حكم الله العادل هتكون بعيد .
دا اللى يفرق بين الناس على معتقد
يبقى ما عنده دين ولا احساس .
ومصر عاوزه اللى يجمع بين الناس
واللقمة تكفينا والميه تروينا
وسماء بلادنا غطاء لينا .
وحتى الغريب لما يجى يلاقى
المحبة والترحاب وسطينا
نبنى  سو مصر الكرامة والسلام
ونكون كدا قبله محبه مش خصام
ونعيش فيها سوا بأمن وسلام .

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

اتركها هذه السنة ايضا



اتركها هذه السنة ايضا


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
فحص الذات ...
وتجرى الأيام ويعبر العام بما فيه من أحداث جسام من حولنا ونتأثر بها وتؤثر فى حياتنا بلا شك لكن الانسان المؤمن يثق فى الله الذى يقود سفينة حياتنا  ويجعل كل الاشياء تحدث من أجل خيرنا ولمنفعتنا الروحية { ونحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده} (رو  8 :  28). الانسان الذى يبنى بيته على صخرة الإيمان الواثق لا يتزعزع حتى مع شدة الرياح او العواصف {  فكل من يسمع اقوالي هذه ويعمل بها اشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر. فنزل المطر وجاءت الانهار وهبت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط لانه كان مؤسسا على الصخر} مت 24:7-25.
وكما ان كل مؤسسة ناجحة تعمل حساب ختامى لنهاية العام تبين فيها مدى ربحها أو خسارتها وما هى مواضع القوة والضعف فيها  هكذا نحن أيضا نحتاج لوقفة صادقة مع النفس لنعالج عوامل الخلل ونقوى الحلقات الضعيفة ونستثمر مواطن القوة فى شخصيتنا وحياتنا ونتميز ونتفوق فيها.
ميزان الحق والصدق مع الرحمة ... نفحص ذواتنا بروح الصلاة وبالتواضع ونتجنب الكبرياء كمن يتجنب النوباء ، نحاسب انفسنا بدون محاباة وبصدق وحق فلا يعرف الانسان الا روح الانسان الساكن فيه الذى ، وفى نور الانجيل وعمل الروح القدس وايضا فى ضوء مراحم الرب الذى صبر علينا هذا العام ززهبنا نعمة البقاء والحياة  لنأتى بثمر ويدوم ثمرنا { وقال هذا المثل كانت لواحد شجرة تين مغروسة في كرمه فاتى يطلب فيها ثمرا ولم يجد. فقال للكرام هوذا ثلاثة سنين اتي اطلب ثمرا في هذه التينة ولم اجد اقطعها لماذا تبطل الارض ايضا. فاجاب وقال له يا سيد اتركها هذه السنة ايضا حتى انقب حولها واضع زبلا .فان صنعت ثمرا والا ففيما بعد تقطعها} لو 6:13-9. نجلس مع ذواتنا ونحاسبها أو نعتبها او حتى نعاقبها ونعرف فيما اخطانا او تاجرنا وربحنا فى علاقتنا بانفسنا وبالله وبالاخرين من حولنا ونصلى ونعمل مع الله طالبين عمل نعمته معنا فى كل أيام غربتنا على الارض لننجح فى طرقنا ونعمل من أجل خلاص نفوسنا ومن معنا . فلا أحد معصوم من الأخطاء أو كامل ومنزه عن العيوب والضعفات ولكى نتقدم الى الامام فى بناء شخصيتنا الروحية الناجحة يجب ان نتصالح مع انفسنا ونقبلها كما هى فيما لا نستطيع تغييره من سمات ولكن فى مجال السلوك أو العلاقات فانه فى مقدورنا ان نتصالح بروح الود والاعتراف بالخطاء لمن أخطانا اليه ثم نصنع خيرا وبرا مع من حولنا . لا يجب ان نكتفى فقط ان لا نؤذى انفسنا أو الغير بل يجب ان نحب الناس ونحسن اليهم ونتفانى فى مساعدتهم قدر طاقتنا { لا تمنع الخير عن اهله حين يكون في طاقة يدك ان تفعله }(ام  3 :  27). كما يجب ان نقبل الاخرين بضعفاتهم ونقائصهم وبالمحبة والصبر يأتى التغيير الذى فى استطاعتهم ايضا { لذلك اقبلوا بعضكم بعضا كما ان المسيح ايضا قبلنا لمجد الله }(رو  15 :  7).
أعداد النفس للأثمار ... اذ طلب صاحب الحقل من الكرام ان يقطع الشجرة غير المثمرة  من الارض لانها لم تصنع ثمراً  على مدى عدة سنوات فطلب  الكرام ان يصبر عليها سنة أخرى لتثمر ثمراً جيداً وفى سبيل ذلك فان الكرام سيقوم بكل ما هو ضرورى لكى تثمر بان ينقب حولها وينظف الارض من الاحجار وينزع من حولها الحشائش الضارة ويسمد الارض ويتعهدها بالرى والرعاية .
 نحن نشكر الله على محبته وصبره وطول اناته علينا وفى ذات الوقت يجب ان ننقب ونفحص ذواتنا ونتوب ونعترف بخطايانا ونطلب المغفرة من الله ونقوم من الكسل الروحى ونشمر على سواعد الجهاد ،علينا ان نهتم بخلاص أنفسنا { لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت  16 :  26).  يجب ان نبتعد عن كل ما هو ضار بالروح والنفس والجسد ونتخلص من العادات الضارة وننتصر على الرغبات والشهوات والخطايا ولا ندع شئ أو أحد يفصلنا عن محبة الله .
نتعهد شجرة حياتنا بالرعاية ... وحتى ما تثمر شجرة حياتنا يجب ان نتعهدها بالرعاية اللازمة ونحميها حتى من الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم التى هى الخطايا الصغيرة لكى لا تتأصل فى النفس ،ونرويها بمياة نقيه التى هى محبة الله والخير والغير ونغذيها باسمدة الخلاص والتقوى ووسائط النعمة . علينا ان لا ننام وقت الزرع والرعايته حتى ما نجنى الثمار فى أوان الحصاد وعندما يحين الميعاد نسمع من رب العباد { نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك} (مت  25 :  21).
استثمار الوقت وتنظيمه اذاً عامل هام فى حياة كل انسان منا فلا يجب ان نهدر أوقاتنا فيما لا يبنى أو لا يفيد فان الوقت من ذهب ان لم تستثمره ذهب ولم يعد . وما لا ينبغى ان تعمله فلا تفكر فيه ولا تتذكره وعاتب نفسك على أخطائها خير لك من ان تعاتب غيرك مبتعدا عن نظر وسماع ما لا يفيد  لكى ما تتخلص من فعل ما هو ضار لهذا يوصينا الإنجيل ان نكون حكماء  { لذلك يقول استيقظ ايها النائم وقم من الاموات فيضيء لك المسيح. فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لان الايام شريرة. من اجل ذلك لا تكونوا اغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب} أف 14:5-17.
علينا ان نستيقظ اذا من نوم الغفله وننسئ ما هو وراء ونمتد الى ماهو قدام .
وفى مجال علاقتنا بالله ..  يجب ان ننمو فى محبته ونعطيه قلوبنا بكل ثقة ورجاء{ ماذا يطلب منك الرب الهك الا ان تتقي الرب الهك لتسلك في كل طرقه وتحبه وتعبد الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك} (تث  10 :  12) .نخصص الوقت المناسب للصلاة بل تكون حياتنا كلها عشرة محبة وصداقة فيها نسير مع الله ونصلى اليه بالروح والحق ، نصلى اليه ان يقوى ايماننا به ويذيد محبتنا ورجائنا فيه ونطيعه ونعمل على السير تبعاً لارشاده طالبين  خلاص انفسنا واهلنا وكنيستنا وبلادنا .
نخصص وقتا للقراءة فى الإنجيل والكتب الروحية لننمو فى المعرفة والمحبة والعشرة بالله فالقراءة الجيدة ينبوع للصلاة النقية وتنقى الفكر وتبعد عنه العثرات .ونلتصق بالكنيسة ونشارك فى صلواتها واجتماعاتها وتكون امنا روحية لنا . ويكون لنا صداقة روحية بالملائكة والقديسين ورجال الله الاتقياء واصدقاء روحيين ننموا نحن واهل بيتنا فى روح التلمذة للكتاب المقدس والله والكنيسة .
علاقتنا بالاخرين.. كلما كنا ناجحين فى علاقتنا بالله طائعين لوصاياه فان ذلك يدفعنا الى محبته وخدمة الناس على كل المستويات . فان الوصية تعلمنا ان المحبة لا تتجزء بل تتكامل ومحبة الله تكتمل بمحبة القريب  { يا معلم اية وصية هي العظمى في الناموس. فقال له يسوع تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الاولى والعظمى. والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والانبياء} مت 36:22-40. علينا ان ننمى علاقتنا ونبادر الى صنع الخير مع اهل بيتنا ومن حولنا فى العمل والسكن وحتى نصل بمحبتنا للاعداء والبعيدين فلعاز البلايا يحتاج منا الى البسمة والكلمة الطيبة ومد يد العون فى مجتمع يعج بالفقراء والمحزونين والمساكين والضالين والمحرومين وهذا هو مقياس الدخول للسماء { ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم. لاني جعت فاطعمتموني عطشت فسقيتموني كنت غريبا فاويتموني. عريانا فكسيتموني مريضا فزرتموني محبوسا فاتيتم الي. فيجيبه الابرار حينئذ قائلين يا رب متى رايناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك. ومتى رايناك غريبا فاويناك او عريانا فكسوناك. ومتى رايناك مريضا او محبوسا فاتينا اليك. فيجيب الملك ويقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم} مت 34:25-40.
ان مقياس كمال المحبة  هو محبة الاعداء كما قال لنا السيد المسيح { سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم. لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين. لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك. وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا. فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل} مت 43:5-48.
أما صفات هذه المحبة كثمرة رئيسية فى حياة المؤمنين فقد ذكرها لنا القديس بولس الرسول قائلاً        { المحبة تتانى وترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ. ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء. ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق . وتحتمل كل شيء و تصدق كل شيء و رجو كل شيء وتصبر على كل شيء. المحبة لا تسقط ابدا } 1كو 4:13-8.
 بسبب كثرة الاثم  فى المجتمع من حولنا نجد الكراهية ونتائجها المرة تنتشر كما قال لنا المخلص الصالح  { ولكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين (مت  24 :  12). فدعونا نعمل بقلوب صادقة فى العام القادم ان نطفأ الكراهية بالمحبة والصلاة وصنع الخير ، وبدلا من ان نلعن الظلام فاننا نضئ شموع المحبة الصادقة والتعاون المثمر مع الكل  ونقدم المحبة للجميع  لاسيما للذين أظلمت حياتهم واختفت منها المحبة { ونحن قد عرفنا و صدقنا المحبة التي لله فينا الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه }(1يو  4 :  16).ان الحصاد كثير والفعلة قليلون وكل واحد منا مدعو للعمل الروحى كسفير للسماء ونورا فى العالم وملحاُ يعطى مذاقة روحية فى مجتمعه . فهل نلب النداء الالهى ونثمر ونقوم برسالتنا وتكون هذه السنة سنة عطاء ونجاح  فحياتنا ستنتهى ولكن ليتها تنتهى من أجل عمل صالح وللخير والصالح ولحياة ابدية .
دعوة لضبط وقوة النفس... ان الكتاب يوصينا ان نحب قريبنا كنفوسنا . فاعلى مقياس لمحبة للقريب هى ان تحبه كنفسك ولكن يجب ان نحب ذواتنا محبة روحية تخلصها وتنميها وتربطها بفاديها . نهتم باجسادنا كوزنة من الله فلا نهمله او ندمره فى عيش مسرف فما أقسى اضرار التدخين والشهوات ، التى يأذى بها الكثيرين انفسهم . الانسان القوى هو الذى ينتصر على عاداته الخاطئة ويقوى ارادته وعزيمته بلا تردد او خنوع  أو خضوع للضعف او الخوف.
لنعمل على ضبط  فكرنا والسنتنا ووزن كل كلمة قبل ان تخرج من السنتنا . ونغذى فكرنا بما هو مفيد وقلبنا بمحبة الله محبة والغير.
ننمى ارواحنا ونقويها بوسائط الخلاص ونطلب من روح الله ان يقودنا ويهدينا وعندما نعمل على ان نأتى بثمر فان الله ينقينا لنأتى بثمر أكثر { كل غصن في لا ياتي بثمر ينزعه و كل ما ياتي بثمر ينقيه لياتي بثمر اكثر }(يو  15 :  2).
نصلى ونعمل ليدوم ثمرنا ويبارك الله حياتنا واهلنا وبيوتنا وكنيستنا وشعبها وبلادنا ومن فيها ، أمين .

الجمعة، 23 ديسمبر 2011

القيم الروحية (27) حياة التقوى


القيم الروحية فى حياة وتعاليم السيد المسيح

(27) حياة التقوى

للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى

حياة التقوى مفهومهاوأهميتها ..

حياة التقوى هى مخافة الله فى السر والعلن .. التقوى تعنى العيش فى مخافة الله وطاعة وصاياه  وان نعطى الله الاحترام والمهابة والتوقير كنتيجة لعلاقة المحبة والعبادة والمعرفة لطبيعته المقدسة  والإيمان بحضوره الدائم فى كل مكان ومعرفته لما فى القلوب والخفايا فان كانت الرياضة الجسدية نافعة للحفاظ على سلامة الجسد فالتقوى نافعة وضرورية لحفظ الانسان من الخطية والوصول به الى الملكوت السماوى كما يعلمنا الكتاب المقدس { لان الرياضة الجسدية نافعة لقليل ولكن التقوى نافعة لكل شيء اذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة }(1تي 4 : 8) .
التقوى حكمة روحية ... { رأس الحكمة مخافة الرب} مز10:111. فالانسان الذى يخاف الله يبتعد عن الخطية لكى لا يتعرض للعقوبة ويخاف من السقوط لان الخطية تفصله عن الله وملائكته وقديسيه وملكوته فالمخافة تدفعنا الى حفظ الوصايا ومن المخافة ننتقل تدريجياً لنصل الى المحبة الكاملة، والتقوى بهذا تحفظنا من الاستهتار او الاستهانة او الاهمال كما تدفعنا على الامانة وحياة القداسة {مكملين القداسة فى خوف الله } 2كو1:7.تقوى الله تقودنا الى التوبة المستمرة لنصل الى الكمال المسيحى الواجب علينا السير فيه .
ان حياتنا الروحية، تحتاج إلى تمرين وممارسة وتعوُّد، إن الإنسان  يحتاج أن يحفظ نفسه طاهرًا من جهة الفكر والعواطف والتصرفات. وعلينا ان ندرب انفسنا على التقوى ومخافة الرب وضبط النفس، والتدقيق فى ما نشاهده أو نسمعه أو نقرأه ونتدرب  على فحص النفس والاعتراف بالأخطاء، وسرعة الرجوع إلى الرب وإلى المسار الصحيح. والاستفادة من اخطاء الاخرين او أخطائنا  ومعرفة أساليب العدو الشيطان . والاعتياد على الوجود في محضر الرب، والحديث معه بصدق وإخلاص. وإدراك أنه يرانا واننا سنقدم حساباً عما نفكر فيه او نعمله.
سر الله لاتقيائه والنعمة تسندهم ..اننا لسنا وحيدين فى جهادنا الروحى للوصول الى التقوى وارضاء الله فالمؤمن التقى يجد التعزية والقوى والنعمة من عمل الروح القدس كما سمعان الشيخ   { وكان رجل في اورشليم اسمه سمعان وهذا الرجل كان بارا تقيا ينتظر تعزية اسرائيل والروح القدس كان عليه. وكان قد اوحي اليه بالروح القدس انه لا يرى الموت قبل ان يرى مسيح الرب } (لو 2 :  25-26). فسر الرب لخائفيه {سر الرب لخائفيه وعهده لتعليمهم} (مز 25 : 14). كما جاء عن اب الاباء ابراهيم {فقال الرب هل اخفي عن ابراهيم ما انا فاعله. وابراهيم يكون امة كبيرة و قوية ويتبارك به جميع امم الارض. لاني عرفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده ان يحفظوا طريق الرب ليعملوا برا وعدلا لكي ياتي الرب لابراهيم بما تكلم به} تك 17:18-19. وما أروع ما قيل عن دانيال { حينئذ لدانيال كشف السر فى رؤيا الليل } دا 19:2. ان الله أمين وعادل مع اتقيائه ويهبهم كل ما هو للحياة والتقوى ولكن يجب علينا ان نكون أمناء فى حياتنا ونجتهد فى حياة الايمان والفضيلة بمعرفة وصبر {كما ان قدرته الالهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة. اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة. ولهذا عينه وانتم باذلون كل اجتهاد قدموا في ايمانكم فضيلة وفي الفضيلة معرفة. وفي المعرفة تعففا وفي التعفف صبرا وفي الصبر تقوى. وفي التقوى مودة اخوية وفي المودة الاخوية محبة. لان هذه اذا كانت فيكم وكثرت تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح. لان الذي ليس عنده هذه هو اعمى قصير البصر قد نسي تطهير خطاياه السالفة. لذلك بالاكثر اجتهدوا ايها الاخوة ان تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين لانكم اذا فعلتم ذلك لن تزلوا ابدا. لانه هكذا يقدم لكم بسعة دخول الى ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الابدي} 2بط 3:1-11.
التقوى في علاقاتنا بالله.. ان التقوى هى تجاوب عملى من المؤمن تجاه محبة الله ورحمته { فاجتاز الرب قدامه "موسى النبى"  ونادى الرب الرب اله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء. حافظ الاحسان الى الوف غافر الاثم والمعصية والخطية} خر6:34-7. الله الذى من أجل محبته يديم لنا الرحمة { تراءى لي الرب من بعيد ومحبة ابدية احببتك من اجل ذلك ادمت لك الرحمة} ار 3:31. ازاء محبة الله  ورحمته لابد ان يكون لدينا تعلق بنوى به وطاعة أمينة لوصاياه وان نعبده بمحبة ولكى نصل للمحبة الكامله لابد ان نبتدئ بالمخافة والتقديس { فالان يا اسرائيل ماذا يطلب منك الرب الهك الا ان تتقي الرب الهك لتسلك في كل طرقه وتحبه وتعبد الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك. وتحفظ وصايا الرب وفرائضه التي انا اوصيك بها اليوم لخيرك} تث 12:10-13.
ونتيجة لتقوى الله لابد ان يكون لدينا محبة أخوية للأخرين مقتدين بصلاح الله وخيريته { بم اتقدم الى الرب وانحني للاله العلي هل اتقدم بمحرقات بعجول ابناء سنة. هل يسر الرب بالوف الكباش بربوات انهار زيت هل اعطي بكري عن معصيتي ثمرة جسدي عن خطية نفسي. قد اخبرك ايها الانسان ما هو صالح وماذا يطلبه منك الرب الا ان تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعا مع الهك} مي 6:6-8.
التقوى سلوك وحياة .. التقوى ليس ممارسة طقوس ولا عبادة لله بالحرف بل بالروح والحق وهى تعنى الصلاح الرحيم والأمانة فى العلاقات  { يا رب من ينزل في مسكنك من يسكن في جبل قدسك.السالك بالكمال والعامل الحق والمتكلم بالصدق في قلبه.الذي لا يشي بلسانه ولا يصنع شرا بصاحبه ولا يحمل تعييرا على قريبه. والرذيل محتقر في عينيه ويكرم خائفي الرب يحلف للضرر ولا يغير. فضته لا يعطيها بالربا ولا ياخذ الرشوة على البريء الذي يصنع هذا لا يتزعزع الى الدهر}مز 1:14-5.
هذا ما أكد عليه الانبياء { اني اريد رحمة لا ذبيحة ومعرفة الله اكثر من محرقات} هو 6:6 . وأكد عليه السيد المسيح له المجد { فاذهبوا وتعلموا ما هو اني اريد رحمة لا ذبيحة لاني لم ات لادعوا ابرارا بل خطاة الى التوبة} (مت  9 :  13). ان الانسان التقى بالعبريه حيسد هو انسان أمين وتقترن عبادته لله بالأمانة التى نفتقدها هذه الأيام الصعبة { ولكن اعلم هذا انه في الايام الاخيرة ستاتي ازمنة صعبة. لان الناس يكونون محبين لانفسهم محبين للمال متعظمين مستكبرين مجدفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين. بلا حنو بلا رضى ثالبين عديمي النزاهة شرسين غير محبين للصلاح. خائنين مقتحمين متصلفين محبين للذات دون محبة لله. لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها فاعرض عن هؤلاء} 2تيم1:3-5.  
التقوى تجعل الانسان يقاوم ضد الخطية  حتى الدم والنفس الاخير من أجل المواعيد وقيامة أفضل { في الايمان مات هؤلاء اجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها واقروا بانهم غرباء ونزلاء على الارض. فان الذين يقولون مثل هذا يظهرون انهم يطلبون وطنا. فلو ذكروا ذلك الذي خرجوا منه لكان لهم فرصة للرجوع. ولكن الان يبتغون وطنا افضل اي سماويا لذلك لا يستحي بهم الله ان يدعى الههم لانه اعد لهم مدينة} عب 13:11-16. واذ نعلم العالم يمضى وشهوته معه  يجب ان نحيا فى سيرة مقدسة وتقوى { لا يتباطا الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتانى علينا وهو لا يشاء ان يهلك اناس بل ان يقبل الجميع الى التوبة. ولكن سياتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الارض والمصنوعات التي فيها.فبما ان هذه كلها تنحل اي اناس يجب ان تكونوا انتم في سيرة مقدسة وتقوى.منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب الذي به تنحل السماوات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب. ولكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة وارضا جديدة يسكن فيها البر. لذلك ايها الاحباء اذ انتم منتظرون هذه اجتهدوا لتوجدوا عنده بلا دنس ولا عيب في سلام} 2بط 9:3-14

السيد المسيح وحياة التقوى والبر ...
قداسة السيد المسيح وتقواه ..  السيد المسيح فى تجسده على الارض شابهنا فى كل شئ ما خلا الخطية وحدها وقد قال للذين قاوموه من اليهود {من منكم يبكتني على خطية فان كنت اقول الحق فلماذا لستم تؤمنون بي} (يو  8 :  46) . وقد تنبأ عن تقواه  اشعياء النبى قديما { ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من اصوله. ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب. ولذته تكون في مخافة الرب فلا يقضي بحسب نظر عينه ولا يحكم بحسب سمع اذنيه. بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالانصاف لبائسي الارض ويضرب الارض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه. ويكون البر منطقة متنيه والامانة منطقة حقويه} أش 1:11-5. وعندما قام السيد المسيح بشفاء المولود أعمى منذ ولادته وجادله المقاومين من اليهود عن من هو السيد المسيح راينا يشهد بتقواه { اجاب الرجل وقال لهم ان في هذا عجبا انكم لستم تعلمون من اين هو وقد فتح عيني. ونعلم ان الله لا يسمع للخطاة ولكن ان كان احد يتقي الله ويفعل مشيئته فلهذا يسمع. منذ الدهر لم يسمع ان احدا فتح عيني مولود اعمى. لو لم يكن هذا من الله لم يقدر ان يفعل شيئا} يو 30:9-33. بل شهد له الآب قائلا {و فيما هو يتكلم اذا سحابة نيرة ظللتهم و صوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا }(مت 17 : 5).
السيد المسيح هو سر تقوانا ..
لقد جاء السيد المسيح متجسداً لكى يرينا كيف نحيا حياة التقوى مقدما لنا ذاته مثالنا لكى ما نتبع خطواته ولكى ما يقودنا الى الايمان كى نحيا سر التقوى كما قال الإنجيل { وبالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم اومن به في العالم رفع في المجد }(1تي  3 :  16). لقد ظهر الله فى الجسد وصار لنا براً وقداسةً بالروح القدس وقدم ذاته عوضاً عن الخطاة وتراءى للملائكة وتهللت بميلاده العجيب وكرز به بين الامم للإيمان والخلاص وصعد بمجد عظيم الى السموات لياتى ديانا عادلا فى اليوم الاخير ان سر التقوى للمؤمنين باسمه انه القادر وحده بمحبته ان ينفذ الى أعماقنا ويطهرنا من كل خطية ويفتدينا ويصالحنا مع الآب القدوس .
السيد المسيح وتعاليمه عن تقوى الله ... لقد علم السيد المسيح ونادى بتقوى الله بين الناس لا بمعنى مخافته فحسب بل بمعنى الإيمان به ومحبته والاخلاص فى التعبد له وحفظ وصاياه والتمثل بصفاته حتى الاتحاد به لنصير واحداً معه ويصير الله هو الكل فى الكل . لقد قاوم السيد المسيح شكلية العبادة { هذا الشعب قد اقترب اليٌ بفمه وأكرمنى بشفتيه ، وأما قلبه فأبعده عنى وصارت مخافتهم منى وصية الناس} أش 13:29 . فجاء السيد المسيح  واقترب منا واعلن لنا ابوه الله وبين نظرته للخطاه كمرضى يحتاجون الى العلاج وانه جاء ليبحث عن الضال ليرده {وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه. فتذمر الفريسيون والكتبة قائلين هذا يقبل خطاة وياكل معهم. فكلمهم بهذا المثل قائلا. اي انسان منكم له مئة خروف واضاع واحدا منها الا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لاجل الضال حتى يجده. واذا وجده يضعه على منكبيه فرحا. وياتي الى بيته ويدعو الاصدقاء والجيران قائلا لهم افرحوا معي لاني وجدت خروفي الضال. اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة} لو 1:15-7. { هكذا ليست مشيئة امام ابيكم الذي في السماوات ان يهلك احد هؤلاء الصغار} مت 14:18.
لقد عرف الناس ابوة الله ورحمته وسيبقى حاضرا معنا وحالاً بالإيمان فينا  ليعرفنا ويقودنا ايضاً { ايها الاب البار ان العالم لم يعرفك اما انا فعرفتك وهؤلاء عرفوا انك انت ارسلتني. وعرفتهم اسمك وساعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم} يو 25:17-26.
محبة الله ومخافته فى تعاليم السيد المسيح .. لقد أكد السيد المسيح على ان محبة الله هى الركيزة الاولى التى يبنى عليها الايمان المسيحى {وساله واحد منهم وهو ناموسي ليجربه قائلا. يا معلم اية وصية هي العظمى في الناموس. فقال له يسوع تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الاولى والعظمى. والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والانبياء} مت 35:22-40. ولقد كان السيد المسيح المثل الاعلى لمحبة الآب القدوس فالمحبة تصل الحد الأعلى لها عندما يكون المحب والمحبوب  وحدة واحدة مطلقة { قال له فيلبس يا سيد ارنا الاب و كفانا. قال له يسوع انا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس الذي راني فقد راى الاب فكيف تقول انت ارنا الاب . الست تؤمن اني انا في الاب والاب في الكلام الذي اكلمكم به لست اتكلم به من نفسي لكن الاب الحال في هو يعمل الاعمال. صدقوني اني في الاب والاب في والا فصدقوني لسبب الاعمال نفسها} يو 8:14-11.
وكما علمنا  المسيح له المجد ان نحب الله فقد علمنا أيضاً ان نحيا فى مخافته كديان عادل يجازى كل واحد كنحو أعماله ان كان خيراً او شراً {  بل اريكم ممن تخافون خافوا من الذي بعدما يقتل له سلطان ان يلقي في جهنم نعم اقول لكم من هذا خافوا. اليست خمسة عصافير تباع بفلسين وواحد منها ليس منسيا امام الله. بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة. واقول لكم كل من اعترف بي قدام الناس يعترف به ابن الانسان قدام ملائكة الله. ومن انكرني قدام الناس ينكر قدام ملائكة الله} لو 5:12-9. فاننا سننال المكافأة او الجزاء على أفكارنا وأعمالنا من الله  { وكل ما فعلتم فاعملوا من القلب كما للرب ليس للناس. عالمين انكم من الرب ستاخذون جزاء الميراث لانكم تخدمون الرب المسيح. واما الظالم فسينال ما ظلم به وليس محاباة} كو23:3-25.

المسيحى والتقوى ...

ان التقوى تشتمل على عنصريين اساسيين عنصر العبادة والمحبة لله والطاعة لوصاياه وعنصر ممارسة أعمال البر ومحبة الاخرين وخدمتهم  والباعث لذلك هو روح البنوة للآب فى المسيح يسوع ربنا بنعمة وعمل الروح القدس {  لذلك ونحن قابلون ملكوتا لا يتزعزع ليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية بخشوع وتقوى} عب 28:12 . والتقوى من  الفضائل الأساسية، التي على  المؤمنين لاسيما الرعاة والخدام ان يتحلو بها {  واما انت يا انسان الله فاهرب من هذا واتبع البر والتقوى والايمان والمحبة والصبر والوداعة. جاهد جهاد الايمان الحسن وامسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا } اتيم 11:6-12.  ان نعمة الله المخلصة تستوجب علينا السير فى طريق البر والتقوي  { لانه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس. معلمة ايانا ان ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر. منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح.الذي بذل نفسه لاجلنا لكي يفدينا من كل اثم  ويطهر لنفسه شعبا خاصا غيورا في اعمال حسنة} تي 11:2-14.
والتقوى تُعطي القوة لاحتمال الاضطهادات، التي هي نصيب أولئك الذين تتمثّل تقواهم بتقوى المسيح {واما انت فقد تبعت تعليمي وسيرتي وقصدي وايماني واناتي ومحبتي وصبري. واضطهاداتي والامي مثل ما اصابني في انطاكية وايقونية ولسترة اية اضطهادات احتملت ومن الجميع انقذني الرب. وجميع الذين يريدون ان يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون} 2تيم 10:3-12.





سمات  الاتقياء وثمار التقوى ...

 سعيد ومبارك هو المؤمن التقى {طوبى لكل من يتقّي الربّ ويسلك في طرقه} (مز 128- 1) . فانه  مثل الشجرة المغروسة عند مجاري المياه التي تعطي ثمرها في أوانها وورقها لا يذبل. وكل ما يصنعه ينجح. ومن أجمل هذه الثمار التي تظهر في حياة الاتقياء
البر والقداسة... { فإذ لنا هذه المواعيد أيها الاحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكمّلين القداسة في خوف الرب} (2كو 7-1). الله يدعونا ان نحيا حياة البر والقداسة وهذه الثمار يجب أن تظهر يوميا في كل ما نريد أن نفعله، فحياة الخشوع والتقوى تنتج عنها مستويات عاليه  من القداسة والطهارة.
التواضع والوداعة ... من مظاهر التقوى التواضع والوداعة أمام الله والناس لهذا طالبنا السيد المسيح ان نتعلم منه { احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم }(مت  11 :  29). وضرب لنا مثالاً عن أهمية التواضع فى حياة التقوى  بالفريسى والعشار { وقال لقوم واثقين بانفسهم انهم ابرار ويحتقرون الاخرين هذا المثل. انسانان صعدا الى الهيكل ليصليا واحد فريسي والاخر عشار. اما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا اللهم انا اشكرك اني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار. اصوم مرتين في الاسبوع واعشر كل ما اقتنيه. واما العشار فوقف من بعيد لا يشاء ان يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلا اللهم ارحمني انا الخاطئ. اقول لكم ان هذا نزل الى بيته مبررا دون ذاك لان كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع} لو 10:18-14. لقد راينا تواضع السيد المسيح ووداعته فى كثير من المواقف ولاسيما فى غسله لارجل تلاميذه {  فلما كان قد غسل ارجلهم واخذ ثيابه واتكا ايضا قال لهم اتفهمون ما قد صنعت بكم. انتم تدعونني معلما وسيدا وحسنا تقولون لاني انا كذلك. فان كنت وانا السيد والمعلم قد غسلت ارجلكم فانتم يجب عليكم ان يغسل بعضكم ارجل بعض.لاني اعطيتكم مثالا حتى كما صنعت انا بكم تصنعون انتم ايضا} يو 12:13-15.
الإيمان والقناعة والأمانة .. الاتقياء تتولد لديهم ثقة بالله وايمان بمحبة الله ورعايته  تجعلهم يعيشوا حياىة الاتكال على الله والشعور الدائم بحضور الله  { جعلت الرب امامي في كل حين. لانه عن يميني فلا اتزعزع. لذلك فرح قلبي وابتهجت روحي. جسدي ايضا يسكن مطمئنا.لانك لن تترك نفسي في الهاوية لن تدع تقيك يرى فسادا. تعرفني سبيل الحياة امامك شبع سرور في يمينك نعم الى الابد} مز 8:16-11. ومن الايمان تتولد الطاعة لله والتضحية لأجله. {الآن علمت أنك خائف الله فلم تُمسلك ابنك وحيدك عني} (تكوين22: 12). والتقوى تولد القناعة ايضا { واما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة }(1تي  6 :  6).لان بركة الرب تغنى الاتقياء وتشبع كل احتاجاتهم اما محب المال فلا يشبع { لان محبة المال اصل لكل الشرور الذي اذ ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان و طعنوا انفسهم باوجاع كثيرة }(1تي  6 :  10). ومع  التقوى والايمان  يحيا الانسان أمينا فى حياته وعلاقاته وصلواته وخدمته والامين فى القليل يقيمه الله على الكثير ويرث ملكوت السموات .

البعد عن الشر وصنع الخير .. الانسان التقى  يبغض الشر ويصنع الخير { حد عن الشر واصنع الخير ، اطلب السلامة واسع وراءها} مز14:34. المتقى الرب يبغض الشر وينفر منه ويصنع الخير حبا فى الله والخير والغير من اجل الله . لقد راينا كيف كان دانيال والفتية الثلاثة أمناء يحيدوا عن الشر حتى لو رفضوا أوامر الملك و اطايب الأكل  واكتفوا بالبقول فى صومهم فكافاهم الله وانقذ دانيال من الاسود والفتية الثلاثة من أتون النار . 
وهكذا عاشوا معاً متغربين لكن فى وصية الله وطاعته عاشوا معاً فى صداقة روحية {رفيق أنا لكل الذين يتقونك} (مز119: 63). «حينئذ كلَّم متقو الرب كل واحد قريبه. والرب أصغى وسمع... للذين اتقوا الرب، المفكرين في اسمه» (ملا3: 16).
التقوى وحياة التسليم والشكر لله ..  حياة التسليم والثقة في الرب. {مَن هو الإنسان الخائف الرب؟ يُعلِّمه طريقًا يختاره} (مز: 12). إنه التقى لا  يثق في نفسه وفي اختياراته، لهذا تجد الاتقياء يطلبوا عون الله وارشاده لهم فى الطريق التى يسلكوا فيها وهو يقودهم  بروحه القدوس او بكلمته الله وبقديسيه ولهذا تنجح طرقهم فيحيوا حياة الشكر { لذلك ونحن قابلون ملكوتا لا يتزعزع ليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية بخشوع وتقوى (عب  12 :  28).
نتائج تقوى الله فى حياة المؤمن ..
مخافة الرب والصحة النفسية  . فمخافة الرب تعالج القلق { في مخافة الرب ثقة شديدة } (أم26:14) ، كما أنها تعالج الاكتئاب { القليل مع مخافة الرب، خير من كنز عظيم مع هم } (أم16:15) . كما أن تقوى الله تعطى ثقة فى الله والنفس وتمنع الخوف من الناس ، التقوى تحمل معها البركة وطول العمر { مخافة الرب تزيد الأيام } (أم27:10) ، فالخائف الرب دائماً فرحان، ومكتوب أن { القلب الفرحان يطيّب الجسم } (أم22:17) ، ومثل هذا المؤمن لا يعانى من الأمراض الجسدية الناتجة عن متاعب نفسية.
مخافة الرب و النجاح  الاسرى والشخصى . وكما جاء فى المزمور عن الانسان المتقى الرب { طوبى لكل من يتقي الرب ويسلك في طرقه.لانك تاكل تعب يديك طوباك وخير لك. امراتك مثل كرمة مثمرة في جوانب بيتك بنوك مثل غروس الزيتون حول مائدتك.هكذا يبارك الرجل المتقي الرب. يباركك الرب من صهيون و تبصر خير اورشليم كل ايام حياتك. وترى بني بنيك} 1:128-6. فلا يتخلى الله عن أتقيائه او حتى نسلهم  { كنت فتى وقد شخت، ولم أرَ صديقاً تُخلـّى عنه او ذرية له تلتمس خبز  } (مز45:37) . كما ان الانسان التقى الامين يكون موضع ثقة الناس ورضاء الله ويعلن له الله اسراره ويحيا فى سلام المسيح ورعايته ويرث الحياة الابدية { ان الذين رقدوا بالتقوى قد ادخر لهم ثواب جميل }(2مكا  12 :  45).
ان كلمة الله فى الكتاب المقدس والواقع العملى فى الحياة تؤكد على ان حياة التقوى هى حياة تقود الى البركة والسعادة والغبطة والنجاح وتهب الانسان سلام ورضا وقناعة دائمة حتى وسط الضيقات أو التجارب { احبوا الرب يا جميع اتقيائه الرب حافظ الامانة ومجاز بكثرة } (مز 31 :  23). وما اجمل ان يرضى الله عنا { يرضى الرب باتقيائه بالراجين رحمته }(مز 147 :  11).