نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

آية وقول وحكمة ليوم 1/11



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{ فالتفت الى صلاة عبدك والى تضرعه ايها الرب الهي واسمع الصراخ والصلاة التي يصليها عبدك امامك اليوم }(1مل 8 : 28) 
قول لقديس..
( السيد المسيح يصلِّي لا ليطلب لنفسه، وإنما لأجلنا فهو شفيعنا لا تظن أن المسيح يطلب عن ضعف ليأخذ أمرًا يعجز عن تحقيقه، فهو مؤسِّس كل سلطة. إنما يشكِّلنا بقدوتِه في الفضيلة. أيضًا لنا شفيع واحد عند الآب (1 يو 2: 1)، يشفع في خطايانا، ومن ثم فهو لا يطلب عن ضعف وإنما عن حب. لقد قضي الليل كلُّه في الصلاة، مقدِّما لك مثالاً ورسمًا كقدوة نمتثل بها ) القديس امبروسيوس

حكمة لليوم ..
+ فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة.(رو  12 :  12)
Rejoicing in hope; patient in tribulation; continuing steadfastly in prayer. (Rom.12:12)
من صلوات الاباء..
"ايها الرب الرحوم، انظر الينا بعين الرحمة والمحبة الغافرة ولا تجازينا حسب اثامنا وخطايانا، واعطنا ان نعبدك بالروح والحق وعلمنا ان لا ندين بل نلتمس الاعزار لجهل الآخرين وحسدهم وشرورهم ونصلى من اجلهم ونغفر لهم وليتوبوا ويقلعوا عن  ظلمهم وشرهم لنجد منك الغفران والرحمة، علمنا ان نتشبه بالعشار لئلا ندان مع الفريسى وارحمنا وكل شعبك يا الله الرحوم محب البشر، أمين"

من الشعر والادب
"دافع عن المظلوم " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
دافع انت يارب عن المظلوم،
واخرس لسان الشرير اللى،
عليه بالشر يهيج ويقوم.
واقم العدل بقوة وحق،
فى اقرب ساعة ويوم.
من اجل صراخ المظلوم،
قوم يارب لئلا يعيره القوم،
ويقولوا فين الهه؟
أويغار من نجاح الاشرار
أو حبل رجاه ينقطع،
ويقول الله نسيني
وخلانى احيا مهموم.

قراءة مختارة  ليوم
الخميس الموافق 11/1
لو 1:6- 16
وَفِي السَّبْتِ الثَّانِي بَعْدَ الأَوَّلِ اجْتَازَ بَيْنَ الزُّرُوعِ. وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ السَّنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ وَهُمْ يَفْرُكُونَهَا بِأَيْدِيهِمْ. فَقَالَ لَهُمْ قَوْمٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ: «لِمَاذَا تَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي السُّبُوتِ؟» فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ وَلاَ هَذَا الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ، حِينَ جَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ؟كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ وَأَخَذَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ وَأَكَلَ، وَأَعْطَى الَّذِينَ مَعَهُ أَيْضاً، الَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ؟» وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً». وَفِي سَبْتٍ آخَرَ دَخَلَ الْمَجْمَعَ وَصَارَ يُعَلِّمُ. وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ الْيُمْنَى يَابِسَةٌ،وَكَانَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ يُرَاقِبُونَهُ هَلْ يَشْفِي فِي السَّبْتِ، لِكَيْ يَجِدُوا عَلَيْهِ شِكَايَةً. أَمَّا هُوَ فَعَلِمَ أَفْكَارَهُمْ، وَقَالَ لِلرَّجُلِ الَّذِي يَدُهُ يَابِسَةٌ: «قُمْ وَقِفْ فِي الْوَسْطِ». فَقَامَ وَوَقَفَ. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَسْأَلُكُمْ شَيْئاً: هَلْ يَحِلُّ فِي السَّبْتِ فِعْلُ الْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ الشَّرِّ؟ تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَوْ إِهْلاَكُهَا؟». ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى جَمِيعِهِمْ وَقَالَ لِلرَّجُلِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا. فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى. فَامْتَلأُوا حُمْقاً وَصَارُوا يَتَكَالَمُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ مَاذَا يَفْعَلُونَ بِيَسُوعَ وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ. وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ دَعَا تَلاَمِيذَهُ، وَاخْتَارَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِينَ سَمَّاهُمْ أَيْضاً «رُسُلاً»: سِمْعَانَ الَّذِي سَمَّاهُ أَيْضاً بُطْرُسَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ. يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فِيلُبُّسَ وَبَرْثُولَمَاوُسَ. مَتَّى وَتُومَا. يَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى وَسِمْعَانَ الَّذِي يُدْعَى الْغَيُورَ. يَهُوذَاأَخَا يَعْقُوبَ، وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ الَّذِي صَارَ مُسَلِّماً أَيْضاً. والمجد لله دائما
تأمل..
في السبت التالى لعيد الفصح، وكان يوماً معتبراً عند اليهود. فيما كان المسيح وتلاميذه يجتازون فى الحقول، جاعوا فأخذوا بعض السنابل الخضراء وفركوها بين أيديهم وأكلوا. فأعترض الفريسيون على التلاميذ لأنهم كسروا قوانين السبت، التى وضعها الشيوخ إذ منعوا فى تفسيرهم للسبت عملية الحصاد والتذرية، فاعتبر الفريسيون قطف السنابل عملية حصاد وفركها عملية تذرية. ومن هذا يظهر محاولتهم اصطياد خطأ وتشدد فى إدانة المسيح وتلاميذه. فرد المسيح على الفريسين بحادثة مذكورة عن داود ملكهم العظيم (1صم21: 1-6)، كيف عندما جاع اضطر هو وكل من معه أن يأكلوا من خبز التقدمة الذى لا يحل أكله إلا للكهنة، ليؤكد أن الضرورة لها وضع خاص وأن الشريعة وُضعت للإنسان لتفيده لا لتضره. فتفرغ الإنسان للعمل الروحى فى يوم السبت، ليس معناه أن يسقط خائراً من الجوع عندما لا يجد طعاماً إلا بعض السنابل التى فى أطراف الحقل والمسموح بأكلها للفقراء والمسافرين. فيجب ان نهتم أن نسلك بالروح لا بالحرف فى تنفيذ جميع الوصايا لنقترب من الله ونشعر بعشرته.
+ ثم أعلن لهم عن نفسه أنه إبن الإنسان، مؤكداً ناسوته وهو الإله المتأنس واضع شريعة العهد القديم، وهو رب داود ورب السبت الذى من سلطانه أن يسمح فى حالات خاصة بأعمال صغيرة فى السبت مثل هذه، كما سمح داود بسلطانه لمن معه أن يأكلوا خبز التقدمة. وهذا تأكيد للاهوته وناسوته. استمر المسيح فى تعاليمه الروحية بمجامع اليهود فى أيام السبوت، وكان حاضراً رجل يده اليمنى ضامرة ويابسة أى أعصابها ميتة. واليد تشير للحركة والعمل فهو يرمز لعجزهم عن العمل الروحى وقد أتى المسيح ليشفى عجزهم. أما الفريسيون، فلشرهم، راقبوا المسيح حتى يصطادوا عليه خطأ بحسب تفكيرهم، وهو شفاء هذا الرجل فى يوم السبت المحرم فيه العمل، إذ كانوا يعتبرون الشفاء ممارسة لعمل الطب والمحرم على الطبيب القيام به فى يوم السبت. وعلم أفكار الفريسيين دون أن يعلنوها. ولم يخف المسيح من شرهم، بل فى شجاعة بادر لعمل الخير بأقامة المريض فى وسط المجمع ليظهر ضعفه وحاجته للشفاء، ولكن قلوب الفريسيين القاسية لم تتحرك للعطف عليه. ثم ناقش المسيح الفريسيين ليهديهم إلى الحق، متسائلاً ماذا يليق بيوم الرب عندهم، وهو السبت، فعل الخير أى شفاء هذا المريض، أم فعل الشر وهو تفكيرهم الحاقد الذى يحاولون به إيجاد شكاية عليه.  ويقصد المسيح بشفاء المريض تخليص نفسه وليس فقط شفاءه، فعندما يُشفى يؤمن ويشكر الله ويبدأ فى عمل الخير بتحرك يده، ولكن إن تركه ولم يشفه يظل بضعفه الجسدى ولا يعرف المسيح الذى يجد فيه خلاصه. نظر إليهم يسوع منتظراً إجابة فسكت الجميع لعجزهم عن الرد، ثم أمر فشفى المريض. وهذه تعتبر معجزة خلق، إذ خلق أعصاباً حية، فتحولت اليد الضامرة إلى يد طبيعية تستطيع العمل. ورغم وضوح المعجزة التى تدعو الكل لتمجيد الله، سيطر الشر على قلوب الفريسيين، فصاروا فى جهل يبحثون كيف يتخلصون من المسيح. فإذا ملأ الشر قلب إنسان يدفعه لإيذاء غيره، وإذ يظن نفسه حكيماً يكون فى منتهى الجهل.
+ صعد السيد المسيح الى الجبل منفرداً ليبتعد عن الناس ويتمتع بالصلاة. وهو كإنسان محتاج للصلاة كما يحتاج للطعام، فهو ليس فقط إلهاً بل إنسانا أيضاً فى آن واحد. وصعوده للجبل يرمز للارتفاع عن الأرضيات والتفكير فى السمائيات. وبعد الصلاة طوال الليل بدأ النهار فالتقى بتلاميذه وكان عددهم كبيراً، فاختار منهم إثنى عشر ليكونوا تلاميذا خصوصيين له أكثر من الباقيين، وسماهم رسلاً لأنه سيرسلهم إلى العالم للتبشير بخلاصه. وواضح هنا إهتمام المسيح بالصلاة قبل الأعمال الهامة والقرارات الكبيرة، ليكون هذا قانوناً لنا فى حياتنا ألا نأخذ قراراً هاماً إلا بعد فترة صلاة كافية. وكذلك تظهر طريقة الدعوة للخدمة، فلابد أن تكون من الله شخصياً وليس من الإنسان نفسه، أى تختار الكنيسة خدامها ولا يدعو أحداً نفسه من نفسه خادماً. ثم دعا تلاميذه الإثنى عشر إثنين إثنين، وعدد إثنين يظهر أهمية المشاركة، والتعاون فى الخدمة. 

آية وقول وحكمة ليوم 31/10



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».}(لو 5 :  31-32)
قول لقديس..
(كان لاوي عشّارا يهيم وراء الكسب المرذول لا حّد لجشعه الممقوَّت، يزدري بقانون العدل والإنصاف، حبًا في تملك ما ليس له. فبهذه الخلق الذميمة اشتهر العشّارون، إلا أن المسيح اختطفه وهو غارق في بحر الإثم والرذيلة ودعاه إليه وأنقذه وخلصه، إذ ورد: "فقال له اتبعني فترك كل شيء وقام وتبعه"  فما أصدق بولس المغبوط وهو يصف المسيح بأنه "جاء إلى العالم ليخلص الخطاة" (1 تي 1: 15). أفلا ترون كيف أن كلمة الله الابن الوحيد وقد أخذ لنفسه جسدًا يردّ إلى نفسه عبيد إبليس ومن تسلط عليهم.) القدِّيس كيرلس الكبير

حكمة لليوم ..
+ عظم الرب العمل معنا وصرنا فرحين. (مز  126 :  3)
The Lord has done great things for us, And we are glad. ( Psa.126:3).
من صلوات الاباء..
"ايها الرب القادر ان تجذبنا من موضع الخطية والشر وتغير حياتنا بكلمتك المحيية ونعمتك الغنية ويا من ينظر لضعفنا وانطراحنا كمفلوج يحتاج صلوات القديسين عنه، قلبا نقيا اخلق فينا يا الله وروحا مستقيما جدد فى احشائنا، وكما غفرت خطايا المفلوج وانعمت عليه بالشفاء ودعوت لاوى من مكان الجباية ليكون تلميذا مختارا، عظم معنا الصنيع لنصير فرحين بعملك معنا واهتمامك بنا وسعيك الى خلاص كل نفس، أمين. "

من الشعر والادب
"بالإيمان البار يحيا " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
اللى عاوز يعمل خير،
وبيحب الله وخلاص الغير،
حتى لو الباب موصد والقفل كبير،
والناس زحمة وقليلة الرحمة،
واللى يقول وانا ماللى بالغير،
هيلاقى وسيله للاصلاح والتغيير.
وبالإيمان البار يحيا وسط الاشرار.
وما يهمه الذم ولا القال والقيل،
والله قادر يغير قلوب الناس والاحوال.
والمفلوج  ربنا يغفر خطاياه ،
ويشفى امراضه وبلاياه.
لما يشوف ثقتنا وايمانا بعطاياه.

قراءة مختارة  ليوم
الاربعاء الموافق 10/31
لو 17:5- 39
وَفِي أَحَدِ الأَيَّامِ كَانَ يُعَلِّمُ، وَكَانَ فَرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمُونَ لِلنَّامُوسِ جَالِسِينَ وَهُمْ قَدْ أَتَوْا مِنْ كُلِّ قَرْيَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ وَالْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ. وَكَانَتْ قُوَّةُ الرَّبِّ لِشِفَائِهِمْ. وَإِذَا بِرِجَالٍ يَحْمِلُونَ عَلَى فِرَاشٍ إِنْسَاناً مَفْلُوجاً، وَكَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا بِهِ وَيَضَعُوهُ أَمَامَهُ. وَلَمَّا لَمْ يَجِدُوا مِنْ أَيْنَ يَدْخُلُونَ بِهِ لِسَبَبِ الْجَمْعِ، صَعِدُوا عَلَى السَّطْحِ وَدَلَّوْهُ مَعَ الْفِرَاشِ مِنْ بَيْنِ الأَجُرِّ إِلَى الْوَسْطِ قُدَّامَ يَسُوعَ. فَلَمَّا رَأَى إِيمَانَهُمْ قَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الإِنْسَانُ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». فَابْتَدَأَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ يُفَكِّرُونَ قَائِلِينَ: «مَنْ هَذَا الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟» فَشَعَرَ يَسُوعُ بِأَفْكَارِهِمْ، وَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَاذَا تُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِكُمْ؟ أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ: مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَامْشِ؟ وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا»، قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «لَكَ أَقُولُ قُمْ وَاحْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!». فَفِي الْحَالِ قَامَ أَمَامَهُمْ، وَحَمَلَ مَا كَانَ مُضْطَجِعاً عَلَيْهِ، وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ. فَأَخَذَتِ الْجَمِيعَ حَيْرَةٌ وَمَجَّدُوا اللهَ، وَامْتَلأُوا خَوْفاً قَائِلِينَ: «إِنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا الْيَوْمَ عَجَائِبَ!». وَبَعْدَ هَذَا خَرَجَ فَنَظَرَ عَشَّاراً اسْمُهُ لاَوِي جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي».فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ وَتَبِعَهُ. وَصَنَعَ لَهُ لاَوِي ضِيَافَةً كَبِيرَةً فِي بَيْتِهِ. وَالَّذِينَ كَانُوا مُتَّكِئِينَ مَعَهُمْ كَانُوا جَمْعاً كَثِيراً مِنْ عَشَّارِينَ وَآخَرِينَ. فَتَذَمَّرَ كَتَبَتُهُمْ وَالْفَرِّيسِيُّونَ عَلَى تَلاَمِيذِهِ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ عَشَّارِينَ وَخُطَاةٍ؟» فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ». وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا كَثِيراً وَيُقَدِّمُونَ طِلْبَاتٍ، وَكَذَلِكَ تَلاَمِيذُ الْفَرِّيسِيِّينَ أَيْضاً، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ؟» فَقَالَ لَهُمْ:«أَتَقْدِرُونَ أَنْ تَجْعَلُوا بَنِي الْعُرْسِ يَصُومُونَ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلَكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ». وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً: «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيدٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيقٍ، وَإِلاَّ فَالْجَدِيدُ يَشُقُّهُ، وَالْعَتِيقُ لاَ تُوافِقُهُ الرُّقْعَةُ الَّتِي مِنَ الْجَدِيدِ. وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ لِئَلاَّ تَشُقَّ الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ الزِّقَاقَ، فَهِيَ تُهْرَقُ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ، فَتُحْفَظُ جَمِيعاً. وَلَيْسَ أَحَدٌ إِذَا شَرِبَ الْعَتِيقَ يُرِيدُ لِلْوَقْتِ الْجَدِيدَ، لأَنَّهُ يَقُولُ: الْعَتِيقُ أَطْيَبُ».والمجد لله دائما
تأمل..
+ جاء السيد المسيح أحد بيوت كفرناحوم، وكان بين المجتمعين حوله مجموعة من الفريسيين ومجموعة أيضاً من معلمى الناموس، وهم حرفيون فى تمسكهم بالشريعة دون جوهرها. وقد أتوا من بلاد مختلفة ليفحصوا تعاليم المسيح ويحكموا عليها، فكانوا جالسين بكبرياء يراقبونه. وقد اجتمع عدد كبير من اليهود من قرى الجليل المحيطة بكفر ناحوم بل أيضاً من قرى اليهودية وهى التى تقع جنوب الجليل وقدموا له مرضى كثيرين فشفاهم، فتعجب الناس من قوة الله التى فيه. ومن بين المرضى الكثيرين الذين ازدحموا حول المسيح، حضر أربعة رجال يحملون مشلولاً على فراشه، وبسبب الزحام حول الباب لم يجدوا طريقة للوصول إلى المسيح إلا الصعود فوق السطح من السلم الخلفى. وكانت توجد فتحة فى السقف يغطونها بالأخشاب فى الشتاء ويرفعونها فى الصيف، فرفعوا هذه الألواح الخشبية الموجودة بين الطوب الآجرُ وربطوا فراش المشلول ودلوه من السقف، فنزل قدام رب المجد يسوع. فلما رأى المسيح الإيمان العملى لهؤلاء الأصدقاء الأربعة، اهتم جداً بشفاعتهم العملية فى صديقهم، فمنحه غفران خطاياه الذى هو السبب الحقيقى لمرضه. فهو يقطع المرض من جذوره وأصله، وهذا يؤكد لاهوته وسلطانه على غفران الخطايا لأنه لا يستطيع ذلك إلا الله. ليس معنى هذا عدم إيمان المشلول، بل عجزه عن الحركة والكلام لم يعطه فرصة أن يعبر عن إيمانه، ولكن قبوله وهو فى هذه الحالة الصحية السيئة أن يخرج من بيته، ويدخل بين الزحام، ويصعدوا به إلى السطح ويربطوا السرير ويدلوه، متحملاً هذا التعب واحتمال سقوطه أثناء تدليته. كل هذا يؤكد رغبته فى الشفاء وإيمانه. ان احتمالنا للآلام برضى يؤكد محبتنا وإيماننا بالله. وتشفعنا بالقديسين كأصدقاء يفرح قلب الله ويستجيب لطلباتهم.
+ واذ تضايق الكتبة والفريسيون من كلام المسيح، معلنين أن من يغفر الخطايا هو الله وحده، فكيف يأمر المسيح بغفران الخطايا؟ فعلم المسيح أفكارهم ولا يعلم أفكار الإنسان الداخلية إلا الله، فهذا إثبات للاهوت المسيح الذى عاتبهم على شكوكهم. سأل المسيح الكتبة والفريسين عن أى الأمور أسهل، غفران الخطايا أم الشفاء الجسدى؟. بالطبع الشفاء الجسدى، فالمسيح قد صنع الأعظم وهو غفران الخطية، ولكن لكى يرد على شكوكهم ويؤكد لاهوته وسلطانه، أعطى الشفاء للمشلول بكلمة واحدة ليقوم ويحمل سريره. إن محبة الله لك قوية ومستمرة، تشعر بها واضحة فى الكتاب المقدس والصلاة والأسرار المقدسة، ولكنه يؤكدها لنا بعطايا كثيرة لعلنا نفهم محبته اللانهائية لنا لذا ينبغى أن نشكره كل حين على عطاياه، ونشترك مع الكنيسة فى تسبيحه.
+ جلس متى العشار ليجبى الضرائب وقد دعاه القديس لوقا البشير بإسمه الآخر وهو لاوى، تكريماً له ليعيده إلى وظيفته الأولى العظيمة وهى الخدمة، فقد كان سبط لاوى كله مخصصاً لخدمة الهيكل، ودعاه المسيح ليتبعه، فترك وظيفته بكل ما يتصل بها من مكاسب مادية ومركز عظيم، وتبع المسيح مفضلاً المكسب الروحى عن المادى. فلكي ما تفرغ وقتا لله، ستضطر لترك بعض راحتك وانشغالاتك ومكاسبك المادية. فهل المسيح فى نظرك يستحق هذا؟ وإذ فرح لاوى (متى) بتبعيته للمسيح، فكر أيضاً فى زملائه العشارين وأصدقائه الخطاة الذين عبر عنهم هنا لوقا قائلاً آخرين، وكيف يجذبهم لتبعية المسيح. فصنع وليمة فى بيته جمع فيها كل هؤلاء، ودعا إليها المسيح واثقاً أن تعالميه ستؤثر حتما فيهم وتقودهم للتوبة. فهل تشعر بمسؤليتك نحو أفراد اسرتك وأصدقائك وجيرانك وزملائك فى العمل؟ كيف تحاول جذبهم لمحبة الله والارتباط به؟ واذ تضايق الفريسيون والكتبة، من اختلاط المسيح بالخطاة وأعلنوا ذلك. ولكن لحرجهم أن يقولوا هذا للمسيح أعلنوه لتلاميذه، وهم يفكرون فقط فى منظرهم ورأى الناس فيهم وليس خلاص الآخرين. فأوضح المسيح لهم أن الخطية هى ضعف ومرض، فيحتاج الخطاة أن نشقف عليهم ونعالجهم وليس أن نبتعد عنهم. وهو الطبيب الحقيقى الذى أتى إلى العالم ليشفى كل الساقطين فى مرض الخطية. أما من يظنون أنهم أصحاء أو أبرار بكبريائهم، فهؤلاء لا فائدة لهم من تعاليم المسيح إن لم يتوبوا أولاً عن برهم الذاتى، وهذا قد يأتى إذا سقطوا فى تجربة شديدة. فلنشفق على الخطاة ونصلى لأجلهم حتى لو كانت خطيتهم الإساءة إلينا، بل ليتنا نقدم محبتنا لهم فنخجلهم ونجذبهم للمسيح.
+ سألوا السيد المسيح لماذ لا يصوم تلاميذه مع تمسك تلاميذ يوحنا والفريسيين بذلك فى اعتراض على المسيح وتلاميذه وقد أعطى المسيح فى إجابته مثلاً عن العريس والعرس. فكما يفرح أهل العرس بعريسهم، هكذا أيضاً تلاميذ المسيح يفرحون روحياً بمعاينتهم له، ولكن عندما يذهب العريس يستطيع بنو العرس أن يصوموا. وكذلك تلاميذ المسيح، عندما يصعد إلى السماء يشعرون بضعفهم واحتياجهم، فيصومون بزهد وصلوات كثيرة، فيعطيهم الله معرفته ومعاينته روحيا. وتطبيقاً لذلك نصوم صوم الرسل بعد صعود المسيح وعيد حلول الروح القدس. ثم عالج المسيح مشكلة الفريسيين والناموسيين المتمسكين بحرفية الناموس دون جوهره، وكيف أن ممارستهم الروحية غير مقبولة مادام قلبهم غير نقى. وأوضح ذلك بمثال وهو معالجة ثوب عتيق بوضع رقعة جديدة فيه، فهذا لا يفيده بل يضره لأن القطعة الجديدة قماشها قوى أما أنسجة العتيق فضعيفه فتتقطع عندما نخيط فيها الرقعة الجديدة، ويزداد الثوب القديم رداءة وتمزقا. كذلك إن لم تتجدد حياة الإنسان بالتوبة والإيمان بالمسيح، لا تفيده ممارساته الروحية من صلوات وأصوام أو أى عمل روحى. ثم أكد نفس المعنى فى الآية السابقة بمثال جديد هو وضع خمر جديد فى زقاق عتيق. والزقاق هى إناء يوضع فيه الخمر يعمل من جلد الماعز، والخمر إذا ترك فترة فى الزقاق يختمر فيتمدد، فإذا كانت الزقاق عتيقة تكون جافة وفقدت مرونتها حينئذ تنشق ، أما الخمر فتهرق وتنسكب وتضيع. فلذلك يضعون خمراً جديدة فى زقاق جديدة تكون لها المرونة والتمدد إذا زاد حجم الخمر داخلها. وهكذا أيضاً النفس المتجددة بالمسيح فى حياة روحية، تستفيد وتتوافق مع الممارسات الروحية.

الاثنين، 29 أكتوبر 2012

آية وقول وحكمة ليوم 30/10



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{ مبارك انت ايها الناظر الاعماق الجالس على الكروبين ومسبح ورفيع الى الدهور} (دا  3 :  55)
قول لقديس..
( امتلأت شباكهم سمكًا عن طريق المعجزة، وذلك ليثق التلاميذ بأن عملهم التبشيري لا يضيع سدى وهم يلقون شباكهم على غير المؤمنين والضالين. ولكن لاحظوا عجز سمعان ورفاقه عن جذب الشبكة، فوقفوا مبهوتين مذعورين صامتين، وأشاروا بأيديهم إلى إخوانهم على الشاطئ ليمدوا إليهم يد المساعدة. ومعنى ذلك أن كثيرين ساعدوا الرسل القدِّيسين في ميدان عملهم التبشيري، ولا زالوا يعملون بجدٍ ونشاط وخصوصًا في استيعاب معاني آيات الإنجيل الساميّة، بينما آخرون من معلمي الشعب ورعاته برزوا في فهم تعاليم الحق الصحيحة. لا زالت الشبكة مطروحة والمسيح يملأها بمن يخدمه من أولئك الغارقين في بحار العالم العاصفة والثائرة.) القديس كيرلس الكبير

حكمة لليوم ..
+ يعود يرحمنا يدوس اثامنا وتطرح في اعماق البحر جميع خطاياهم (مي  7 :  19)
will subdue our iniquities.  He will again have compassion on us, And
You will cast all our sins into the depths of the sea (Mic 7:19)
من صلوات الاباء..
" لقد تعبنا الليل كله ولم نصطاد شئ، وآكل الجراد من أعمارنا الاخضر واليابس، ولكن لنا فيك رجاء ايها الراعى الصالح، اله التعويضات والهزيع الاخير ان تأتى الينا وتدخل بنا الى أعماق التوبة والإيمان والمحبة والرجاء فتثمر حياتنا وتزدهر اجسادنا وتفرح ارواحنا  ونفوسنا بعمل نعمتك ونشعر اننا لاشئ امام عملك الكبير والصيد الكثير والحصاد الوفير. فيتحول حزنا الى فرح وتعبنا بك الى راحة ويأسنا الى رجاء وضعفنا الى قوة. نعم تعود فترحمنا وتطرح الى اعماق البحر خطايانا وتقوى ايمان الرعاة والرعية يا ذو القدرة والحكمة ومصدر كل عزاء، أمين"

من الشعر والادب
" الصيد الكثير" للأب أفرايم الأنبا بيشوى
مهما كان الامر عسير،
وتعبنا نهار وليل بدون تيسير،
والشبكة فاضية والجيب خاوى،
والبيت هاوى والقلب كسير.
والنفس احتارت ملها دليل،
ريح وحروب وهول الليل.
يجئ الرب القادر على التدبير،
يأمر ونطيع وتحل البركة ،
 والفرحة تعم ومعاها الخير.
دا بالإيمان الشمس تبان ،
والحق والرحمة نعاين،
والراعى الصالح يعمل تغيير.

قراءة مختارة  ليوم
الثلاثاء الموافق 10/30
لو1:5- 16
وَإِذْ كَانَ الْجَمْعُ يَزْدَحِمُ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ كَلِمَةَ اللهِ، كَانَ وَاقِفاً عِنْدَ بُحَيْرَةِ جَنِّيسَارَتَ.  فَرَأَى سَفِينَتَيْنِ وَاقِفَتَيْنِ عِنْدَ الْبُحَيْرَةِ، وَالصَّيَّادُونَ قَدْ خَرَجُوا مِنْهُمَا وَغَسَلُوا الشِّبَاكَ. فَدَخَلَ إِحْدَى السَّفِينَتَيْنِ الَّتِي كَانَتْ لِسِمْعَانَ، وَسَأَلَهُ أَنْ يُبْعِدَ قَلِيلاً عَنِ الْبَرِّ. ثُمَّ جَلَسَ وَصَارَ يُعَلِّمُ الْجُمُوعَ مِنَ السَّفِينَةِ. وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ قَالَ لِسِمْعَانَ: «ابْعُدْ إِلَى الْعُمْقِ وَأَلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ».فَأَجَابَ سِمْعَانُ وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئاً. وَلَكِنْ عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشَّبَكَةَ».وَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ أَمْسَكُوا سَمَكاً كَثِيراً جِدّاً، فَصَارَتْ شَبَكَتُهُمْ تَتَخَرَّقُ. فَأَشَارُوا إِلَى شُرَكَائِهِمُ الَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ الأُخْرَى أَنْ يَأْتُوا وَيُسَاعِدُوهُمْ. فَأَتَوْا وَمَلأُوا السَّفِينَتَيْنِ حَتَّى أَخَذَتَا فِي الْغَرَقِ. فَلَمَّا رَأَى سِمْعَانُ بُطْرُسُ ذَلِكَ خَرَّ عِنْدَ رُكْبَتَيْ يَسُوعَ قَائِلاً: «اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَارَبُّ، لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ».إِذِ اعْتَرَتْهُ وَجمِيعَ الَّذِينَ مَعَهُ دَهْشَةٌ عَلَى صَيْدِ السَّمَكِ الَّذِي أَخَذُوهُ. وَكَذَلِكَ أَيْضاً يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ابْنَا زَبْدِي اللَّذَانِ كَانَا شَرِيكَيْ سِمْعَانَ. فَقَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ: «لاَ تَخَفْ! مِنَ الآنَ تَكُونُ تَصْطَادُ النَّاسَ!» وَلَمَّا جَاءُوا بِالسَّفِينَتَيْنِ إِلَى الْبَرِّ تَرَكُوا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعُوهُ. وَكَانَ فِي إِحْدَى الْمُدُنِ، فَإِذَا رَجُلٌ مَمْلُوءٌ بَرَصاً. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: «يَا سَيِّدُ، إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي». فَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلاً: «أُرِيدُ، فَاطْهُرْ!». وَلِلْوَقْتِ ذَهَبَ عَنْهُ الْبَرَصُ. فَأَوْصَاهُ أَنْ لاَ يَقُولَ لأَحَدٍ. بَلِ «امْضِ وَأَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ، وَقَدِّمْ عَنْ تَطْهِيرِكَ كَمَا أَمَرَ مُوسَى شَهَادَةً لَهُمْ». فَذَاعَ الْخَبَرُ عَنْهُ أَكْثَرَ. فَاجْتَمَعَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ لِكَيْ يَسْمَعُوا وَيُشْفَوْا بِهِ مِنْ أَمْرَاضِهِمْ. وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي الْبَرَارِي وَيُصَلِّي. والمجد لله دائما
تأمل..
+  تبعت الجموع  المعلم الصالح إينما ذهب من أجل تعاليمه المؤثرة وعنايته بهم وشفائه لامراضهم، وتحريرهم من الشياطين. وعندما كان على بحيرة طبرية فى بداية اليوم حيث عاد الصيادون بسفنهم من الصيد ليلاً، وغسلوا شباكهم من الأعشاب العالقة استعداداً للصيد فى غروب اليوم، وكانوا مزمعين أن يذهبوا إلى بيوتهم ليستريحوا. كانت هناك سفينتان إحداهما لسمعان وأخوه أندراوس، والثانية ليعقوب ويوحنا إبنى زبدى. فدخل السيد المسيح سفينة سمعان بطرس، وطلب منه أن يبعد قليلاً عن البر حيث إزدحمت الجموع، ووقف يعلم من السفينة تعاليمه الروحية المؤثرة. وكان سمعان قد تعرف عليه قبلاً وزار المسيح بيته، ولكنه لم يكن قد ترك كل شئ وتبعه بعد وكان سمعان وأخوه أندراوس فى حزن بسبب عدم صيد السمك فى هذه الليلة، فبعدما سمعا تعاليم المسيح، استراحت قلوبهم، ولكن المسيح لن ينسَ احتياجهم المادى، فطلب منهما أن يدخلا بالسفينة إلى عمق البحر. فعندما نهتم بالله وخدمته ، فلنثق أنه يهتم بامورنا المادية ولا يهملها.
+ لقد دعاء الرب تلاميذه الى العمق والقاء الشباك للصيد وقد كان أمر المسيح غريباً على سمعان لأنه تعب طوال الليل ولم يجد سمكاً بالبحر فى الأماكن التى يعرفها بخبرته، وفى الوقت المناسب للصيد الذى هو الليل. ولكن تأثر سمعان بطرس  بمعجزات المسيح وتعاليمه، جعلته يطيعهُ أكثر من عقله وخبرته. عندما أطاع سمعان، فوجئ بامتلاء الشبكة بسمك كثير لم يكن يتوقعه، وإذ كادت الشبكة تتمزق من كثرة السمك، أنزلوه منها فى السفينة فامتلأت. ونادا على صديقيهما يعقوب ويوحنا، فأتيا بسفينتهما وملأوها أيضاً. وكادت السفينتان تغرقان من كثرة السمك، وجروا الشبكة أيضاً بما بقى فيها من سمك، وبالكاد وصلوا إلى الشاطئ بصيدهم العظيم. إن تعبنا وحده بدون المسيح لا يفيد، ولكن أن أطعنا الرب فى جهادنا الروحى، فتاتى علينا بركته الوفيرة غير المتوقعة التى تشبع الروح والجسد . وإن حققنا نجاحاً كبيراً، فلنشكر الله صاحب الفضل ونتواضع امامه. فأمام قوة المسيح ولاهوته الظاهر فى أمره للسمك فيطيعه ضداً للقوانين الطبيعية، شعر سمعان بضعفه وخطاياه، فسجد أمام المسيح معلناً عدم استحقاقه أن يوجد فى سفينته، وقال له أخرج من سفينتى، إذ شعر أن مكانه هو المجد فى السماء، وليس الوجود على الأرض فى سفينة حقيرة مثل هذه. وبعد ان أكد له الرب الدعوة مرة ثانية، والتى دعا فيها ليس فقط سمعان بل أندراوس أيضاً ويعقوب ويوحنا إبنى زبدى، بدليل قوله تبعوه، حينئذ تركوا كل شئ بإيمان وطاعة جديدة، بل وفرحوا أيضاً. إن الله يطيل أناته علينا حتى نثق فيه ونتبعه ونتمتع ببركاته وخدمته.
+ كان مرض البرص وهو يشبه الجزام والبهاق حالياً رمزاً  للنجاسة. ومن يصاب به بحسب شريعة موسى كان يعزل خارج الجماعة ولا يمسه أحد لئلا يتنجس. ولكن إذ سمع هذا الأبرص عن المسيح وشفائه للمرض، آمن واخترق الجموع، مع أن البرص كما يقرر الطبيب لوقا كان منتشراً فى جسمه، وسجد بإتضاع أمامه وطلب من السيد المسيح برقة وإيمان (ان اردت تقدر ان تطهرنى). كان يقدر السيد المسيح أن يشفيه بكلمة، ولكنه لمسه ليظهر لاهوته فى سلطانه على المرض وحنانه على الأبرص. وفى نفس الوقت فهو ليس ضد الشريعة إذ أرسله إلى الكاهن ليتمم الشريعة. وامره ان يرى نفسه للكاهن ويقدم عن تطهيره ذبيحة إعلاناً لتوبته وعزمه على عدم الرجوع للخطية، ورمزاً لفداء المسيح الذى يرفع عنا كل خطايانا. ولأن المسيح لا يريد المظاهر والشهرة، قال للأبرص أن لا يخبر أحداً بل يتمم الشريعة التى تقضى بأن الأبرص إذا شفى، يذهب للكاهن ليفحصه ويتأكد من شفائه ويعطيه شهادة بذلك قبل أن يخالط أحداً. ولكن إذ سمعت الجموع بخبر شفاء الأبرص، شعرواً أن هذا هو المسيا لأن الأنبياء قد تنبأوا بأن من أعماله أن يشفى بالتحديد هذا المرض لصعوبته فتزاحمت الجموع حول المسيح طلباً لشفاء أمراضهم.
+ ورغم اهتمام المسيح بشفاء المرضى وخدمة الجموع، لكنه يعلمنا ألا ننشغل عن الصلاة والاختلاء بالله فى هدوء بعيداً عن الناس، لأن هذا هو الزاد الروحى الذى يقوينا لنستطيع أن نخدم الآخرين ونواجه مشاكل الحياة. علينا اذن ان نؤمن بقوة الله القادرة على حل مشاكلنا، فنلتجأ إليه باتضاع  وإيمان ونثق أنه سيرفع عنا كل متاعبنا، ولنكن مستعدين لترك كل خطايانا بالتوبة ونطلب معونته لتسندنا أيضاً حتى نتخلص منها مهما كانت صعبة.

حياتنا رسالة وهدف



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

رسالتنا فى الحياة ..
 + لقد خلقنا الله لأعمال صالحة يجب ان نقوم بها ونؤديها، وكما ان اي صانع لمعدة ما يكون له هدف  وتصور من صناعتها ، ويسعى ان تحقق هذه الالة هدفها والا تصبح معطله وعديمة القيمة ، حينئذ يعمل على إصلاحها والا تباع فى سوق الخردة ليتم تدويرها الى شئ اخر او تلقى بين المهملات.  ان محبة الله الغافرة والصابرة تعمل على تقويمنا وتهذيبنا وإصلاحنا لنكون أمناء على الوزنات المعطاة لنا وننميها ونربح بها أنفسنا وأخوتنا وملكوته السماوي { من يحب نفسه يهلكها ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها الى حياة ابدية} (يو 12 : 25) . علينا اذن ان نفكر ونعمل من أجل معرفة الهدف الذى يريده الله من وجودنا وتقييم حياتنا ومحاسبة أنفسنا لاسيما ان العمر يمضى وتجرى بنا السنين والايام فحياتنا أوقات ومن يضيع أوقاته يضيع حياته ومن يستغلها حسنا فى محبته لله والخير والغير  ويحيا حياة الفضيلة والبر فانه ينال إكليل الحياة { جاهد جهاد الايمان الحسن وامسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا واعترفت الاعتراف الحسن امام شهود كثيرين} (1تي  6 :  12).
+  لا يستهين أحد منا بقدراته وإمكانياته .اننا فى يد الله نستطيع ان نكون قوة وبركة فخمسة ارغفة صغيرة لدى فتى قدمها ليد الرب القدير أشبعت خمسة الاف رجل ماعدا النساء والأطفال ورجل غريب فى بلد بعيد قديما هو يونان النبي الهارب قاد المدينة كلها للخلاص { واختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء واختار الله ادنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود} (1كو  1 :  27-28) . لقد تعلل موسى النبي عندما كلمة الله ان يذهب الى مصر لاخراج الشعب من العبودية بانه ثقيل الفم واللسان ورفض المهمة وعاد الله يلح عليه ويقدم له البراهين حتى أقنعه وهل كان الله عاجز عن إخراج الشعب بغير موسى ؟ كلا طبعا ! ولكن الله يريد ان يشركنا معه فى العمل. كما رفض إرميا النبي الدعوة محتجا بصغر سنه {فكانت كلمة الرب الي قائلا. قبلما صورتك في البطن عرفتك و قبلما خرجت من الرحم قدستك جعلتك نبيا للشعوب. فقلت اه يا سيد الرب اني لا اعرف ان اتكلم لاني ولد. فقال الرب لي لا تقل اني ولد لانك الى كل من ارسلك اليه تذهب وتتكلم بكل ما امرك به. لا تخف من وجوههم لاني انا معك لانقذك يقول الرب. ومد الرب يده ولمس فمي وقال الرب لي ها قد جعلت كلامي في فمك. انظر قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس} (ار4:1-)10. ولقد استخدمه الله بقوة لينادى فى الشعب بالرجوع الى الله ونادى بالتوبة بالدموع والكلمة والحكمة والمثل . وكل واحد منا مدعو للإشتراك فى كل عمل صالح والقيام برسالة سامية على الارض وفى مجتمعه.
+ لقد جاء السيد المسيح ليهبنا حياة أفضل على الأرض وفى النهاية الحياة الأبدية السعيدة { وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته} (يو  17 :  3) ان معرفتنا لله هي حياة ابدية كما ان نمونا فى هذه الحياة بالتلمذة والمحبة ومعرفة مشيئة الله وتتميمها فى حياتنا واجب علينا الى ان نصل الى حياة المحبة والإتحاد بالله والشهادة لفضل من نقلنا من عالم الظلمة الى نوره الحقيقي. يجب ان نكون رائحة المسيح الذكية للذين يخلصون وحتى من لا يؤمنون ويهلكون   { شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان. لاننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون. لهؤلاء رائحة موت لموت ولاولئك رائحة حياة لحياة ومن هو كفوء لهذه الامور} (2كو14:2-16). ولكن علينا ان نحيا ونعمل كسفراء للسماء { اذا نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله (2كو  5 :  20). اننا لكي نكون هكذا سفراء يجب ان نجيد لغة أهل السماء وان يكون لدينا المهارات اللازمة  والاتصال الدائم بالسماء وفى ذات الوقت ان نكون واعين بالمجتمع الذي نحيا فيها ومتطلباته وهمومه ومصالحه ونرفع بذلك كل يوم صلواتنا وهموم مجتمعنا لله وفى ذات الوقت نسعى لتحقيق دعوة الله للتوبة والمصالحة والسلام  وتحقيق ملكوت الله على الأرض.
+ المؤمن الحقيقي  يقترب من الله وتعاليمه ومحبته كنور للعالم { ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة }(يو  8 :  12). ومن هذا النور ينهل ويتعلم ويحيا وكما يستمد القمر نوره من الشمس وينير ليلا هكذا نحن ناخذ من نور المسيح ونستنير وننير للأخرين {انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل} (مت  5 :  14). نحن نستنير بالإيمان والتوبة المستمرة وبكلمة الله وبالمحبة العاملة فينا وبقيادة روح الله لنا وباعمالنا الصالحة نشهد لإيماننا العامل بالمحبة {  فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة و يمجدوا اباكم الذي في السماوات} (مت  5 :  16).
+ الإنسان المؤمن ضرورة لحياة مجتمعه  يعطيه مذاقة روحية ويسهم بقوة فى حفظ العالم من الفساد ويجعل مجتمعه مقبولا فى عين الله . وكما نحتاج الى الملح فى الطعام فنحن نحتاج للمؤمن فى العالم    { انتم ملح الارض ولكن ان فسد الملح فبماذا يملح لا يصلح بعد لشيء الا لان يطرح خارجا ويداس من الناس }(مت  5 :  13) . فلكل منا دوره فى أسرته وكنيسته ومجتمعه وكلما كان لنا النضج الروحي كلمنا ساهمنا فى تقدم المجتمع الذى نحيا فيه وإساعده وجعله يقترب أكثر الى الله والى الكمال النسبي الذى يريده لنا الله . نحن بالمحبة الروحية للأخرين نشهد للنور الذى فينا فالله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله ، والله فيه . نقبل الآخرين كما هم كما قبلنا السيد المسيح لمجد الله الاب فى مرونة وإنسجام حتى من يعارضنا مصلين من أجل الجميع ، نؤثر فى من حولنا ونقبل ما يتوافق مع مبادئنا ونرفض فى أدب ما يتعارض مع أخلاقنا وقيمنا المسيحية . نخدم فى محبة للجميع من كل القلب ، نحب الله والناس ونبذل من وقتنا ومالنا ومشاعرنا كل الوقت على قدر طاقتنا دون إنتظار لمقابل من أحد فناخذ المكافاة من الله واثقين ان حتى كأس الماء المقدم للغير فى محبة لا يضيع أجره .

لحياتنا قيمة ومعنى ...

+ لقد خلقنا على صورة الله ومثاله { فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا وانثى خلقهم } (تك  1 :  27) . خلقنا الله بروح خالده لا تفنى بل بعد الموت تنتقل الروح وترجع الى خالقها لتحيا الى الأبد . وجعل الله للإنسان سلطانا على كل الكائنات الحية الأخرى بل ان كل المخترعات الحديثة فى مجال الهندسة والطب والصناعة والتكنولوجيا والعلوم تشهد على عظمة الخالق فى الإنسان كاهن الخليقة وتاجها. وعندما سقط الإنسان وتمرد وطرد من الفردوس تعهده الله بالأنبياء وفى ملء الزمان تجسد الإبن الوحيد ليعلن لنا محبة الله { لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية} (يو  3 :  16). وقد أقتنانا له بالدم الثمين على عود الصليب { لانكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في اجسادكم  وفي ارواحكم التي هي لله} (1كو  6 :  20) {قد اشتريتم بثمن فلا تصيروا عبيدا للناس} (1كو 7 : 23).
+ انت سواء كبير أم صغير ، رجل أم أمراة، وذو وظيفة او عمل مرموق أو بسيط ، مخلوق لاعمال صالحة لتعملها فلا تنسى اذن قيمتك ثمينة لدي الله وحياتك رحلة موقته فى كوكب الارض وسترجع قريبا الى وطنك السماوي وهنا لديك الفرصة والوقت للتوبة والرجوع الى الله والإيمان بمحبته الغافرة والمحررة ومن ثم الأثمار حسب طاقاتك ومواهبك وعطايا الله لك { لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها} (اف  2 :  10). فانظر كيف تودى عملك بامانة وإخلاص ، وان تكون أمين مع اسرتك واقربائك وكنيستك ومجتمعك ، تحيا فى إنفتاح على الجميع دون تطرف او تسيب او إنغلاق مرضى. فى حكمة مع الجميع دون ان تتنازل عن مبادئك او تحيد عن أخلاقك وتحب الكل مشفقا على الخطاة والمرضى والمحتاجين والمتألمين فرحا مع الفرحين وحزنا مع الحزانى ويجب ان نفرق بين كراهيتنا للخطية ومحبتنا للخطاة وسعينا من اجل خلاصهم من شرورهم.
+ انت تعطى لحياتك قيمة ايضا بما تملك من مواهب وقدرات ووزنات تنميها وتخدم بها الآخرين وتسعدهم لتكون عضوا فعالا فى اسرتك وكنيستك ومجتمعك . أقبل نفسك كما هى كما قبلها المسيح له المجد وأعرف المجالات التي يمكنك التفوق فيها وعليك بتنميتها واستخدمها حسنا وعالج أخطائك واقلع عن خطاياك وآثامك ، وأكتسب عادات إيجابية فى حياتك ومع الوقت تصبح من طباعك. أحبب نفسك محبة سليمة دون أنانية أو تدليل او قسوة مهذبا نفسك بالحكمة واسلك بتواضع قلب مع الجميع فى محبة بدون رياء . أهتم بصحتك الجسدية كوزنة من الله تحمل روحك وإنسانك الداخلي وأهتم بعقلك واستنارته مداوما على التعلم والمعرفة وتطبيقها فى حياتك { لاحظ نفسك و التعليم و داوم على ذلك لانك اذا فعلت هذا تخلص نفسك و الذين يسمعونك ايضا }(1تي  4 :  16).أهتم بروحك وتقويتها بالصلاة والصوم والاسرار المقدسة . أعمل على إكتساب مهارات جديدة فى مجال عملك وقم بتأديته فى محبة فليس المهم ان تعمل ما تحب بل الأهم ان تحب اي عمل تقوم به فرحا بما وهبك الله من وقت وعلاقات مستغلا كل الفرص المتاحة لتقدم الخدمة فى روحانية ومحبة للجميع .
+ علاقاتك بالناس تعطى لحياتك معنى وقيمة ويكون هدفك في علاقاتك هو خلاص نفسك ومن حولك فالخدمات او الحوارات او اللقاءات تكون لها هدف سامى دون جدل عقيم أو نميمة منفرة . المحبة الحقيقة لا تحسد ولا تتفاخر ولا تحتد او تقبح او تظن السوء ، المحبة تحتمل وتصبر حتى ان تعرضت للتجريح أو الإساءة أو الظلم بل تدافع عن الحق فى أدب وتواضع لا بهدف كسب الجدال بل بهدف كسب القلوب والنفوس . نحن نعلم انه  قد لا نستطيع ان نغير الأخرين لاسيما المعاندين والكارهين ولكن يجب ان نعمل على ان لا نزيد العداوة مصلين من أجلهم ومحاولين على قدر إستطاعتنا مسالمة جميع الناس وتغييرهم وتحويلهم الى اصدقاء متى أمكن ذلك . المسيحي لا يكره او يعادى أحد عالما { فان مصارعتنا ليست مع دم و لحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماويات} (اف  6 :  12) . وكما يعلمنا الكتاب المقدس { فان جاع عدوك فاطعمه و ان عطش فاسقه لانك ان فعلت هذا تجمع جمر نار على راسه }(رو  12 :  20). وليست ذلك يعنى انك تريد إحراق عدوك ولكن عندما تعمل معه الخير فانه سيشعر بالذنب ويرجع عن خطئه فقديما كان المذنب او حتى القاتل ياتي بثياب كفنه ووعاء فيه نار على راسه ويذهب الى اهل المعتدي عليه طالبا المغفرة والصفح وكانه يقول انى استحق الموت والحرق ولكنني جئت طالبا المغفرة والسماح فيصفح عنه .
اذن كل يوم فى حياتك فرصة عظيمة لتنمية نفسك وعلاقاتك بالأخرين سواء فى محيط الأسرة الصغيرة أو العائلة او الكنيسة او العمل او المجتمع الذى تنتمى اليه ، تحبهم فتخدمهم ولديك فرصة للنمو فى محبة الله ومعرفته الى ان تصل الى الشركة والصداقة الدائمة معه . عالما انك ابنا لله وهو جاء ليهبك الحياة الفاضلة على الارض والابدية السعيدة فى السماء {وانا اعطيها حياة ابدية ولن تهلك الى الابد ولا يخطفها احد من يدي} (يو  10 :  28) فلتقل اذن كما قال القديس بولس الرسول { لان لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح }(في  1 :  21). { الروح والعروس يقولان تعال ومن يسمع فليقل تعال ومن يعطش فليات ومن يرد فلياخذ ماء حياة مجانا} (رؤ  22 :  17).
انت يالله تعطى حياتي القيمة العظمى ..
+ ايها الرب الهى يا من خلقتني إنسان كمحب للبشر ووهبتني نعمة العقل الواعي والروح الخلاقة والجسد المتقن ووهبتني علم معرفتك والتعلم من وصاياك ومن عمق محبتك جعلتني ابنا لك بالتبني والنعمة أشكرك على كل مواهبك وعطاياك وأصلى لتهبني الحكمة والنعمة والقوة لأفهم رسالتي فى الحياة واقوم بها كالتزام وواجب ومهمة ومسئولية فى محبة لك وللغير ولصنع الخير .
+ انت تريدني اكون سفيرا للسماء اسعى نحو معرفة اراتك وان أعملها داعيا فى حكمة لمعرفتك ، ومقدما للأخرين القدوة والمثل فى الكلام والايمان والصمت والعمل والتصرف فلتهبني ايضا يارب كل الإمكانيات والنعم الغزيرة والثمار والمواهب الروحية التي تجعلني أهلا للقيام بدوري كسفير صالح لك وان كان ذلك صعب على فانا أثق فى نعمتك الغزيرة وانك تهبني من نور نعمتك لاستنير وانير ولو بشمعة الطريق المظلم للأخرين ، لتجعلني ملحا صالحا يعطي مجتمعة مذاقة روحية وأكون رائحتك الذكية للجميع .
+ علمني يا الهي كي أسعى جاهدا فى طريق  التوبة والقداسة لكي ما اجعلك امامي فى كل حين واراك فى كل أحد يقابلني مقدما له محبة وسلاما وبذلا وخدمة ، واري حكمتك وقدرتك فى كل خلائقك ومعها احيا فى إنسجام وتناغم مقدما تسبيحا وشكرا لاسمك القدوس ، فرحا بك اولا ثم بكل هباتك وعطاياك وعندما تشرف رحلة حياتي على الانتهاء ضمني الى بيتك الابوي وأحضانك الإلهية لاعيد معك عيدا لا ينتهى فى عليا سمائك ، أمين .

الأحد، 28 أكتوبر 2012

آية وقول وحكمة ليوم 29/10



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{ وكان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يعلم في مجامعها ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب} (مت  9 :  35)
قول لقديس..
(اجتمع معاً جوقات الأنبياء وطلبوا رحمة الآب بخصوص مخلصنا، لكي يأتي الينا لأجل خلاصنا جميعاً. لأنه هو رئيس كهنتنا الأمين والطبيب الحقيقي الذي يستطيع أن يشفي الجرح العظيم. لذلك حسب إرادة الآب، أخلى نفسه من مجده أخذ صورة عبد (في 2: 7، 8). لقد أخذ جسدنا وبذل نفسه لأجل خطايانا، وبجراحاته شفينا جميعاً (اش 53: 5). لذلك يا أبنائي الأعزاء في الرب اريدكم أن تعرفوا، انه بسبب جهالتنا أخذ شكل الجهالة، وبسبب ضعفنا أخذ شكل الضعف، وبسبب فقرنا أخذ شكل الفقر، وبسبب موتنا لبس صورة المائت وذاق الموت، واحتمل كل هذا من اجلنا. حقاً يا احبائي في الرب يجب علينا أن نصلي ونطلب بلجاجة إلى صلاح الآب حتى ننال رحمة، وبهذه الطريقة سوف يتجدد حضور المسيح فينا ونُعطى قوة لخدمة القديسين، الذين يعملون لأجلنا على الأرض في وقت تراخينا، وسوف نحثهم ليتحركوا إلى مساعدتنا وقت ضيقنا. حينئذ يفرح الزارع والحاصد معاً) القديس الانبا أنطونيوس

حكمة لليوم ..
+ لان الرب يعطي حكمة من فمه المعرفة والفهم.(ام  2 :  6)
 For the Lord gives wisdom; From His mouth come knowledge and understanding. (Pro.2:6).
من صلوات الاباء..
"ايها الرب القادر على كل شئ، والطبيب الشافى لكل من تسلط عليهم الشيطان، ايها الاله الرحوم محب البشر الصالح والكلى الحكمة والكثير العطاء، نصلى اليك ان تمتد يمينك القوية من أجل شفاء المرضى والمتسلط عليهم أبليس وان تعطى حكمة ومعرفة للجهال والضالين وان تكون لنا انت النور الحقيقى والحكمة والإيمان والرجاء والمحبة والشفاء لانك انت هو حياتنا ورجائنا وشفائنا وخلاصنا وقيامتنا كلنا، أمين."

من الشعر والادب
"زمن المسيح " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
ياليتنى كنت هناك،
فى القدس او ارض الجليل،
لتبعتك بين الربوع ،
وجلت معك فى خشوع،
بشرت باخبار يسوع.
وطلبت منك لنا الشفاء.
وعشت لك فى حبا ووفاء.
ولن يعود الزمان الى الوراء،
ولا المكان هو الجليل،
ولكن انت هو فى كل حين.
واليك شوقى والحنين
فتعالى يا ملكى الامين
واسكن فى قلبى يا معين
اجعلنى لك خادم أمين،
وكن لنا ملجأ حصين.

قراءة مختارة  ليوم
الاثنين الموافق 10/29
لو 31:4- 44
وَانْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ، مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ، وَكَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي السُّبُوتِ. فَبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ، لأَنَّ كَلاَمَهُ كَانَ بِسُلْطَانٍ. وَكَانَ فِي الْمَجْمَعِ رَجُلٌ بِهِ رُوحُ شَيْطَانٍ نَجِسٍ، فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ ؟أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قُدُّوسُ اللهِ!». فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «اخْرَسْ! وَاخْرُجْ مِنْهُ!». فَصَرَعَهُ الشَّيْطَانُ فِي الْوَسْطِ وَخَرَجَ مِنْهُ وَلَمْ يَضُرَّهُ شَيْئاً. فَوَقَعَتْ دَهْشَةٌ عَلَى الْجَمِيعِ، وَكَانُوا يُخَاطِبُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً قَائِلِينَ: «مَا هَذِهِ الْكَلِمَةُ ؟لأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ يَأْمُرُ الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتَخْرُجُ!». وَخَرَجَ صِيتٌ عَنْهُ إِلَى كُلِّ مَوْضِعٍ فِي الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ. وَلَمَّا قَامَ مِنَ الْمَجْمَعِ دَخَلَ بَيْتَ سِمْعَانَ. وَكَانَتْ حَمَاةُ سِمْعَانَ قَدْ أَخَذَتْهَا حُمَّى شَدِيدَةٌ. فَسَأَلُوهُ مِنْ أَجْلِهَا. فَوَقَفَ فَوْقَهَا وَانْتَهَرَ الْحُمَّى فَتَرَكَتْهَا! وَفِي الْحَالِ قَامَتْ وَصَارَتْ تَخْدِمُهُمْ. وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، جَمِيعُ الَّذِينَ كَانَ عِنْدَهُمْ سُقَمَاءُ بِأَمْرَاضٍ مُخْتَلِفَةٍ قَدَّمُوهُمْ إِلَيْهِ، فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَشَفَاهُمْ. وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ. وَلَمَّا صَارَ النَّهَارُ خَرَجَ وَذَهَبَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَانَ الْجُمُوعُ يُفَتِّشُونَ عَلَيْهِ. فَجَاءُوا إِلَيْهِ وَأَمْسَكُوهُ لِئَلاَّ يَذْهَبَ عَنْهُمْ. فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ، لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ. والمجد لله دائما
تأمل..
+  رجع السيد المسيح إلى كفرناحوم وكانت مدينة كبيرة ومركز لقيادات كثيرة رومانية، فانتشرت الوثنية  الفساد فيها. وان كانت الناصرة تمثل الكبرياء بارتفاعها عن سطح البحر والى رفض الخضوع لله، أما كفرناحوم المتضعة فتقبل كلامه، لذا صنع بها معجزات كثيرة. ومعنى كفرناحوم مدينة النياح والراحة. وكان اليهود يجتمعون يوم السبت فى المجمع لسماع القراءات والوعظ، وانتهز المسيح هذه الفرص لتعليمهم، ولما ذاع صيته تبعوه فى كل مكان، فكان يعلمهم كل يوم وقد تميزت تعاليم المسيح وكذلك معجزاته أنه يصنعها بسلطان، وليس مثل الأنبياء الذين يطلبون قوة الله لأتمام معجزاتهم، لذلك انبهرت الجموع عند سماعه ورؤية معجزاته فى كفرناحوم.
+ كان فى مجمع كفر ناحوم رجل دخله شيطان، لم يحتمل قوة التعليم وخاف من وجوده فى حضرة الله الذى له سلطان أن يدين العالم كله، فصرخ بفزع وسط المجمع، معلنا ضعفه وخوفه، وشهد بلاهوت المسيح. رفض المسيح أن يسمع شهادة له من الشيطان، وبسلطان أمره أن يخرج من الإنسان، فسقط على الأرض متشنجاً مثل مرضى الصرع وخرج منه الروح النجس، واستعاد هدوءه. ولم يستطع إبليس أن يضر أى عضو فيه لخوفه من المسيح. فتعجب الحاضرون من سلطان المسيح على الشياطين، فلا يقدر على هذا إلا الله. فانتشرت أخبار تعاليم المسيح وسلطانه ولاهوته فى كل البلاد المحيطة بكفرناحوم.
+ دعا بطرس السيد المسيح والتلاميذ ليأكلوا  فى بيته. ومن أجل هذه المحبة شفى الرب حماته التى كانت قد أصيبت بحمى شديدة وكانت متألمة، فسأله أهل البيت ليشفيها. وكانت حماة سمعاة راقدة فى فراش على الأرض، فوقف يسوع على الأرض بجوارها، وأمر المرض أن يخرج منها، كما أمر الشيطان فى المجمع بسلطان أن يخرج من الرجل، ففارقتها الحمى فى الحال، واستعادت كل قوتها حتى أنها استطاعت أن تقوم وتخدم المسيح والضيوف الذين فى البيت. وحماة سمعان ترمز للنفس البشرية التى ضعفت بالخطية وفقدت قدرتها على العمل الروحى، ولكن إذ جاء إليها المسيح واستجاب لشفاعة الآخرين فيها، استعادت قوتها الروحية وخدمهم. فإن عطية المسيح ونعمته كاملة، أكثر مما نطلب أو نفتكر. وعندما غربت شمس يوم السبت، أصبح مسموحا لليهود بالسفر، إذ انتهى يوم الراحة. فأسرعوا من كفرناحوم والبلاد المحيطة نحو بيت سمعان بطرس، يحملون ويقتادون مرضاهم بأمراضهم المختلفة. فوضع المسيح يديه عليهم، وخرجت قوة منه أعطتهم الشفاء. فمحبة المسيح لكل محتاج. كما قدموا إليه كثيرين دخلت فيهم الشياطين وأذلتهم، فأخرجها منهم، وأثناء خروجها كانت تصرخ بخزى وخوف معلنة أنه المسيح، أما هو فمنعهم من الاستمرار فى هذا الكلام لأنه ليس محتاجا لشهادة الشياطين. ولأنه لا يطلب مجد من الناس، ويعلمنا بهذا الهرب من المديح.
+ بات السيد المسيح ليلته فى كفرناحوم. وفى الصباح الباكر دون أن تعلم الجموع، خرج إلى موضع خلاء فى البرية ليصلى، حتى يعلمنا أهمية الخلوة والصلاة، لنشبع بمحبة الله ولا نتوه وسط المشاغل العالمية، حتى لو كانت خدمة الله. ولما فتشت الجموع عنه ولم يجدوه، بحثوا حتى وصلوا إليه وطلبوا منه بإلحاح أن يظل معهم لمحبتهم له وإعجابهم به، لأنه شفى أمراضهم، وسمعوا منه تعاليمًا عظيمة جدًا ورغم تقدير المسيح لمحبتهم وتمسكهم به، لكنه أعلن لهم ضرورة التبشير فى البلاد الأخرى، فهذه هى رسالته التى من أجلها تجسد، ليخلص العالم كله، انه المسيا المنتظر. فجيد أن يهتم الخادم بالمحيطين به وليس فقط بأهل بيتك ويدعوهم جميعاً إلى محبة الله وأسرارهُ المقدسة. هكذا جال السيد المسيح فى بلاد الجليل ليعظ فى المجامع ويبشر بالخلاص.

السبت، 27 أكتوبر 2012

آية وقول وحكمة ليوم 28/10



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{ رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ }(لو 4 :  18-19)
قول لقديس..
(يؤكِّد الرب نفسه أنه هو الذي تكلَّم في النبوَّات. لقد أخذ المسحة المقدَّسة والقوَّة السماويَّة. ليحل سبي الروح وينير ظلمة الفكر، ويكرز بسَنة الرب التي تمتد عبر السنين اللانهائيَّة، وتهب البشر استمراريَّة الحصاد والراحة الأبديَّة.) القدِّيس أمبروسيوس

حكمة لليوم ..
+ تاتي الكبرياء فياتي الهوان ومع المتواضعين حكمة (ام  11 :  2)
When pride comes, then comes shame; But with the humble is wisdom. (Pro. 11:2)
من صلوات الاباء..
"اليك يا من جاء ليبشر المساكين . ويشفى منكسرى القلوب ويفتح أعين العميان نرفع الصلاة  لكى تنظر الى مسكنتنا وضعفنا وتفتح عيون قلوبنا لنعاين مجدك. حرر يارب المسجونين فى أسر ابليس وقواته. لتأتى علينا سنة اليوبيل الخلاصى واليوم المقبول للخلاص والساعة المقدسة للتوبة لكى ما نرجع اليك بكل قلوبنا وبتجديد فكرنا وباصلاح سلوكنا ونعبدك بالروح والحق وتحل بالإيمان  فى كنائسنا وبيوتنا وقلوبنا فيفرح الزارع والحاصد معا، أمين"
من الشعر والادب
"مخلص الجميع " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
طوباك يا مسكين،
مخلصك الرب الأمين.
ومنكسرى القلوب،
ينجيهم المحبوب.
ويحرر اسرى ابليس،
ويسعد الضال والتعيس.
والأعمى يخلق له عيون،
ويدى بصيرة للهايم مجنون.
دا الهنا حنون، يفرح المحزون
ويقود الجميع، الراعى الوديع
والهالك له خلاص ويشيل القصاص.
يسوع المسيح، حبه لكل الناس.

قراءة مختارة  ليوم
الاحد الموافق 10/28
لو 14:4- 30
وَرَجَعَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلَى الْجَلِيلِ، وَخَرَجَ خَبَرٌ عَنْهُ فِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ. وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ مُمَجَّداً مِنَ الْجَمِيعِ. وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَامَ لِيَقْرَأَ، فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ. وَلَمَّا فَتَحَ السِّفْرَ وَجَدَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ مَكْتُوباً فِيهِ: «رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ». ثُمَّ طَوَى السِّفْرَ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْخَادِمِ، وَجَلَسَ. وَجَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ كَانَتْ عُيُونُهُمْ شَاخِصَةً إِلَيْهِ. فَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ: «إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هَذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ». وَكَانَ الْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ، وَيَقُولُونَ: «أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ يُوسُفَ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «عَلَى كُلِّ حَالٍ تَقُولُونَ لِي هَذَا الْمَثَلَ: أَيُّهَا الطَّبِيبُ اشْفِ نَفْسَكَ! كَمْ سَمِعْنَا أَنَّهُ جَرَى فِي كَفْرِنَاحُومَ، فَافْعَلْ ذَلِكَ هُنَا أَيْضاً فِي وَطَنِكَ وَقَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ مَقْبُولاً فِي وَطَنِهِ. وَبِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ أَرَامِلَ كَثِيرَةً كُنَّ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ إِيلِيَّا حِينَ أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ مُدَّةَ ثَلاَثِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ، لَمَّا كَانَ جُوعٌ عَظِيمٌ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا،وَلَمْ يُرْسَلْ إِيلِيَّا إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْهَا، إِلاَّ إِلَى أَرْمَلَةٍ إِلَى صِرْفَةِ صَيْدَاءَ. وَبُرْصٌ كَثِيرُونَ كَانُوا فِي إِسْرَائِيلَ فِي زَمَانِ أَلِيشَعَ النَّبِيِّ، وَلَمْ يُطَهَّرْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ إِلاَّ نُعْمَانُ السُّرْيَانِيُّ». فَامْتَلأَ غَضَباً جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هَذَا،فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةَ الْجَبَلِ الَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلٍ. أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى. والمجد لله دائما
تأمل..
+  بعد أن قضى المسيح أربعين يوما فى برية اليهودية، عاد إلى الجليل ودخل الناصرة منقادا بالروح القدس، ليعلمنا الخضوع لعمل الروح فينا وليس لفكرنا الخاص. بدأ يسوع يعلم فى مجامع مدن الجليل، وكذلك القرى المحيطة بكفر ناحوم مركز كرازته فى الجليل، حيث علم وصنع معجزات كثيرة، مما أثار غيرة أهل مدينة الناصرة لأنه لم يبدأ بهم. وكان يعلم بسلطان وقوة، فانبهر السامعون ومجدوه. لقد اعتاد المسيح حضور المجمع أيام إقامته منذ طفولته فى الناصرة، وكذلك اعتاد حضور المجامع فى كل بلد يكرز بها منتهزا هذه الفرص للتبشير. كان من العادة فى المجمع بعد القراءة من أسفار موسى، أن يُقرأ من الأنبياء، فاختار من سفر إشعياء هذه الآيات (إش61: 1- 2)، وهى بمثابة خطاب العرش التى تعلن بداية خدمة المسيا المنتظر.
+ تحدث إشعياء بروح النبوة عن حلول الروح القدس على المسيا، فيبدأ خدمته بتبشير المساكين، الذين أذلهم إبليس وأبعدهم عن الله. وكل من انكسر قلبه لعجزه عن إتمام الوصايا، وكذا كل من قيدهُ إبليس بالخطية ومشتاق لحرية مجد أولاد الله. ويفتح أعين من أظلمت عيونهم بالشر، ويعطى كل المنسحقين الضعفاء حياة جديدة فيه. سنة الرب المقبولة هى سنة اليوبيل، وتأتى كل خمسين عام (لا25: 10) وفيها تستريح الأرض ولا تُزرع، ويطلق العبيد أحراراً. وهى تشير إلى الوقت الذى يبشر فيه المسيح، ويفدى البشرية لتنال الحياة الأبدية. وكان بدء كرازة المسيح، فى الناصرة يوافق سنة اليوبيل عند اليهود.
وكانت الأسفار المقدسة تكتب على رقائق جلدية وتلف حول خشبة، فتكون بشكل إسطوانه، فبعد القراءة يلفها حول الخشبة أى يطويها. ويتسلمها الخادم المسئول عن حفظ الكتب المقدسة بالمجمع. وكان المعتاد قديما فى المجامع، الوقوف عند قراءة الأسفار ثم الجلوس عند الوعظ، وشخصت عيون الناس إليه، إذ قرأ الكلمات بسلطان وبقوة. ثم فسر السيد المسيح كلمات إشعياء التى عن المسيا، معلنا تنفيذها الآن فيه، وهكذا بشرهم ببدء العهد الجديد والخلاص الذى انتظروه. لقد اتى المسيح من أجل الضعفاء ليعطيهم قوة وحرية. فلا تنزعج من ضعفك، وثق أن المسيح يحبك ويسندك وقد جاء من أجلك.
+ رغم انبهار أهل الناصرة بكلام المسيح القوى، لكنهم احتقروه لأنه ابن يوسف نجار القرية. فلكبريائهم نظروا إلى أصله الإجتماعى ولم يستفيدوا من تعاليمه. فهل تحتقر الآخرين متشامخا بنسبك أو إمكانياتك، ولا تقبل كلام الله على أفواههم أو تتعلم من فضائلهم؟ لقد ظهر لاهوت المسيح فى كشفه أفكارهم، وعندما أتى إلى الناصرة لم يصنع إلا معجزات قليلة لعدم ايمانهم وعدم تقديرهم لقوة ابن بلدهم، كما حدث مع الأنبياء فى العهد القديم، إذ أن معرفتهم بأصل الأنبياء فى طفولتهم وشبابهم، جعلتهم يستهينون ولا يصدقون نبواتهم وتعاليمهم، فصار ذلك مثلا شائعا عند اليهود.
+ لقد أظهر المسيح قبوله للأمم كما اليهود، مؤكدا ذلك بحوادث من العهد القديم. ففى أيام إيليا وانتشار المجاعة، صنع المعجزة مع أرملة أممية من مدينة صرفة صيدا، وهى مدينة على ساحل البحر الأبيض بجوار مدينة صيدا، فأقام عندها وليس مع أى أرملة يهودية وبارك بيتها، مفضلها عن كل أرامل اليهود، لاستعداد قلبها للإيمان (1مك17). وكذلك إليشع، شفى نعمان الأممى وهو من أعداء اليهود مع وجود برص كثيرين يهود لم يشفهم. وبهذا أكد المسيح اهتمامه بصنع المعجزات فى كفرناحوم بين الأمم لاستعدادهم للإيمان، أما فى بلده الناصرة فلم يفعل لعدم إيمانهم. لقد كشف المسيح أفكارهم وفضح خطاياهم وأعلن تفوق الأمم عليهم وبالتالى استحقوا الخلاص مثلهم بل وعمل معجزت أكثر بينهم، فغضبوا جدا بدلا من أن يتوبوا وذلك لكبريائهم، بل فى قساوة قلوبهم اقتادوه إلى حافة الجبل الذى بنيت عليه مدينتهم ليطرحوه من فوق ويقتلونه. ولم يقاومهم المسيح، ولكن بكل ثقة تركهم ومضى وهم منشغلون مع بعضهم فى غضبهم، وهكذا هرب من الشر. فإن الحكمة تقتضى منا الهروب من المجادلات الغير نافعة، والتى قد تتطور إلى غضب وإساءات كثيرة. فلنبحث عن الكلام المفيد والأعمال النافعة لخلاص نفوسنا والآخرين.