نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الجمعة، 30 نوفمبر 2012

آية وقول وحكمة ليوم 12/1



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{ لان ليس ملكوت الله اكلا وشربا بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس} (رو  14 :  17)
قول لقديس..
(لأنه كما أن الشمس عند إشراقها على الأرض تضئ عليها بكلّيتها، ولكن عندما تصير إلى الغروب تنحسر أشعتها عنها، كذلك فإن النفس التي لا تُولد من فوق من الروح، تكون على الأرض بكليتها وأفكارها مشتّتة في الأرض كلها. ولكن حينما تُحسب أهلاً للحصول على الولادة السماوية وشركة الروح، فإنها تجمع كل أفكارها معاً فتأخذهم معها وتدخل إلى الرب، إلى المسكن السماوي غير المصنوع بأيدي وتصير كل أفكارها سماوية طاهرة ومقدسة وتصعد إلى الجو السماوي الإلهي. وإذ تتحرر من سجن ظلمة رئيس هذا العالم الشرير، الذي هو روح العالم، فإن النفس تجد أفكاراً طاهرة إلهية) القديس مكاريوس الكبير

حكمة لليوم ..
+ اطلبوا اولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم (مت  6 :  33)
Seek first the kingdom of God and His righteousness, and all these things shall be added to you. (Mat 6:22)

من صلوات الاباء..
"اليك يارب نرفع عيون قلوبنا ونطلب ان تأتى وتحل بالإيمان فينا لتتحول قلوبنا الى عرش لك ونحيا مذاقة الملكوت، ملكوت المحبة والفرح والبر والسلام ونحن على الارض، معلنين لكل احد سبب الرجاء الذى فينا ومبشرين بخلاصك ومنتظرين مجئيك الثانى الذى تأتى فيه لتدين الاحياء والاموات وتعطى كل واحد كنحو اعماله، اهلنا يارب ان نستعد وان لا نتغافل عن خلاص نفوسنا مصلين كل حين فى الروح طالبين من اجل ان تملك على قلوبنا وحياتنا وبيوتنا وبلادنا ، وكل من يسمع فليقل: أمين تعال ايها الرب يسوع، أمين"

من الشعر والادب
"ملكوت الله " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أوعى تكون غافل عن خلاصك،
عايش مشغول او لاهى ومهموم.
قبلك ناس كتير عاشوا غافلين،
ظنوا انى حياتهم رايحه تدوم.
او قالوا الدنيا بينا ولينا قايمه،
ومن غير عملنا مش هتقوم.
وفى لحظه مش محسوبه ابدا
تركوا الدنيا الفانيا وسابوا القوم.
من غير توبه ولا ثمر الروح،
ازاى هانقابل ربنا وامامه نقوم.
ملكوت الله تعيشه من اليوم .
وتنتظر مجيئه او روحنا اليه،
باستعداد وبالصلاة والصوم .

قراءة مختارة  ليوم
السبت الموافق 12/1
لو 20:17- 37
وَلَمَّا سَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: «مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ اللهِ؟» أَجَابَهُمْ وَقَالَ: «لاَ يَأْتِي مَلَكُوتُ اللهِ بِمُرَاقَبَةٍ، وَلاَ يَقُولُونَ: هُوَذَا هَهُنَا، أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ: لأَنْ هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ».وَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «سَتَأْتِي أَيَّامٌ فِيهَا تَشْتَهُونَ أَنْ تَرَوْا يَوْماً وَاحِداً مِنْ أَيَّامِ ابْنِ الإِنْسَانِ وَلاَ تَرَوْنَ. وَيَقُولُونَ لَكُمْ:هُوَذَا هَهُنَا! أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ! لاَ تَذْهَبُوا وَلاَ تَتْبَعُوا، لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ الَّذِي يَبْرُقُ مِنْ نَاحِيَةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ، يُضِيءُ إِلَى نَاحِيَةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضاً ابْنُ الإِنْسَانِ فِي يَوْمِهِ. وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَوَّلاً أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً وَيُرْفَضَ مِنْ هَذَا الْجِيلِ. وَكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍ كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضاً فِي أَيَّامِ ابْنِ الإِنْسَانِ: كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَيُزوِّجُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ دَخَلَ نُوحٌ الْفُلْكَ، وَجَاءَ الطُّوفَانُ وَأَهْلَكَ الْجَمِيعَ. كَذَلِكَ أَيْضاً كَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ لُوطٍ كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَيَشْتَرُونَ وَيَبِيعُونَ، وَيَغْرِسُونَ وَيَبْنُونَ. وَلَكِنَّ الْيَوْمَ الَّذِي فِيهِ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُومَ، أَمْطَرَ نَاراً وَكِبْرِيتاً مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَ الْجَمِيعَ. هَكَذَا يَكُونُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُظْهَرُ ابْنُ الإِنْسَانِ. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَنْ كَانَ عَلَى السَّطْحِ وَأَمْتِعَتُهُ فِي الْبَيْتِ فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَهَا، وَالَّذِي فِي الْحَقْلِ كَذَلِكَ لاَ يَرْجِعْ إِلَى الْوَرَاءِ. اُذْكُرُوا امْرَأَةَ لُوطٍ! مَنْ طَلَبَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ أَهْلَكَهَا يُحْيِيهَا. أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ يَكُونُ اثْنَانِ عَلَى فِرَاشٍ وَاحِدٍ، فَيُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ. تَكُونُ اثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ مَعاً، فَتُؤْخَذُ الْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى. يَكُونُ اثْنَانِ فِي الْحَقْلِ، فَيُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ». فَأَجَابوا وَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ يَا رَبُّ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «حَيْثُ تَكُونُ الْجُثَّةُ هُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ». والمجد لله دائما
تأمل..
+ ملكوت الله داخل النفس ... سأل الفريسيون ربنا يسوع المسيح عن ميعاد مجئ الملكوت وكان قصدهم الملك الأرضى للمسيا، فأعلمهم ألا يرتبكوا بمراقبة علامات خارجية للملكوت، لأنه ملكوت روحى وهو مُلك الله على القلب، لذا قال ها ملكوت الله داخلكم وذلك بإيمان النفس وطاعتها للمسيح، فيملك عليها ويمتعها بعشرته حتى تصل إلى الملكوت السماوى. ان محبتنا لله وتمليكه على قلوبنا وحياتنا ومن خلال صلواتنا وارتباطنا بالاسرار المقدسة وقراءاتنا تجعله يحل بالإيمان فينا. ونحيا ملكوت الله داخلنا أى فى قلوبنا، فالله يريد أن يملك على قلوب أولاده ويكون معهم. ويوجه الرب أنظارنا إلى ملكوته الداخلي حتى نقتنيه فينا حالاً عوض الانشغال بمعرفة الأزمنة والأوقات، ليهيئنا لمجيئه الأخير بكونه امتدادًا لمجيئه الحاضر وحلوله فينا. فهو عربون يلهب قلبنا لمجيئه الأخير. وكأن صداقتنا معه تبدأ الآن لكي تنمو بالأكثر حين نلتقي معه وجهًا لوجه.
+ علامات نهاية الأيام ... تحدث السيد المسيح مع تلاميذه عن علامات نهاية العالم، وأنبأ بأنها ستحمل ضيقات كثيرة، وسيشتهى الناس وجود المسيح معهم ليعينهم على مواجهتها، ولكن للأسف لن يفهموا العلامات إذ سينغمسون فى الشهوات وأفكار العالم. ولكن إن تابوا وعاشوا بالإيمان، سيعمل الروح القدس فيهم كما كان يعمل المسيح ويعين تلاميذه أيام وجوده على الأرض. فاعلن الرب لأولاده أنه سيظهر مضلون يقولون أن المسيح قد جاء فى مجيئه الثانى فى مكان ما من العالم، ولكن حذرهم من تصديق هذه الأكاذيب لأنه سيظهر للبشر كلهم فى وقت واحد، وأعطى مثلاً لمجيئه الثانى وهو ظهور البرق الذى ينتقل سريعاً من أقصى السماء إلى أقصاها، ويراه الكل فى وقت واحد. ثم نبه تلاميذه إلى ضرورة أن يتألم المسيح ويصلب ويموت لفداء البشرية أولاً، ويقوم من الأموات ثم يأتى بعد هذا فى مجيئه الثانى.

+  الاستعداد والتوبة ... يصف السيد المسيح الأيام السابقة لمجيئه الثانى أنها مثل الأيام التى سبقت طوفان نوح، وأيام سدوم قبل حرقها فى زمن لوط، حيث كان الناس منشغلين بأعمالهم العالمية، مبتعدين عن الله والتوبة عن خطاياهم، وفجأة جاء الطوفان أو نزلت النار على سدوم. هكذا أيضاً سيأتى المسيح فى مجيئه الثانى فجأة، والناس منشغلين عنه فى شهوات العالم واهتماماته الزائلة، فيحاسبهم ولا ينجو إلا أولاد الله الأبرار. ينبه المسيح أولاده المؤمنين ألا يتنازلوا عن سموهم الروحى من كان على السطح بالبحث والإنهماك فى شهوات العالم، ومن يجاهد متقدماً فى طريق الحياة الروحية وخدمة الرب العمل فى الحقل، لا يرجع إلى شهواته القديمة وتعلقاته المادية مثل إمرأة لوط التى هلكت لأجل تعلق قلبها بالماديات ونظرها إلى الوراء. فان المؤمنين الذين يحيون وسط العالم سيأخذهم إليه، ويترك الأشرار للعذاب الأبدى. والإثنان اللذان على السرير يرمزان الى المتلهين فى شهواتهم او الكسل، أما الذين يعملون على الرحى فيرمزون للعاملين بجهد فى حياتهم العالمية أى الفقراء والمكافحين، واللذان فى الحقل فيرمزان للكهنة والخدام العاملين فى كرم الرب. يلزمنا اذن  السهر للتوبة عن كل خطية والاحتراس من الشهوات الخبيثة ونهتم بمحبة الله.


الخميس، 29 نوفمبر 2012

آية وقول وحكمة ليوم 11/30



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{ اشكروا في كل شيء لان هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم}(1تس 5 : 18)
قول لقديس..
(عد الى قلبك، هناك تجد نفسك وحدك مع ذاك الذي يرى الكل. لتكره الخطية حتى تسر الله. لا تطلبها ولا تفكر فيها. التجربة تقترح عليك أن الخطية قادمة أن تجعلك سعيدا؛ أنها تهددك بالحزن لكي تغريك على الشر، فلا تصدقها بل من حيث تأتى ألقها خارج قلبك، لا تهتم بها، ولا تبحث عنها. لنتذكر ما أمرنا به في انجيله: " صلوا بلا انقطاع"، فأذا كنت لا تتوقف عن الصلاة فبالتأكيد فان الله لن ينسى مراحمه. أن تتبع الله هو أن تشتاق إلي السعادة، تبلغ إليه إذ هو السعادة عينها) القديس أغسطينوس

حكمة لليوم ..
+ احمدوا الرب ادعوا باسمه اخبروا في الشعوب باعماله .(1اخ 16 : 8)
Oh, give thanks to The Lord, call upon His name; Make known His deeds among the peoples (1Ch 16:8)

من صلوات الاباء..
"فلنشكر صانع الخيرات الرحوم، الذى أظهر لنا نوره الحقيقى بتجسد الكلمة الازلى يسوع المسيح ربنا ليعلن لنا محبته وفدائه وخلاصه العجيب وسكب علينا نعم ومواهب روحه القدوس، ليقودنا من عالم الظلمة الى ملكوته الابدى، راسما لنا طرق الخلاص، مبينا لنا عثرات الطريق وسائرا معنا راعيا صالحا ورفيق يلهب القلب بمحبته فنبعد عن العثرات ونحيا الإيمان المستقيم ونثمر ثمر الصلاح كاعضاء حيه فى كنيسته الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسوليه منتظرين حياة الدهر الأتى على رجاء المجد، أمين"

من الشعر والادب
"أشكر كل حين" للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أشكر كل حين، الهنا الأمين،
فهو نعم المعزى والمعين .
اشكر فى الضيقات اوالسرور ،
 فالهى  فى الظلمة لي نور،
وهو الرجاء فى عبور الشقاء.
اشكر فى المرض،طال اوعرض،
فهو الطبيب الذى للابد رحمته .
اشكر فى الصلاة، صانع الفداء،
غافر الذنوب، فهو لنا أب الاباء.
اشكر حبه،وسعة وطيب قلبه،
فهو الرؤوف الرحوم، طويل الاناة.
وحتى فى الوفاة هو لي النجاه،
يضمنى بالحنان نحو السماء.
فشكرى له كل حين، دائما متين،
 فهو المتعالى والى الابد رحمته .

قراءة مختارة  ليوم
الجمعة الموافق 11/30
لو 1:17- 19
وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «لاَ يُمْكِنُ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلَكِنْ وَيْلٌ لِلَّذِي تَأْتِي بِوَاسِطَتِهِ! خَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحىً وَطُرِحَ فِي الْبَحْرِ، مِنْ أَنْ يُعْثِرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ. اِحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ، وَإِنْ تَابَ فَاغْفِرْ لَهُ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ قَائِلاً: أَنَا تَائِبٌ، فَاغْفِرْ لَهُ». فَقَالَ الرُّسُلُ لِلرَّبِّ: «زِدْ إِيمَانَنَا!». فَقَالَ الرَّبُّ: «لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ، لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذِهِ الْجُمَّيْزَةِ: انْقَلِعِي وَانْغَرِسِي فِي الْبَحْرِ فَتُطِيعُكُمْ.  «وَمَنْ مِنْكُمْ لَهُ عَبْدٌ يَحْرُثُ أَوْ يَرْعَى، يَقُولُ لَهُ إِذَا دَخَلَ مِنَ الْحَقْلِ: تَقَدَّمْ سَرِيعاً وَاتَّكِئْ. بَلْ أَلاَ يَقُولُ لَهُ: أَعْدِدْ مَا أَتَعَشَّى بِهِ، وَتَمَنْطَقْ وَاخْدِمْنِي حَتَّى آكُلَ وَأَشْرَبَ، وَبَعْدَ ذَلِكَ تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ أَنْتَ؟ فَهَلْ لِذَلِكَ الْعَبْدِ فَضْلٌ لأَنَّهُ فَعَلَ مَا أُمِرَ بِهِ؟ لاَ أَظُنُّ.  كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً، مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُونَ، لأَنَّنَا إِنَّمَا عَمِلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا». وَفِي ذَهَابِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ اجْتَازَ فِي وَسْطِ السَّامِرَةِ وَالْجَلِيلِ. وَفِيمَا هُوَ دَاخِلٌ إِلَى قَرْيَةٍ اسْتَقْبَلَهُ عَشَرَةُ رِجَالٍ بُرْصٍ، فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ  وَرَفَعُوا صَوْتاً قَائِليِنَ: «يَا يَسُوعُ، يَا مُعَلِّمُ، ارْحَمْنَا!». فَنَظَرَ وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا وَأَرُوا أَنْفُسَكُمْ لِلْكَهَنَةِ». وَفِيمَا هُمْ مُنْطَلِقُونَ طَهَرُوا.  فَوَاحِدٌ مِنْهُمْ لَمَّا رَأَى أَنَّهُ شُفِيَ، رَجَعَ يُمَجِّدُ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ،  وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ شَاكِراً لَهُ. وَكَانَ سَامِرِيّاً.  فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَلَيْسَ الْعَشَرَةُ قَدْ طَهَرُوا؟ فَأَيْنَ التِّسْعَةُ؟  أَلَمْ يُوجَدْ مَنْ يَرْجِعُ لِيُعْطِيَ مَجْداً لِلَّهِ غَيْرُ هَذَا الْغَرِيبِ الْجِنْسِ؟»  ثُمَّ قَالَ لَهُ: «قُمْ وَامْضِ، إِيمَانُكَ خَلَّصَكَ». والمجد لله دائما
تأمل..
+ العثرة وخطورتها..  يعلن المسيح بسابق علمه وجود العثرات فى العالم، إما ببدع أو أفكار رديئة أو شهوات أو قدوة سيئة أو ضغوط نفسية واضطهادات... إلخ، ولكن ينذر المسيح بالويلات، أى العذاب الشديد، لكل من يعثر غيره لأنه لا يخطئ فقط فى حق الله، بل يبعد ويسقط اخوته الصغار. والصغار هم أى إنسان ضعيف فى الإيمان أو المعرفة أو فى أى ظروف ضعف، لذا فالعقاب الشديد ينتظر المعثر، معبراً عن ذلك بأن يعلق فى عنقه حجر رحى ثقيل، ويطرح فى البحر فلابد له أن يغرق ويهلك، أى ياليته يهلك قبل أن يعثر غيره لأنه إذا أعثر غيره ينتظره عذاب شديد فى الحياة الأخرى.
+ التسامح والغفران... يحثنا الرب على التسامح والمغفرة  ويدعونا لمعالجة أى خطأ يحدث من أحد بمعاتبته. وأن يكون العتاب بعيداً عن الأعين حتى لا يخجل المخطئ، وإن تاب يسامحه ولكن إن لم يتب فيسامحه فى قلبه حتى ينال غفران الله كما نصلى فى الصلاة الربانية "واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا" ولكن قد تصبح العلاقة محدودة جداً بينهما أو قد يقطعها المخطئ، فلا يوجد أى تعامل بينهما ولكن الإنسان الروحى يحتفظ بسلامة ومحبته وصلواته لأجله. وينبهنا الرب أنه إن تكرر الخطأ مرات كثيرة من نفس الشخص إلى سبع مرات فى اليوم، وسبعة هو عدد الكمال، أى مهما تكررت أخطاءه فيتسع القلب  بالتسامح والغفران.
 + اهمية الإيمان ...طلب التلاميذ من المسيح أن ينمى إيمانهم، فقال لهم أن الإيمان الحقيقى الحى حتى لو كان صغيراً مثل حبة خردل، يقدر أن يقلع شجرة ضخمة مثل الجميز، ذات جذور منتشرة فى الأرض وقوية، ويغرسها فى البحر، أى يصنع المعجزات وليس أمامه مستحيل. وشجرة الجميزة تشير للشيطان أو الخطية المتعمقة فى القلب، والإيمان قادر أن يتخلص منها ومن سلطانها ويغرقها فى البحر.
+ عمل البر واجب علينا... الوضع الطبيعى الذى اعتاده الناس قديما انه متى عاد عبيدهم من أعمالهم فى الحقل أو الرعى أن يكملوا أعمالهم المنزلية فى إعداد العشاء لسيدهم، ثم يأكلون هم، فليس فضل للعبد أن يعد طعام العشاء لسيده بل هو واجب عليه لذا لا يفتخر أحد منا بأى عمل صالح يعمله، فهذا واجب عليه نحو الله سيده الذى اشتراه بدمه. من الناحية الروحية، يرمز العمل فى الحقل أو الرعى إلى أعمال العالم المادية التى يباركنا الله فيها، ولكن إذ نرتفع بالعودة إلى بيت سيدنا وهو الكنيسة، نُعدّ له العشاء بالخدمة والتبشير للبعيدين فيشبع ويرتوى قلب الله وقلوبنا بتوبة وإعتراف البعيدين، ويهبنا الحياة الأبدية. وكما انه ليس للعبد فضل فى إتمام واجباته لأنه أُشتَرى بثمن وينبغى أن يؤدى واجبه. كذلك يلزم أن نشعر نحن أننا عبيد لله إن فعلنا كل البر، فهذا واجبنا بل نعتبر أنفسنا عبيد بطالين، أننا نقصر فى أعمالنا، والله يستر علينا ويكمل نقصنا بل بحبه يهبنا نعمة البنوة.
+ حياة الشكر... كان المسيح متجهاً نحو أورشليم ليتمم فداءنا على الصليب، ولأنه قد أتى لخلاص العالم كله اجتاز فى الجليل والسامرة الممتلئين بالأمم ليبشر الكل ويخلصهم. واتجه نحو قرية صغيرة فى السامرة، فوجد عشرة برص يقيمون خارج القرية وهذا المرض كبقع تظهر على الجلد، وإذا أصيب به أحد فالشريعة تقضى بأن يعتزل خارج المدينة ويشق ثيابه ولا يغطى رأسه بعمامة ويغطى شاربه وينادى إلى كل من يقترب إليه نجس نجس. ومعنى ذلك أن الخطية تبعد الإنسان عن التمتع بالعضوية الكنسية، سمع هؤلاء العشرة عن يسوع ومعجزاته وتعاليمه، لذا عندما رأوه من بعيد آمنوا بقدرته على شفائهم، فصرخوا إليه طالبين رحمته ليشفيهم. لم يشفهم الرب مباشرة بل أمرهم أن يذهبوا إلى الكهنة ويروهم أنفسهم. وكانت شريعة موسى تقضى بأن الأبرص إذا شفى يذهب إلى الكاهن ليتأكد من ذلك، ويقدم ذبيحة ويُعطى شهادة بطهارته. وقد ظهر إيمان هؤلاء العشرة فى طاعتهم للمسيح، إذ ذهبوا إلى الكهنة ولأجل طاعتهم وهم فى طريقهم طهروا من برصهم. وكان بين من طهروا سامريا واحدا. انطلق التسعة فرحين بشفائهم ليقابلوا الكهنة وأقاربهم ويعودوا إلى حياتهم الطبيعية، ولكن هذا السامرى شعر أن أول شئ ينبغى أن يعمله هو شكر المسيح الذى شفاه، فرجع إليه وهو يهلل فرحاً، وسجد أمامه باتضاع وشكره على محبته له. وأراد السيد أن يظهر تميز هذا السامرى، فتساءل أين التسعة الذين طهروا، ولماذا لم يعودوا ليشكروا، ثم مدح هذا السامرى معلناً تفوق إيمانه ليس فقط فى الطاعة بل فى الشكر وتمجيد الله. وهكذا صار السامرى الغريب المحتقر أفضل من اليهود العارفين الشريعة. فقال له الرب إيمانك خلصك ليس فقط من مرض البرص، ولكن من الخطايا والانهماك فى الشهوات لأن قلبه أحب الله وظهر ذلك فى شكره. فهل نحرص على شكر كل من يساعدنا ويقدم لنا خدمة حتى لو كانت صغيرة؟. وهل نشكر الله فى صلواتنا على عطاياه اليومية لنا؟

الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

آية وقول وحكمة ليوم 11/29



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{ قد اخبرك ايها الانسان ما هو صالح وماذا يطلبه منك الرب الا ان تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعا مع الهك} (مي  6 :  8)
قول لقديس..
(ليس شيء أخطر من الترف. اسمع ما يقوله موسى النبى  أنه متى أكلت وشربت: "احترز من أن تنسى الرب إلهك" (تث 8: 11). بهذا فإن الشبع يقود إلى النسيان. لهذا أيها الأحبَّاء، متى جلستم على المائدة تذكروا أن تنطلقوا من المائدة إلى الصلاة. املأ بطنك باعتدال كي لا تثقل فلا تقدر أن تحني ركبتيك وتدعو الله. ليتنا بعد العشاء لا نذهب إلى السرير بل إلى الصلاة، لئلاَّ نصير أكثر غباوة من الحيوانات غير العاقلة.إني أعرف أن كثيرين ينتقدون ما أقوله، حاسبين إنني أقدَّم عادة جديدة غريبة في حياتنا.
إننا لم نولد ولا نعيش لكي نأكل ونشرب، إنما نأكل لكي نعيش. الطعام لأجل الحياة. أما نحن فكأننا قد جئنا إلى العالم لكي نأكل) القدِّيس يوحنا الذهبي الفم

حكمة لليوم ..
+ لان الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة والرحمة تفتخر على الحكم (يع  2 :  13)
For judgment is without mercy to the one who has shown no mercy, Mercy triumphs over judgment (Jam 2:13)
من صلوات الاباء..
"يا الهنا الرحوم الذى لا يشاء موت الخاطي ويريد منا ان نتعلم منه الرحمة تجاه اخوتنا الضعفاء والمحتاجين والبعيدين، نسال ونطلب من صلاحك يا محب البشر ان تهبنا النعمة والحكمة والقوة لكى لا نتغاضى عن لعاز البلايا من حولنا من اخوة لنا، يعانوا الحرمان والحاجة للطعام او الملبس او الحب والحنان والرعاية، او اولئك البعيدين عنك الذين يعمى الجهل قلوبهم ويطمس التعصب افكارهم او العناد يكبل حياتهم او هؤلاء الذين يسيرون فى الشر او التنعم والشهوات غير ناظرين للمصير القاسى الذى يتنظرهم، علمنا ان نبكى ونتوب عن خطايانا وجهالات شعبك وخليقتك لكى ما تفتقدنا جميعا بمراحمك الابدية وتنظر الى انقساماتنا وصرعاتنا وتعالج بحكمتك ما يقترفه البعض منا من جهل وتعطينا الحكمة والتواضع للرجوع عن الخطأ بدلا من التمادى فيه. اصلح يارب احوالنا وبدل حزننا الى فرح ويأسنا الى رجاء . لان اعين الكل تترجاك، أمين"

من الشعر والادب
"لسانك حصانك" للأب أفرايم الأنبا بيشوى
اللسان عضو صغير فى الانسان.
لكن هو الدفه وضميرنا قبطان،
 وهو يبين جوانا اساءه او احسان،
وبيه نقدر نريح المحزون والتعبان،
وبيه نلدغ ونجرح والمر منا يبان.
لسانك حصانك ان صنته صانك،
وان قسيت بيه وهنته كمان تنهان.
واللى يلجم لسانه عن الشر ،
ويقول الكلمه الحلوه دا انسان.
واللى يسئ للغير يعانى الويل،
وفى الابدية لسانه يحرق بالنيران.

قراءة مختارة  ليوم
الخميس الموافق 11/29
لو 19:16- 31
«كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأُرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهاً. وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ، الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوباً بِالْقُرُوحِ، وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ، بَلْ كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضاً وَدُفِنَ فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الْجَحِيمِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ، فَنَادَى وَقَالَ: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ، ارْحَمْنِي، وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هَذَا اللَّهِيبِ. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذَلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ. وَفَوْقَ هَذَا كُلِّهِ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هُوَّةٌ عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْعُبُورَ مِنْ هَهُنَا إِلَيْكُمْ لاَ يَقْدِرُونَ، وَلاَ الَّذِينَ مِنْ هُنَاكَ يَجْتَازُونَ إِلَيْنَا. فَقَالَ: أَسْأَلُكَ إِذاً، يَا أَبَتِ، أَنْ تُرْسِلَهُ إِلَى بَيْتِ أَبِي، لأَنَّ لِي خَمْسَةَ إِخْوَةٍ، حَتَّى يَشْهَدَ لَهُمْ لِكَيْلاَ يَأْتُوا هُمْ أَيْضاً إِلَى مَوْضِعِ الْعَذَابِ هَذَا. قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: عِنْدَهُمْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءُ. لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ. فَقَالَ: لاَ، يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، بَلْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِمْ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُونَ. فَقَالَ لَهُ: إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ». والمجد لله دائما
تأمل..
+ الرحمة ومثل الغنى ولعازر.. أعطى الرب يسوع المسيح مثلاً وان كان البعض قد قال انه قصة حقيقية فى عمل الرحمة واحتمال الآلام كطريق استعداد للملكوت فقال، كان إنسان غنى اهتم بملابسه ولذاته وشهواته، التى عبر عنها بثياب الملوك أى الأرجوان والبز، وانغمس فى كل ما تشتهيه النفس من طعام وشراب وراحة وممتلكات فى قصره العظيم وغناء ورقص، وكل ما يمكن أن تتخيله من رفاهية هذا العالم. وكان بجوار بيته رجل مقعد فقير اسمه لعازر وضعه بعض معارفه أمام قصر الغنى لعله يعطف عليه بطعام وعلاج، ومعنى هذا أنه كان عاجزاً عن الحركة ومحتاج لمن يحمله. ونتيجة لعدم الحركة تعرض لميكروبات فتسلخ وتقرح جسده. وكان يشتهى أن يأكل شيئاً من فضلات الغنى، ولكن لم يتوفر له حتى هذا الشئ الزهيد الذى قد يلقونه مع القمامة، وربما قد يكون أحد الخدم فى القصر قد حمل إليه بعض الفتات دون علم الغنى، وكانت الكلاب وتلحس القروح لأنها تحب الدم، فكانت بهذا ترطب القروح وتخفف آلامه قليلاً، فأشفقت عليه أكثر من الغنى. واحتمل الفقير الاهمال والحرمان والمرض بشكر وصبر.
+ "لعازر" بمعنى الله معين، فكانت معونة من الله تستنده حتى يحتمل، أما الغنى فلحقارة حياته البعيدة عن الله، لم يذكر الرب اسمه . لعازر يرمز للمحتملين ضيقات الحياة بشكر، وللأمم الذين عاشوا فى الفقر وأمراض الخطية سنيناً كثيرة، ولكن أعلنوا واعترفوا بخطاياهم، إذ أن القروح تخرج دماً من داخل الجسم إلى الخارج، أى الاعتراف بالخطية الباطنية علناً، فنالوا مراحم الله فى دم المسيح الفادى. ليتنا نشعر باحتياجات المحيطين بنا، ليس فقط للطعام والعلاج المادى بل بالأحرى البعيدين عن الله، لأنهم محتاجون أن نظهر لهم محبتنا ونعرفهم عن الله حتى يشبعوا به ويطمئنوا بين يديه ولا ننهمك بأنانيتنا فى مشاغلنا الخاطئة فنحن مسئولين أن نقدم حباً لكل من حولنا، فنحن وكلاء على عطايا الله وإمكانياته المعطاه وعلينا توزعها بما يكفى حاجتنا وحاجات اخوتنا المحتاجين.
+ المكأفاة والعقاب الابدي .. مات المسكين لم يذكر أى اهتمام بدفن جسده وتكريمه ولكن السماء أسرعت ترحب به. فحملته الملائكة الى حضن إبراهيم  الذى يمثل كل القديسين الفرحين فى السماء، وهو أب عظيم لشعب الله ولكل من يؤمن من العالم. ومات الغنى ودفن وأهتم الناس بجنازته، ولكن روحه لم تجد لها مكاناً إلا فى العذاب. ماتت نفس الغنى لابتعاده عن الله وانشغاله بالشهوات الجسدية، فكان موت جسده ودفنه امتداداً طبيعياً لموت نفسه السابق. رفع الغنى عينيه من الجحيم الى الفردوس من بعيد يعلن هذا التباعد بين الفردوس مكان انتظار الأبرار، والجحيم مكان انتظار الأشرار. فاعمال الإنسان هى التى تؤدى به إلى السعادة الأبدية أو العذاب الأبدى، ولكثرة عجرفة الغنى وكلامه الكثير عن الشهوات المادية، كان لسانه يتألم بشدة وهو ينادى إبراهيم يا أبى، ولكنه فقد بنوته وصار فى العذاب.وكان رد إبراهيم على الغنى أن ما يقاسيه من عذاب هو الجزاء الطبيعى له، لأنه انغمس فى الشهوات المادية واستغنى بها عن معرفة الله، أما لعازر فقد احتمل البلايا بشكر من يد الله، فاستحق العزاء والفرح الأبدى.
+ قال إبراهيم ايضا ان هناك فاصل بين الجحيم والفردوس يمنع انتقال أحد إلى الآخر، وهذا معناه أن الحالة فى السماء ثابتة، إما فى العذاب أو فى النعيم ولا خلطة بين الأبرار والأشرار ويتعزى الأبرار ويشكرون الله عندما ينظرون عذاب الأشرار، ويزداد عذاب الأشرار إذا نظروا إلى سعادة الأبرار التى حُرموا منها إلى الأبد. وبعد يأس الغنى من تخفيف آلامه، طلب طلباً آخر من إبراهيم وهو أن يرسل لعازر إلى الأرض لينذر إخوة الغنى الخمسة حتى يتوبوا، لأنهم يسلكون مثل أخيهم ومنهمكين فى اللذات المادية، فلا يأتون إلى العذاب. وقد أراد الغنى من طلبه ألا يزداد عذابه برؤية إخوته معه فى الجحيم، خاصة أنه قد يكون سبباً فى إنهماكهم بالشهوات لأنه كان قدوة لهم. والخمسة إخوة يرمزون إلى الخمسة حواس التى إن لم تتقدس فى المسيح، تنغمس فى الشهوات فتقود الإنسان إلى العذاب الأبدى. وُلكن رد إبراهيم على الغنى أن عندهم أسفار العهد القديم، وهذا يظهر أهمية العهد القديم فى خلاص الإنسان وتوبته.
+ الكتاب المقدس وخلاصنا .. قال الغنى لإبراهيم أن قيامة ميت من الأموات تنبه المتغافلين عن خلاص نفوسهم ليتوبوا، أما إبراهيم فاعترض على ذلك معلناً أن من لا يتوب بقراءة الكتاب المقدس، لا ينفعه قيامة ميت لأن كلمة الله، هى أقوى من الكل لمن يريد أن يسمع. وقد قام لعازر أخو مريم ومرثا من الأموات عندما أقامه المسيح، ولم يتب اليهود بل حاولوا قتله، وكذلك المسيح قام من الأموات ولم يتوبوا أيضا بل اضطهدوا تلاميذه. فلنهتم أن تقرأ الكتاب المقدس كل يوم وتطيعه كرسالة شخصية لك من الله لننال الحياة الابدية المعدة للابرار والقديسين.

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

آية وقول وحكمة ليوم 11/28



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضاً فِي الْكَثِيرِ، وَالظَّالِمُ فِي الْقَلِيلِ ظَالِمٌ أَيْضاً فِي الْكَثِيرِ }(لو  16 : 10) 
قول لقديس..
( أيها الأخوة الأعزاء إن أعمال المحبة والرحمة عظيمة وإلهية، هي تعزية عظيمة للمؤمنين، حارس نافع لنجاتنا، وحصن للرجاء، حماية للإيمان وعلاج للخطية. أمر عظيم وسهل، تاج سلام لنا، نعمة حقيقية وعظيمة من الرب، ضرورية للضعفاء، عظيمة للأقوياء، بها يحمل الإنسان المسيحي نعمة روحية ويستحق الخير من المسيح الديّان ويحسب الله كمُدين له. فلنجاهد بفرح وبلا كلل لأجل إكليل أعمال الخير، لَنجري كلنا في ميدان البر حيث يتطلع الله الآب والسيد المسيح علينا، ولا نتراخى في جهادنا لأجل أية رغبة في هذه الحياة أو في هذا العالم ( القديس كبريانوس
حكمة لليوم ..
+ كن امينا الى الموت فساعطيك اكليل الحياة (رؤ  2 :  10)
But faithful until death, and I will give you the crown of life (Rev2:10)

من صلوات الاباء..
" نطلب من صلاحك يا الله محب البشر ان تعطينا روح الأمانة والتقوى على الوزنات المعطاة لنا وعلى اوقاتنا وافكارنا وعواطفنا واموالنا واعمالنا، ولاننا خلقنا لاعمال صالحة سبق واعددتها لنسلك فيها فلتهبنا روح الحكمة والمعرفة لنسلك بامانة وبر وننظر الي الغد بعيون الإيمان فى رجاء الحياة الابدية . اصلح بين المتخاصمين واهلنا ان ننظر كل واحد لا لمصلحته فقط بل ما لغيره للخير والسلام والبنيان، واحفظ ابنائنا وبناتنا بيمنك التى لا تغلب لينمو فى كنف الكنيسة غير ساقطين ومثمرين ثمر الصالح، قدس حياتنا وبيوتنا وكنيستنا وبلادنا بروحك القدوس، أمين"

من الشعر والادب
"فكر فى الغد " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
اللى عاوز يتعلم فى الحياة،
ويكون أمين فيما الرب اعطاه،
يلاقى الحكمة والمثل فى كلام الله.
وحتى من وكيل الظلم ياخد عبره
ويبقى أمين فى حياته النهره وبكره
هنقف أمام الديان ناخد الاجره
وكل واحد بما قدمت يداه ادرى
اللى عمل خير  لازم راح يلاقاه
واللى عمر شر واهمل ياويلاه
لازم نتوب ونصنع بر ودى الفكره
اللى تحطها فى راسك من اللحظه
وتكون مستعد دايما للقاء مولاك
لتسمع ايها العبد الامين طوباك.

قراءة مختارة  ليوم 11/28
لو 1:16- 18
وَقَالَ أَيْضاً لِتَلاَمِيذِهِ: «كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيلٌ، فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ بِأَنَّهُ يُبَذِّرُ أَمْوَالَهُ. فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هَذَا الَّذِي أَسْمَعُ عَنْكَ؟ أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً بَعْدُ. فَقَالَ الْوَكِيلُ فِي نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ لأَنَّ سَيِّدِي يَأْخُذُ مِنِّي الْوَكَالَةَ. لَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْقُبَ، وَأَسْتَحِي أَنْ أَسْتَعْطِيَ. قَدْ عَلِمْتُ مَاذَا أَفْعَلُ، حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ عَنِ الْوَكَالَةِ يَقْبَلُونِي فِي بُيُوتِهِمْ.5فَدَعَا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ مَدْيُونِي سَيِّدِهِ، وَقَالَ لِلأَوَّلِ: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدِي؟ فَقَالَ: مِئَةُ بَثِّ زَيْتٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَاجْلِسْ عَاجِلاً وَاكْتُبْ خَمْسِينَ. ثُمَّ قَالَ لِآخَرَ: وَأَنْتَ كَمْ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: مِئَةُ كُرِّ قَمْحٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَاكْتُبْ ثَمَانِينَ. فَمَدَحَ السَّيِّدُ وَكِيلَ الظُّلْمِ إِذْ بِحِكْمَةٍ فَعَلَ، لأَنَّ أَبْنَاءَ هَذَا الدَّهْرِ أَحْكَمُ مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ فِي جِيلِهِمْ. وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ، حَتَّى إِذَا فَنِيتُمْ يَقْبَلُونَكُمْ فِي الْمَظَالِّ الأَبَدِيَّةِ.  اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضاً فِي الْكَثِيرِ، وَالظَّالِمُ فِي الْقَلِيلِ ظَالِمٌ أَيْضاً فِي الْكَثِيرِ.  فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَالِ الظُّلْمِ فَمَنْ يَأْتَمِنُكُمْ عَلَى الْحَقِّ؟  وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَا هُوَ لِلْغَيْرِ، فَمَنْ يُعْطِيكُمْ مَا هُوَ لَكُمْ؟  لاَ يَقْدِرُ خَادِمٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ».  وَكَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضاً يَسْمَعُونَ هَذَا كُلَّهُ، وَهُمْ مُحِبُّونَ لِلْمَالِ، فَاسْتَهْزَأُوا بِهِ.  فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمُ الَّذِينَ تُبَرِّرُونَ أَنْفُسَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ! وَلَكِنَّ اللهَ يَعْرِفُ قُلُوبَكُمْ. إِنَّ الْمُسْتَعْلِيَ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ رِجْسٌ قُدَّامَ اللهِ.  «كَانَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ إِلَى يُوحَنَّا. وَمِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ يُبَشَّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ يَغْتَصِبُ نَفْسَهُ إِلَيْهِ.  وَلَكِنَّ زَوَالَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ تَسْقُطَ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ.  كُلُّ مَنْ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ وَيَتَزَوَّجُ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَكُلُّ مَنْ يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ مِنْ رَجُلٍ يَزْنِي. والمجد لله دائما
تأمل..
+ مثل وكيل الظلم... يبين لنا الرب يسوع المسيح أهمية الاستعداد للأبدية بالأمانة فى حياتنا الأرضية فى مثل وكيل الظلم. فيحدثنا عن إنسان غنى أقام وكيلاً لإدارة أعماله، ولكن الأخير لم يكن أمينا بل استغل أموال سيده فى إشباع شهواته. فبذر وأضاع هذه الأموال، وأخبر البعض سيده بعدم أمانة وكيله. فدعا السيد وكيله وواجهه بالتهم وطالبه أن يقدم حساب وكالته لأنه سيقيله من عمله. فكر الوكيل الغير أمين فى قرار الطرد الذى يواجهه وماذا سيفعل بعد ذلك، أنه لا يستطيع أن يعمل كعامل عادى فى حرث الأرض بالفأس وفلاحتها، فكيف بعد أن كان مديراً لكل هذه الأملاك يصبح عاملاً بسيطاً، ومن الناحية الأخرى لا يستطيع الحصول على احتياجاته بالإستعطاء والشحاذة وهكذا فكر فى حل لمشكلته. فوصل إلى حلول بشرية خاطئة وهى سرقة سيده والتنازل عن بعض مما لسيده على دائنيه حتى يكرموه ويفتحون له بيوتهم بعد طرده من العمل. فدعا واحداً كان مسئولاً أن يوفى للسيد كل سنة مائة بث زيت (البث= حوالى 23 لتر) وأعطاه الوثيقة أو الصك الذى يثبت حق السيد ليمزقه ويكتب بدلاً منه خمسين، وهكذا مع آخر ينبغى أن يقدم مائة كر من القمح (الكر= حوالى 230 لتر)، وقال له مزق الصك واكتب ثمانين، وهكذا مع باقى المؤجرين، ففرحوا بهذا، فمدح السيد بحكمة هذا الوكيل الشرير، على حكمته فى إخراج نفسه من مشكلة الطرد.
وعلق الرب يسوع المسيح على المثل قائلا أن أبناء العالم الأشرار، الذين يستخدمون السرقة والخيانة لتحقيق أهدافهم، يهتمون بمستقبلهم أكثر من أبناء النور أى أبناء الله فى استعدادهم للأبدية بعمل الخير والصلاح.
+  محبة الله والعطاء ... هكذا يامرنا الرب ان نصنع لنا أصدقاء بمال الظلم،  والمقصود بمال الظلم هى أموال العالم باعتبار أن توزيعها على البشر ليس عادلاً، إذ يولد البعض أغنياء والبعض فقراء، وباعتبار أن كثير من المعاملات المادية يشوبها عدم الأمانة والظلم. كما ان العشور والبكور والنذور التى لم نقدمها تحسب مال ظلم لنا. ومتى صنعنا بها صدقة إذا انتقلنا  يقبلنا الله  فى المظال الأبدية. ان المحتاجون مادياً والبعيدون عن الله، الذين يكمن مساعدتهم ليصيروا أصدقاء وشفعاء لنا. فمن يكون أميناً فى استخدام حياته على الأرض لعمل الخير، يأتمنه الله على ميراث ملكوت السموات، أما من يستخدم العالم لشهواته وأنانيته ويظلم المحتاجين ولا يساعدهم، فلا يؤتمن على ميراث الملكوت. ومعنى هذا أن المسيح يؤكد أهمية الأمانة ولا يمتدح خيانة وكيل الظلم، ويدعونا فقط للتمثل بحكمته، فنكون أمناء أثناء حياتنا على الأرض لأننا وكلاء من الله على أجسادنا وكل إمكانياتنا، فيهبنا بعد ذلك الملكوت مكافأة لنا. ان كل ما عندنا فى حياتنا الأرضية نحن وكلاء عليه لأنه ملك لله، وحياتنا ليست لهذا العالم بل نحن مخلوقون لأعمال صالحة سبق الله فأعدها لنا (أف2: 10).
+ محبة الله تجعل المال خادم جيد... يعلن السيد المسيح حقيقة واضحة وهى ضرورة محبة الله من كل القلب، واستخدام أموال العالم كعطية من الله فى عمل الخيرولا يكون المال لنا سيد قاسى بل خادم جيد. إن تعلق الإنسان بالمال، يجعلنا نبتعد عن الله ونصير عبيداً للمال. كان الفريسيون يتصفون بمحبة المال، فبدلاً من أن يتوبوا، استهزأوا بكلام الرب ليتحقق كلام المسيح، وهو أن من يعبد المال ويتعلق به يرفض كلام الله، إذ تقود محبة المال إلى الكبرياء فيظن الإنسان تفوقه على غيره بكثرة أمواله، مع أنه فى نظر الله خاطئ غير أمين فى توزيع أمواله على المحتاجين.
+ قدسية سر الزيجة...  يعلن السيد المسيح أن بشارته هى استكمال وامتداد لأسفار العهد القديم ونبواته، وضرورة الإلتزام بكل الوصايا، وحتى لو كانت صعبة فى مظهرها، ينبغى أن يتمسك بها الإنسان ويغصب نفسه عليها، فلا يسير بشهواته الخاصة. إذ أظهر الرب يسوع أهمية وصايا الله، واجه شر الفريسيين المتظاهرين بتمسكهم بها، وأباحوا الطلاق لأسباب تافهة مثل عدم تقديم الزوجة وجبة مناسبة فيطلقها زوجها، فأعلن كمثال لثبات وصايا الله وصية الزواج التى تحفظ كيان الأسرة. فمن يطلق إمرأته ويتزوج بأخرى يزنى، لأن الزواج سر مقدس يصير الاثنين فيه جسدا واحد، فان مرض عضو رئيسى فيه فيجب علاجه لا قطعه لان بالبتر يموت الجسد كله ومن يطلق امراته لأجل أغراضه الخاصة مستهيناً بالسر المقدس الذى أتممه الروح القدس. فزواجه الثانى باطل حتى لو كان له شرعية مدنية، بل هو زنا فى نظر الله والكنيسة. وإذا تزوج إنسان بمطلقة فهو يزنى، لأنها مازالت فى نظر الله مرتبطة بزوجها الأول، إلا إذا كان الطلاق بالسبب الذى أعلنه المسيح وهو زنا الطرف الآخر، فالطرف البرئ يحق له الزواج.ومن اجل قدسية الزواج يجب ان نربى ابنائنا وبناتنا حسنا ونعدهم لاحترام قدسية الزواج ولحسن الاختيار وعلاج المشاكل التى تحدث بروح المحبة الباذلة والتفاهم والاحترام المتبادل.

الاثنين، 26 نوفمبر 2012

آية وقول وحكمة ليوم 11/27



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{ أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ : يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ. }(لو 15 : 18-19) 
قول لقديس..
( إن كان الابن الشارد قد سافر إلى كورة بعيدة من أجل ما ظنه تمتعًا بالحريَّة الشخصيَّة، يبذر مال أبيه فإنه أن رجع بذهنه إلى بيت أبيه أدرك أن المسافة مهما طالت بينه وبين أبيه لا تمثل عائقًا. جذبته أبوة أبيه، فقام منطلقًا أيضًا بالعمل، سائرًا نحو أبيه، وكأنه يسمع صوت النبي زكريا: "هكذا قال رب الجنود: ارجعوا إليّ يقول رب الجنود، فأرجع إليكم يقول رب الجنود" (زك 1: 3).َ لنرتفع إلى بيت أبينا، ولا نتوانى خلال الرحلة. إن أردنا فسيكون الرجوع سريعًا وسهلاً جدًا. فقط علينا أن نترك الكورة الغريبة التي هي الخطيَّة، لنتركها حتى نرجع سريعًا إلى بيت أبينا. قد يقول قائل: كيف أرجع؟ فقط ابتدئ بالعمل، فيتحقَّق كل شيء) القدِّيس يوحنا الذهبي الفم
حكمة لليوم ..
+ لا تشمتي بي يا عدوتي اذا سقطت اقوم اذا جلست في الظلمة فالرب نور لي (مي  7 :  8)
Do not rejoice over me, my enemy; When I fall, I will arise; When I sit in darkness The Lord will be a light to me (Mic 7:8)
من صلوات الاباء..
"أيها الأب السماوى الرحيم الذى لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع وتحيا نفسه، الذى يغدق علينا محبته ورحمته وهباته ونحن فى جهل أو معرفة نبذرها فى عيش مسرف بعيدا عن محبته ونحتاج ونجوع ولكنك تنظر رجوعنا اليك، اخطائنا وعملنا الشر وقد عرانا الشيطان من ثوب البر وتركنا نعانى الجوع والحرمان، وها نحن نرجع اليك بالصوم والبكاء والصلاة، ياسيد ارحم، يا سيد تحنن واسمع من علو سماك وأغفر خطايانا شعبك والبسنا من جديد ثوب البر واشبعنا من دسم نعمتك لكى ما نسبحك جميع ايام حياتنا ونحيا فى بيتك الابوى على مدى الايام، أمين"

من الشعر والادب
"فرح الله برجوع الخاطى" للأب أفرايم الأنبا بيشوى
انت يارب الاب السمائى الحنون،
الذى يبحث بشفقه عن الضالين.
ويغدق خيراته للابرار والطالحين،
ويشرق شمسه للاشرار والخيرين.
واذ نمضى لكورة الشر مفتكرين،
اننا سنحيا فى حرية وسعادة البنين.
يستعبدنا الشيطان ونحيا فى الانين.
انت تصبر علينا لنعود اليك تائبين،
وتشبعنا من دسم النعمة وتغفر للخاطين
وتلبسنا ثوب البر لنحيا معك مستورين
وتعيدنا لمجد البنوة والفرح منتصرين
وتقول لنا عيشوا فى بيتى للابد آمنين.

قراءة مختارة  ليوم
الثلاثاء الموافق 11/27
لو 11:15-32
 وَقَالَ: «إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ابْنَانِ. فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ. وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الاِبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ، وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ. فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ، فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ. فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلَأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ. فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعاً! أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ،وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ. فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. فَقَالَ لَهُ الاِبْنُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَماً فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ. وَكَانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِي الْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ الْبَيْتِ، سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصاً، فَدَعَا وَاحِداً مِنَ الْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا؟ فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ، لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِماً. فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ. فَأَجَابَ وَقَالَ لأَبِيهِ: هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هَذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْياً لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي. وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هَذَا الَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ! فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. وَلَكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ». والمجد لله دائما
تأمل..
محبة الله للخطاة ... مثل الابن الضال من أعظم الامثال التى قالها السيد المسيح والتى تظهر محبة الله للخطاة وعطاياه الجزيلة لهم إذا تابوا. فالأب يرمز الى الله الرحوم والإبن الأصغر يرمز للأمم أو الخطاة والإبن الأكبر يرمز لليهود أو الكتبة والفريسيين أو المتكبرين عموماً والمرتبطين بالحياة الروحية شكليا فقط.
الابن الاصغر فى تمرد وعناد طلب نصيبه فى الميراث من أبيه، ولم ينتظر حتى موته. وهذا معناه إهماله التمتع ببيت أبيه أى الكنيسة وعدم فهمه لرعايتها. ووافق الأب من حنانه، وأعطاه نصيبه من الميراث، فأخذه وسافر به إلى كورة بعيدة هى الأنانية. لقد تغرب عن الحب الإلهى لسقوطه فى الأنا، وظن أن سعادته فى إشباع شهواته. ثم بذر أمواله أى كل طاقاته ومواهبه وحواسه فى أمور العالم الزائلة، حتى أضاعها بإسراف دون وعى. ان إبليس يخدعنا  بأن الحرية فى  إشباع الشهوات، وينسينا أننا نخسر بنوتنا لله ورعايته لنا.
+  الخطية تفلس وتنجس وتجرس..  انغمس الإبن الضال فى شهواته، وأنفق كل ما معه من أموال حتى نفدت، فلم يجد طعاماً يقوته وافلس. وفوجئ بجوع عام فى الكورة التى ذهب إليها ولذا لم يجد من يعطيه شيئاً ليأكل، فاضطر أن يبحث عن عمل ليعيش منه، ولم يجد إلا عملاً حقيراً وهو رعاية الخنازير، التى تتصف بالقذارة والنجاسة. وكان أجره ضئيلاً لا يكفى قوته، فاشتهى أن يأكل من طعام الحيوانات التى يرعاها وهو الخرنوب. وعندما حاول أن يأخذ شيئاً منها، انتهره صاحب الخنازير، وأصبح معرضاً للموت جوعاً. هكذا انشغل الإبن الضال بملذات العالم، فاكتشف فى النهاية جوعه إلى البر لقد احتاج للشر والطعام الأجوف الذى لا يشبع أى الماديات ولم يجد، وكاد يموت من الجوع ويفارق الحياة. فالشيطان يستدرجنا بالشهوات حتى يذلنا ويقودنا  للهلاك والفضيحة امام الناس والله. فلنرجع سريعاً بالتوبة قبل أن يذلنا الشيطان.
+ الرجوع الى حضن الاب..  رجع  الابن الضال إلى نفسه واكتشف نتائج خطيته، وهى الذل والإقتراب من الهلاك، وقارن نفسه بمجده فى بيت أبيه، وأن أقل إنسان عند أبيه، وهو الأجير وليس ابن البيت، يشبع ويفيض عنه الطعام. فتحسر فى قلبه على فرحه ومكانته وعيشته الأولى. فقرر الرجوع إلى أبيه وإعلان توبته أنه أخطأ إلى السماء وليس فقط لأبيه، وبإنسحاق يعلن عدم استحقاقه أن يعود برتبة البنوة، بل ليت أبيه يقبله كأجير أى أقل شخص فى الكنيسة. وتظهر محبة الآب الذى ينتظر إبنه، وإذ قام الإبن وبدأ يتحرك فى طريق العودة أى التوبة وجد أبيه يجرى نحوه مسرعاً ليعانقه ويحتضنه غير مبال بقذارة ملابسه وجسده لأن محبة الله تغفر كل خطايانا.
+ رفع الاب عن ابنه نير عبودية الخطية وأظهر محبته وحنانه أيضاً بهذه القبلة الأبوية. وعندما بدأ الإبن يعلن إعترافه، لم يدعه الأب يكمله بأن يسمح له أن يكون أجيراً، بل أوقفه عند إعلانه عدم استحقاق البنوة ليهبه بأبوته بنوة كاملة. فإن حنان الله فوق كل تخيل، وهو لا ينفر من خطايانا بل بحبه يرفعها عنا، وينقينا من كل آثامنا. أظهر الله أبوته لإبنه الضال بأن أمر عبيده أى الكهنة فى الكنيسة أن يلبسوه الحلة الأولى، وهى ثوب البر الذى نناله فى المعمودية أو الذى نناله فى سر التوبة والإعتراف، ثم الخاتم وهو ختم الروح القدس فى سر الميرون ليسكن فينا الروح القدس سكنى دائمة (2كو1: 21،22) أما رجليه فوهبهما حذاء وهو السير بكلمة الله التى تؤكد البنوة (أف6: 15). أما العجل المسمن فهو الحمل الذى بلا عيب، المسيح إلهنا الذى ذبح على الصليب لفدائنا، ونأكله جسداً ودماً حقيقيين على المذبح كل يوم فنحيا به (يو6: 56). وأعلن الأب لكل أهل بيته أن يفرحوا بعودة إبنه الضال، الذى عاد إلى الحياة بتوبته ورجوعه إلى الكنيسة من خلال الأسرار المقدسة.
+ الابن الاكبر والكبرياء والتذمر... الإبن الأكبر يمثل المتكبرين أو المرتبطين بالله شكلاً او اليهود الذين ظنوا ان الله ابا لهم فقط. جاء الابن الاكبر من الحقل وسمع الفرح والات الطرب فرحا بعودة اخيه فسأل احدهم عن السبب فاخبره  بعوده أخيه الضال وفرح أبيه به لأنه عاد إلى البيت. وهو يرمز للأنبياء الذين كتبوا عن توبة الخطاة وقبول الأمم، أو يرمز إلى الكهنة وخدام العهد الجديد الذين يعلنون قبول الخطاة التائبين فى الكنيسة وتناولهم من الأسرار المقدسة. فتضايق وغضب لم يرد ان يدخل البيت. فخرج الأب يطلب خلاص هؤلاء الفريسيين المتكبرين الشاعرين ببرهم الذاتى وفى كبرياء تجعلهم يطالبون بالخيرات الأرضية وليس الطعام الروحى، أما الإبن الضال التائب المتضع فاتحد بالمسيح فى سر الأفخارستيا. لقد اظهر الاب  أبوته للابن الاكبر رغم تذمره وكراهيته لأخيه، فالله يطلب خلاص الكل بما فيهم المتكبرين. وقال له كل ما لى فهو لك البنوة الحقيقية لها كل البركات الإلهية، وهذا معناه أن الإبن الأكبر لا يشعر ببنوته لله. اننا يجب ان نفرح لقيامة أى شخص من موت الخطية وتوبته ورجوعه إذا كان خاطئاً، أو إيمانه إن لم يكن مؤمناً. ونشترك فى العمل مع الاب فى عودة الخطاه وننقى قلوبنا من الرياء

الأحد، 25 نوفمبر 2012

آية وقول وحكمة ليوم 11/26



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ. }(لو 15 : 7) 
قول لقديس..
(القطيع هو مئة، واحد منه قد ضلّ، الذي هو الأسرة التي على الأرض، هذا الذي يطلبه راعي الكل تاركًا التسعة والتسعين في البريَّة، هل لأنه لا يهتم بالكثيرين أظهر رحمته بالواحد؟ لا... بل لأن الكثيرين في آمان، محروسين بيده القادرة. لذلك بحق يجب إظهار الرحمة بذاك الذي فُقد، الأمر الذي تحتاج إليه الجموع الباقيَّة، فبعودة ذاك الواحد يعود الجمال للمئة. البحث وراء المفقود لا يعني استهانة بالذين لم يخطئوا، إنما يليق إظهار النعمة والرحمة والحب للبشريَّة، كأمر يناسب الطبيعة السامية العلويَّة، تمنحها للخليقة الساقطة) القدِّيس كيرلس الكبير

حكمة لليوم ..
+ انا ارعى غنمي واربضها يقول السيد الرب (حز  34 :  15)
                   I myself will be the shepherd of my sheep, and I will cause them to lie down saith the Lord God (Eze 34:15)
من صلوات الاباء..
"يا الله الرحوم الذى يبحث عن الضال حتى يجده، والمطرود حتى يسترده، والمجروح حتى يعصبه ويشفى جراحه ويجبر النفس المنكسرة، نشكرك ايها الراعى الصالح والباحت عن المفقود ليجده ويفرح قلبه. فانظر يارب الى شعبك بعين الرحمة والشفقة والحنان وضمنا كحملان ناطقة وديعة الى محبتك الابوية ورعايتك الحانية ولتفرح كل ام باولادها ونجاحهم فى الحياة ولتعطى للذين ليس لهم نسل ثمرة مقدسة من لدنك ولتعطى للبتولين ثمار روحية صالحة وحياة مقدسة لاسرنا ولتفرح معنا الملائكة برجوع الخطاة. وبرعايتك الصالحة ارسل لنا رعاة صالحين ليرعوا شعبك بطهار وبر، أمين"  

من الشعر والادب
"موسي النبى والخروف الضال " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
كان فيه قطيع غنم بيرعى بين الجبال،
وفى حفرة صعبه سقط خروف ومال.
الراعى مخدش بالله يمكن يكون إهمال.
رجع الحظيرة وحس بالخروف الضال.
قام يجرى فى الظلمه ويتعثر فى الرمال،
وريقه نشف وعن خروفه يهاتى ويلال!
سمع الخروف وماما وعرفه فى الحال!
وفى السكة لاقى حفره فيها مية مطر زلال،
الراعى سقى الخروف رغم انى ريقه سال.
وقال انا اتحمل واريح  بقى الخروف الضال.
 نظر ربنا لطيبه قلب الراعى وعليه كمان قال،
دا هو الراعى اللى يقود شعبى بين الجبال.
الراعى دا كان موسى  قم ارسله فى الحال،
يخرج شعبه من العبودية ويغير الاحوال.
وانت لو قلبك حنين، اشفق عن اللى مال،
واجرى وراء التعبان وصلح الاحوال.
هتفرح قلب السماء وتاخد اجرك فى الحال.

قراءة مختارة  ليوم
الاثنين الموافق 11/26
لو 1:15- 10
وَكَانَ جَمِيعُ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَدْنُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ. فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ قَائِلِينَ: «هَذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ!». فَكَلَّمَهُمْ بِهَذَا الْمَثَلِ قَائِلاً: «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ، وَأَضَاعَ وَاحِداً مِنْهَا، أَلاَ يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَيَذْهَبَ لأَجْلِ الضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ؟ وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحاً، وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ وَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالْجِيرَانَ قَائِلاً لَهُمُ: افْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ!. أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ.  «أَوْ أَيَّةُ امْرَأَةٍ لَهَا عَشْرَةُ دَرَاهِمَ، إِنْ أَضَاعَتْ دِرْهَماً وَاحِداً أَلاَ تُوقِدُ سِرَاجاً وَتَكْنُسُ الْبَيْتَ وَتُفَتِّشُ بِاجْتِهَادٍ حَتَّى تَجِدَهُ؟ وَإِذَا وَجَدَتْهُ تَدْعُو الصَّدِيقَاتِ وَالْجَارَاتِ قَائِلَةً: افْرَحْنَ مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ الدِّرْهَمَ الَّذِي أَضَعْتُهُ. هَكَذَا، أَقُولُ لَكُمْ: يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ». والمجد لله دائما
تأمل..
+ مثل الخروف الضال.. كان الخطاة والعشارين يحبوا ان يستمعوا لكلماتك الرب يسوع المسيح المملوة رجاء ورحمة، وكان يعلن محبته لهم  ويأكل معهم ليجد بهذا فرصة أكبر لتعليمهم وجذبهم للتوبة. وكانت الفريسيين يأمروا بتجنب الأشرار وعدم مخالطتهم بسبب كبريائهم، فاحتقروا الخطاة وجباة الضرائب العشارين لارتباط جمع الضرائب بالقسوة والاستغلال ومحبة المال، وتغافلوا عن أهمية رعاية الخطاة وجذبهم للتوبة، بل فى مغالاتهم اتهموا المسيح بالشر لأنه خالطهم، مع أن المسيح كان مهتما بدعوة الخطاة للتوبة، لذا رحب بهم واستطاع أن يجذب بعضهم ليس للتوبة فقط، بل للخدمة مثل القديس متى الإنجيلي الذى كان عشاراً. فقدم لهم السيد المسيح مثل الخروف الضال لعلهم يفهمون وتلين قلوبهم.
+ كان لراعى  مئة من الغنم فضل واحد منها فترك التسعة والتسعين وذهب يبحث عن الضال فلم يستريح الراعى وظل يبحث عن خروفه الضال حتى يعثر عليه ويرجع إلى الحظيرة. الراعى يرمز للمسيح، الذى ترك خرافه التسعة والتسعين، وهم الملائكة، فى الحظيرة التى هى السماء، وتجسد ليبحث عن آدم وبنيه "الخروف الضال". وهنا يوضح السيد أهمية النفس الواحدة التى يبحث عنها الراعى أو الخادم ولا ينشغل بالتسعة والتسعين المواظبين على الكنيسة، لأن التسعة والتسعين مضمنين لتمسكهم بالله، أما الإنسان الذى ضل فهو محتاج أكثر من الكل. وعندما وجد الراعى الخروف الضال لم يوبخه إذ وجده منهكاً من ضلاله ومشيه الطويل، فحمله على كتفيه بحب وفخر لأن له قيمة عظيمة فى قلبه، وعاد به إلى الحظيرة ودعا محبيه ليفرحوا معه بالخروف الضال الذى عاد ليعيش مع إخوته.
+ لقد حمل الرب يسوع  خطايانا على كتفيه عندما عُلِق على الصليب ثم نزل إلى الحجيم وأصعد آدم وبنيه، وتهللت الملائكة فى الفردوس برجوع الإنسان لمكانه الأول معهم، كذلك تفرح الكنيسة كلها برجوع الخاطئ، ويهتم به الخادم أكثر من الكل ليشفى جراحاته التى جُرح بها فى فترة ضلاله. فالسماء تفرح برجوع الخاطئ لأنه كان مفقوداً. بالإضافة إلى أن الخاطئ عندما يرجع يكون متحمساً لتعويض ما فاته، فنيدفع فى الطريق الروحى وقد يفوق الذين لم يضلوا مثله لتراخى بعضهم. وهناك تفسير آخر أن التسعة والتسعين باراً هم أبرارا فى أعين أنفسهم، فيشعرون أنهم غير محتاجين للتوبة، وبالتالى فالسمائيون يفرحون بهذا الخاطئ الواحد لأنه رجع الى الله.
+ مثل الدرهم المفقود... كان من بين سامعي الرب بعض النساء فأعطى مثل الدرهم المفقود، ليؤكد أهمية النفس الواحدة فى نظره وليدعونا حتى نشفق على الخطاة والبعيدين. كانت المرأة اليهودية تُعطَى عشرة دراهم عند زواجها، فكان لها قيمة أكثر من قيمتها العادية. فإن ضاع أحدهم، تبحث عنه بإهتمام وتضئ سراجها لتكشف بعض الأركان المظلمة فى منزلها ولا تستريح حتى تجده. المرأة ترمز للكنيسة.وعشرة عدد يرمز للكمال. ان سقوط الإنسان جعل المسيح يتجسد، ليضئ بحياته كسراج للبشرية ويكشف لها طريق الخلاص بفحص جوانب حياتها من خلال تعاليمه المقدسة، ثم ينقذها بفدائه على الصليب ويعود بها إلى الفردوس.
فما أعظم واجب الخدام فى البحث عن الإنسان البعيد فى كل متاهات الحياة، وواجب آباء الاعتراف فى تنبيه النفوس لمعرفة خطاياهم، فينالوا غفراناً وحياة فى المسيح.
+ تدعو المرأة صديقاتها ليفرحن معها بالدرهم الضائع الذى وجدته، كما تدعو الكنيسة الجزء المنتصر منها أى السمائيين ليفرحوا برجوع الخطاة. وتظهر محبة الكنيسة وشعورها بالمسئولية فى قولها أنها "أضاعته" مع أن الإنسان هو الذى ضل ورفض الحياة فى الكنيسة، ولكن محبتها كأم تسعى نحوه بدافع مسئوليتها عن ضياعه حتى تجده. فلنعمل بجد للبحث عن الخطاة وارجاعهم الى حظيرة الراعى الصالح وكنيسته المقدسة لنفرح الله والملائكة والمؤمنين ونأخذ الاجر السمائى.