نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 31 يوليو 2013

آية وقول وحكمة ليوم الخميس الموافق 8/1


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ فَاثْبُتُوا إِذاً فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ.} (غلا1:5)
قول لقديس..
( يا أحبائي أتوسل اليكم باسم ربنا يسوع المسيح، ألا تهملوا خلاصكم وإلا تحرمكم هذه الحياة السريعة الزوال من الحياة الأبدية، ولا يحرمكم هذا الجسد الفاسد من مملكة النور التي لا تحد ولا توصف.. إن قلبي مندهش وروحي مرتعبة، لأننا أُعطينا الحرية أن نختار وان نعمل اعمال القديسين، ولكننا قد سكرنا بالأهواء والشهوات لأن كل واحد منا قد باع نفسه بمحض ارادته وقد صرنا مستبعدين باختيارنا، ونحن لا نريد أن نرفع عيوننا إلى السماء لنطلب مجد السماء، وعمل كل القديسين، ولا أن نسير في إثر خطواتهم) القديس الأنبا أنطونيوس
حكمة للحياة ..
+ المستمع لي فيسكن امنا ويستريح من خوف الشر. أم 33:1
Whoever listens to me will dwell safely, And will be secure, without fear of evil. Pro 1:33
صلاة..
" أيها الآب السماوي القدوس، محب البشر الصالح، نشكرك على أحساناتك ودعوتك لنا لنحيا حرية مجد أبناء الله، وقد أعلنت لنا أبوتك الرحيمة والمحررة لنحيا فى محبتك ونحب الجميع محبة فيك وبالإيمان العامل بالمحبة نخدم بعضنا بعض مقدمين بعضنا بعضا فى الكرامة، مسرعين لحفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل، فى سعي لخلاص نفوسنا مبتعدين عن العثرات وغير معثرين أحد فى شئ بل نتبع الإيمان المستقيم فى سهر وصلاة منقادين لارشاد روحك القدوس، فنحيا فى جهاد روحي على رجاء الحياة الأبدية منتظرين ظهور مجد أبنك الوحيد يسوع المسيح ربنا،لنكون معك فى السماء كل حين، أمين"
من الشعر والادب
"الإيمان العامل بالمحبة"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
خميرة صغيرة، بتخمر العجين،
صداقة معثرة، بتفسد صديقين
على رجاء نحيا الخلاص فى يقين
بالإيمان العامل بالمحبة مستعدين
حريتنا انى نكون، بالروح منقادين
لرضا الهنا الصالح نعمل جاهدين
بالنعمة فى طريقنا نحيا فرحانين
للسماء وامجادها دائما ناظرين

قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 8/1
الإصحَاحُ الْخَامِسُ (1)
غلا 1:4- 20
فَاثْبُتُوا إِذاً فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ. هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً! لَكِنْ أَشْهَدُ أَيْضاً لِكُلِّ إِنْسَانٍ مُخْتَتِنٍ أَنَّهُ مُلْتَزِمٌ أَنْ يَعْمَلَ بِكُلِّ النَّامُوسِ. قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ. كُنْتُمْ تَسْعَوْنَ حَسَناً. فَمَنْ صَدَّكُمْ حَتَّى لاَ تُطَاوِعُوا لِلْحَقِّ؟هَذِهِ الْمُطَاوَعَةُ لَيْسَتْ مِنَ الَّذِي دَعَاكُمْ. خَمِيرَةٌ صَغِيرَةٌ تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ. وَلَكِنَّنِي أَثِقُ بِكُمْ فِي الرَّبِّ أَنَّكُمْ لاَ تَفْتَكِرُونَ شَيْئاً آخَرَ. وَلَكِنَّ الَّذِي يُزْعِجُكُمْ سَيَحْمِلُ الدَّيْنُونَةَ أَيَّ مَنْ كَانَ. وَأَمَّا أَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَإِنْ كُنْتُ بَعْدُ أَكْرِزُ بِالْخِتَانِ فَلِمَاذَا أُضْطَهَدُ بَعْدُ؟ إِذاً عَثْرَةُ الصَّلِيبِ قَدْ بَطَلَتْ. يَا لَيْتَ الَّذِينَ يُقْلِقُونَكُمْ يَقْطَعُونَ أَيْضاً! فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا دُعِيتُمْ لِلْحُرِّيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ. غَيْرَ أَنَّهُ لاَ تُصَيِّرُوا الْحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلْجَسَدِ، بَلْ بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً. لأَنَّ كُلَّ النَّامُوسِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُكْمَلُ: «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». فَإِذَا كُنْتُمْ تَنْهَشُونَ وَتَأْكُلُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً، فَانْظُرُوا لِئَلاَّ تُفْنُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً.
تأمل..
+ الحرية الحقيقية... الحرية فى المسيحية هى الانقياد لروح الله القدوس فى حياتنا فيجذبنا لنتحرر من الشهوات والاهواء ونحيا بفكر المسيح. طريق الحرية الحقيقية هو معرفة الحق. المسيح هو الحق " أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو6:14). الحرية التى قصدها بولس الرسول هى حرية من الالتزام الحرفى بطقس الناموس ولكنها ليست خروجًا عن ناموس المسيح ولا عن ناموس موسى الأخلاقى كالوصايا العشر مثلاً. فالخاطئ قد يتصور أنه بحريته يمارس الخطيه ولا يدرى أنه مستعبد لها. الله أعطانا الوصايا ليحمينا من أن نُستعبد للشر أو للغير فنُذل، الله كأب يحذرنا أن نعبد غيره سواء مال أو شيطان أو لذة فتجلنا لها عبيد. الله خلقنا أحرار ويريد ان نختاره ونحبه بحريتنا، والحرية هى تحرر من العبودية للخطية. وهي حرية من أعمال الناموس وعوائده مثل الختان والنجاسات والمأكولات النجسة (لا11) والتطهيرات والذبائح التى أكملها عنا السيد المسيح فى جسده على الصليب لنقدم ذبائح الحمد من قلوب طاهرة لله.
+ الإيمان العامل بالمحبة.. الإيمان الحى العامل بالمحبة يخلص المؤمن. إيماننا بان الله محبة وأنه يحبنا ويريد خيرنا، فنبادله المحبه ونحب الجميع من أجله مما يجعلنا نموت عن العالم ونترك شهوات العالم وخطاياه، هذا الإيمان يدعونا أن نخدم كل الناس باذلين نفوسنا بمحبة أما الإيمان بدون أعمال فهو إيمان ميت (يع20:2). الإيمان العامل بالمحبة على مثال محبة الله الباذلة التى ظهرت على الصليب يجعلنا نطيع وصايا الله لأننا نحبه (يو21:14، 23) فان كنا نسعى فى الحق فلن يصدنا أو يمنعنا شئ من الجهاد للامتلاء من الروح والجهاد فى سبيل الملكوت بفرح فالخميرة الصغيرة للخطية والأثم هى عامل فساد يبدو صغير فى البداية ولكنه فى النهاية يسيطر ويفسد الكل وهكذا علينا أن ننقى أنفسنا من أى عقيدة مخالفة أو أنحراف روحي وأخلاقي مهما ظهر صغير. ويبدو أن الإخوة الكذبة أشاعوا كذبًا أن بولس كان يكرز بالختان فى أماكن أخرى. وهنا يرد بقوله إن كنت أكرز بالختان مع كرازتى بالصليب لما إضطهدنى اليهود والمتهودين؟.
+ خدمة المحبة علاج للانقسام.. يجب ان نستخدم الحرية التى حررنا بها المسيح فى خدمة بعضنا البعض منقادين بالروح لنتذوق السمائيات. الإنسان المسيحى يشعر بأنه أخذ الكثير من المسيح وهو غير مستحق، ويتساءل كيف أرد الجميل لله؟ لا يوجد طريق سوى أن نحب الآخرين ونخدمهم، ألم يصلب المسيح لأجل خلاص الجميع، إذًا هو يحبهم وعلينا ان نحبهم ونخدمهم من أجله. لذلك يقول بولس أنه مديون لليونانيين والبرابرة، للحكماء والجهلاء (رو14:1). ومعلمنا يوحنا يقول أن من يحب ينتقل من الموت إلى الحياة (1يو14:3) والمحبة فى المسيحية أكتملت فصارت " أحبوا أعدائكم " بدلاً من " تحب قريبك كنفسك" ومحبة الآخرين لا تأتى إلا من محبة الله أولاً. هنا توجيه لطيف للغلاطيين، فإن كانوا مصرين على العبودية فبدلاً من عبودية الناموس فلتكن لنا خدمة المحبة. وبدلا من الانقسامات والنزاع يطلب الرسول منا الكف عن الشجار والنزاع حتى لا نهلك ونحطم بعضنا البعض. الأحقاد تجعل الناس تنهش بعضها فكل من يبغض أخيه فهو بمثابة قاتل نفس.

تعزية وتغذية روحية (3) أنا هو لا تخافوا


(مر 6 : 50)
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
وسط بحر الحياة وهياجه... كان تلاميذ السيد المسيح يواجهون الأمواج فى بحيرة طبرية تتقاذف سفينتهم الرياح العاتية والأمواج القاسية ليلاً واذ بهم ينظروا السيد المسيح قادماً اليهم ويأمر الريح ان تسكت والبحر ان يهدأ(مت 24:14-34).الى ان جاء وأمر الريح والموج ان يسكتا وقال لهم { ثقوا انا هو لا تخافوا} (مر 6 : 50) فتعجب التلاميذ جدا ودخل معهم الى السفينة لتصل الى الميناء بسلام. وقد يسمح الله لرياح التجارب ان تلاطم سفينة حياتك وتظن ان الله عنك بعيد لا يستطيع ان يسكت الأمواج. لكن علينا أن نثق أنه سياتي فى الوقت المناسب ويهدئ الامواج ويسكت الرياح وبالإيمان تصل السفينة الى بر النجاة.
ما احوجنا فى هذه الايام الى دخول الله الى سفينة حياتنا والثقة فى شدة قوته وفى حفظه وعنايته، ان الرب يوكد لنا إهتمامه بنا بل وعنايته حتى بالعصفور الصغير، فلماذا نخاف ونحن أفضل من عصافير كثيرة { اليست خمسة عصافير تباع بفلسين وواحد منها ليس منسيا امام الله.بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة.}( لو6:12-7 ). فليس نفوسنا وحياتنا ومستقبلها فقط معروف لدى لله ويتمتع بعنايته بل وحتى شعور رؤوسنا محصى لديه. فالذي على دراية دائمة بعدد شعور رؤوسنا ولا تسقط شعرة منا الا باذنه!. هل يغيب عنه حفظ حياتنا طوال أيام غربتنا على الأرض؟. وهل لا يقدر ان يحفظنا وهو ضابط الكل مدبر الكون القدير؟ فلماذا اذا الخوف من المستقبل او الناس الاشرار او من حمل الصليب او المجهول؟. علينا أن نثق فى الهنا الصالح الذى لا ينعس ولا ينام. ان الثقة فى الله نتعلمها ونختبرها من خلال وعود الله الامينة ومن صفاته المقدسة ومن تعاملات الله مع شعبه. يجب أن نتذكر إحسانات الله معنا في الماضي ونثق انه قادر أن يخلصنا من ضيقاتنا الأن وغدا ونتكل عليه مما يهبنا السلام والهدوء ويجعلنا نحيا الرجاء المسيحي فى الهنا القادر على كل شئ .
الإيمان وثماره فى حياتنا.. الإيمان الحقيقي بالله يثمر فى حياتنا مانحا ايانا حياة الطمانينة وعدم الخوف. الايمان بالله ضابط الكل وبعنايته وحسن رعايته وصدق وعوده { فان الجبال تزول والاكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب} (اش 54: 10). حتى ان واجهنا ضيقات يجب ان نواجهها بثقة فى غلبة الله على الشيطان وكل حيله الشريرة ونحن لا ننظر ونتطلع الى الضيقات بل نصلى ونطلب من الله ان يحل بسلامه فى قلوبنا وبيوتنا وكنيستنا وبلادنا وان يهبنا سلامه الحقيقي. وكل الضيقات ستنتهى بل وحتى حياتنا ستنتهى فيا ليتها تنتهى من اجل عمل صالح، علينا ان نتعلم من التجارب ونصلى فى عمق ونلتصق باله الصبر والرجاء ونرى بالإيمان يد الله فى الاحداث ونثق ان كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، المدعوين حسب قصده. نعم قد نواجه متاعب وتجارب لكن نثق ان الله هو المنتصر والغالب {قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33). لقد وعدنا بالنصرة على الشر { واله السلام سيسحق الشيطان تحت ارجلكم سريعا نعمة ربنا يسوع المسيح معكم امين} (رو16 : 20). فلا نأخذ سلامنا من الظروف المحيطة ولا من الإتكال على مال ولا جمال ولا وظيفة ولا سلطه بل من الله بل من الله الذى يعطي السلام وعدم الخوف وسط أصعب الظروف كما فعل مع الفتية فى أتون النار.
حياة التوبة وعدم الخوف.. اذ نحيا حياة التوبة والاستعداد فلا نخاف حتى من الموت، لان الانسان الشرير او الخاطئ لا يستطيع ان يحيا فى سلام لانه يحيا الخوف والقلق وعدم السلام حتى بدون اعداء حوله فالشر يفقد السلام ويجلب الخوف { الشرير يهرب ولا طارد اما الصديقون فكشبل ثبيت} (ام 28 : 1). الله يتكلم بالسلام لشعبه وقديسيه وللراجعين اليه بكل قلوبهم { لاني عرفت الافكار التي انا مفتكر بها عنكم يقول الرب افكار سلام لا شر لاعطيكم اخرة ورجاء. فتدعونني وتذهبون وتصلون الي فاسمع لكم. وتطلبونني فتجدونني اذ تطلبونني بكل قلبكم} (ار 11:29-13). لنثق اذا فى الله ملك السلام القادر ان يهبنا سلامه الكامل { وليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} (رو 15 : 13). نسعى فى صنع السلام ونصلى ونعمل من أجله {فلنعكف اذا على ما هو للسلام وما هو للبنيان بعضنا لبعض } (رو 14 : 19).
أنواع الخوف وعلاجها ...
إن كان الله معنا فمن علينا. صحبة الرب لنا وحضوره الدائم فى عالمنا ووجودنا الدائم في حضرته هو الضمان الأكيد لزوال الخوف. يجب أن نتكل عليه {على الله توكلت فلا أخاف} (مز4:56). ولقد إختبر داود النبي ذلك حين قال {إلهنا ملجأنا وقوتنا، ومعيننا في شدائدنا التي أصابتنا جدا. لذلك لا نخشى إذا تزحزحت الأرض، وإنقلبت الجبال إلى قلب البحار} (مز 2،1:46).
+ الخوف من الناس... فهناك نوعيات مختلفة من الناس، بعضهم صالح وبعضهم عدواني او شرير وقد أمرنا الرب أن نحب الجميع {أحبوا أعدءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم} (مت44:5). وهو قادر ان يحفظنا من مؤامرات الاشرار ويرد عنا ظلمهم {إن أرضت الرب طرق إنسان، جعل أعداءه أيضاً يُسالِمونه} (أم 7:16). قد يخاف البعض من بعض الرؤساء الظالمين في العمل، ولكن يجب علينا الشهادة للحق مهما حدث. وها هو الرب يهمس في آذاننا {الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون}(خر14:14). {من يؤذيكم إن كنتم متمثلين بالخير؟ ولكن وإن تألمتم من أجل البر فطوباكم. أما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا} (1بط 14،13:3). فلا تخافوا الأقوياء والرؤساء اوالمعاندين،. فتهديدهم ووعيدهم دينونة لهم وطوبى للمضطهدين من أجل البر لان لهم ملكوت السموات
+ الخوف من حمل الصليب.. حمل الصليب هو بركة وواجب على كل مؤمن بالمسيح يسوع ربنا والصليب يعني المضايقات والمشاكل والامراض والإضهادات، وقد وعدنا الرب انه سيكون معنا كل الأيام {إن نيري هيِّن وحِملي خفيف} (مت30:11). اهلن قادر ان يعطي التعزية وسط الضيق { لأنه كما تكثر آلام المسيح فينا كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا أيضاً} (2كو 5:1). { مبارك الرب أبو ربنا يسوع المسيح الذي يعزينا في كل ضيقتنا} (2كو4،3:1). لقد حمل الكثيرين صليبهم بفرح ووجدوا فيه التعزية والفرح والرجاء فالوجه الاول للصليب سواء فى المرض او الحاجة او الاضطهاد هو الآلم والوجه الأخر هو المجد والقيامة والتعزية والرجاء والفرح.
+ الخوف علي المستقبل .. عندما نرى ثورات البشر او الطبيعة او الحروب او الكوارث حولنا نرفع عقولنا وقلوبنا لله ونصلى اليه ان ينجى العالم من المخاطر والاهوال والضيقات وان يحفظ الله أتقيائه من ساعة التجارب التى تحل على العالم كله. نتذكر من إنتهر الرياح (مت26،25:8)، {فإذا سمعتم بحروب وبأخبار حروف فلا ترتاعوا لأنها لابد أن تكون} (مر7:13). ولاتقلقوا من أجل المستقبل { لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون. ولا لأجسادكم بما تلبسون. أليست الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس..؟ فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس؟ فان هذه كلها تطلبها الأمم. لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها. لكن اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تُزاد لكم. فلا تهتموا للغد. لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شره} (مت25:6-34). { كنت فتى وقد شخت، ولم أر صدِّيقاً تُخُلِّيَ عنه، ولا ذرية له تلتمس خبزاً} (مز25:37).
+ الخوف من أخطاء الماضي.. البعض منا يخشى من أخطاء ماضيه ومطاردتها له ولكن نحن نثق فى الله غافر الخطايا الذى اذ نتوب اليه يغفر خطايانا ويطرحها فى بحر النسيان ويعلمنا ان نغفر وننسى وهو أب صالح وليس ضابط بوليس او قاضى ظالم { ولكني أفعل شيئا واحداً؛ إذ أنا أنسى ما هو وراء، وأمتد إلى ما هو قدام}(فى 13:3). نحن نتوب ونعرف ارادة الله الصالحة والكاملة ونعملها {إن إعترفنا بخطايانا، فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم} (1 يو9:1). ثقوا فى الله الذى غفر للص والمرأة الخاطئة وقبل اليه توبة داود النبي ونكران بطرس وشك توما وتوبة أغسطينوس ومريم المصرية وهو يقول لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى لم أتى لادعو ابرار بل خطاة الى التوبة .
+ الخوف من المجهول .. يخاف البعض من الغد وما يحمله لهم من مخاطر ويقلقوا وما علينا الا ان نحيا يومنا بسلام وثقة فى الله ونعمل ما يجب علينا القيام به، وندع الغد لمن يهمه مستقبلنا وفى يده حياتنا وهو لا يسمح ابداً بتجربة ً تفوق قدرتنا على الإحتمال وعندما يسمح بتجربة يعطى معها المخرج. فالله يعرف ويرى كل شيء، وهو الذي سيبدد مخاوفك من المجهول ومن كل تغيير يطرأ في حياتك الإجتماعية والوظيفية.
+ الخوف من حروبه الشيطان .. البعض يخشى الحروب الروحية والسقوط لكن يجب ان نعلم ان الرب الذى انتصر على الشيطان وكل قواته أعطانا السلطان ايضا ويهبنا النصرة ومادمنا نحيا حياة التواضع ونطلب العون من رب السماء فهو يهبنا الحكمة والقوة والنعمة لنقوم وننتصر {واله السلام سيسحق الشيطان تحت ارجلكم سريعا نعمة ربنا يسوع المسيح معكم امين} (رو 16 : 20). {فاخضعوا لله قاوموا ابليس فيهرب منكم} (يع 4 : 7)
لاخوف مع المحبة.. عندما تواجه سفينة حياتنا المخاطر والأمواج أو يهيج علينا العدو نتطلع اليك يا كلى الحكمة ودائم الوجود وضابط كل الاشياء لكي ما تأتى وتملك وتقود السفينة ومن فيها لتصل الى بر النجاة . ان وعودك الصادقة وحفظك الدائم وعنايتك ورعايتك المستمرة عبر التاريخ تهبنا ثقة فيك وإيمان فى قوتك وكما كنت مع دانيال النبي فى جب الأسود وحفظت الفتية فى أتون النار انت يارب قادر تحفظ ابنائك من سهام إبليس المتقدة نارا ومن مؤامرات الاشرار . فلا خوف مع المحبة لان محبتك لنا تطرد الخوف خارجا. نعلم جيدا عظيم محبتك لنا كآب صالح ونبادلك المحبة ونسير فى هدى تعاليمك ونصلى من أجل المسيئين الينا والذين يضطهدوننا، لكي تحررهم من الكراهية والظلم والشر، ونصلى اليك يا الله من أجل بلادنا وعالمنا لتنعم علينا بالسلام وتهب الحكمة للكل حكام ومحكومين، رعاه ورعية، وتهدى ارجلنا وحياتنا الى طرق السلام، أمين.

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

آية وقول وحكمة ليوم 7/31

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ فانكم انما دعيتم للحرية ايها الاخوة غير انه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضا} (غل 5 : 13)
+قول لقديس..
(حرية النفس وطوباويتها هما نتيجة النقاء الحقيقي والازدراء بالزمنيات. الإنسان الحر هو ذاك الذي لا تستعبده الملذات بل يتحكم في الجسد بتمييز صالح وعفة، قانعًا بما يعطيه الله، مهما كان قليلاً، شاكرًا إياه من كل قلبه) القديس الأنبا انطونيوس
حكمة للحياة ..
+ محبة ابدية احببتك من اجل ذلك ادمت لك الرحمة.أر3:31
I have loved you with an everlasting love; therefore with loving kindness I have drawn you. Jer 31:3
صلاة..
" ايها الرب الهنا القادر على كل شئ ولا يعسر عليك أمر، أنت الذى أمرت قديما الصخرة الصماء فى الصحراء فاخرجت ماء وروت الجموع فى البرية، وأشبعت الالوف بخمسة خبزات وافضت منها الكثير. أنت يا سيد الكل تقدر ان تجعل نفسى العاقر تورق وتأتى بالثمار الروحية التى ترضيك، لتترنم العاقر التى لم تلد والارض القاحلة بغني عمل نعمتك ويفرح الزارع والحاصد بوفرة ثمار روحك القدوس. وها نحن يا سيدنا نصلى اليك ونرجوك ان تفلح أرض قلوبنا وتزرع فيها الحكمة المحبة والفرح والسلام والإيمان والصلاح والصبر وتعدنا لنستحق بنعمتك للدخول الى العرس السمائى لنمجد صلاحك الأن وكل أوان والي دهر الدهور،أمين"
من الشعر والادب
"حبك أحلي شئ "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
ياللى جيت حررتنى من الخطية
حبك انت أحلي شئ فى الدنيا ليا
حياتى صحراء في بعدي عنك يا فاديا
بتبقى جنه مثمره بعمل أديك أنت فيا
بيك أنا غالب كل التجارب يانورعينيا
تنور طريقى وتدينى حكمة للأبدية
نعمتك كل يوم فى غنى بتفيض عليا
تشبع حياتى وتفيض حنان وكأسي ريا
قراءة مختارة ليوم
الاربعاء الموافق 7/31
الإصحَاحُ الرَّابعُ (2)
غلا 21:4- 30
قُولُوا لِي، أَنْتُمُ الَّذِينَ تُرِيدُونَ أَنْ تَكُونُوا تَحْتَ النَّامُوسِ، أَلَسْتُمْ تَسْمَعُونَ النَّامُوسَ؟ فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ أَنَّهُ كَانَ لإِبْرَاهِيمَ ابْنَانِ، وَاحِدٌ مِنَ الْجَارِيَةِ وَالآخَرُ مِنَ الْحُرَّةِ. لَكِنَّ الَّذِي مِنَ الْجَارِيَةِ وُلِدَ حَسَبَ الْجَسَدِ، وَأَمَّا الَّذِي مِنَ الْحُرَّةِ فَبِالْمَوْعِدِ. وَكُلُّ ذَلِكَ رَمْزٌ، لأَنَّ هَاتَيْنِ هُمَا الْعَهْدَانِ، أَحَدُهُمَا مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ الْوَالِدُ لِلْعُبُودِيَّةِ، الَّذِي هُوَ هَاجَرُ. لأَنَّ هَاجَرَ جَبَلُ سِينَاءَ فِي الْعَرَبِيَّةِ. وَلَكِنَّهُ يُقَابِلُ أُورُشَلِيمَ الْحَاضِرَةَ، فَإِنَّهَا مُسْتَعْبَدَةٌ مَعَ بَنِيهَا. وَأَمَّا أُورُشَلِيمُ الْعُلْيَا، الَّتِي هِيَ أُمُّنَا جَمِيعاً، فَهِيَ حُرَّةٌ. لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «افْرَحِي أَيَّتُهَا الْعَاقِرُ الَّتِي لَمْ تَلِدْ. اهْتِفِي وَاصْرُخِي أَيَّتُهَا الَّتِي لَمْ تَتَمَخَّضْ، فَإِنَّ أَوْلاَدَ الْمُوحِشَةِ أَكْثَرُ مِنَ الَّتِي لَهَا زَوْجٌ». وَأَمَّا نَحْنُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَنَظِيرُ إِسْحَاقَ، أَوْلاَدُ الْمَوْعِدِ. وَلَكِنْ كَمَا كَانَ حِينَئِذٍ الَّذِي وُلِدَ حَسَبَ الْجَسَدِ يَضْطَهِدُ الَّذِي حَسَبَ الرُّوحِ، هَكَذَا الآنَ أَيْضاً. لَكِنْ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ «اطْرُدِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأَنَّهُ لاَ يَرِثُ ابْنُ الْجَارِيَةِ مَعَ ابْنِ الْحُرَّةِ». إِذاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَسْنَا أَوْلاَدَ جَارِيَةٍ بَلْ أَوْلاَدُ الْحُرَّةِ.
تأمل..
+ عهد النعمة والحرية ... القديس بولس الرسول يقارن بين عهد النعمة والحرية وبين عهد الناموس مستخدم تشبيه زوجتى إبراهيم سارة الحرة وهاجر العبدة. سارة الحرة تنجب ابن بحسب وعد الله، ابن يعطيه الله حياة من موت. وهاجر الجارية تنجب ابن بطريقة طبيعية مثل كل الناس. فشبه القديس بولس عهد سيناء بهاجر التى ولدت إسماعيل. وهذا العهد هو عهد العبودية. ويقارن مع إسحق إبن الموعد فكان فى حياة إبراهيم عهدان، عهد الختان الذى أخذه فى حياة إسماعيل وبوجود هاجر العبدة. وعهد الموعد الذى سيقيمه الله فى نسله. وكما عبر إبراهيم على عهد الختان رمز العبودية إلى عهد الموعد رمز الحرية بسبب إسحق وسارة. هكذا عبر شعب الله من عهد العبودية فى سيناء وهو عهد الختان والناموس إلى عهد الحرية بالمسيح يسوع ربنا. إسحق ولد فى أرض الموعد والحرية وهو ابن سارة الحرة ، كرمز للمسيح الموعود به، كرمز لعهد النعمة . كما ان أورشليم ترمز لأورشليم السماوية وللكنيسة التى حررها المسيح. أما هاجر العبدة فتشير لأورشليم الحاضرة أيام بولس الرسول، والمستعبدة للناموس. ويؤنب القديس بولس الغلاطيون، إذاً إنهم حين قرأوا الناموس وقفوا عند حدود الفروض الناموسية، ولم يدركوا أن الناموس يتكلم عن المسيح. فكانوا مثل تلميذى عمواس محتاجين لمن يشرح لهم عن المسيح.
+ الكنيسة وأورشليم العليا... الكنيسة تمثل السماء على الارض وأولاد المعمودية هم ابنائها وبناتها وهى عليا فى مقابل أورشليم الحالية وهى عليا لأن المسيح قال ينبغى أن تولدوا من فوق (يو7:3)، وهى عليا لأن ابنائها يحيوا فى السماويات (أف6:2) وسيرتنا هى فى السماوات (فى20:3). وأورشليم العليا سننطلق إليها فى النهاية (يو2:14 و3). هى مدينة السلام، وطننا السماوى (رؤ2:21، 3، 9-27،11). وكلمة أورشليم حرفياً تعنى رؤية السلام. فى مقابل هاجر سيناء التى ولدت عبيدًا، نجد أورشليم العليا التى نُولد منها جميعًا يهودًا وأممًا كأبناء أحرار. ويستعير بولس الرسول من (إش1:54) حيث يخاطب أورشليم فى حالتها الأولى قبل السبى وكأنها أم مخصبة لها بعل، أما حالتها أثناء السبى فهى كأم مهجورة بلا زوج ولا بنين ثم يخاطبها بعد عودتها من السبى وهى مسرورة بعودة بنيها. ولكن الآية تشير حقيقةً إلى كنيسة الأمم التى كانت بلا عريس ولا أبناء لله ثم صارت عروسة لهو وأم ولودة تلد أولادًا لله، أولادها من اليهود والأمم المؤمنين فى كل العالم. نحن نظير اسحق كأولاد الموعد وكنيسة المسيح، المواطنون السمائيون شركاء الميراث نحصل على البنوية لله . وابن ناموس العبودية لا يرث فى بركات المسيح وميراثه السماوى. كما ان من يهتم فقط بما علي الأرض لا ميراث سماوى له. أما من تألم مع المسيح على الأرض وتطلع الى السماء فنصيبه فى السماء. هنا بولس يحذرهم أن يكون نصيبهم الطرد كهاجر وإسماعيل بسبب استمرارهم فى التمسك والإلتزام بالناموس كعبيد فهم طالما يريدوا أن يعيشوا كعبيد فلا ميراث سماوى لهم. فلنكن أولاد المسيح لنرث معه فى ملكوته السماوي.

الاثنين، 29 يوليو 2013

آية وقول وحكمة ليوم 7/30


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ،لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.} (غلا 4:4-5)
قول لقديس..
(لا تضطرب إذا ما تفكَّرتَ في جسامة خطاياك السالفة؛ بل اعلم تماماً، أن النعمة ما زالت تفوقها عِظَماً، فهي الكفيلة بأن تُبرِّر الأثيم وتغفر ذنوب الفاجر. فالإيمان بالمسيح هو ضامن لنا بكل هذه البركات العظيمة، لأنه الطريق الذي يؤدي إلى الحياة، ويدعونا للانطلاق إلى المنازل العلوية، ويرقَى بنا لميراث القديسين، ويجعلنا أعضاء في ملكوت المسيح، الذي به وله مع الله الآب ومع الروح القدس، المجد والسلطان إلى أبد الآباد آمين.) القديس كيرلس الكبير
حكمة للحياة ..
+ بالرجوع والسكون تخلصون بالهدوء والطمانينة تكون قوتكم. أش 15:30
In returning and rest you shall be saved; in quietness and confidence shall be your strength. Isa 30:15
صلاة..
" أبانا السماوى الرحيم، نشكرك على محبتك وحنانك ورحمتك أذ دعوتنا لنعمة البنوة بفيض حنانك ومحبتك ونحن بعد خطاة، وأعلنت لنا رحمتك ومحبتك فى تجسد الأبن الكلمة ومات عنا ليخلصنا وقام ليقيمنا من موت الخطية ويحيينا حياة أبدية ويهبنا نعمة الروح القدس لنناديك بدالة الابناء كل حين يا أبانا الذى فى السموات. فأقبل اليك صلواتنا، وليتقدس أسمك باعمالنا وأقوالنا وحياتنا وليحل ملكوتك السماوى فى قلوبنا عاملين ارادتك المقدسة كل حين، لنشبع ونرتوي من دسم محبتك، أغفر لنا خطايانا أيها الرب الرؤوف معلما ايانا ان نغفر للمسيئين الينا ولا تدخلنا فى تجربة، ونجينا من مكائد وفخاخ أبليس ليتمجد أسمك القدوس، الان وكل أوان والى دهر الدهور كلها، أمين"
من الشعر والادب
"أبي انت "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أبى انت والهي وربي العظيم
دعوتنى للبنوة فى نورك أقيم
تحب وتبذل وتعطي كآب رحيم
فانت حياتي وبحبك أهيم
فاغفر ضعفى وقلبى السقيم
وهبني استقامة وعقلا فهيم
يتبع خطاك ويسلك كابن كريم
قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 7/30
الإصحَاحُ الرَّابعُ (1)
غلا 1:4- 20
وَإِنَّمَا أَقُولُ: مَا دَامَ الْوَارِثُ قَاصِراً لاَ يَفْرِقُ شَيْئاً عَنِ الْعَبْدِ، مَعَ كَوْنِهِ صَاحِبَ الْجَمِيعِ. بَلْ هُوَ تَحْتَ أَوْصِيَاءَ وَوُكَلاَءَ إِلَى الْوَقْتِ الْمُؤَجَّلِ مِنْ أَبِيهِ. هَكَذَا نَحْنُ أَيْضاً: لَمَّا كُنَّا قَاصِرِينَ كُنَّا مُسْتَعْبَدِينَ تَحْتَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ. وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ. ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً: «يَا أَبَا الآبُ». إِذاً لَسْتَ بَعْدُ عَبْداً بَلِ ابْناً، وَإِنْ كُنْتَ ابْناً فَوَارِثٌ لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ. لَكِنْ حِينَئِذٍ إِذْ كُنْتُمْ لاَ تَعْرِفُونَ اللهَ اسْتُعْبِدْتُمْ لِلَّذِينَ لَيْسُوا بِالطَّبِيعَةِ آلِهَةً. وَأَمَّا الآنَ إِذْ عَرَفْتُمُ اللهَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ عُرِفْتُمْ مِنَ اللهِ، فَكَيْفَ تَرْجِعُونَ أَيْضاً إِلَى الأَرْكَانِ الضَّعِيفَةِ الْفَقِيرَةِ الَّتِي تُرِيدُونَ أَنْ تُسْتَعْبَدُوا لَهَا مِنْ جَدِيدٍ؟ أَتَحْفَظُونَ أَيَّاماً وَشُهُوراً وَأَوْقَاتاً وَسِنِينَ؟ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ أَكُونَ قَدْ تَعِبْتُ فِيكُمْ عَبَثاً! أَتَضَرَّعُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، كُونُوا كَمَا أَنَا لأَنِّي أَنَا أَيْضاً كَمَا أَنْتُمْ. لَمْ تَظْلِمُونِي شَيْئاً. وَلَكِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي بِضَعْفِ الْجَسَدِ بَشَّرْتُكُمْ فِي الأَوَّلِ. وَتَجْرِبَتِي الَّتِي فِي جَسَدِي لَمْ تَزْدَرُوا بِهَا وَلاَ كَرِهْتُمُوهَا، بَلْ كَمَلاَكٍ مِنَ اللهِ قَبِلْتُمُونِي، كَالْمَسِيحِ يَسُوعَ. فَمَاذَا كَانَ إِذاً تَطْوِيبُكُمْ؟ لأَنِّي أَشْهَدُ لَكُمْ أَنَّهُ لَوْ أَمْكَنَ لَقَلَعْتُمْ عُيُونَكُمْ وَأَعْطَيْتُمُونِي. أَفَقَدْ صِرْتُ إِذاً عَدُوّاً لَكُمْ لأَنِّي أَصْدُقُ لَكُمْ؟ يَغَارُونَ لَكُمْ لَيْسَ حَسَناً، بَلْ يُرِيدُونَ أَنْ يَصُدُّوكُمْ لِكَيْ تَغَارُوا لَهُمْ. حَسَنَةٌ هِيَ الْغَيْرَةُ فِي الْحُسْنَى كُلَّ حِينٍ، وَلَيْسَ حِينَ حُضُورِي عِنْدَكُمْ فَقَطْ. يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضاً إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ. وَلَكِنِّي كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَكُونَ حَاضِراً عِنْدَكُمُ الآنَ وَأُغَيِّرَ صَوْتِي، لأَنِّي مُتَحَيِّرٌ فِيكُمْ!

تأمل..
+ التمتع بنعمة البنوة ... لقد كان المؤمنون فى العهد القديم خاضعين لوصايا الناموس وأحكامه المادية، ويعملوا لتتميمها لكنهم يفشلوا ولا يستطيعوا أن يتحررو من نير عبودية الخطية ليستمتعوا بحقوقهم كبنين، فكانوا مثل أولاد قاصرين لم يأتِ الوقت ليتصرفوا بحريتهم فى ميراثهم أى بنوتهم لله التى ينالونها فى الحياة المسيحية. وفي ملء الزمان الذي حدده الآب، إرسل الله ابنه لإتمام الوعد الذي أعطاه لإبراهيم ليخلصنا من العبودية؛ ويُمكننا من التمتع بالتبني كأبناء لله. فتجسد الابن الأزلى من الروح القدس ومن العذراء ليأخذ طبيعتنا البشرية، ليتمم الناموس عن الإنسان الذى عجز عن إتمامه، ليموت ويرفع خطايانا ويفدى كل البشر العاجزين عن إتمام الناموس، ولأن الله غير محدود فذبيحته قادرة على غفران كل خطايا العالم الغير محدودة والموجهة لله الغير محدود فمات لفدائنا وهبنا البنوة له فصرنا أبناء بالتبنى. وإذ ننال فى العهد الجديد البنوة الله من خلال المعمودية نتأهل لعمل روح الله القدوس فينا ليعطينا دالة البنوة ويعلمنا كيف نصلى ونشعر بأبوة الله فنناديه أب لنا بكل اللغات. وقد ذكر القديس بولس كلمة "أب" باللغتين الارامية واليونانية لتأكيد معنى البنوة. لينقل المؤمن من عبودية الخطية التى يظهرها الناموس إلى بنوة الله بالإيمان والمعمودية، وبهذه البنوة ننتظر ملكوت السموات كمكافأة من المسيح متى ثبتنا فى بنوتنا لله.
+ حرية ابناء الله ... ينبه بولس الغلاطيين إلى أنهم كانوا بعيدين عن الله عبدة اوثان، ولكنهم آمنوا بالمسيح الذى قبلهم وخلصهم من خطاياهم، فكيف يرجعون إلى الإعتماد على الناموس الذى لا يخلص تابعيه بل هو كشف للخطية وشناعتها غير مخلص منها؟. ويتعجب بولس الرسول من تمسك الغلاطيين بالناموس كأساس لخلاصهم وعدم فهمهم لبشارته بالمسيح وكيف يضعوا أساس للخلاص غير دم المسيح المسفوك على الصليب لخلاص العالم. ويتحدث القديس بولس بلطف واتضاع مع الغلاطيين، فيتوسل إليهم أن يؤمنوا مثله بأن الخلاص بدم المسيح وليس بالناموس كما ان بنوتهم له ومحبتهم تقودهم للإقتداء به. ويذكرهم بلطفهم فى التعامل معه حين زارهم وبشرهم ويناديهم بالرجوع إلى بنوتهم له وأن لا يتبعوا التعاليم الكاذبة ويشهد بولس أنه كان يعانى من أمراض فى جسده عند زيارته وتبشيره فى غلاطية، وأن الغلاطيين لم يتضايقوا من مرضه ولا احتقروه بل على العكس شعروا أنه مثل ملاك أرسله الله إليهم فأكرموه جداً. فكيف ينقلبوا ضده بسبب تحذيره لهم على تصديقهم للمعلمين الكذبة ؟ وفى نفس الوقت يشجعهم بأن يشهد بمحبتهم الشديدة له وأنهم تمنوا ولو قلعوا عيونهم وأعطوها له ليبصر بها. وينبه بولس الغلاطيين إلى خداع المعلمين الكذبة فى محبتهم المغرضة لهم لكى يكسبوا تابعين لأفكارهم الخاطئة. فهذه المحبة شريرة وتبعدهم عن الحق فيتعلقوا بهؤلاء المعلمين ويتبعونهم فى انحرافاتهم ويتكلم بولس بروح الأبوة نحو الغلاطيين ويشبه نفسه بالأم التى تتألم آلام الولادة فهو يحتمل تقلباتهم ويحاول إرجاعهم للإيمان السليم حتى يلدهم كأبناء للمسيح وصورة حقيقية له. كما يتمنى بولس أن يزور غلاطية ليعرف مدى تجاوب أهلها مع رسالته، ويظهر أبوته بكلام الحنان والتشجيع حتى يكسبهم للمسيح، وهو مستعد أن يقنعهم ويشجعهم فى محبته لهم ويستخدم كل الطرق ليعيدهم إلى الإيمان المستقيم بالمسيح.

الأحد، 28 يوليو 2013

آية وقول وحكمة ليوم 7/29


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.} (غلا 28:3)
قول لقديس..
( هذا هو هدف السر العظيم وغرض الله من أجلنا، هذا الذي صار إنسانًا وافتقر (2كو8: 9)، لكي يُحْيى أجسادنا (رو 11:8)، ونستعيد صورته (1كو15: 48)، ويتجدد الإنسان (كو3: 11) فنصير واحدًا في المسيح، الذي يعمل بكمال في جميعنا حتى إنه هو نفسه يكون حاضرًا، فلا يكون ذكر أو أنثى، بربري أو سكيثي، عبد أو حر، إنما نحمل ختم الله في أنفسنا، الذي به وله قد خُلِقْنا وأخذنا صورته ومثاله لكي نُعْرف بهذا وحده) القديس غريغوريوس النزينزي
حكمة للحياة ..
+ اذا ساد الصديقون فرح الشعب واذا تسلط الشرير يئن الشعب. أم 2:28
When the righteous are in authority, the people rejoice; But when a wicked man rules, the people groan. Pro 28:2
صلاة..
" يا اله المحبة ورازق الراى الواحد الذى للفضيلة، يا من دعانا بنعمته من كل الأمم والقبائل والشعوب والالسنة لنكون له شعبا مقدسا وأمة مبررة، نسائلك ونطلب من صلاحك يا محب البشر الصالح، أن تعمل فى بلادنا وتوحد قلوبنا على الخير والسلام والمحبة، ليهرب الشر والكراهية والخصام، وليحل السلام فى قلوب ذوى الارادة الحسنة لنتغلب على فرقتنا وأنقسامنا وتحزبنا ونتغلب على أنانيتا ونسعى فى أثر المصالحة والسلام والاخاء، لنصنع المستقبل الأفضل لوطن يستحق التضحية والعمل والأمل فى حياة أفضل، تصان فيها كرامة الانسان وماله وارضه وعرضه ويسعى الواحد منا الى خير أخوته، أمين"
من الشعر والادب
"تجمع شملنا "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
يا اللي جيت على أرضنا ولينا فديت
وحدتنا من كل أمه أو لسان ودعيت
تقدر تجمع شملنا بالمحبة فى كل بيت
تقدر توحد قلبنا بالاحترام يحل السلام،
بدل الخصام نبنى ونزرع فى كل غيط
والشر يهرب ويقول ياريتنى ماجيت،
ترسي السفينة لميناء هادية وأمينة
تبارك بلادنا ويا ولادنا وعمل ايدينا
وتحل فينا بالإيمان، نشكرعمل أيديك

قراءة مختارة ليوم
الاثنين الموافق 7/29
الإصحَاحُ الثَّالِثُ (2)
غلا 19:3- 29
فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ قَدْ زِيدَ بِسَبَبِ التَّعَدِّيَاتِ،إِلَى أَنْ يَأْتِيَ النَّسْلُ الَّذِي قَدْ وُعِدَ لَهُ، مُرَتَّباً بِمَلاَئِكَةٍ فِي يَدِ وَسِيطٍ. وَأَمَّا الْوَسِيطُ فَلاَ يَكُونُ لِوَاحِدٍ. وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ. فَهَلِ النَّامُوسُ ضِدَّ مَوَاعِيدِ اللهِ؟ حَاشَا! لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ. لَكِنَّ الْكِتَابَ أَغْلَقَ عَلَى الْكُلِّ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ، لِيُعْطَى الْمَوْعِدُ مِنْ إِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. وَلَكِنْ قَبْلَمَا جَاءَ الإِيمَانُ كُنَّا مَحْرُوسِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، مُغْلَقاً عَلَيْنَا إِلَى الإِيمَانِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ. إِذاً قَدْ كَانَ النَّامُوسُ مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ، لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ. وَلَكِنْ بَعْدَ مَا جَاءَ الإِيمَانُ لَسْنَا بَعْدُ تَحْتَ مُؤَدِّبٍ. لأَنَّكُمْ جَمِيعاً أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ. لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ فَأَنْتُمْ إِذاً نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ
تأمل..
+غاية الناموس... ما دام الناموس لم يبررنا فلماذا أعطاه الله بعد وعده لإبراهيم ؟ والإجابة لأن الناس لم يسيروا بحسب إيمان أبينا إبراهيم فوضع لهم الله الناموس كقوانين تضبط سلوكهم حتى لا ينزلقوا فى الشر ولكى يقودهم الي تنفيذ الوصية، فعرفهم الخطية وعقوبتها. إلى أن يأتى المسيح ليقيم مع المؤمنين عهدا جديدا بدمه ويعطينا القوة ويحل بالإيمان فينا لنسلك بالإيمان حياة الفضيلة والبر. ويعلن بولس الرسول أن الناموس، بحسب التقليد اليهودى المتوارث، أعطاه الله لموسى بواسطة ملائكة ليسلموه ويشرحوه لموسى، كما أشار إلى ذلك القديس استفانوس "الذى أخذتم الناموس بترتيب ملائكة ولم تحفظوه" (أع 7 : 53). الناموس وسيط بين اثنين هما الله والإنسان. الله هو الذى أعطى الوعد كهبة مجانية دون تدخل الإنسان، وهذا الوعد يتم فى المسيح المخلص. إذا فالخلاص بالمسيح، وإذ فشل الناموس فى وساطته بين الله والإنسان، جاء الله متجسداً وفادياً للإنسان ليحقق الوعد الإلهى المُعْطَى لإبراهيم. والناموس يظهر الخطية وعقوبتها وينبه الإنسان إليها لرفضها، ولكن الإنسان وحده عاجز عن التوبة والتخلص من الخطية ومحتاج للمسيح المخلص الذى ينقذه ويحييه. وقد أدان الناموس البشر وحكم عليهم بالموت بسبب خطاياهم وتعدياتهم، فمهد بهذا لعمل المسيح الذى يخلص الإنسان من سجن الخطية ويعطيه حياة جديدة (1بط 3 : 19).
+ الناموس كضابط ومؤدب... قبل تجسد المسيح كان شعب الله فى حراسة الناموس الذى ينهيهم عن الخطية فيحاولون الابتعاد عنها، وبالتالى كانوا أفضل من الوثنيين المستبيحين للخطية. فكان شعب الله مختلفاً فى طباعه وعاداته عن باقى الشعوب إذ حفظهم الناموس وأغلق عليهم حتى لا ينحرفوا باستباحة الخطية. ولكنهم كانوا عاجزين عن إتمام الناموس كله حتى جاء المسيح وحررهم منه بفدائه. فالناموس حفظ شعب الله حتى يعلن فى ملء الزمان الإيمان بالمسيح المخلص. كما كان الناموس مؤدب ومربى وأظهر الأخطاء ليبتعد عنها الناس ولكنه لم يخلصهم، ففهموا الحق من الباطل وشعروا باحتياجهم للخلاص الذى تم بالمسيح. اننا نحيا بالايمان ونقبل تأديب الله ونلتجي اليه ونخضع لعمل الروح القدس فينا ليرشدنا دائماً للحياة مع الله.
+ الإيمان والبنوة للمسيح ... المؤمنين بالمسيح قد صاروا أبناء الله وليسوا عبيدًا لأنهم ولدوا من جديد فى المعمودية فصاروا أبناء الله ولبسوا طبيعة جديدة وهبها لهم المسيح المخلص وصاروا أعضاء متحدين بجسد المسيح أى الكنيسة، وانتهت فى الإيمان كل الفوارق البشرية مثل أن يكون الإنسان يهودى الأصل أو يونانى أى أممى غير يهودى، وأنهى الفارق بين العبيد والأحرار إذ رفع الكل إلى مرتبة بنوة لله بالمعمودية. وأعلن أن الذكر والانثى صارا فى مكانة واحدة أى أبناء الله بالمعمودية ولبسوا المسيح أى الطبيعة الجديدة، فكل المسيحيين واحد أمام الله بغض النظر عن الفوارق فى الأصل أو المكانة الاجتماعية أو الجنس أو أى فوارق أخرى وبالإيمان بالمسيح تتم وعود الله لإبراهيم فيصير المؤمنون أولاداً لإبراهيم ووارثين للملكوت، هذه البنوة الروحية بالإيمان والمعمودية هى البنوة الحقيقية وليست البنوة الجسدية التى ظنها اليهود فى أنفسهم وافتخروا بها. وان كنا ابناء الله فلا نتصرف إلا بحسب مشيئته فنكون صورة حية له نجذب الناس إليه ولا نعثرهم. وهكذا نسير بخطى ثابتة فى طريق الملكوت.

السبت، 27 يوليو 2013

آية وقول وحكمة ليوم 7/28

آية وقول وحكمة
لكل يوم
الاحد الموافق 7/28
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا. } غلا11:3)
قول لقديس..
(بالروح القدس يتم رجوعنا إلى الفردوس وصعودنا إلى الملكوت السمائى، وتعود بنوتنا الحقيقية كأولاد وبنات الله، وتكون حريتنا كاملة لندعوا الله أبانا، وتتم مشاركتنا في نعمة المسيح، ويطلق علينا مرة أخرى أولاد النور، لنشارك في المجد السماوي. امتلاؤنا بالنعمة في هذا الدهر، والدهر الآتي، وتمتعنا بالأشياء الجميلة المعدة لنا بالوعد، والتي ننظر نعمتها كما في مرآة، وننتظرها بشوق بالإيمان، كما لو كانت موجودة بالفعل.) القديس باسليوس الكبير
حكمة للحياة ..
+ من يضل المستقيمين في طريق رديئة ففي حفرته يسقط هو اما الكملة فيمتلكون خيرا. أم 10:28
Whoever causes the upright to go astray in an evil way, He himself will fall into his own pit; But the blameless will inherit good. Pro 28:10
صلاة..
" يارب الأباء والأنبياء والرسل، يامن دعانا بنعمته الى خدمته ونحن غير مستحقين وجذبنا الى الإيمان بمحبته المتجسدة فى المسيح يسوع الذى تجسد وتأنس من الروح القدس ومن القديسة مريم وجال يصنع خيرا وارتضى بحكم الموت ليفتدينا من الموت الأبدى وقام بمجد عظيم ليحيينا حياة أبدية وأرسل لنا الروح القدس ليقودنا فى طريق الإيمان ويثمر فينا ثمر البر، نشكرك على عظيم محبتك ونرجوك ان تعمل فينا وبنا ومعنا لنسير بالإيمان المستقيم فى طريق البر والفضيلة كابناء النور ونحيا حياة مقدسة ترضي صلاحك ونقدم لك التسبيح والمجد والاكرام، كل حين الان وكل أوان والى دهر الدهور، أمين"
من الشعر والادب
"البار بالإيمان يحيا "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
آمن بالله ابونا أبراهيم
وهو فى أور كان يقيم
وذهب للصحراء يهيم
وقدم أبنه ذبيحة كفهيم
ان الله من الموت يقيم
والبار بالإيمان يحيا كحكيم
ولا يخشي خطر أو ضيم
وأثق ان الله محب وعظيم
يقودنا كأب لفردوس النعيم
قراءة مختارة ليوم
الاحد الموافق 7/28
الإصحَاحُ الثَّالِثُ (1)
غلا 1:3- 18
أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟ أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوباً! أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ مِنْكُمْ هَذَا فَقَطْ: أَبِأَعْمَالِ النَّامُوسِ أَخَذْتُمُ الرُّوحَ أَمْ بِخَبَرِ الإِيمَانِ؟ أَهَكَذَا أَنْتُمْ أَغْبِيَاءُ! أَبَعْدَمَا ابْتَدَأْتُمْ بِالرُّوحِ تُكَمَّلُونَ الآنَ بِالْجَسَدِ؟أَهَذَا الْمِقْدَارَ احْتَمَلْتُمْ عَبَثاً؟ إِنْ كَانَ عَبَثاً! فَالَّذِي يَمْنَحُكُمُ الرُّوحَ، وَيَعْمَلُ قُوَّاتٍ فِيكُمْ، أَبِأَعْمَالِ النَّامُوسِ أَمْ بِخَبَرِ الإِيمَانِ؟كَمَا «آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً».اعْلَمُوا إِذاً أَنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيمَانِ أُولَئِكَ هُمْ بَنُو إِبْرَاهِيمَ. وَالْكِتَابُ إِذْ سَبَقَ فَرَأَى أَنَّ اللهَ بِالإِيمَانِ يُبَرِّرُ الأُمَمَ، سَبَقَ فَبَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ «فِيكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ الأُمَمِ».إِذاً الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيمَانِ يَتَبَارَكُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ الْمُؤْمِنِ. لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا». وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا». اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ أَقُولُ: لَيْسَ أَحَدٌ يُبْطِلُ عَهْداً قَدْ تَمَكَّنَ وَلَوْ مِنْ إِنْسَانٍ، أَوْ يَزِيدُ عَلَيْهِ. وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ «وَفِي الأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ. وَ«فِي نَسْلِكَ» الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ. وَإِنَّمَا أَقُولُ هَذَا: إِنَّ النَّامُوسَ الَّذِي صَارَ بَعْدَ أَرْبَعِمِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، لاَ يَنْسَخُ عَهْداً قَدْ سَبَقَ فَتَمَكَّنَ مِنَ اللهِ نَحْوَ الْمَسِيحِ حَتَّى يُبَطِّلَ الْمَوْعِدَ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْوِرَاثَةُ مِنَ النَّامُوسِ فَلَمْ تَكُنْ أَيْضاً مِنْ مَوْعِدٍ. وَلَكِنَّ اللهَ وَهَبَهَا لإِبْرَاهِيمَ بِمَوْعِدٍ.
تأمل..
+ التبرير بالإيمان بالمسيح... فى حرص وخوف يحذر القديس بولس الغلاطيين من الارتداد بعد أن تعب معهم وأراهم طريق النعمة والحرية والإيمان، محذرا من الاخوة الكذبة الذين سحروهم بمعسول الكلام فارتدوا سريعًا كأن عقلهم فى غيبوبة لذلك أسماهم بالأغبياء. فلم يعودوا يميزون الحق من الباطل وأغواهم الشيطان لكى لا يطيعوا الحق. بعد ان شرح لهم عمل المسيح كأنه قدم لهم لوحة مرسومة، موضحا لهم صفات المسيح، وقوته وتواضعه وصليب محبته فى حب وبذل عجيب متسائلا كيف يصدقوا الكذبة بعد ان آمنوا وحل عليهم الروح القدس وابتدأ يعمل فيهم بقوته أعمال إعجازية عجيبة وأعطاهم مواهب ألسنة وشفاء. فبعد ما حصلوا على الروح القدس باعتباره القوة التى تغير طبيعتنا لنصير خليقة جديدة وجدهم الرسول عادوا لأعمال الجسد من ختان وتطهيرات ناموسيه وممارسات خارجية لا تمس أعماق الحياة الباطنية، ولذلك قال عنها أنها لا تستطيع إلا أن تطهر الجسد. هنا الرسول يتعجب منهم كيف يعودون لأعمال الجسد بعد أن إختبروا عمل الروح فيهم. وكما آمن إبراهيم بالله فحسب له براً (تك 6:15) وحصل على التبرير قبل أن يختتن بحوالى 15 سنة. فبإيمانهم شابهوا إبراهيم فى إيمانه، الإيمان بالمسيح يبرر الأمم كما سبق الله فبشر إبراهيم أن في نسلك اي المسيح تتبارك جميع الأمم.
+ الإيمان والبركة ... هنا نجد الرسول يرسم لهم طريق للبركة وطريق اللعنة. فطريق البركة هو الطريق الذى سلكه إبراهيم فآمن بالله وتبرر وباركه الله. الناموس يحكم باللعنة على من يخالف ولا يطيع وصايا الناموس او يكسر حتى واحده. والسؤال هنا لأهل غلاطية أى طريق تختارون البركة أو اللعنة؟ الإيمان أم الناموس؟!. إيمان إبراهيم كان يتلخص فى أن الله قادر أن يخرج حياة من الموت، فالله قادر أن يعطيه نسل من مستودع ميت، والله قادر أن يقيم له إسحق بعد أن يقدمه ذبيحة. لذلك كانت العلامة التى أعطاها الله لإبراهيم فيصبح بها فى عهد مع الله ولا يُقطع من شعب الله، أى تكون له حياة، هى علامة الختان. ولماذا الختان بالذات؟ لأن الختان فيه إشارة لنوعية إيمان إبراهيم. فالختان هو قطع جزء من الجسم وتركه ليموت، وبهذا يحيا الإنسان، فهو حياة بعد موت وهذا ختم لبر الإيمان، الختان كان إظهارًا لنوعية إيمان إبراهيم ولكنه ليس شرطًا للخلاص بدليل أن إبراهيم نفسه تبرر قبل أن يختن. وإيمان إبراهيم هو أن الله قادر أن يخرج حياة من الموت. وإيماننا بالمسيح هو المدخل لطريق التبرير. ولكن علينا أن نجاهد ونحيا حياة التوبة، فالمسيح جاء ليكمل الناموس عنا. ومن يخطئ عن ضعف يسرع بالتوبة والاعتراف (1يو8:1، 9) وبهذا نظل ثابتين فى المسيح.
+ عهد النعمة وعمل المسيح الخلاصى .. فى المسيحية نقطة البدء هى الإيمان، ومن يؤمن بالمسيح، فالمسيح يعينه فى كل شئ، بل بدونه لا نقدر على شئ (يو5:15 + فى13:4). الناموس يركز على أن أعمل أنا الأعمال. أما الإيمان بالمسيح فيعطينى أن المسيح يحيا فىّ فتكون لى أعمال بر أعملها بالمسيح الذى فىَّ، وهى أعمال نابعة عن النعمة والتى تأتى كثمرة للإيمان، ودليل على فاعليته الايمان. ولكن وضع الله الناموس ليعلم الإنسان الطاعة والخضوع لله ولكي يكرهوا الخطية والنجاسة، الناموس مؤدبنا إلى المسيح. ولم يستطيع أحد أن يلتزم بالناموس، لكن بالمسيح استطعنا ذلك (رو 3:8، 4). والمسيح افتدانا من اللعنة لما حمل خطايانا فى جسده ومات تحت اللعنة على الخشبة (تث22:21و23) ورضى بحكم الموت ولم يعترض فهو الحكم الصادر على البشرية التى يحملها فى جسده معتبرًا جسده ذبيحة خطية. وقوله صار خطية يوسع دائرة تحمل السيد المسيح لخطايا البشرية لتتعدى الزمان والمكان بمعنى أنه صار كفارة أبدية. وبموته قتل الخطية لينقذنا منها. الصليب أزال اللعنة والإيمان أعطانا التبرير وكلما نجاهد لنسلك فى البر تغمرنا نعمة الروح. كان الناموس هو الخطوة الأولى للتعرف على الله. ثم صار الإيمان هو واسطة نوال موعد الروح. ووعود الله ثابتة للأبد، ووعد الله يتركز فى الإيمان بنسل إبراهيم الواحد والذى فيه تتبارك كل الأمم. وغلطة المتهودين أنهم حسبوا أن الناموس التأديبى قادر أن يلغى العهد المجانى لإبراهيم. هؤلاء تمسكوا بناموس يؤدب بالموت واللعنة كل من يتعدى عليه، ويبطلوا بهذا عهد الإيمان المجانى بالبركة. هؤلاء لم يفهموا أن الناموس أى قانون دائمًا للعقاب أما وعد الله لإبراهيم فيتضمن الميراث المجانى لمن يؤمن (رو17:8). ومن يتصور أنه يرث البركة بسبب الناموس فهو يلغى الوعد بالبركة الذى أعطاه الله لإبراهيم بالإيمان.

الجمعة، 26 يوليو 2013

تعزية وتغذية روحية (2) المعزي القوي

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

{كانسان تعزيه امه هكذا اعزيكم انا}
(اش 66 : 13)
عندما نحزن ونكتئب من أجل عزيز رحل أو صديق خان او نصدم من واقع الحياة المر الذى نواجهه وعندما نعانى ولا نستطيع ان نعبر بالمعاني عما يحزننا، أو لا نجد مشجع أو أحد يفهمنا. وعندما نعاني من أزمات عائلية فى عالم نجد فيه العداء وعدم الاستماع وسوء التقدير، وعندما نمر بازمة اقتصادية فى ظل غلاء يتزايد وموارد تقل ومطالب تتزايد أو نمر بضيقات نفسية واحزان أو نواجه الصدمات العاطفية ونشعر ان موتنا خير من حياتنا. عندما نفقد التعزية ممن حولنا علينا ان نرفع أيدينا وقلوبنا نفوسنا الى الرب حتى وان ظننا ان التعزية عنا بعيدة { في يوم ضيقي التمست الرب يدي في الليل انبسطت ولم تخدر ابت نفسي التعزية} (مز 77 : 2). يجب ان لا نبحث عن طرق خاطئة للتعزية أو نهرب منها بالوقوع فى أنحرافات أو ممارسات خاطئة ولا نفقد الرجاء ونتمسك بالثقة فى الله ونأتي اليه ونبثه فى صمت كل أحزاننا والأمنا وأمالنا وأفكارنا وضعفنا وخوفنا فهو المعزي القوى والقادر على تعزيتنا وسماع صوت أنينا المكتوم وحزننا الدفين، وهو القادر يعزينا بروحه القدوس نبع التعزية ومصدر كل فرح ورجاء.
الله عنا ليس ببعيد بل به نحيا ونتحرك ونوجد، وبائس ذلك الانسان الذى يبحث فى تعزية أرضية، من عالم يفتقر الى الفرح والسلام، ربما يسمح الله بالضيقة حتى نتعلم منها أو نتواضع وينكسر القلب لكي نصرخ الى الله ونلجأ اليه ولكي لا تتعلق قلوبنا بالأرض وما عليها من أشياء فانية، بل ترتفع الي السماء. قد ينتقل عزيز لنا ونكتئب ونحزن لكن عندما ترتفع قلوبنا الى السماء حيث المسيح جالس نشعر براحة أحبائنا الذين رقدوا فيه ومعه وانهم قريبين منا، يصلون عنا وترتفع قلوبنا الى هناك حيث سنذهب ونعد أنفسنا للوطن السعيد. فعندما نرى ما فى العالم من أحزان يجب ان تتجه قلوبنا الى الله مصدر التعزية والرجاء والفرح.
الصلاة واللجوء الى الله... فى كل ظروف حياتنا المفرحة والصعبة، فى اوقات الشدة والضيق أو الفرح واليسر، علينا ان نلجأ الى الله القادر على كل شئ كأب صالح يفرح بحديث الابناء مع أبيهم وينصت الى طلباتهم { ادعني في يوم الضيق انقذك فتمجدني} (مز 50 : 15). بالصلاة ناخذ العون والقوة والتعزية من الله { لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله} (في 4 : 6). علينا ان نصلى بايمان وثقة فى الله وبلجاجة مع الشكر لننال التعزية والسلام ويسدد الله آحتاجاتنا بحسب غناه { وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه }(مت 21 : 22). لنصلى ليهبنا الله السلام وقت الخطر وينجينا من كل ضيقة، هكذا صلى دانيال وانقذه الله من الأسود الجائعة ونجي الفتية فى أتون النار، وكما أنقذ القديسين بطرس وبولس من السجن، هو أمس واليوم والى الأبد يقدر ان يعزى فى الضيق والحزن وينصف فى الظلم ويقوى فى الضعف وهو رجاء من ليس له رجاء ومعين من ليس له معين، ميناء الذين فى العاصفة.
الروح القدس المعزي .. الروح القدس هو المعزي الحقيقي وعندما يسكن فى المؤمن يقدر ان يعزيه ويغذيه ويرشده ويعينه ويفرح قلبه وعنه قال السيد الرب { وفي اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي ويشرب. من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه}( يو 37:7-39)، وعلينا ان لا نحزن بخطايانا الروح القدس { ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء} (اف 4 : 30). لاننا ان أحزنا مصدر الفرح فكيف نجد العزاء؟. علينا ان نصلى ان يحل الله بروحه القدوس داخلنا ونطلب منه التعزية وننقاد الى صوته الوديع الهادي والمرشد الى البر والصلاح ونعبر عن ما يجول فى خواطرنا من مخاطر ونطلب من اله التعزية ان يرفع عنا كل ضعف ويعطي فى أوقات الشدة التعزية والرجاء والفرح.
الكتاب المقدس مصدر للتعزية .. علينا ان نسترجع من الكتاب المقدس تعزية الله لكل من فى ضيقة، ونرى تدخله الحاسم فى الوقت المناسب لصالح المؤمنين للانقاذ والتعزية، القراءة فى الكتاب المقدس نبع لا ينضب من التعزية {لان كل ما سبق فكتب كتب لاجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء} (رو15 : 4). وعندما نقرائه نتعزى {فلما قراوها فرحوا لسبب التعزية} (اع 15 : 31). فلا نهمل المائدة الغنية التي لكلمة الله الشهية ونبحث عن تغذية من مصادر تزيد النفس تعب وفراغ. فكلمة الله قوية وفاعله { لان كلمة الله حية وفعالة وامضى من كل سيف ذي حدين وخارقة الى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة افكار القلب ونياته} (عب 4 : 12)
سير القديسين وأقوالهم.. حياتنا على الأرض غربة قصيرة ان قيست بامجاد الأبدية السعيدة وطريقنا الى السماء ضيق وكرب، لكن قد سار فيه الكثير من الآباء قبلنا وحملوا الصليب بفرح وشكر وصبر وكان الله لهم عونا وهو قادر ان يعزينا من خلال حياتهم وأعمالهم وأقوالهم، وفيها نجد القدوة وعلينا ان نتمثل بايمانهم { والذي يعزينا في كل ضيقتنا حتى نستطيع ان نعزي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزى نحن بها من الله} (2كو1 : 4). وكما اننا شركاء فى الآلام نكون شركاء فى التعزية أيضا {فرجاؤنا من اجلكم ثابت عالمين انكم كما انتم شركاء في الالام كذلك في التعزية ايضا} (2كو 1 : 7). علينا ان نتخذ من الاباء القديسين وهم سحابة شهود محيطة بنا شفعاء وأصدقاء نلجأ اليهم فى الضيق والمرض والحزن فنجد الراحة والتعزية، السلام والفرح والصبر والرجاء.
أنت تعزيتي... وسط أمواج الحياة التي تعصف بسفينة حياتى، وفى وقت الحزن والضيق انت يا الله تعزيتي وسلامى، صوت الحلو الهادي الوديع يطمنني انني لست وحيد، بل بك ومعك أسير وانت تقول لي انك معى كل الأيام والي إنقضاء الدهر، واذ انت الأب الحنون تعلم طلباتنا وتشعر باحزاننا وتستطيع ان تحي العظام وهي رميم، وقادر ان تقيم الأموات وتقيمني من موت الخطية وتحييني حياة أبدية .
روحي القدوس يارب الذى قاد ابائنا القديسين فى أرض غربتهم وكان لهم التعذية والتعزية فى صحراء الحياة هو ايضا يعطينا الرجاء ويلازمنا كينبوع فرح وسلام فى كل لاسيما فى وقت الشدة، الروح القدس الذى عمل مع ابائنا أنطونيوس وبولا أول السواح فى سنين الوحدة فى الصحراء، والذى قوى أثناسيوس وكيرلس فى جهادهم ضد الهراطقة، هو الروح المعزي للشهداء فى عذاباتهم، والمعترفين فى شهادتهم للإيمان، الروح الوديع الذى وهب الحكمة لدانيال النبي والنعمة للقديسة مريم العذراء، والذى أعطي توبة حارة لاغسطينوس والقوى الانبا موسي، هو الروح الذى عزي أيوب النبي فى بلاياه، والذى عمل بنعمته الغنية فى القديس بولس الرسول هو قادر ان يعمل مع كل نفس فى حاجة للتعزية والسلام فى الفرح، فليكن ناصرا لنا كل حين، أمين.

آية وقول وحكمة ليوم 7/27


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي.} غلا 20:2)
قول لقديس..
(التعبير"أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في" يصدر عن صوت من يجحد نفسه؛ يلبس المسيح ويلقى ذاته جانبًا، وذلك لكي يسكن المسيح فيه بكونه البرّ والحكمة والتقديس وسلامنا وقوة الله، الذي يعمل كل شيء فينا) العلامة أوريجينوس
حكمة للحياة ..
+ امينة هي جروح المحب وغاشة هي قبلات العدو.أم 6:27
Faithful are the wounds of a friend, But the kisses of an enemy are deceitful. Pro 27:6
صلاة..
" ياربنا والهنا، نأتى اليك بهمومنا وأثقالنا وانت القائل تعالوا الي ياجميع المتعبين وثقيلي الاحمال وانا اريحكم. فانعم لنا بالراحة فيك والسعادة معك، أعطنا أن نحيا بالإيمان فنثق انك منا قريب وبك نحن بك نحيا ونتحرك ونوجد، فارحنا واغفر لنا خطايانا وارشدنا بروحك القدوس. ولتحل ايها الرب الاله بالإيمان فى قلوبنا لنموت عن شهوات العالم ونحيا لا نحن بل انت بالمحبة تحيا فينا وتنقذنا من الفساد الذى فى العالم بالشهوة، لنمجد أسمك القدوس أيها الأب والأبن والروح القدس،الاله الواحد ، أمين"
من الشعر والادب
"نشكر الهنا "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
من حبه مسيحي مات وأحياني
هو القدوس البار وأنا الجاني
جه أنقذنى من الموت ونجاني
أشكر فضله وبره أيام وثوانى
وأصلب شهواتى دا حبه خلاني
أموت ويحيا مسيحي فى كيانى
أعيش اشهد له انسان روحاني
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 7/27
الإصحَاحُ الثَّانِي
2كو 1:2- 21
ثُمَّ بَعْدَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدْتُ أَيْضاً إِلَى أُورُشَلِيمَ مَعَ بَرْنَابَا، آخِذاً مَعِي تِيطُسَ أَيْضاً. وَإِنَّمَا صَعِدْتُ بِمُوجَبِ إِعْلاَنٍ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الإِنْجِيلَ الَّذِي أَكْرِزُ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، وَلَكِنْ بِالاِنْفِرَادِ عَلَى الْمُعْتَبَرِينَ، لِئَلاَّ أَكُونَ أَسْعَى أَوْ قَدْ سَعَيْتُ بَاطِلاً. لَكِنْ لَمْ يَضْطَرَّ وَلاَ تِيطُسُ الَّذِي كَانَ مَعِي، وَهُوَ يُونَانِيٌّ، أَنْ يَخْتَتِنَ. وَلَكِنْ بِسَبَبِ الإِخْوَةِ الْكَذَبَةِ الْمُدْخَلِينَ خُفْيَةً، الَّذِينَ دَخَلُوا اخْتِلاَساً لِيَتَجَسَّسُوا حُرِّيَّتَنَا الَّتِي لَنَا فِي الْمَسِيحِ كَيْ يَسْتَعْبِدُونَا،اَلَّذِينَ لَمْ نُذْعِنْ لَهُمْ بِالْخُضُوعِ وَلاَ سَاعَةً، لِيَبْقَى عِنْدَكُمْ حَقُّ الإِنْجِيلِ. وَأَمَّا الْمُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ شَيْءٌ -مَهْمَا كَانُوا، لاَ فَرْقَ عِنْدِي: اللهُ لاَ يَأْخُذُ بِوَجْهِ إِنْسَانٍ - فَإِنَّ هَؤُلاَءِ الْمُعْتَبَرِينَ لَمْ يُشِيرُوا عَلَيَّ بِشَيْءٍ. بَلْ بِالْعَكْسِ، إِذْ رَأَوْا أَنِّي اؤْتُمِنْتُ عَلَى إِنْجِيلِ الْغُرْلَةِ كَمَا بُطْرُسُ عَلَى إِنْجِيلِ الْخِتَانِ. فَإِنَّ الَّذِي عَمِلَ فِي بُطْرُسَ لِرِسَالَةِ الْخِتَانِ عَمِلَ فِيَّ أَيْضاً لِلأُمَمِ. فَإِذْ عَلِمَ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي يَعْقُوبُ وَصَفَا وَيُوحَنَّا، الْمُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ أَعْمِدَةٌ، أَعْطَوْنِي وَبَرْنَابَا يَمِينَ الشَّرِكَةِ لِنَكُونَ نَحْنُ لِلأُمَمِ وَأَمَّا هُمْ فَلِلْخِتَانِ. غَيْرَ أَنْ نَذْكُرَ الْفُقَرَاءَ. وَهَذَا عَيْنُهُ كُنْتُ اعْتَنَيْتُ أَنْ أَفْعَلَهُ. وَلَكِنْ لَمَّا أَتَى بُطْرُسُ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ قَاوَمْتُهُ مُواجَهَةً، لأَنَّهُ كَانَ مَلُوماً. لأَنَّهُ قَبْلَمَا أَتَى قَوْمٌ مِنْ عِنْدِ يَعْقُوبَ كَانَ يَأْكُلُ مَعَ الأُمَمِ، وَلَكِنْ لَمَّا أَتَوْا كَانَ يُؤَخِّرُ وَيُفْرِزُ نَفْسَهُ، خَائِفاً مِنَ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الْخِتَانِ. وَرَاءَى مَعَهُ بَاقِي الْيَهُودِ أَيْضاً، حَتَّى إِنَّ بَرْنَابَا أَيْضاً انْقَادَ إِلَى رِيَائِهِمْ! لَكِنْ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُمْ لاَ يَسْلُكُونَ بِاسْتِقَامَةٍ حَسَبَ حَقِّ الإِنْجِيلِ، قُلْتُ لِبُطْرُسَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ: «إِنْ كُنْتَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ تَعِيشُ أُمَمِيّاً لاَ يَهُودِيّاً، فَلِمَاذَا تُلْزِمُ الأُمَمَ أَنْ يَتَهَوَّدُوا؟» نَحْنُ بِالطَّبِيعَةِ يَهُودٌ وَلَسْنَا مِنَ الأُمَمِ خُطَاةً، إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا. فَإِنْ كُنَّا وَنَحْنُ طَالِبُونَ أَنْ نَتَبَرَّرَ فِي الْمَسِيحِ نُوجَدُ نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضاً خُطَاةً، أَفَالْمَسِيحُ خَادِمٌ لِلْخَطِيَّةِ؟ حَاشَا! فَإِنِّي إِنْ كُنْتُ أَبْنِي أَيْضاً هَذَا الَّذِي قَدْ هَدَمْتُهُ، فَإِنِّي أُظْهِرُ نَفْسِي مُتَعَدِّياً. لأَنِّي مُتُّ بِالنَّامُوسِ لِلنَّامُوسِ لأَحْيَا لِلَّهِ. مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي. لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ!.
تأمل..
+ القديس بولس فى أورشليم.. ذهب القديس بولس إلى أورشليم ليعرض على الرسل بشارته، بسبب المعلمين الكذبة الذين شككوا فى رسوليته ونادوا بضرورة الختان وأعمال الناموس للمتنصرين من الأمم. واجتمع بولس مع أعمدة الكنيسة وهم يعقوب أخو الرب أسقف أورشليم وبطرس ويوحنا، ثم اجتمع مع باقى الرسل والكهنة هناك (أع15: 6). القديس بولس ليس لديه شك فى تبشيره لأن المسيح هو الذى علمه ذلك، ولكنه أراد عرض ما يبشر به للرسل وأخذ الموافقة عليه حتى لا يشكك المعلمون الكذبة فيما يعلمه. لقد كانت تحركات القديس بولس بإعلان سماوى وبإرشاد من الروح القدس، أجتمع بولس الرسول مع أعمدة الكنيسة بطرس ويعقوب ويوحنا لتدبير أمر الكرازة فى العالم أجمع، وكان بولس يمثل الباب المفتوح على مصراعيه لقبول الأمم فى الإيمان، فكان هذا المجمع، أى مجمع أورشليم عام 50م، أقدم وثيقة تاريخية للكنيسة الأولى فى القوانين الرسولية من جهة قبول الأمم. أخذ القديس بولس معه تلميذه تيطس اليونانى وجاهر بأنه لم يختتن. ولم يعارض أحد من أعمدة الكنيسة بل جاءت آراءهم موحدة فى عدم إلزام الأمم بالختان أو بفرائض الناموس، بل على العكس ساندوا بولس، مع أنه كان قد ختن تيموثاوس لكى يقبل اليهود أن يكرز بينهم وليس اعتقادا منه بضرورة الختان الأمر الذى رفضه بولس الرسول ليحفظ حق الإنجيل فى الحرية التى فى المسيح.
+ القديس بولس رسول الأمم .. يرجع المجد كله لعمل الله فى الكنيسة فلا فرق بين رسول وآخر لأن الله هو العامل فيهم جميعاً بالروح القدس، ولم يشر أحد من الرسل علي القديس بولس بما يخالف تبشيره لأنه تسلمه بإعلان من المسيح مباشرة، واستحسنوا تبشيره وتآلفت آراؤهم معاً. فإن كان بولس يدافع عن رسوليته فذلك من أجل تثبيت الإيمان الصحيح لا من أجل كرامته الشخصية. لقد فرح أعمدة الكنيسة، وهم بطرس ويعقوب ويوحنا بغيرة بولس وعضدوه بإرسال برنابا معه واعتبروه شريكا لهم فى الخدمة الرسولية فالهدف واحد وهو خلاص الشعوب، والعامل فيهم واحد وهو الروح القدس ولم يِشيروا علي بولس بشئ غير مساعدة فقراء أورشليم وهذا كان بولس الرسول يفعله ايضا.
+ مواجهة بين بولس وبطرس الرسولين.. ذهب بطرس الرسول إلى أنطاكية، وكان يأكل مع بولس ومع المسيحيين من أصل أممى، ولكن حينما جاء مسيحيون من أصل يهودى كان بطرس يؤخر نفسه لئلا يعثرهم، فوقف بولس الرسول فى مواجهته لأن هذا الخطأ ليس شخصياً بل أسقط آخرين أيضاً وراءه فى خطية الرياء. فلم يأكلوا المسيحيين من أصل يهودي مع المسيحيين من أصل أممى، كأنهم يعلنون ان أطعمة المسيحيين من أصل أممى لا توافق عليها المسيحية، مع أن المسيحية ليس فيها أطعمة محرمة مثل اليهودية التى نهت عن بعض الأطعمة لأجل رموز روحية انتهت بظهور المسيحية. فنرى هنا القديس بولس شجاع فى الحق واعتبر بولس أن سلوك بطرس ليس حسب استقامة الإنجيل، فان كان بطرس الذى من أصل يهودى يعيش غير ملتزم بالناموس بدليل أكله مع الأمم من الأطعمة المحرمة عند اليهود، فلماذا يلزم الأمم بالتهود؟. علينا ان نشهد للحق مهما كانت مكانة المقاومين خاصة لو كان تصرفهم يعثر غيرهم. ونطلب معونة الله لتعطينا حكمة فى الكلام فنكسب الكل ولكن لا نتنازل عن الحق من أجل الله.
+ التبرير بالمسيح... نحن لا نتبرر بأعمال الناموس مثل الختان وحفظ السبت والشريعة الطقسية للعهد القديم من ذبائح هى رموز لذبيحة السيد المسيح على الصليب والإيمان بالمسيح هو مصدر التبرير، أما أعمال الناموس فليست مصدرا للتبرير. فبعدما التجأنا للإيمان بالمسيح لنتبرر، نرجع إلى الناموس مرة أخرى!. إيماننا بالمسيح يثمر فينا ثمر البر ويقودنا لحياة الفضيلة وتظهر ثمار الروح القدس فى حياتنا الإيمان بالمسيح يحررنا من الناموس ونصير أمواتا له وعنه لنحيا فيما للمسيح يسوع الذى مات المسيح لأجلنا وحمل خطايانا وأعطانا حياته وحريته لنحيا إلى الأبد، إذ اعتمدنا معه على مثال موته وقمنا معه لنتحد بالمسيح المصلوب الذى وفَّى الناموس ودان الخطية على الصليب بموته وأعطانا الحياة الجديدة كهبة من المسيح فنحياها له، وكل أفكارنا وكلامنا وتصرفاتنا تكون له، فهو الذى يحركنا وهو الساكن والعامل فينا وهو حياتنا ومن اجله نصلب الشهوات الشريرة ونموت عنها لنحيا حياة البر والفضيلة.

الخميس، 25 يوليو 2013

آية وقول وحكمة لكل يوم الجمعة الموافق 7/26

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ الآبِ، وَمِنْ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا، لِيُنْقِذَنَا مِنَ الْعَالَمِ الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ} ( غلا3:1 -4)
قول لقديس..
(تسعى الفضيلة نحو تقدم الغالبية، لهذا فاللطف هو أحب الفضائل. لأن اللطف لا يمكن أن يؤدي بمن يرشده إلى أي ضرر، بل غالبًا ما يؤهله لنوال الغفران. واللطف هو الفضيلة التي تسعي نحو نمو الكنيسة، الأمر الذي يطلبه الرب ثمنًا لدمه. اللطف هو اقتداء بحنان السماء نحو البشر، يهدف نحو خلاص الجميع، باحثًا عن هذه الغاية بوسيلة تحتملها آذان البشر، دون أن تخور قلوبهم أو تيأس نفوسهم. فمن أُلقي على عاتقه إصلاح الضعفات البشرية، عليه أن يحتملها ولا يلقي بها عنه، حتى وإن أثقلت كتفيه، فالكتاب المقدس يذكر عن الراعي أنه يحمل الخروف الضال) القديس يوحنا الذهبي الفم
حكمة للحياة ..
+ بعدم الحطب تنطفئ النار وحيث لا نمام يهدا الخصام. أم 20:26
Where there is no wood, the fire goes out; And where there is no talebearer strife ceases. Pro 26:20
صلاة..
" ايها الرب الهنا الذى أحبنا وحبه اراد ان ينقذنا من الموت الأبدى وخلصنا بتجسد أبنه الوحيد يسوع المسيح ربنا معلما ايانا الفضيلة والبر وبذل ذاته فداءا عنا لينقذنا من العالم الشرير حسب ارادته الصالحة وقام ليقيمنا من موت الخطية ويحيينا حياة أبدية، نشكرك على محبتك ونبارك أسمك القدوس ونبشر بعملك الخلاصى ونفرح بعمل روحك القدوس فينا ومعنا قائدا ومرشدا ونترجي مراحمك واحساناتك يوما فيوم واثقين انك اله أمين فى عمل الخير وقادر ان تقودنا وكل شعبك فى موكب نصرتك الى النفس الاخير، أمين"
من الشعر والادب
"حكمتك يارب "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
حكمتك يارب تفوق كل العقول
حولت شاول المضطهد لرسول
والخاطئة لقديسة تبشر وتجول
اللص يتوب ويبقى عندك مقبول
زكا يتحرر دا محبتك تقدر وتطول
انت امس واليوم ومعانا على طول
وبتدعو واللى يطاوع بركاتك ينول
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 7/26
الإصحَاحُ الأَوَّلُ
غلا 1:1- 24
بُولُسُ، رَسُولٌ لاَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ بِإِنْسَانٍ، بَلْ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاللهِ الآبِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَجَمِيعُ الإِخْوَةِ الَّذِينَ مَعِي، إِلَى كَنَائِسِ غَلاَطِيَّةَ. نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ الآبِ، وَمِنْ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا، لِيُنْقِذَنَا مِنَ الْعَالَمِ الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ حَسَبَ إِرَادَةِ اللهِ وَأَبِينَا، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعاً عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ. لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»! كَمَا سَبَقْنَا فَقُلْنَا أَقُولُ الآنَ أَيْضاً: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا». أَفَأَسْتَعْطِفُ الآنَ النَّاسَ أَمِ اللهَ؟ أَمْ أَطْلُبُ أَنْ أُرْضِيَ النَّاسَ؟ فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ لَمْ أَكُنْ عَبْداً لِلْمَسِيحِ. وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. فَإِنَّكُمْ سَمِعْتُمْ بِسِيرَتِي قَبْلاً فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ، أَنِّي كُنْتُ أَضْطَهِدُ كَنِيسَةَ اللهِ بِإِفْرَاطٍ وَأُتْلِفُهَا. وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي. وَلَكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْماً وَدَماً وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضاً إِلَى دِمَشْقَ. ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً. وَلَكِنَّنِي لَمْ أَرَ غَيْرَهُ مِنَ الرُّسُلِ إِلاَّ يَعْقُوبَ أَخَا الرَّبِّ. وَالَّذِي أَكْتُبُ بِهِ إِلَيْكُمْ هُوَذَا قُدَّامَ اللهِ أَنِّي لَسْتُ أَكْذِبُ فِيهِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ جِئْتُ إِلَى أَقَالِيمِ سُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ. وَلَكِنَّنِي كُنْتُ غَيْرَ مَعْرُوفٍ بِالْوَجْهِ عِنْدَ كَنَائِسِ الْيَهُودِيَّةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ. غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَ «أَنَّ الَّذِي كَانَ يَضْطَهِدُنَا قَبْلاً، يُبَشِّرُ الآنَ بِالإِيمَانِ الَّذِي كَانَ قَبْلاً يُتْلِفُهُ.» فَكَانُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ فِيَّ.
تأمل..
+ مقدمة الرسالة ... كتبها القديس بولس الرسول الى المؤمنين فى غلاطية من كورنثوس فى عام 57م وهى ولاية فى وسط تركيا حاليًا، وكانت تشمل مدن كثيرة وسميت غلاطية نسبة إلى غالية أى فرنسا التى هاجر أهلها إلى هذا المكان واشتركوا فى حروب كثيرة، وتميزوا بالقوة والتقلب واختلطوا فى القرن الاول بأهل فريجية واليونان. وسكانها معظمهم أمميون وقليل من اليهود. وقد زارها بولس فى رحلاته التبشيرية الثلاث، فى الأولى (أع 13: 14)، وفى الثانية (أع 16: 6) وفى الثالثة (أع 18: 23). وكان الهدف منها الرد على المعلمين الكذبة الذين نادوا بضرورة التهود وبين فيها أهمية عمل النعمة والإيمان ومفهوم الحرية فى حياة المؤمنين وكيفية التبرير والخلاص وعمل الروح القدس فى الحياة المسيحية والسلوك الروحى والفضائل. وتحتوى على: مقدمة ودفاع بولس الرسول عن رسوليته. (ص 1، 2) والتبرير بالإيمان (ص 3، 4) وثمار الروح القدس ونتائج عمل النعمة والنهى عن أعمال الجسد. (ص 5، 6).
+ رسولية القديس بولس ومحبته .. القديس بولس رسول يسوع المسيح والله الآب كمصدر واحد للإرسالية، فالآب والابن واحد فى الجوهر، وهذا اعتراف بلاهوت المسيح وقد نسب قيامة السيد المسيح من الأموات للآب أحياناً وللمسيح أحياناً أخرى، فإذا كان القديس بولس نسبها للآب هنا، فان المسيح قال عن موته وقيامته "لى سلطان أن أضعها ولى سلطان أن آخذها أيضا" (يو10 : 18). ويؤكد على ان رسوليته هى من المسيح الرب، شأنه فى ذلك شأن جميع الرسل والتلاميذ الذين أرسلهم المسيح أثناء تجسده، ليرد بذلك على الذين يشككون فى رسوليته ثم يطلب من الله عمل نعمته في مخدوميه وسلام الله ليملأ قلوبهم. ويظهر بولس الرسول وحدانية الآب والابن فى الجوهر كمصدر للنعمة والسلام. فإن كان الابن قد قدم الفداء، إلا أنه قد تم حسب إرادة الآب. وهكذا يظهر وحدانية الإرادة بين الآب والابن؛ وأظهر بذلك أن الخلاص بدم المسيح، وليس كما ينادى المعلمون الكذبة ان الخلاص بأعمال الناموس مقدما المجد لله، لأنه مستحق المجد والإكرام إلى الأبد.
+ رفض التعاليم الخاطئة .. يتعجب القديس بولس لتأثر البعض بتعليم المعلمين الكذبة والبعد عن الإيمان السليم الذى تسلموه منه. فيوبيخ بشده لخطورة التحول عن الإيمان الصحيح، كقضية حياة أو موت ولكنه يعطي رجاء فى التوبة، ويستنكر باندهاش لسرعة تحولهم حينما آمنوا على يديه بدعوة من الله الذى دعاهم لنوال الفداء والخلاص المجانى، إلى دعوة أخرى للخلاص بأعمال الناموس والختان فلا يوجد سوى إنجيل واحد، ومن يبشر بخلاف تعاليم الكتاب المقدس فليكن محروما ويستخدم بولس هنا سلطان الحل والربط كما سلمه الرب لتلاميذه. لذلك كان بولس الرسول يشدد على الأمانة فى التسليم (2تى 1 : 13)، (1كو11: 23)، (2تى 2: 2)، فعلينا ضرورة التمسك بالإيمان الذى تسلمناه من الآباء القديسين. ونلاحظ أن السلطان الرسولى لم يكن للافتخار بل للبنيان (2كو 10: 8). ويضع بولس نفسه فى دائرة الحرمان إن غيَّر إيمانه. وبهذا يوضح أنه لا يحتقر بشارة باقى الرسل بل إن البشارة المسيحية مصدرها واحد وهو الروح القدس. وان كان بولس يرضى الناس فى كل شئ حتى على حساب نفسه ولكن عندما يختص الأمر بالإيمان والعقيدة، فلا يتنازل ولا يظهر أى استعداد للتساهل، فهو يخضع للحق الذى فى المسيح لأنه عبد للمسيح وليس للناس.
+ دعوة بولس للإيمان .. ان كرازة القديس بولس لم يتسلمها من إنسان بل بإعلان يسوع المسيح نفسه، وهذا دليل كافٍ لصحة بشارته. ولابد أن هذا قد تم من الرب مباشرة فى فترة خلوته فى الصحراء العربية بجوار دمشق بعد رؤياه للرب وقد كان يضطهد الكنيسة بكل الطرق غيور على تعاليم موسى، وكان متقدماً فى علوم الديانة اليهودية لأنه تعلم على يد أعظم معلمى الناموس وهو غمالائيل (أع 22: 3، فى 3 : 5، 1تى1 : 13) وذلك لكى يظهر قوة النعمة الإلهية فى حياته، بعدما كان أكثر من أترابه اضطهادا للمسيحيين. ولكن عندما دعاه الرب يسوع تحول بكل طاقته لبناء كنيسة المسيح بعدما كان يعمل على إتلافها. لكن الله بسابق معرفته دعاه وأفرزه لمهمة خاصة كما أفرز يوحنا المعمدان من بطن أمه. وحدث التحول فى حياة بولس الرسول وهو فى طريقه لدمشق حين كان ذاهبًا ليضطهد كنيسة المسيح، ولما أعلن الله نفسه لبولس قَبِلَ الدعوة فسرَّ الله أن يعلن ابنه فيه. ويقول ذهبى الفم أن بولس قال "أن يعلن ابنه فىّ" بعمل الروح القدس فتغيرت حياته وسلوكياته. وآمن واعتمد ثم انطلق إلى صحراء العربية بجوار دمشق فى خلوة لمدة ثلاث سنين استلم فيها من المسيح كل التعاليم، فصار رسولا له مثل باقى التلاميذ الإثنى عشر.
رغم أن بولس بقى أياماً فى دمشق بعدما عمده حنانيا، إلا أنه لم يصعد إلى أورشليم بل انطلق إلى البرية، فرجع بقلب نارى ملتهب بعد أن تسلم تعاليمه من الرب نفسه. وحينما صعد بولس لأورشليم ليتعرف على بطرس، لم يبقَ هناك سوى 15 يوماً، وتقابل مع يعقوب الذى يذكره بوقار قائلاً "أخا الرب"، وهو ابن مريم زوجة كلوبا وأخت العذراء مريم وكان أسقفاً لأورشليم. ولم يقابل غيرهما من الرسل لأنهم كانوا يكرزون خارج أورشليم، فيعلن أنه لم يكن يعمل منفرداً بل بروح قيادة الكنيسة ووحدة إيمانها المستقيم. بعدها ذهب بولس الرسول للخدمة فى أنطاكية وكيليكية ليكرز بين الأمم، لقد كان المؤمنون فى كنائس اليهودية يصلون من أجله واستجاب الله لطلبتهم، لذلك كانوا يمجدون الله بسبب عمله فى حياة بولس. ونحن علينا ان نصلى من أجل المضطهدين لنا ليتوبوا ويرجعوا الى الله ويسلكوا فى النور كابناء النور.

تعزية وتغذية روحية (1) سلامي أعطيكم

تعزية وتغذية روحية (1)
بقلم الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{سلامي أعطيكم }
يو 27:14
كم نحتاج فى عالم اليوم الى السلام ، سلام ففى النفس بدون إنقسام أو تعارض رغبات، وسلام مع الناس فى ظل صراع الأفكار والمذاهب والاراء والتوجهات، سلام مع الله فى علاقة واثقة ومعرفة بالله دون قلق أو رياء أو سطحية بسبب الخطية أو البعد أو الجحود لله. فى كل وقت ووسط المشاكل والصراعات وفى صخب العالم يقدم لنا الله وعده الصادق والمفرح {سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب} (يو 14 : 27).
أننا نصلى ونطلب من الله ان يملاء قلوبنا بسلامه ويقودنا لنكون صناع سلام فى أنفسنا ومع الله، من خلال صداقة وسير فى الحياة مع الله لنعمل ارادته فى حياتنا فى محبة وفرح وسلام. ونكون صناع سلام بين الناس، فلا ننقل أخبار مزعجه لاحد ولا نصنع شئ بخفة أو حسد أو كراهية بل ندعو الى المحبة والإيمان والمصالحة كرسل سلام وسط عالم مُتعب {طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون} (مت 5 : 9). نعمل على هدوء الحواس وعدم طياشتها وهدوء الفكر والتفكير المتزن الذى يضبط بقوة وفعل الروح القدس وينقاد الى السلام والمحبة وعمل البر ومصادقة اناس ذوى حكمة ووقار. علينا ان نصطلح مع الله بالتوبة والرجوع اليه والسير على خطي القديسين. ونصغى لصوت الله داخلنا ونطيع كتابه المقدس ونحول وصاياه لتكون لنا روح وحياة.
يجب ان نصلى ونعمل من أجل السلام داخل بيوتنا وبين العائلة والمجتمع وبين جيراننا والاهل وفى العمل والكنيسة ونصلى من أجل بلادنا وهى تمر بظروف صعبه لكي يهدى الله الجميع الى صنع السلام ويعطى الله حكمة لكل نفس لنحيا فى حياة تقوى ووقار، ونتعلم من الأحداث التي تمر بنا ان نلتصق بالله ونطلب سلامه ومحبته الثابتة وغير المتغيرة ونكون أوفياء وصانعي سلام لنجنى البركة والخير والسعادة.
نصلى دائما قائلين: يا ملك السلام، سلامك أعطينا، قرر لنا سلامك، وأغفر لنا خطايانا. أملاء قلوبنا بالسلام السمائي بروحك القدوس وهبنا الإيمان الواثق فى محبتك لنحيا بدون قلق ولا أضراب، واثقين انك معنا وان ما يحدث حولنا ومعنا هو بارادتك أو سماح منك لخيرنا فانت صانع الخيرات الرحوم الذى يجعل كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله،ان السلام هو عطية منك يالله نصلى من أجلها ونطلبها كل وقت ولاسيما فى الأزمات ونثق انك تعطي أكثر مما نطلب أو نفتكر، أمين

الأربعاء، 24 يوليو 2013

آية وقول وحكمة ليوم 7/25

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{أَخِيراً أَيُّهَا الإِخْوَةُ افْرَحُوا. اكْمَلُوا. تَعَزَّوْا. اهْتَمُّوا اهْتِمَاماً وَاحِداً.} (2كو11:13)
قول لقديس..
(الفرح يحل عندما يصلح الناس طرقهم، حيث يمكنهم بعد ذلك بلوغ النضوج في الإيمان. أما قبل هذا فتوجد تعزية تسندهم على هجر الملذات الحاضرة من أجل الرجاء في الأمور الآتية. سلام الله شيء، وسلام العالم شيء آخر. سلام المسيح هو تحرر من الخطايا ولذا يسُر الله به. الشخص الذى له سلام الله سيكون له المحبة أيضًا) القديس أمبروسيوس
حكمة للحياة ..
+ مياه باردة لنفس عطشانة الخبر الطيب من ارض بعيدة. أم 25:25
As cold water to a weary soul, so is good news from a far country. Pro 25:25
صلاة..
" يا اله الاباء والانبياء والرسل، يامن دعانا بنعمته الى الإيمان من اجل الخلاص والحياة الإبدية. ايها الرب الذى يريد ان الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون، اليك نأتى على رجاء الوعود والعهود. انت المحبة التى تسعى فى طلب الضالين وانت الرجاء لمن تقطعت بهم سبل الأمل، فافتح لنا أبواب الإيمان والرجاء لنحبك ونتبعك بكل قلوبنا وننعم بمحبتك الأبوية ونعود الى أحضانك الإلهية لنتمتع بالخلاص والمحبة والفرح ونتعزي بنعمة روحك القدوس ونتكمل بعمل نعمتك لنصير اهلا لمواعيدك وأمجاد السماء، أمين"
من الشعر والادب
"أفراحي هتدوم "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أفراحي بيك يا الهى هاتدوم
وسط عالم بالاخبار مهموم
طريقى للكمال معاك مرسوم
لو تعثرت حالا أنهض وأقوم
سهرى معاك أحلى من النوم
وتعزيتى تكبر يوم وراء يوم
بالإيمان أحيا فى صلاة وصوم
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 7/25
الإصحَاحُ الثَّالِثُ عَشَرَ
2كو 1:13- 11
هَذِهِ الْمَرَّةُ الثَّالِثَةُ آتِي إِلَيْكُمْ. عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ وَثَلاَثَةٍ تَقُومُ كُلُّ كَلِمَةٍ. قَدْ سَبَقْتُ فَقُلْتُ، وَأَسْبِقُ فَأَقُولُ كَمَا وَأَنَا حَاضِرٌ الْمَرَّةَ الثَّانِيَةَ، وَأَنَا غَائِبٌ الآنَ، أَكْتُبُ لِلَّذِينَ أَخْطَأُوا مِنْ قَبْلُ، وَلِجَمِيعِ الْبَاقِينَ: أَنِّي إِذَا جِئْتُ أَيْضاً لاَ أُشْفِقُ. إِذْ أَنْتُمْ تَطْلُبُونَ بُرْهَانَ الْمَسِيحِ الْمُتَكَلِّمِ فِيَّ، الَّذِي لَيْسَ ضَعِيفاً لَكُمْ بَلْ قَوِيٌّ فِيكُمْ. لأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ صُلِبَ مِنْ ضُعْفٍ لَكِنَّهُ حَيٌّ بِقُوَّةِ اللهِ. فَنَحْنُ أَيْضاً ضُعَفَاءُ فِيهِ، لَكِنَّنَا سَنَحْيَا مَعَهُ بِقُوَّةِ اللهِ مِنْ جِهَتِكُمْ. جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنْفُسَكُمْ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ فِيكُمْ، إِنْ لَمْ تَكُونُوا مَرْفُوضِينَ؟ لَكِنَّنِي أَرْجُو أَنَّكُمْ سَتَعْرِفُونَ أَنَّنَا نَحْنُ لَسْنَا مَرْفُوضِينَ. وَأُصَلِّي إِلَى اللهِ أَنَّكُمْ لاَ تَعْمَلُونَ شَيْئاً رَدِيّاً، لَيْسَ لِكَيْ نَظْهَرَ نَحْنُ مُزَكَّيْنَ، بَلْ لِكَيْ تَصْنَعُوا أَنْتُمْ حَسَناً، وَنَكُونَ نَحْنُ كَأَنَّنَا مَرْفُوضُونَ. لأَنَّنَا لاَ نَسْتَطِيعُ شَيْئاً ضِدَّ الْحَقِّ بَلْ لأَجْلِ الْحَقِّ. لأَنَّنَا نَفْرَحُ حِينَمَا نَكُونُ نَحْنُ ضُعَفَاءَ وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ أَقْوِيَاءَ. وَهَذَا أَيْضاً نَطْلُبُهُ كَمَا لَكُمْ. لِذَلِكَ أَكْتُبُ بِهَذَا وَأَنَا غَائِبٌ، لِكَيْ لاَ أَسْتَعْمِلَ جَزْماً وَأَنَا حَاضِرٌ، حَسَبَ السُّلْطَانِ الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهُ الرَّبُّ لِلْبُنْيَانِ لاَ لِلْهَدْمِ .أَخِيراً أَيُّهَا الإِخْوَةُ افْرَحُوا. اكْمَلُوا. تَعَزَّوْا. اهْتَمُّوا اهْتِمَاماً وَاحِداً
تأمل..
+ تحذير غير التائبين.. لقد زار بولس كورنثوس عام 53م (أع18: 1-18)، ثم زارها مرة ثانية عام 56م (1كو16: 5-8)، وكان مزمع أن يزورهم مرة ثالثة كما يذكر. ويؤكد كلامه كقرار يحكم به على المعاندين ويؤيده بشهادة اثنين معه كما تقضى شريعة موسى، وهذان هما سوستانيس (1كو1:1)، وتيموثاوس (2كو1:1) محذرا أنه سيؤدب المعاندين إن لم يتوبوا واصروا على الخطأ ورفض التوبة وهذا يبين الحاجة إلى العقوبات الكنسية عند الإصرار على الخطية مثل حرمان المخطئين من شركة التناول من الاسرار المقدسة ويؤكد هنا بولس سلطانه الرسولى الذى أخذه من المسيح وكما ظهر المسيح ضعيفا فى صلبه ولكن بالحقيقة هو الله القادر على كل شئ. فالرسل أيضا يبدو ضعفاء فيما يحتملوه من إهانات ومقاومات ولكن بقوة المسيح يستطيعوا أن يقودا الكنيسة فى طريق الملكوت ويقطعوا المقاومين. هكذا نحن قوتنا مصدرها هو المسيح. لنعلن الحق بشجاعة مهما كانت الضغوط التى نتعرض لها. ولو احتملنا إهانات فثق أن الحق الذى فينا أقوى من الشر حولنا ونعلن الحق بالمحبة فيشعر الناس أننا نبتغى المنفعة والبنيان.
+ أختبار الإيمان لأجل التوبة.. ان كان البعض قد قاوم القديس بولس وجربوه متشككين فى رسوليته، فهو هنا يدعوهم أن يفحصوا أنفسهم هل لهم الإيمان السليم الحى، أم بسبب خطاياهم هم مرفوضون من المسيح. حتى يتوبوا عن خطاياهم ويسلكوا بالإيمان المستقيم. وفحص الإيمان ليس فقط للتأكد من المعتقدات الدينية، بل يظهر من الثمار الروحية. يطلب القديس بولس بمشاعر ابوية حانية من أجل المؤمنين، يبتعدوا عن الشر ويصنعوا الخير، فيكونون أبرارا أمام الله ليس لأجل أن يُمدَح بولس أن أولاده أبرار وهو الذى خدمهم وبشرهم فصاروا هكذا ولكن حتى يتمتعوا بعمل الخير ورضا الله عنهم، بل يظهر بذله ومحبته لهم أنه مستعد أن يبدو كأنه مرفوض ومخطئ ولكن المهم أن يكونوا هم أبرارا، وهو ليس مرفوضا بالحقيقة بل يبدو كانه مرفوض، ويتمنى أن يفعلوا أفعال حسنة تجعلهم مرضيين أمام الله. كما يؤكد بولس أبوته فى قبوله الحكم عليه بالضعف والخطأ لأجل أن يحكم بأن أولاده أقوياء وصالحون، بل يتمنى أن ينموا فى حياتهم الروحية ليصيروا كاملين.
+ دعوة للفرح والمحبة والسلام.. يدعونا القديس بولس لحياة الفرح بعشرة المسيح والملكوت الذى ينتظرنا.
ونحن نسعى نحو الكمال المسيحى ونتعزي بعمل الروح القدس فينا وفى الكنيسة ونحرص على الاهتمام بوحدانية الفكر والآراء والبعد عن التحزبات والإنشقاقات. ونعيش فى سلام مع بعضنا البعض محتملين بعضنا بعض فى المحبة لنتمتع بالسلام وبركات الله التى تفيض على السالكين بالمحبة والسلام وفى سلام مع المؤمنين من حولنا القريبين والبعيدين ببركة الثالوث القدوس الابن والآب والروح القدس.

الثلاثاء، 23 يوليو 2013

آية وقول وحكمة ليوم 7/24


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ.} (2كو9:12)
قول لقديس..
(عندما يزدرى الإنسان الأشياء غير اللائقة ويبتعد عنها بالكلية ويتجه نحو الصالحات، يحس بالمعونة بعد وقت قصير. وإذا جاهد قليلا، يجد تعزية فى نفسه، ويحظى بمغفرة زلاته، ويؤهل للنعمة، ويحصل على خيرات كثيرة.) مار اسحاق السرياني
حكمة للحياة ..
+ لا تحسد اهل الشر ولا تشته ان تكون معهم. أم 1:24
Do not be envious of evil men, Nor desire to be with them. Pro 24:1
صلاة..
" مبارك انت ايها الرب الهي، اذ انت الطبيب الشافى لنفوسنا واجسادنا وارواحنا. تجرح وتعصب وفى كل ضيقاتنا نجدك الصبر والعزاء وفى أمراضنا الشفاء والدواء وفى ضعفنا ويأسنا انت لنا هو الإيمان والرجاء. وقوتك تعمل مع المتواضعين والضعفاء ليكون فضل القوة لك ومنك وبك. نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر ان تنعم علينا بغفران خطايانا وتشفى أمراض نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا وتغدق علينا بسخاء من نعمتك الإلهية لنعاين خلاصك وتكون لنا العيون الروحية التى تسعى لامجاد السماء، وتحيا على رجاء القيامة فى فرح وسلام ومحبة، ليتمجد أسمك القدوس،أمين"
من الشعر والادب
"قوة ربنا "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
قوة ربنا فى الضعف تبان
يدى نعمة للبأس والمنهان
يعطي الطوبى للفقير والغلبان
وينزل الاعزاء عن الكراسي
ويرفع المتواضع رب الاحسان
للمتضع هو حكمة وفم مليان
نطلب يدينا رجاء وحب وإيمان
قراءة مختارة ليوم
الاربعاء الموافق 7/24
الإصحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ
2كو 1:12- 21
إِنَّهُ لاَ يُوافِقُنِي أَنْ أَفْتَخِرَ. فَإِنِّي آتِي إِلَى مَنَاظِرِ الرَّبِّ وَإِعْلاَنَاتِهِ. أَعْرِفُ إِنْسَاناً فِي الْمَسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. أَفِي الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ، أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. اخْتُطِفَ هَذَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ. وَأَعْرِفُ هَذَا الإِنْسَانَ. أَفِي الْجَسَدِ أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. أَنَّهُ اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا. مِنْ جِهَةِ هَذَا أَفْتَخِرُ. وَلَكِنْ مِنْ جِهَةِ نَفْسِي لاَ أَفْتَخِرُ إِلاَّ بِضَعَفَاتِي. فَإِنِّي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَفْتَخِرَ لاَ أَكُونُ غَبِيّاً، لأَنِّي أَقُولُ الْحَقَّ. وَلَكِنِّي أَتَحَاشَى لِئَلاَّ يَظُنَّ أَحَدٌ مِنْ جِهَتِي فَوْقَ مَا يَرَانِي أَوْ يَسْمَعُ مِنِّي. وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ، لِيَلْطِمَنِي لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. مِنْ جِهَةِ هَذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. لِذَلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاِضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ. قَدْ صِرْتُ غَبِيّاً وَأَنَا أَفْتَخِرُ. أَنْتُمْ أَلْزَمْتُمُونِي! لأَنَّهُ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ أُمْدَحَ مِنْكُمْ، إِذْ لَمْ أَنْقُصْ شَيْئاً عَنْ فَائِقِي الرُّسُلِ، وَإِنْ كُنْتُ لَسْتُ شَيْئاً. إِنَّ عَلاَمَاتِ الرَّسُولِ صُنِعَتْ بَيْنَكُمْ فِي كُلِّ صَبْرٍ، بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ. لأَنَّهُ مَا هُوَ الَّذِي نَقَصْتُمْ عَنْ سَائِرِ الْكَنَائِسِ، إِلاَّ أَنِّي أَنَا لَمْ أُثَقِّلْ عَلَيْكُمْ؟ سَامِحُونِي بِهَذَا الظُّلْمِ. هُوَذَا الْمَرَّةُ الثَّالِثَةُ أَنَا مُسْتَعِدٌّ أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ وَلاَ أُثَقِّلَ عَلَيْكُمْ. لأَنِّي لَسْتُ أَطْلُبُ مَا هُوَ لَكُمْ بَلْ إِيَّاكُمْ. لأَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنَّ الأَوْلاَدَ يَذْخَرُونَ لِلْوَالِدِينَ بَلِ الْوَالِدُونَ لِلأَوْلاَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَبِكُلِّ سُرُورٍ أُنْفِقُ وَأُنْفَقُ لأَجْلِ أَنْفُسِكُمْ، وَإِنْ كُنْتُ كُلَّمَا أُحِبُّكُمْ أَكْثَرَ أُحَبُّ أَقَلَّ! فَلْيَكُنْ. أَنَا لَمْ أُثَقِّلْ عَلَيْكُمْ. لَكِنْ إِذْ كُنْتُ مُحْتَالاً أَخَذْتُكُمْ بِمَكْرٍ! هَلْ طَمِعْتُ فِيكُمْ بِأَحَدٍ مِنَ الَّذِينَ أَرْسَلْتُهُمْ إِلَيْكُمْ؟ طَلَبْتُ إِلَى تِيطُسَ وَأَرْسَلْتُ مَعَهُ الأَخَ. هَلْ طَمِعَ فِيكُمْ تِيطُسُ؟ أَمَا سَلَكْنَا بِذَاتِ الرُّوحِ الْوَاحِدِ؟ أَمَا بِذَاتِ الْخَطَوَاتِ الْوَاحِدَةِ؟ أَتَظُنُّونَ أَيْضاً أَنَّنَا نَحْتَجُّ لَكُمْ؟ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ نَتَكَلَّمُ. وَلَكِنَّ الْكُلَّ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لأَجْلِ بُنْيَانِكُمْ. لأَنِّي أَخَافُ إِذَا جِئْتُ أَنْ لاَ أَجِدَكُمْ كَمَا أُرِيدُ، وَأُوجَدَ مِنْكُمْ كَمَا لاَ تُرِيدُونَ. أَنْ تُوجَدَ خُصُومَاتٌ وَمُحَاسَدَاتٌ وَسَخَطَاتٌ وَتَحَزُبَاتٌ وَمَذَمَّاتٌ وَنَمِيمَاتٌ وَتَكَبُّرَاتٌ وَتَشْوِيشَاتٌ. أَنْ يُذِلَّنِي إِلَهِي عِنْدَكُمْ، إِذَا جِئْتُ أَيْضاً وَأَنُوحُ عَلَى كَثِيرِينَ مِنَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَتُوبُوا عَنِ النَّجَاسَةِ وَالزِّنَا وَالْعَهَارَةِ الَّتِي فَعَلُوهَا.
تأمل..
+ رؤيا بولس للسماء .. أضطر القديس بولس أن يدافع عن خدمته حتى لا يتشكك أهل كورنثوس فى تعليمه وتبشيره لهم ان يظهر عمل الله معه فى رؤى وإعلانات من السماء لتشجيع أولاده، فيقول عن نفسع أعرف انسان ويقصد به نفسه ولكن في تواضع لم يذكر أنه هو حتى يعلمنا أن نتضع ولا نعلن اختباراتنا الشخصية بكبرياء ولكن إن اضطررنا فنخفى ذواتنا ليتمجد الله. ويعلن بولس هنا عن رؤيا قد رآها منذ 14 سنة من كتابة هذه الرسالة أى عام 43م، ومن عظمة وقوة الرؤيا يعلن عجزه عن تحديد هل رآها بروحه فقط أم رفعه الله بروحه وجسده إلى السماء ليرى أمجاد الفردوس مكان انتظار الأبرار حتى يوم الدينونة لينقلهم إلى الملكوت. يقرر بولس أن الإفتخار يكون بنعمة الله كما ظهر فى هذه الرؤيا وليس بأعمال الإنسان وانجازاته، فهو لا يفتخر بشئ وإذا اضطر فسيفتخر بنقائصه وضعفاته التى يكملها المسيح أى يفتخر أيضا بنعمة الله فقط محتفظاً باتضاعه فمنهجه ومنهج كل المسيحيين هو الإتضاع وإخفاء الفضائل.
+ نعمة الله تعمل فى الضعفاء .. لقد سمح الله بمرض بولس الرسول لأجل منفعته حتى يحتفظ باتضاعه. وأعلن بولس نعمة الله العملة معه من خلال مرضه وهو ضعف فى العينين (غل4: 15) وكان يضطره أن يملى رسائله على غيره، وإن كتب أى شئ يكتبه بأحرف كبيرة (غل6: 11)؛ وأيضا قروح وصديد أصابته فى جسده كان يضع عليها قطع من القماش وهذه القطع المأخوذة من عليها تشفى المرضى (أع19: 12). ويلاحظ أن المرض كان مستديما حماية له من الكبرياء. وقد صلى ثلاث مرات حتى يشفيه الله من مرضه، ولان صلاته كانت باتكال وتسليم لله أعلن له الله ألا يعود يطلب الشفاء لأن هذا المرض بسماح من الله لمنفعته، فنعمة الله ستسنده وتكفى كل احتياجاته فلا يتعطل عن شئ فى حياته أو خدمته، بل أعلن له ما هو أكثر من ذلك أن عجزه الجسدى لن يجعله ضعيفا فى شئ بل تصير قوته كاملة بنعمة الله، حتى أنه صار فرحا وفخورا بهذا المرض لأنه سبب مستمر لعمل قوة الله فيه. ويعلن القديس بولس فرحه بمرضه وكل ما يصيبه من اضطهادات، سواء إهانات أو شتائم أو فقر أو أى معاناة من أجل المسيح، لأنه من خلالها يختبر عمل الله فيه. فحينما يشعر بضعفه ويتضع أمام الله، يصير فى الحال قوي بمساندة الله له. فلا نتضايق من عجز أو مرض أو المشاكل لأنها طريقنا للتمتع بعمل الله فينا. وعلينا ان نقبلها بشكر واتضاع وتذلل أمامه، وتحل علينا البركات الإلهية.
+ إثبات بولس لرسوليته.. يؤكد بولس أن الإفتخار بالإنجازات الشخصية غباوة، ولكن أهل كورنثوس اضطروه أن يفعل هذا أمام المعلمين الكذبة الذين تفاخروا بأنفسهم وشككوا فى رسوليته وتعليمه، فخدمة بولس الرسول لا تقل عن خدمة وتبشير الرسل المتميزين وهم بطرس ويعقوب ويوحنا. أما بولس فيشعر فى نفسه أنه لا شئ ويتكلم كل هذا لأجل نفع سامعيه حتى يثبتوا فى تعاليم المسيح التى بشرهم بها. يثبت بولس هنا رسوليته بالمعجزات التى صنعها فى كنيسة كورنثوس، بينما كان يعانى ضيقات واضطهادات منهم وبالتالى كان ينبغى أن يؤمنوا برسوليته وتعليمه ولا ينزعجوا أو يصدقوا تشكيكات المقاومين. ويسأل بولس أهل كورنثوس باستنكار ماذا نقص فى تبشيره لهم ورعايته، لأن كنيستهم قد نالت رعاية كاملة مثل باقى الكنائس التى أسسها الرسل الآخرين. ثم يخجلهم بأنه أنقصهم شيئا واحدا وهو عدم التثقيل عليهم فى دفع نفقات معيشته، وقد فعل هذا حتى لا يقولوا أنه يطلب مقابل لخدمته بينهم. ويستدرك فيطلب منهم أن يسامحوه إذ حرمهم من هذه النعمة وهى العطاء لمن يخدمهم، ولكنه اضطر لهذا حتى لا يتشككوا فى خدمته المجانية لهم فهو يطلب خلاصهم وليس أموالهم وعطاياهم. يعلن بولس فرحه أن يعطى أى أموال يقتنيها فى الخدمة، بل يقدم حياته ويبذلها حتى الموت لأجل تبشير وخدمة أولاده فى كورنثوس. ولكن من المؤسف جدا أنه كلما قدم حبا أكبر لهم يقابلونه بحب أقل، أى يشكوا فيه ولا يدافعوا عنه أمام المقاومين؛ وهذا صعب جدا على قلب أى شخص يحب ويضحى، وهو بهذا يعاتبهم عتابا لطيفا حتى يتجاوبوا مع محبته ويدافعوا عن تبشيره لهم فيثبتوا فى الإيمان. كما يؤكد بولس أنه لم ينل منهم أى شئ مادى سواء بنفسه أو عن طريق معاونيه مثل تيطس ومن معه الذين أرسلهم لجمع تبرعات للمؤمنين المحتاجين فى أورشليم. فلم يأخذ تيطس لنفسه شيئاً ولا أحد من رفقائه كذلك، بل سلكوا بنفس أسلوب بولس فى الخدمة أى الخدمة المجانية. وهو يتكلم أمام الله وهو متحد بالمسيح الذى فيه ويقصد فقط تثبيتهم فى الإيمان وبنيانهم الروحى. ويعلن القديس بولس تخوفه من ان يحيا بعض المؤمنين فى كورنثوس فى الشر، مثل صنع الخصومات والتحزبات وإدانه بعضهم لبعض وإثارة شكوك وتشوشات تعثر الكثيرين، أو الكبرياء التى تؤدى إلى الحسد والغضب ويصلى القديس بولس من أجل رجوعهم لله بالتوبة.

الاثنين، 22 يوليو 2013

الأولويات فى حياتنا

نحو حياة أفضل (7)
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
أهمية ترتيب الأولويات...
+ من الأشياء الهامة والضرورية للنجاح والتفوق فى الحياة ان نرتب أولويات حياتنا ونعطيها الإهتمام والوقت الكافى، فنقوم بعمل الأشياء المهمة فالأقل أهمية. فليس من المعقول ان يسوق أحد سيارته هائما على وجهه فى الطرق ويتمنى الوصول سريعا الى نقطة وصول محددة. ففى هذا مضيعة للوقت والجهد والمال. فلا نعطي الشئ الاقل أهمية او بلا فائدة الوقت الكثير أو نمضى الوقت كسالي ونطمح فى تحقيق النجاح والسعادة. كما ان من يعمل ما يفيد يتخلص مما لا يفيد والعكس صحيح. ان الله يدعونا للتفكير والتخطيط السليم لبناء حاضر سليم ومستقبل آمن وأبدية سعيدة { ومن منكم وهو يريد ان يبني برجا لا يجلس اولا ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله. لئلا يضع الاساس ولا يقدر ان يكمل فيبتدئ جميع الناظرين يهزاون به. قائلين هذا الانسان ابتدا يبني ولم يقدر ان يكمل} (لو 28:14-30). ويوصينا الكتاب المقدس بان نهتم بخلاص نفوسنا وعلاقتنا بالله والناس فى توازن وتكامل فى حياتنا، ففى مثل الغني الغبي الذى أهتم فقط بامواله دون علاقته مع الله والناس راينا كيف خسر حياته الابدية { فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي اعددتها لمن تكون } (لو 12 : 20). فلو ربحنا العالم وخسرنا أنفسنا فنحن نسير فى طريق خاسر{ ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26).
+ ترجع أهمية ترتيب الأولويات فى حياة الإنسان لمحدودة الوقت والجهد والإمكانيات فبترتيب أولويات حياتنا وأعملنا ومقابلاتنا نستطيع ان نحقق الامور التى نسعي للقيام بها والتخطيط السليم يجعلنا نتفوق ونحقق رسالتنا فى جوانبها الحياتية المختلفة فى تكامل وتعاون للقيام باعمالنا ودورنا كافراد فى الاسرة والعائلة ودورنا فى كنيستنا ومجال العمل الذى نقوم به فى المجتمع وبين الاصدقاء نقوم به بحكمة مفتدين الوقت. وعلى المؤمن وضع الاهداف التي يريد ان يصل اليها سواء على مستوى الاسبوع او الشهر أو السنة. كل هذا يجعلنا نتقدم وننجح ونسعد. ومع معرفة ميولنا وإمكانياتنا ووزناتنا وتنميها بالجهد والعرق المتوالي نصل للنجاح والنبوغ بالتخطيط والتنفيذ والمتابعة نتخطى العقبات وننجح فى كل عمل صالح { لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها} (اف 2 : 10).
+ بتحديد الأولويات ومعرفة الإمكانيات وتطوير وبناء الذات نجد ان هناك فرق كبير بين حياتنا التي تمضى بدون حساب النفقة وبلا ترتيب ونظام وبين ان نبنى برج النجاح لعلاقات ناجحة تنمو وتفتح أفاق جديدة للسعادة وتحقيق ما لم نكن نحلم به أو نتصوره من تقدم وما العبقرية الى جهد متواصل تنمو ثماره على مر الزمن وتظهر نتائجه مع اداء الانسان دوره فى مجتمعه فى سعادة. علينا اذا إكتشاف إمكانياتنا وقدراتنا وطاقاتنا وميولنا واستغلالها والمتاجرة والربح بالوزنات المعطاة لنا من الله لهذا مدح الله الذين تاجروا بوزناتهم لهم وربحوا وأدان الى طمر وزنته { وبعد زمان طويل اتى سيد اولئك العبيد وحاسبهم. فجاء الذي اخذ الخمس وزنات وقدم خمس وزنات اخر قائلا يا سيد خمس وزنات سلمتني هوذا خمس وزنات اخر ربحتها فوقها.فقال له سيده نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك. ثم جاء الذي اخذ الوزنتين و قال يا سيد وزنتين سلمتني هوذا وزنتان اخريان ربحتهما فوقهما. قال له سيده نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك. ثم جاء ايضا الذي اخذ الوزنة الواحدة وقال يا سيد عرفت انك انسان قاس تحصد حيث لم تزرع وتجمع حيث لم تبذر. فخفت ومضيت واخفيت وزنتك في الارض هوذا الذي لك.فاجاب سيده وقال له ايها العبد الشرير والكسلان عرفت اني احصد حيث لم ازرع واجمع من حيث لم ابذر.فكان ينبغي ان تضع فضتي عند الصيارفة فعند مجيئي كنت اخذ الذي لي مع ربا. فخذوا منه الوزنة واعطوها للذي له العشر وزنات. لان كل من له يعطى فيزداد ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه.} (مت 19:25-29). اننا يجب ان ننمى وزناتنا الروحية العقلية والعملية وعلاقاتنا فما التفوق والعبقرية الا معرفة من الانسان لمواهبه وبالجهد الامين فى تنميتها بمرور الوقت والتراكم المعرفي والزمنى وبالانجازات تصنع المعجزات. اما الكسالى والخاملين فلا مكان لهم فى عالم اليوم ولا فى السماء.

المجالات الهامة فى حياة المؤمن..
+ العلاقة بالله ومحبته والعمل للوصول الى ملكوت السموات يأتي فى أول سلم إهتمامات الانسان الروحي من أجل هذا قال لنا السيد الرب { اطلبوا ملكوت الله وهذه كلها تزاد لكم }(لو 12:31). محبة الله والقريب والنفس هم مثلث راسه محبة الله وضلعيه محبة القريب والنفس { تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك هذه هي الوصية الاولى. وثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك ليس وصية اخرى اعظم من هاتين} (مر 30:12-31). محبتنا لله وطاعتنا لوصاياه وعمل ارادته فى حياتنا والنظر الى الناس والحياة والأشياء فى ضوء الكتاب المقدس وقيادة الروح القدس يجعلنا نسلك فى النور ونكون نور للعالم الجالس فى ظلمة الخطية وننجح ونسعد { لان الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح}(2تي 1 : 7).
+ الاهتمام بالسعادة الاسرية وبناء اسرة مترابطة قوية سعيده متفاهمة تحيا فى محبة وتعاون وشركة مع الله والكنيسة وتشارك فى المجتمع وتشهد للإيمان اولوية مهمة فى حياة المؤمن، فقد ينجح الانسان فى العمل ويحقق طموحه الدراسي والمادي دون ان يهتم ببناء بيت سليم، فتتفكك الاسرة أو يفشل الأبناء. وكم من اشخاص تغربوا من أجل تحقيق طموحهم المادي وتركوا زوجاتهم واولادهم دون إهتمام وتسبب ذلك فى العديد من المشكلات التي تسبب لهم التعاسة والآلم. لهذا فمن أولويات المؤمن الاهتمام بأهل بيته وأسرته واقربائه وحياتهم الروحية { واما انا وبيتي فنعبد الرب} (يش 24 : 15). علينا التعاون فى تحقيق الإشباع النفسي والروحي والإجتماعي والحرص على النمو السليم لافراد الاسرة مع اشباع حاجتهم للطعام والشراب ومستقبلهم الدراسي والعملي. ومن النجاح الأسري ينطلق المؤمن الى مجال أوسع للعلاقات الإجتماعية مع العائلة والاقارب والجيران والاصدقاء والزملاء والامتداد بالمحبة والعطاء على قدر طاقتنا وتنمية هذه العلاقات للمرضى والمحتاجين والغرباء والمسجونين وذوى الحاجات الخاصة فهذه اساسيات الدخول لملكوت السموات { من اراد ان يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما} (مت 20 : 26). ولهذا حتى فى مجال العبادة اوصانا السيد المسيح ان نصطلح مع القريب لتقبل صلواتنا.{فان قدمت قربانك الى المذبح وهناك تذكرت ان لاخيك شيئا عليك. فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب اولا اصطلح مع اخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك} (مت 5 : 24)
+الأمانة فى العمل والالتزام به مع الاتزان فى القول والسلوك والعلاقات من المجالات الهامة التي يجب ان يقوم بها المؤمن فى بذل وإخلاص وتفانى حتى وسط أجواء الفساد الاداري والمالي من حوله. العمل مجال للكسب المادي والعيش الكريم يجب ان نوليه الاهمية فى النجاح والتميز فى عالم يسوده التنافس وقلة فرص العمل ومهما كانت وظيفتنا، كبرت أو صغرت علينا ان نحب ما نعمل ونعمله بامانة ونتغلب على التحديات والمضايقات بالحكمة والصبر والمثابرة، ومع الوقت لابد ان يظهر معدنه الانسان جليا للناس، وان كنا ننتظر المجازاة من الله الذى يرى فى الخفاء ويجازى علانية.
+ المؤمن فى كنيسته عضو فعال ومشارك وخادم ناجح على قدر طاقته وعمق محبته وأمانته تجعله محب ومحبوب ويعتمد عليه، كما انه شاهد حي للإيمان العامل بالمحبة فى مجتمعه وبين أصدقائه، يخصص لكل شئ وقت للجد والعمل وقت وللمجاملات والترفيه عن النفس وقت. المؤمن أمين كملح فى الارض لوطنه ويستنير من علاقته بالله وينير الدرب لكثيرين. مع الحرص علي ايجاد توازن وتكامل بين مجالات عمله فى الحياة وأولوياتها والاستجابة للظروف الطارئة والملحة فى حكمة من أجل بناء النفس والغير وعمل الخير والإمتداد نحو حياة وابدية سعيده .

آية وقول وحكمة ليوم 7/23

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا.} (رو 36:8-37)
قول لقديس..
( ليس شيء من هذه الأمور يقدر أن يفصل المؤمنين أو ينزع الملتصقين بجسده ودمه... الاضطهاد هو اختبار للقلب وفحص له. الله يسمح به لنا لكي نمحص ونتزكى، إذ يودّ أن يزكي شعبه على الدوام، لكن معونته لا تقصر عن مساعدة المؤمنين في كل وقت وسط التجارب) الشهيد كبريانوس
حكمة للحياة ..
+ فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء (اف 5 : 15)
See then that you walk circumspectly, not as fools but as wise. Eph 5:15
صلاة..
" يا مسيح المتألمين والتعابى، يا من جاء ليحرر الإنسان من الشيطان والخطية وسلطان مملكة الظلمه، يامن حمل الصليب من أجل خلاصنا وصلب ومات وقام من بين الأموات ليقيمنا لنحيا معه حياة أبدية، نحن نثق انك معنا كل الأيام والى أنقضاء الدهر، ونعلم أنه بعد الصليب والجلجثة هناك قيامة ومجد من اجل هذا ننكر ذواتنا ونحمل الصليب ونتبعك بكل قلوبنا كقائد لنصرتنا ونصلى ان تعطي التجربة ومعاها المخرج وفيما انت قد تألمت مجربا تقدر ان تعين جميع المجربين، وليعظم أنتصارنا بك يا من أحبنا، أمين "
من الشعر والادب
"علينا بيجود "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
مسيرة حياتنا في الوجود
مش مفروشة دائما بورود
مرات بنلاقي نكران وجحود
أو نحس انى الظلمة بتسود
لكن ربنا صوته حلو ودود
يطمنا كراعي صالح موجود
قائد نصرتنا للنمو وللصعود
رحمة وحب علينا دوما بيجود
قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 7/23
الإصحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ (2)
2كو 16:11- 32
أَقُولُ أَيْضاً: لاَ يَظُنَّ أَحَدٌ أَنِّي غَبِيٌّ. وَإِلاَّ فَاقْبَلُونِي وَلَوْ كَغَبِيٍّ، لأَفْتَخِرَ أَنَا أَيْضاً قَلِيلاً. الَّذِي أَتَكَلَّمُ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ بِحَسَبِ الرَّبِّ، بَلْ كَأَنَّهُ فِي غَبَاوَةٍ، فِي جَسَارَةِ الاِفْتِخَارِ هَذِهِ. بِمَا أَنَّ كَثِيرِينَ يَفْتَخِرُونَ حَسَبَ الْجَسَدِ أَفْتَخِرُ أَنَا أَيْضاً. فَإِنَّكُمْ بِسُرُورٍ تَحْتَمِلُونَ الأَغْبِيَاءَ، إِذْ أَنْتُمْ عُقَلاَءُ! لأَنَّكُمْ تَحْتَمِلُونَ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْتَعْبِدُكُمْ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْكُلُكُمْ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْخُذُكُمْ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَرْتَفِعُ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَضْرِبُكُمْ عَلَى وُجُوهِكُمْ! عَلَى سَبِيلِ الْهَوَانِ أَقُولُ كَيْفَ أَنَّنَا كُنَّا ضُعَفَاءَ. وَلَكِنَّ الَّذِي يَجْتَرِئُ فِيهِ أَحَدٌ، أَقُولُ فِي غَبَاوَةٍ: أَنَا أَيْضاً أَجْتَرِئُ فِيهِ. أَهُمْ عِبْرَانِيُّونَ؟ فَأَنَا أَيْضاً. أَهُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ؟ فَأَنَا أَيْضاً. أَهُمْ نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ؟ فَأَنَا أَيْضاً. أَهُمْ خُدَّامُ الْمَسِيحِ؟ أَقُولُ كَمُخْتَلِّ الْعَقْلِ: فَأَنَا أَفْضَلُ. فِي الأَتْعَابِ أَكْثَرُ. فِي الضَّرَبَاتِ أَوْفَرُ. فِي السُّجُونِ أَكْثَرُ. فِي الْمِيتَاتِ مِرَاراً كَثِيرَةً. مِنَ الْيَهُودِ خَمْسَ مَرَّاتٍ قَبِلْتُ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَةً. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِالْعِصِيِّ. مَرَّةً رُجِمْتُ. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ انْكَسَرَتْ بِيَ السَّفِينَةُ. لَيْلاً وَنَهَاراً قَضَيْتُ فِي الْعُمْقِ. بِأَسْفَارٍ مِرَاراً كَثِيرَةً. بِأَخْطَارِ سُيُولٍ. بِأَخْطَارِ لُصُوصٍ. بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِي. بِأَخْطَارٍ مِنَ الأُمَمِ. بِأَخْطَارٍ فِي الْمَدِينَةِ. بِأَخْطَارٍ فِي الْبَرِّيَّةِ. بِأَخْطَارٍ فِي الْبَحْرِ. بِأَخْطَارٍ مِنْ إِخْوَةٍ كَذَبَةٍ. فِي تَعَبٍ وَكَدٍّ. فِي أَسْهَارٍ مِرَاراً كَثِيرَةً. فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ. فِي أَصْوَامٍ مِرَاراً كَثِيرَةً. فِي بَرْدٍ وَعُرْيٍ. عَدَا مَا هُوَ دُونَ ذَلِكَ: التَّرَاكُمُ عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ. الاِهْتِمَامُ بِجَمِيعِ الْكَنَائِسِ. مَنْ يَضْعُفُ وَأَنَا لاَ أَضْعُفُ؟ مَنْ يَعْثُرُ وَأَنَا لاَ أَلْتَهِبُ؟ إِنْ كَانَ يَجِبُ الاِفْتِخَارُ، فَسَأَفْتَخِرُ بِأُمُورِ ضُعْفِي. اَللَّهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ، يَعْلَمُ أَنِّي لَسْتُ أَكْذِبُ. فِي دِمَشْقَ وَالِي الْحَارِثِ الْمَلِكِ كَانَ يَحْرُسُ مدِينَةَ الدِّمَشْقِيِّينَ يُرِيدُ أَنْ يُمْسِكَنِي، فَتَدَلَّيْتُ مِنْ طَاقَةٍ فِي زَنْبِيلٍ مِنَ السُّورِ، وَنَجَوْتُ مِنْ يَدَيْهِ.
تأمل..
+ القديس بولس وشركة الآلام... يؤكد القديس بولس على صدق رسوليته لإثبات صدق تعاليمه. وهو يقطع الطريق على الرسل الكذبة حتى لا يفتخروا هم أيضاً بأنفسهم. وان كان الله لا يريدنا أن نفتخر بأنفسنا أو بما نعمله، ولكن نجد القديس بولس بوحي الروح القدس يتكلم عن اتعابه وجهاده من اجل الخدمة ليخلص على كل حال قوماً. ليتعلم الخدام إلى أي مدى عليهم أن يتحملوا صليب الخدمة. فان افتخر البعض بالبنوة الجسدية لإبراهيم أو بالختان كعلامة في الجسد إثباتاً لأنهم من شعب الله، أو بأعمالهم الجسدية فبولس اكثر تدقيق لحفظ الناموس كفريسي قد تهذب بالحكمة عند غمالائيل وكما أحتملوا المعاملة السيئة من الذي يعيدوهم لأحكام الناموس الذي تحررا منها. وكما يحتملوا تعصب هؤلاء اليهود فان بولس الرسول كاب يتمخض بهم ليلدهم فى المسيح لم يفعل هذا ولم يستغل أحد ولا أهان احد، ولا مارس سلطانه ضد أحد مثلهم، بل كان خادم لهم. ونجد الرسول هنا يفتخر بضعفاته هذه، فهم بل العالم كله يفتخر بالقوة والمراكز، أما أولاد الله صاروا يفتخرون بالآلام التي يحتملونها لأجل المسيح (أع 5 : 41). ولذلك نفهم قوله على سبيل الهوان أنه سيتكلم عن ضعفاته التي يعتبرها العالم شيئاً مخجلاً مهيناً، لكن الرسول يفتخر بها فهي شركة في الآم السيد المسيح.
+ أحتمال أتعاب الخدمة .. لقد أحتمل القديس بولس الاتعاب والاضطهاد من أجل الكرازة والخدمة أكثر من جميع الرسل، بترحال من بلد إلى بلد. وتعرض للضرب لدرجة الموت تقريباً. ولكن الله كان يقيمه. وتحمل الجلد والضرب بالعصي وأخطار الغرق ثلاث مرات والرجم والاسفار مرارا كثيرة وباخطار سيول وباخطار لصوص وباخطار من اليهود، ومن الامم وباخطار في المدينة وفي البرية وفي البحر وباخطار من اخوة كذبة. وسفر أعمال الرسل مملوء من الأهوال التي لاقاها الرسول على يد اليهود والوثنيين وفي التعب والكد والسهر مرارا كثيرة في جوع وعطش في اصوام مرارا كثيرة في برد وعري مع الاهتمام بجميع الكنائس. التي بشرها من الجانب الروحي والعقيدي والسلوكي. كان القديس يشعر بالضعف مع الضعفاء ويشارك المخدومين فان تألموا يتألم لألامهم. ومن يعثر يلتهب بالآم مصليا بدموع من اجله وهذه الضعفات أظهرت عمل الله فيه بالرغم من ضعفه، إذ أن الله يعمل فيه وليس بقوته الخاصة. ولاحظ أنه يفتخر بآلامه ولم يفتخر بالمعجزات التي صنعها ولا بمواهبه. فها هو يهرب في سل من على السور فى مواجهة جنود الحارث فى دمشق، ولكن تظهر هنا عناية الله التي أنقذته، فالله يريده أن يكرز ويبشر. والرسول يضع هذه الحادثة في آخر سلسلة ألامه، مع انها أول إضطهاد وقع ضده متذكرا اتعابة من النهاية الى البداية من أجل خدمة الإيمان المسيحي.