نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 28 يوليو 2016

يقدر أن يغيرك للأفضل

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
نفسك الكثيرة الثمن لدى الله ..

+ نفوسنا ثمينة لدي الله وهو يريد لنا السعادة في الأرض والسماء .. العالم المادى بما فيه سيمضى ويزول ولكن الإنسان خلق للحياة الأبدية والخلود والسعادة { العالم يمضي وشهوته واما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت الى الابد }(1يو 2 : 17). انت عزيز لدى الله الذى يريد خلاصك وروحك ونفسك الثمينة لديه وهو يريد لك الحياة السعيدة على الإرض وفى السماء ، وستقوم فى اليوم الاخير بجسد نورانى روحانى ممجد بالإيمان بالله وبمحبته وخلاصه { الحق الحق اقول لكم انه تاتي ساعة وهي الان حين يسمع الاموات صوت ابن الله والسامعون يحيون.لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة و الذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة}( يو 25:5،28-29). فهل نسعى الى خلاص نفوسنا أم نهمل خلاصنا الثمين ونهلك { الله يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4). ولكن أمر خلاصنا يتعلق بحرية أرادتنا وقبولنا لهذا الخلاص الثمين المقدم لنا بالمسيح يسوع ربنا وقبول الخلاص بالتوبة والإيمان والسعى فى الجهاد الروحى منقادين بروحه القدوس.
+ ان الله قد بين محبته العظيمة لكل نفس بشرية بطرق كثيرة ويكفى انه دعانا ابناء له {انظروا اية محبة اعطانا الاب حتى ندعى اولاد الله } (1يو 3 : 1). ولقد عبر عن هذه المحبة الحقيقة للبشر والتى من أجلها تجسد الله الكلمة { والكلمة صار جسدا وحل بيننا وراينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة و حقا} (يو 14:1). ومات المسيح كلمة الله المتجسد من أجل خلاص البشرية الساقطة ومن أجل خلاص كل إنسان فيها وكأنه موضع محبة الله {لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية }(يو 3 : 16). ولقد أكد الإنجيل على هذه المحبة الإلهية للخطاة {ولكن الله بين محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا }(رو 5 : 8).
الله في سعيه الى خلاصنا، يدعونا للثقة بمحبته وفدائه ورحمته والى العوده الى أحضانه { لا تخف لاني فديتك دعوتك باسمك انت لي . اذا اجتزت في المياه فانا معك وفي الانهار فلا تغمرك اذا مشيت في النار فلا تلذع واللهيب لا يحرقك}(أش 1:43-2). الله يحبنا ومن اجل هذه المحبة خلقنا ويرعانا ويغفر لنا خطايانا ويريدنا ان نعرفه ونحبه ونسعى الى خلاص انفسنا والنجاة من تيار الأثم الذى فى العالم والفوز بالحياة الأبدية .
+ ان نفسك أكرم لدى الله من العالم وأمواله وممتلكاته ولكن البعض ينسى هذا ويسعى نحو ارضاء شهواته وملذاته غير مهتم بالخلاص الثمين الذى يريده الله له ويظن ان حياته فى ارضاء شهواته كالغنى الغبي { وقال لهم انظروا وتحفظوا من الطمع فانه متى كان لاحد كثير فليست حياته من امواله.وضرب لهم مثلا قائلا انسان غني اخصبت كورته. ففكر في نفسه قائلا ماذا اعمل لان ليس لي موضع اجمع فيه اثماري . وقال اعمل هذا اهدم مخازني وابني اعظم واجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي. واقول لنفسي يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة استريحي وكلي واشربي وافرحي. فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي اعددتها لمن تكون}( لو 15:12-20). لقد اتكل هذا الغني على ممتلكاته دون الله وهلك فلا تستطيع كل ثروات العالم ان تخلص روحه فى يوم الدينونة الرهيب . وكيف ننجو نحن إيضا ان أهملنا خلاصاً هذا مقداره ولهذا يوصينا الإنجيل { اوص الاغنياء في الدهر الحاضر ان لا يستكبروا ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع }(1تي 6 : 17). وكم من أناس أتكلوا على سلطة زمنية خادعة قادتهم الى الهلاك والإنجيل يحضنا على الأتكال على الرب الذى لا يُخزى منتظريه { اتكل على الرب وافعل الخير اسكن الارض وارع الامانة} (مز 37 : 3). وهناك من عملوا لاشباع شهواتهم وقادتهم الى الهلاك {الحسن غش و الجمال باطل اما المراة المتقية الرب فهي تمدح }(ام 31 : 30). اننا لو ربحنا العالم كله - وهذا من دروب المستحيل - ولكن خسرنا أنفسنا فقد أصبحنا خاسرين السعادة الحقة على الإرض والسعادة الأبدية فى السماء ، وقد أكد السيد المسيح على هذه الحقيقة قائلاً {لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26).
فلنسع اذا من اجل خلاصنا ونسلك لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الإيام شريرة .
+ لنصطلح اذن يا أحبائى مع أنفسنا ونجلس معها نحاسبها ونرجع عن أخطائنا ونتوب عن خطايانا. ونكون صادقين مع ذواتنا ولا ننقاد وراء شهواتنا ورغباتنا الخاطئة بل فى هدوء نسأل الله وروحه القدوس : ماذا تريد يارب ان أفعل؟. لنعمل مشيئة الله فى حياتنا وبهذا نصطلح مع الله الذى يريد خلاصنا ونجاتنا من فخاخ الشيطان وسعادتنا الأبدية . وعندما نصطلح مع أنفسنا ومع الله ينعكس ذلك على علاقاتنا بالأخرين فنحيا فى سلام معهم ونحبهم محبة صادقة روحية ونخدمهم من أجل مجد الله الذي يدعونا ان محبة الناس كما نحب أنفسنا. حينئذ نحيا ونتمتع بسلام الله الذى يفوق كل عقل والذى يحفظ حياتنا واراحنا فى المسيح .

الله يقدران يغيرك للأفضل ..
+ كنت أتحاور مع احدهم وهو يحيا بعيدا عن الله فقال لى لقد أعتدت حياتى هذه ولن أستطيع أن أغير من نفسى بل لا أستطيع ان اسير مع الله لانه يقيد حريتى بوصاياه ؟ قلت له اننا لا يجب ان نفقد ثقتنا فى الله ولا فى انفسنا { غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله }(لو 18 : 27). فكل شئ مستطاع لدى المؤمن . قد تسيطر عليك عادات سئية وقد تقيدك علاقات خاطئة وتشعر بعدم قدرتك على التخلص منا ولكن علينا ان نجاهد ونغصب أنفسنا للتوبة والرجوع الى الله والبعد عن المعاشرات الردئية التى تفسد الأخلاق الجيدة . واذا نصمم على القيام والحياة مع الله يرى الله أمانتنا ويقوى إيماننا ويقودنا بروحه القدوس من مجد الى مجد ، اما الظن بان وصايا الله تحد من حريتنا فهذا ليس صحيح بل على العكس ان الوصايا تحفظنا فى الطريق وتقودنا لئلا نغرق فى برية وطوفان بحر العالم . وهل عندما نحيا بلا الوصية نكون سعداء فى البعد عن الله أم نتخبط ونعانى القلق وفقدان السلام { لا سلام قال الرب للاشرار} (اش 48 : 22). ان الخطية تورث المرض والاكتئاب والعار ثم الهلاك الإبدى . وعندما نقترب من الله ونرجع اليه نسترد سلامنا الحقيقى ونفرح بالحياة فى رضاه ونسمع صوته الحلو {تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال وانا اريحكم }(مت 11 : 28). ان توبتنا تفرح الله وملائكته {اي انسان منكم له مئة خروف و اضاع واحدا منها الا يترك التسعة و التسعين في البرية و يذهب لاجل الضال حتى يجده . واذا وجده يضعه على منكبيه فرحا. وياتي الى بيته ويدعو الاصدقاء والجيران قائلا لهم افرحوا معي لاني وجدت خروفي الضال.اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة}( لو 4:؛15-7).

+ ان الله يستطيع ان يشكلنا من جديد كاوآنى للكرامة والمجد ان أطعنا عمل نعمته فينا وهو يقدر أن يغيرنا للأفضل أن أطعناه وعشنا فى رضاه وطرحنا ضعفنا أمامه وطلبنا منه أن يعمل فينا بروحه القدوس { ليظهر في الدهور الاتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع }(اف 2 : 7). وهذا ما بينه الله لارميا النبي قديما {الكلام الذي صار الى ارميا من قبل الرب قائلا. قم انزل الى بيت الفخاري وهناك اسمعك كلامي. فنزلت الى بيت الفخاري و اذا هو يصنع عملا على الدولاب. ففسد الوعاء الذي كان يصنعه من الطين بيد الفخاري فعاد وعمله وعاء اخر كما حسن في عيني الفخاري ان يصنعه. فصار الي كلام الرب قائلا. اما استطيع ان اصنع بكم كهذا الفخاري يا بيت اسرائيل يقول الرب هوذا كالطين بيد الفخاري انتم هكذا بيدي) {ار1:18-6). واضح هنا ان إرميا قد دُعي ليقدم رسالة رجاء للشعب، فيدركوا إمكانياتهم الحقيقية كطين في يد خالقٍ حكيمٍ قدير. يؤكد الله لهم أنه موجود ومحب، قادر أن يشكلهم من جديد متى أرادوا. رأي إرميا النبي الفخاري بجوار الدولاب، يحرك بقدميه قرصًا حجريًا دائريًا من أسفل، فتتحرك معه عجلة خشبية من أعلى، وقد بدأت أصابعه تلعب في الطين ليُخرج الإناء كما في ذهنه، بالشكل الذي يريده له. {هكذا أيضًا يجلس الفخاري في عمله، ويحرك العجلة بقدميه}(سير29:38).
+ أن الفخاري لا يلهو أو يلعب بالطين ، إنما يعمل في جدية عملاً هادفًا. هكذا حياتنا في يدي الفخاري الأعظم هى موضع اهتمامه، يعمل في جدية خلال الأفراح والضيقات، بالترفق تارة، وبالضغط تارة أخرى، ليقيم منا آنية مقدسة مكرمة. الله هادف في خلقتنا كما في تجديد طبيعتنا، هادف في إقامة ممالك وإزالتها. كل العالم بين يديه، وكل التاريخ في قبضته، ليس من أمرٍ يسير محض مصادفة. ان الفخاري يعجن الفخاري الطين بيده ليخليها من فقاقيع الهواء، ويضعها في الدولاب ليتحرك برجليه ويديه بل وكل فكره، فيحول قطعة الطين التي لا شكل لها إلى إناءٍ جميلٍ، يوسعه الفخاري من هنا، ويضيقه من هناك. ليشكل منه كما يليق به ، اننا أغلى وأثمن لدى الله من هذه الأواني الفخاريه بكثير جداً .
+ وعندما يفسد الوعاء سواء عن جهل او ارادة او رغبة منا وعصيان للفخاري الاعظم فانه يدعونا للتوبة والرجوع { فارجعوا كل واحد عن طريقه الرديء و اصلحوا طرقكم و اعمالكم (ار 18 : 11). لماذا لم يُلقِ النبي اللوم على الفخاري باعتباره هو المسئول عن فساد الوعاء الذي كان بين يديه؟ لان الأمر يختص بآنية حية تفسد نتيجة خطأها، إذ يقول {ففسد الوعاء الذي كان يصنعه} احذر إذًا لئلا تسقط وتفسد حينما تكون في يدي الفخاري وهو يُشكلك، فيكون فسادك نتيجة لخطأك وبحريتك. خلق الله الإنسان صالحًا لكنه فسد خلال فساد إرادته ، وصار الأمر يحتاج إلى تدخل الله نفسه القادر وحده على إعادة تشكيل الإناء، إذا تحطم إناء لا يلقيه خارجًا، بل يعود فيعجنه بيديه مرة أخرى، ويجمع الأجزاء المتناثرة منه بكل حرص، ويضغطها معاً ليجعل منها كتلة واحدة يعيد تشكيلها باهتمام شديد. وكأن الله هنا يؤكد لشعبه أنه من حقه أن يضع خطة خاصة بهم لا أن يضع الشعب خطة لله، كقول الرسول بولس: { من أنت أيها الإنسان الذي تجاوب الله؟! ألعل الجبلة تقول لجابلها: لماذا صنعتني هكذا؟ أم ليس للخزاف سلطان على الطين يصنع من كتلة واحدة إناء للكرامة وآخر للهوان؟ }(رو 9: 20-21). كان يليق بهم أن يخضعوا لله الخزاف السماوي، الذي من أجل تقديسه للحرية الإنسانية يترك للجبلة حق الخيار، وإن كانت لا تقدر أن تتشكل بذاتها. إنها في حاجة إلى نعمته المجددة للطبيعة البشرية، أن نعمة الله ورحمته تعملان دومًا لأجل خيرنا، فإذا تركتنا نعمة الله لا تنفع كل الجهود العاملة شيئاً. مهما جاهد الإنسان بكل نشاطٍ لا يقدر أن يصل إلى حالته الأولى بغير معونة الله.
+ حياتنا الزمنية أشبه بقطعة طين تدخل الدولاب الذي يدور في اتجاه واحد، فنظنها وليدة صدفة أو حياة مملة، لكن يدي الفخاري لا تتوقفان عن العمل لكي يحقق خطته تجاهنا. علينا أن نثبت في الدعوة التي دعينا إليها (1 كو 7: 20). والله الذى عمل فى الرسولين القديسين سمعان بطرس ومع شاول بولس ومع مريم المجدلية والمرأة السامرية ، يستطيع ان مع كل واحد وواحدة منا لنكون أوانى للكرامة والمجد {لكي تكون تزكية ايمانكم وهي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح }(1بط 1 : 7).

عطشت اليك نفسي
+ يا اله المحبة وضابط الكل الذى يسعى لخلاص جنس البشر ، انت تحبنا وتريد ان نحيا فى صداقة ومحبة متبادلة معك ، وانت دائما تبادر فى السعي لاعلان محبتك الإلهية لنا رغم عدم استحقاقنا لكن لانك أب صالح نأتى اليك ياله الرحمة ورب كل عزاء قارعين باب تحننك فهب لنا ياغنياً بالمراحم البرء من خطايانا من كنوز أدويتك. أعيد تشكيل حياتى حسب ما يوافق صلاحك ولا تدعنى أسير وراء أهوائى لئلا أتورط وأبتعد عنك بل بمشورتك الصالحة أهدينى يا الله.
+ يا الله الهي انت اليك ابكر عطشت اليك نفسي يشتاق اليك جسدي في ارض ناشفة و يابسة بلا ماء ، متى اجيء واتراءى قدامك ، انت قادر ان تعد كل نفس منا لتكون آنية كرامة ومجد يوم مجئيك الثانى المهوب المملوء مجداً لتجازى كل واحداً كنحو أعماله. وانت قادران تمحوخطايانا كصالح ومحب البشر وتقودنا فى موكب نصرتك وتهب الرعاة والرعية حياة فاضلة تليق بابناء الله القديسين .
+ اننا نأتى اليك بكل ما فينا من عيوب وضعفات ونسألك ان تشكل فينا كما تحب وكما يليق بابناء الله القديسين فان كنا خطاة فبالتجارب نؤدب وانا كنا ابناء فالتجارب تنقينا وتهبنا النصرة. وها نحن أفراد وكنيسة بين يديك وانت الرحوم تهبنا الحكمة والنعمة والقوة لمعالجة كل ضعف وكسل او تقصير لنعود اليك كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا عيب من أجل مجد أسمك القدوس.

الثلاثاء، 26 يوليو 2016

شعر قصير - 29 ذرع وحصاد

شعر قصير - 29

ذرع وحصاد
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
"الزرع الجيد"
ياللى بتزرع خير محتاج صبر طويل
نقب تربة قلبك وشيل القسوه والتدليل
أسهر جاهد ونور الكلمه خليه لك دليل
أهرب من شهوات العالم لا تخليك ذليل
روض نفسك على التقوى نهار وليل
حب الغير وأعمل خير فى العالم العليل
بكره تفرح وانت بتحصد وتنال التبجيل

.........
(2)
"ادخل سفينة حياتنا"
سفينة حياتنا تواجه الامواج والريح والعواصف،
نجدف، نكافح، نصارع، ولغيرنا نشكى ونهاتف،
يزيد الموج وتهيج الريح وتكسر حتى المجادف،
نصرخ فينك يارب تكون لينا منقذ وميناء وناصف.
أدخل سفينة حياتنا، انت سلامنا وبدد كل المخاوف .
تعالى تعبنا وخارت قوانا وإبليس بالمرصاد لينا واقف
قود السفينة وكون لينا سلام دا انت يارب بحالنا عارف

.....
(3)
"أزرع في بلادنا المحبة "
ياللى شفيت النازفة والاعمي وأقمت الاموات
دم اخواتى بينزف وفيهم اللى من الخطية مات
وأنت يارب موجود وقادر تعمل فى كل البلاد.
تيجى بحنانك توقف نزيف الدم وتقيم موتى الفساد
فيه كتيرة ناس محتاجة واللى فيهم بيعاني الأضطهاد
والكراهية بتقتل شعبى وبقسوته الشيطان والشر ساد
تعالى يارب وأزرع في بلادنا المحبة لك ولكل العباد
.....
(4)
"الحق يطالب بالعدل"
زمان قتلوا الصوت النبوى الصارخ بالحق فى البرية
قتله الملك الظالم هيرودس علشان يرضى غازية
يوحنا وراح السماء يصرخ ويطالب بالعدالة الإلهية
المظلوم يموت ويرتاح، والظالم ياويله من رب البشرية،
لاسلام يلاقى على الارض والنقمة فى السماء منه قوية.
هل يتعظ الحاكم والقاضي ويحكم بالحق فى كل قضية
ويبقى يوحنا يقول لا يحل لك ياظالم، النقمة عليك جايه
.......
(5)
"مصدر الشبع والسعادة "
محتاج وبتبحث عن الشبع بين الجموع
حاسس بالحرمان والوحدة وحياة الجوع
تعالى واقترب وأشبع بالسعادة من الينبوع
دا سواقى الرب مليانه وأنينك عنده مسموع
وبركة ربنا تغنى المحتاج وتروي الزروع
بائس اللى يدور عن شبعك من وادى الدموع
وتبعد عن نبع المحبة اللي من الرب يسوع
.......

الاثنين، 11 يوليو 2016

الاباء الرسل القديسين

للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى
الرسل القديسين واعدادهم وخدمتهم ..
+ تعيد كنيستنا القبطية بذكرى استشهاد القديسين بطرس وبولس، وذلك فى يوم 12 من شهر يوليو الموافق 5 أبيب من كل عام. الذان جاهدا فى الكرازة والبشارة بملكوت الله واستشهدا فى روما بأمر من الامبراطور نيرون كقادة للمسيحيين. لقد إختار الرب يسوع المسيح الأباء الرسل وقال لهم { ليس انتم اخترتموني بل انا اخترتكم واقمتكم لتذهبوا وتاتوا بثمر ويدوم ثمركم لكي يعطيكم الاب كل ما طلبتم باسمي} (يو15 : 16). لقد تبع التلاميذ الرب يسوع وتعلموا منه وتتلمذوا على يديه وصحح لهم مفاهيمهم نحو الخدمة والتلمذة والايمان والملكوت. تبعوه فى حياته وظهرلهم بعد قيامته وامرهم قائلا { اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها} (مر 16 : 15). وحتى بعد صعوده السماء حل الروح القدس عليهم ليهبهم القوة والحكمة واللغات اللازمة للكرازة فى انحاء العالم. وبحلول الروح القدس عليهم اعطاهم المحبة والإحتمال والصبر، والقوة والحكمة ليبشروا في العالم اجمع. {أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم }( مت 19:28). كما اختار سبعين رسولا وتلمذهم ليمثلوا الكرازة للامم وارسلهم اثنين اثنين الى المدن ذات الثقافة اليونانية كركيزة للكرازة ثم جالوا بعد حلول الروح القدس ليبشروا فى العالم وفى حوالي نصف قرن كانت البشارة وصلت الى كل انحاء المعمورة المعروفة فى ذلك الوقت من الهند حتى اسبانيا بفضل هؤلاء الرسل القديسين.
+ كان التلاميذ الاثني عشر على مثال رؤساء أسباط الشعب فى العهد القديم، فكأن المسيح يُعِّدْ شعبا جديدا برئاسة جديدة، ففى المسيح يصير كل شيء جديدا. كان المسيح يعمل بهم وفيهم ليعد شعباً وكنيسة جديدة. أعطى المخلص لرسله القديسين سلطان روحي وقوة روحية لهدم مملكة الشر بعد أن تتلمذوا على يديه، وسمعوه ورافقوه وعرفوا فكره ومحبته، ونقلوها لنا وهذا ما نسميه التقليد الرسولي. اي إستلام الفكر بطريقة عملية معاشه وتسليمه من جيل إلى جيل. ولقد إختار السيد تلاميذه من وسط الناس البسطاء ليؤكد أن فضل قوتهم هو لله وليس منهم. لقد وهبهم السيد إمكانياته ليعملوا لا بإسمائهم بل بإسمه ولحساب مملكته بكونه العامل فيهم. والعجيب انه إختار من ضمن التلاميذ يهوذا الذى خانه. لذلك على كل خادم أو راعى أن يحذر لئلا يسقط {اذا من يظن انه قائم فلينظر ان لا يسقط }(1كو 10 : 12). ونلاحظ انه ستبقى الحنطة مع الزوان. ويهوذا كان فى حالة جيدة وقت أن إختاره المسيح ولكنه هلك لمحبته لذاته وشهواته ويأسه بسبب خيانته لمخلصه الصالح.
+ كان التلاميذ خليط من الشخصيات فمنهم العشار جابي الضرائب. وعلى النقيض منهم الغيور الوطني المتحمس ومنهم الصيادين البسطاء مثل بطرس واندراوس ويعقوب ويوحنا. ويوحنا المملوء حباً وعاطفة وتوما الشكاك وكلهم جمعهم المسيح ليقدسهم ويغير طبيعتهم فيصيروا نوراً للعالم. إختارهم المسيح من الناس العاديين الخطاة ليترفقوا بإخوتهم. وظهر التغيير في طبيعتهم بعمل الروح القدس فمثلاً فى يوحنا الذى كان مملوءاً غيرة وحماساً، يطلب نزول نار من السماء لتحرق رافضى المسيح، تغيير الى يوحنا المملوء حباً عجيباً للمسيح، بغيرة وحماس ولكن من نوع آخر. وقد غير الرب أسماء البعض مثل سمعان جعله بطرس، وبطرس معناها صخرة .
+ كانت كرازة الرسل هي التوبة والايمان باقتراب ملكوت السموات وهى نفس كرازة السيد الرب. فالسيد قد جاء ليؤسس ملكوته الروحي فى القلوب التائبة. فالقلب التائب يستطيع أن يملك الله عليه. واعطى الرب للتلاميذ الحكمة والنعمة ليصنعوا الاشفية والايات ويخرجوا الشياطين كامكانيات جبارة للخدمة، تسندهم وتفتح الطريق أمامهم. وبهذا يعلنوا محبة الله للبشر التي تريد لهم الشفاء والحياة، وتريد لهم الحرية من سلطان الشيطان ليملك الرب بنفسه عليهم.
+ كانت وصية الرب لهم "مجانا أخذتم مجانا اعطوا" حتى لا يصبح جمع الأموال هدفاً لهم فيهتموا بالأغنياء ويتركوا الفقراء. ولكن نلاحظ أنه قبل أن يطلب ان يخدموا فقد أعطاهم الإمكانيات الجبارة. وارسلهم للخدمة كتدريب فى وجوده معهم بالجسد. وعلى الخادم ان لا يرتبك بالمقتنيات ليرضى من جنده، فالله سيرسل للخدام ما يكفيهم وقال لنا اطلبوا ملكوت السموات وبره وكل هذه تعطى لكم وتزداد. الله يريد منا الإتكال الكامل عليه وأن لا نجدوا فى المال ضماناً للغد بل نتكل على الله وحده. علم الرب تلاميذه ان يهبوا السلام والبركة لكل بيت يدخلوه. وإن كان أهل البيت مستحقين لهذه البركة ستكون لهم، وإن لم يكونوا مستحقين ورفضوا الرسل فحتى غبار أرجل الرسل ينفضونه كشهادة وشاهد عليهم. ولهذا تبدأ كنيستنا صلواتها، بأن يطلب الكاهن البركة والسلام للشعب بقوله "السلام لجميعكم " وهذا ليس مثل السلام العادى بين الأشخاص العاديين وإلاّ ما معنى قول السيد يرجع سلامكم إليكم، إذاً هو بركة تمنح من الله. كما اخبر الرب الرسل مقدماً بالآلام التي ستواجههم فرسالة التلاميذ هي نشر السلام، ولكن العالم الشرير سيواجههم بشره. والسيد يسبق ويخبرهم حتى إذا ما رأوا تحقيق ذلك لا يفزعوا ولا يفاجئوا، بل يطمئنوا ويزداد إيمانهم، فمن يعرف المستقبل هو قادر أن يحميهم.
القديسين بطرس وبولس الرسولين ...
سمعان بطرس كان باكورة التلاميذ، من بيت صيدا وكان صيادا للسمك فى بحيرة طبريه، اختاره الرب ثاني يوم عماده مع إندراوس اخيه وكانا صيادين فقال لهم هلم ورائي فاجعلكما صيادي الناس فتركا كل شئ وتبعاه. حياة القديس بطرس الرسول شاهداً حياً ومستمراً على نعمة الله المغيرة والقادرة على صنع المعجزات وتغيير رجل عادى من عامة الشعب بلا مؤهلات دراسية او منصب مرموق، له أخطائه وتهوره واندفاعه وطيبة قلبه، عندما سلم حياته للتلمذة على يد النجار الأعظم، حوله الى رسول ورابح للنفوس لملكوت الله السماوي. انه شهادة حيه لعمل النعمة التى أنتشلته من الضعف والإنكار والحزن فى لحظات الضعف ليرده المخلص الذى طلب من الأب السماوي لكي لا يفنى إيمانه. لقد أختبر القديس بطرس قوة الرجاء الغافرة للخطايا من أجل هذا كتب يقول لنا {مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات. لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لاجلكم. انتم الذين بقوة الله محروسون بايمان لخلاص مستعد ان يعلن في الزمان الاخير.} (ابط 3:1-5). نعم انه رسول الرجاء للخطاة والأمل لمن تعثروا فى الطريق، والإيمان لمن ضعف وأنكر مخلصه، انه الرسول الداعي للقداسة لمن عاشوا فى وحل الخطية، والمبشر بالإيمان والثقة بالله لكل نفس بشرية تعرضت للفشل والإحباط مرارا كثيرة .
كان القديس بطرس ذا إيمان حار وغيرة قوية ولما سأل الرب التلاميذ. ماذا يقول الناس عنه. أجابوا : " إيليا أو إرميا أو أحد الأنبياء " فقال بطرس " أنت هو المسيح ابن الله " وبعد ان نال نعمة الروح المعزي جال في العالم يبشر بيسوع المصلوب ورد كثيرين إلى الإيمان وقد أجرى الله على يديه آيات كثيرة وكتب رسالتين إلى جميع المؤمنين. ولما دخل رومية وجد هناك القديس بولس الرسول، وبكرازتهما آمن أكثر أهل رومية فقبض عليه نيرون الملك وأمر بصلبه. فطلب ان يصلبوه منكسا وأسلم روحه بيد الرب .
+ القديس بولس الرسول ولد بطرسوس قبل ميلاد المخلص بسنتين ، وهو من جنس يهودي من سبط بنيامين ، فريسي ابن فريسي وكان عالما خبيرا بالناموس شديد الغيرة عليه مضطهدا المسيحيين. ولما رجموا إسطفانوس كان يحرس ثياب الراجمين . وأخذ رسائل من قيافا إلى اليهود في دمشق للقبض على المسيحيين . وبينما هو في طريقه إلى دمشق أشرق عليه نور من السماء فسقط على الأرض وسمع صوت الرب يسوع المسيح قائلا له : " شاول شاول لماذا تضطهدني (أع 9 : 4 ) فقال" من أنت يا سيد " . فقال الرب " أنا يسوع الذي أنت تضطهده . صعب عليك ان ترفس مناخس " ثم أمره ان يذهب إلى حنانيا بدمشق وهذا عمده وللحال فتحت عيناه وامتلأ من نعمة الروح القدس المعزي ، وجاهر بالإيمان وجال في العالم كرسول للجهاد الروحي والبشارة بملكوت الله وبشر بالمصلوب وناله كثير من الحبس والقيود وذكر بعضها في كتاب أعمال الرسل وفي رسائله ثم دخل رومية ونادي بالإيمان فأمن على يديه جمهور كثير . وكتب لهم الرسالة إلى أهل رومية وهي أولي الرسائل الأربع عشرة التي له. وأخيرا قبض عليه نيرون وعذبه كثيرا وأمر بقطع رأسه. وبينما هو ذاهب مع السياف التقت به شابه من أقرباء نيرون الملك كانت قد آمنت على يديه فسارت معه وهي باكية إلى حيث ينفذ الحكم . فعزاها ثم طلب منها القناع ولف به وجهه وأمرها بالرجوع وقطع السياف رقبته وتركه. فقابلت الشابة السياف أثناء عودته إلى الملك وسألته عن بولس فأجابها : " أنه ملقي حيث تركته . ورأسه ملفوف بقناعك " فقالت له : " كذبت لقد عبر هو وبطرس وعليهما ثياب ملكية وعلي رأسيهما تاجان وناولني القناع . وها هو " وأرته إياه ولمن كان معه فتعجبوا من ذلك وأمنوا بالسيد المسيح . وقد اجري الله على يدي بطرس وبولس آيات عظيمة حتى ان ظل بطرس كان يشفي المرضى (أع 5 : 15 ) ومناديل ومآزر بولس تبريْ الكثيرين فتزول عنهم الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة (أع 19 : 12) .
+ اننا نكرم ابائنا الرسل القديسين لاكرامهم لله فى حياتهم وحملهم شعلة الايمان المستقيم لنا بعرقهم وجهادهم ودمائهم، فاننا ننفذ وصيه الكتاب {فاني اكرم الذين يكرمونني والذين يحتقرونني يصغرون} (1صم 2 : 30) واذ نذكرهم ونكرمهم فاننا ننظر الى نهاية سيرتهم ونتمثل بايمانهم {اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم }(عب 13 : 7). بركة ابائنا الرسل القديسين وبخاصة القديسين بطرس وبولس فلتكن معكم، أمين.

الجمعة، 8 يوليو 2016

شعر قصير -28 طوبى للرحماء

القمص أفرايم الأنبا بيشوي
(1)
طاقة عطاء وحب
غيرني وطهرني وحررني بنعمتك يارب
تعالي أنت بالإيمان وحل فيَ وأملأ القلب
مهو أنت أعظم قوة تغيرني بقي بالحب
اللي مقدرش عليه كابن تقدر عليه كأب
أديني فكرك المقدس، أعيش معاك بالقرب
شهوات العالم والذات خليهم عني غرب
لا شئ غيرك يشبع وفرحي في بعدك كذب
بسلملك يارب امري قودني معاك في الدرب
أملاء كياني بنورك خليني طاقة عطاء وحب
.....
(2)
"عيونا بتترجاك"
يارب بنعمتك ورحمتك تطلع وأشفي كل مريض
مرضي الجسد والنفس والروح الصحة ليهم عيد
قوم يارب اللي مال وأنصف المظلوم ورد الطريد
أسندنا فنخلص وبنعمتك نحدث ونسبح ونشيد
أعلن رحمتك للخاطي والشرير والبائس والبعيد
عيونا بتترجاك وليس لنا سواك نرجوه بحبه الفريد
أنت أبونا السماوي، أرحمنا ونجينا وحقق المواعيد

.........
(3)
"الشاهد والشهيد"
زمان قام قايين علي اخوه هابيل وقتل ذلك البار
وأخفي جسده وقال أحارس أنا لأخي، يا للعار!
صوت دم هابيل صارخ لله بيطالب بالعدل من الغدار
هابيل صار شهيد الحق وشاهد علي ظلم الأشرار
سمع الرب لصوت هابيل وعاش قايين فى محتار
أعمارنا هتنتهي ولكن لنموت ميتته الناس الأبرار
ونبعد عن الحسد ونحيا مع الله من الخطية أحرار
.....

(4)
" طوبى للرحماء "
أوعي تجيلك الفرصة ترحم غيرك وماترحمش
علي فعل الخير ومساعدة لمحتاج أبداً ما تتاخرش
تلاقي ربنا يديم رحمته عليك حتى لو مابتطلبش
الرحمة تنجي وتخلص وعن الرحماء ربك مابيغفلش
كن أيد تساعد وكلمة وبسمة تريح للي مايملكهمش
تفرح أنت والناس وربك عن رد جمايلك ما بيبتش
الأنبا أبرام مثال جميل واللي مايزرعش مابيحصدش
طوبى للرحماء فانهم يرحمون آية جميلة مابتكدبش
......
(5)

" يرد نفوسنا ويهديها"
زي اليمامه ما بتفرد جناحيها،
علي فراخها الصغار وتراعيها،
تطير تجيب الأكل وتحرم نفسها منه ،
ومن فمها تخرجه وتجوع وتغذيها،
ربك ما بيتخلى عن بناته وأولاده ،
كل وقت، ليل ونهار نلاقيه يراعيها
دا ربنا لينا أحن من الأم الرحيمة
عيونه سهرانه مابتنعس ولا تنام
لايعوزنا شئ ويرد نفوسنا ويهديها
......

الخميس، 7 يوليو 2016

القديس بولس الرسول -2

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
القديس بولس مدرسة الفضائل ..
+ عاش القديس بولس حياته يجاهد ويعمل ويعلم حياة المحبة والإيمان والرجاء والجهاد الروحي كمدرسة للفضائل كما تسلمها من الرب يسوع إذ يقول لانني تسلمت من الرب ما سلمتكم ايضاً (1كو 11: 23)‏ وكانت تعاليمه بنفس روح تعاليم السيد المسيح فمن المخلص وبوحى روحه تعلمها وكان أميناً فى تسليمها { إذ يقول ‏لذلك انت بلا عذر ايها الانسان كل من يدين. لانك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك} (رو 2: 1) والتى تقابل {لا تدينوا لكي لا تدانوا. لانكم بالدينونة التي ‏بها تدينون تدانون . وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم }(مت 7: 1، 2). ويقول {لانه ان عشتم حسب الجسد فستموتون. ولكن ان كنتم بالروح تميتون اعمال ‏الجسد فستحيون }(رو 8: 13). و التى نجد مقابلها من تعاليم السيد {فان من اراد ان يخلّص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من اجلي يجدها} (مت 16: 25).‏ { لانني تسلمت من الرب ما سلمتكم ايضا ان الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها اخذ خبزا. وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لاجلكم اصنعوا هذا لذكري.كذلك الكاس ايضا بعدما تعشوا قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري.فانكم كلما اكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكاس تخبرون بموت الرب الى ان يجيء} (اكو23:11-26). لقد كتب القديس بولس الرسول 109 إصحاحاً فى 14 رسالة شاهداً ومفصلاً لكلمة الله المقدس.باستقامة ، وما تسلمه من الرب سلمه لمن أمنوا علي يديه لاسيما لتلاميذه الذين اوصاهم بان ان يكونوا أمناء فى تسليم شعلة الإيمان للآخرين { و ما سمعته مني بشهود كثيرين اودعه اناسا امناء يكونون اكفاء ان يعلموا اخرين ايضا }(2تي 2 : 2).
+ كان القديس بولس قلباً ملتهباً بمحبة الله { من سيفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف. كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح. و لكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا. فاني متيقن انه لا موت و لا حياة و لا ملائكة و لا رؤساء و لا قوات و لا امور حاضرة و لا مستقبلة.و لا علو و لا عمق و لا خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا} (رو 35:8-39). كما قدم حياته قربانا لله الذى أحبه ومنذ ان تقابل مع الرب فى الطريق الى دمشق والى ان قدم دمه الطاهر شهادة لإيمانه وكانت حياته صلاة وحب لله كما جاهد الجهاد الحسن لنشر الإيمان ولبناء كنيسة الله { متضرعا دائما في صلواتي عسى الان ان يتيسر لي مرة بمشيئة الله ان اتي اليكم} (رو 1 : 10). { نشكر الله كل حين من جهة جميعكم ذاكرين اياكم في صلواتنا} (1تس 1 : 2). ولهذا طلب منا كما تعلم من سيده ان نصلى ولا نمل { صلوا بلا انقطاع }(1تس 5 : 17) . { فاطلب اول كل شيء ان تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لاجل جميع الناس} (1تي 2 : 1).
+ استجاب القديس بولس لدعوة الله له منذ دعاه الى أن أستشهد في غيرة وجهاد لنشر الإيمان المسيحي تحقيقا لدعوة الله المقدسة له { فقلت انا من انت يا سيد فقال انا يسوع الذي انت تضطهده. ولكن قم وقف على رجليك لاني لهذا ظهرت لك لانتخبك خادما وشاهدا بما رايت وبما ساظهر لك به. منقذا اياك من الشعب ومن الامم الذين انا الان ارسلك اليهم.لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات الى نور ومن سلطان الشيطان الى الله حتى ينالوا بالايمان بي غفران الخطايا و نصيبا مع المقدسين}( أع 15:26-18). ودعانا للثبات فى الإيمان { اسهروا اثبتوا في الايمان كونوا رجالا تقووا }(1كو 16 : 13). { مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلي }(غل 2 : 20). وطلب منا حياة الفضيلة والنمو الروحي سعيا في طريق الكمال {الى ان ننتهي جميعنا الى وحدانية الايمان ومعرفة ابن الله الى انسان كامل الى قياس قامة ملء المسيح }(اف 4 : 13) ويدعونا ايضا للجهاد الروحي حاملين ترس الإيمان {حاملين فوق الكل ترس الايمان الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة }(اف 6 : 16).
+ انه رجل الغيرة الملتهبة من أجل خلاص البعيدين والقريبين ومن غيرته على خلاصنا يقول { فإني أغار عليكم غيرة الله ، لانى خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح . ولاكننى أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التى للمسيح} (2كو2:11-3).ومن أجل غيرته على خلاص بني جنسه يقول { فإنى كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل أخوتى وانسبائي حسب الجسد} (رو 3:9). وأحتمل فى غيرة وانكار لذاته وباتضاع قلب { وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل اجمعين. و اخر الكل كانه للسقط ظهر لي انا.لاني اصغر الرسل انا الذي لست اهلا لان ادعى رسولا لاني اضطهدت كنيسة الله. ولكن بنعمة الله انا ما انا ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة بل انا تعبت اكثر منهم جميعهم ولكن لا انا بل نعمة الله التي معي. فسواء انا ام اولئك هكذا نكرز وهكذا امنتم} 1كو 7:15-11).
+ لخص القديس بولس حياته بانه جاهد الجهاد الحسن وأكل السعي وحفظ الإيمان منتظر آكليل البر من الديان العادل فيقول لتلميذه تيموثاوس { اناشدك اذا امام الله والرب يسوع المسيح العتيد ان يدين الاحياء والاموات عند ظهوره وملكوته. اكرز بالكلمة اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب وبخ انتهر عظ بكل اناة وتعليم.لانه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعهم. فيصرفون مسامعهم عن الحق و ينحرفون الى الخرافات.واما انت فاصح في كل شيء احتمل المشقات اعمل عمل المبشر تمم خدمتك. فاني انا الان اسكب سكيبا ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدت الجهاد الحسن اكملت السعي حفظت الايمان. واخيرا قد وضع لي اكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره ايضا} (2تي 1:4-8).
أذكروا مرشديكم ..
+ اليك يا الهنا الصالح نقدم الشكر والتسبيح على نعمة الإيمان التى تسلمناها من أبائنا الرسل القديسين ومن بينهم قديسنا وكارزنا القديس بولس الرسول شاكرين محبته وذاكرين اتعابه من أجل نشر الإيمان . وكما علمنا هذا الكاروز العظيم {اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم} (عب 13 : 7). فاننا ننظر الى نهاية سيرته الطاهرة ونتمثل بإيمانه وغيرة وجهاده ومحبته .
+ السلام لك يا رسول الجهاد ومدرسة الفضائل ، ايها الكارز بالأيمان الأقدس الذى دعوتنا اليه . داعيا ايانا ان نخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحتة النور ونجاهد الجهاد الحسن من أجل الرجاء الموضوع أمامنا ناظرين الى رئيس الإيمان ومكمله . السلام لك يا ابانا القديس يا من لم يفتر بدموع ان ينذر كل أحد لكى نسلك بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء ، مفتدين الوقت فى هذه الأيام الشريرة.
+ السلام لك يا معلمنا اسلحة الحرب الروحية لننتصر على محاربات الشيطان { اخيرا يا اخوتي تقووا في الرب وفي شدة قوته. البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس.فان مصارعتنا ليست مع دم و لحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماويات. من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في اليوم الشرير وبعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا.فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق و لابسين درع البر. و حاذين ارجلكم باستعداد انجيل السلام.حاملين فوق الكل ترس الايمان الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة. و خذوا خوذة الخلاص و سيف الروح الذي هو كلمة الله. مصلين بكل صلاة و طلبة كل وقت في الروح و ساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة و طلبة لاجل جميع القديسين} أف 10:10-18.
+ السلام لك ايها الرسول الذى دعانا الى حياة المحبة والايمان والرجاء { المحبة تتانى وترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ.ولا تقبح و لا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء.ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء.المحبة لا تسقط ابدا ، اما الان فيثبت الايمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن اعظمهن المحبة} (1كو 4:13-8،13). أطلب من الرب عنا ايها الرسول القديس بولس الرسول ان يقوى إيماننا ويلهب قلوبنا بالمحبة ويملأ حياتنا بالرجاء ويغفر لنا خطايانا.

الأربعاء، 6 يوليو 2016

القديس بولس الرسول -1

الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
نشأته وإيمانه بالسيد المسيح ..
+ وُلد شاول لأب يهودى من سبط بنيامين في طرسوس كيليكية التي تقع فى تركيا حالياً والتى كانت مركزا فلسفياً هامًا بعد أثينا والأسكندرية، ومن عائلة غنية وكان أباه حاصل على الجنسية الرومانية ودُعي اسمه شاول أي المطلوب . وهناك قضى طفولته حتى صار يافعًا وبعد أن تعلم اليونانية واللاتينية وثقافة بلده جاء إلى اورشليم ليتعلم الناموس كفريسي مدقق عند قدمى أعظم معلمى عصره " غمالائيل " ودرس العهد القديم والتقليد اليهودى مما أهَّله للتبشير بين اليهود والأمم وتعلم حرفة صنع الخيام كما يأمر التلمود " فإن من لا يعلم ابنه حرفة فإنه يقوده للسرقة" وقد اعتمد على حرفته هذه كعمل اليدين له فى بادية الشام وأثناء تنقلاته حتى لا يكون ثقلاً على أحد { أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان} (أع 20 : 34). وهكذا دعى الخدام للتعلم منه فيما بعد { في كل شيء أريتكم أنه هكذا ينبغي أنكم تتعبون وتعضدون الضعفاء متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ} (اع 20 : 35).
+ كان أولاً مضطهِداً لكنيسة الله { واضطهدتُ هذا الطريق حتى الموت مقيِّدًا و مسلمًا إلى السجون رجالاً ونساء (اع 22 : 4){ أنا الذي لست أهلاً لأن اُدعىَ رسولا لأني اضطهدتُ كنيسة الله }(1كو 15 : 9) . شَهد فى أورشليم استشهاد القديس استفانوس وكان حارساً لثياب الذين رجموه { فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم وصروا بأسنانهم عليه. وأما هو (استفانوس) فشخص الى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس فراى مجد الله ويسوع قائما عن يمين الله. فقال ها أنا انظر السماوات مفتوحة وابن الانسان قائما عن يمين الله. فصاحوا بصوت عظيم وسدوا آذانهم وهجموا عليه بنفس واحدة. وأخرجوه خارج المدينة ورجموه والشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي شاب يقال له شاول. فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول ايها الرب يسوع اقبل روحي. ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تُقِم لهم هذه الخطية واذ قال هذا رقد} (أع 54:7-60). ولقد أثر في شاول بالتأكيد هذا المشهد العجيب فى مغفرة استفانوس شهيد المسيحية الأول لراجميه وسلامه العجيب وهذا ما اختبره بنفسه فى تعرضه للرجم فيما بعد وقبل الاضطهاد من أجل اسم المسيح الحسن.
+ لم يتقابل شاول مع الرب يسوع أثناء خدمته على الأرض ومع هذا دُعي ثالث عشر الرسل. وكان مقاوماً لتلاميذ المسيح والمؤمنين به كخطر على الديانة اليهودية { وأما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم الى السجن}( أع 3:8 ).ولما علم ان الكنيسة فى دمشق نمت وكثر عدد المؤمنين فيها { اما شاول فكان لم يزل ينفث تهديدًا وقتلا على تلاميذ الرب فتقدم الى رئيس الكهنة. وطلب منه رسائل الى دمشق الى الجماعات حتى اذا وجد اناسا من الطريق رجالا او نساء يسوقهم موثقين الى اورشليم} (أع 1:9-2). وفى الطريق الى دمشق ظهر له الرب يسوع المسيح وغير مجرى حياته ليصبح رسولا للجهاد والكرازة باسم المسيح { وفي ذهابه حدث انه اقترب الى دمشق، فبغتة ابرق حوله نور من السماء. فسقط على الارض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني. فقال من انت يا سيد فقال الرب انا يسوع الذي انت تضطهده صعب عليك ان ترفس مناخس. فقال وهو مرتعد ومتحير يا رب ماذا تريد ان افعل فقال له الرب قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي ان تفعل. واما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون احدا. فنهض شاول عن الارض وكان وهو مفتوح العينين لا يبصر احدا فاقتادوه بيده و ادخلوه الى دمشق. وكان ثلاثة ايام لا يبصر فلم ياكل ولم يشرب. وكان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا فقال له الرب في رؤيا يا حنانيا فقال هانذا يا رب. فقال له الرب قم واذهب الى الزقاق الذي يقال له المستقيم واطلب في بيت يهوذا رجلا طرسوسيا اسمه شاول لانه هوذا يصلي.وقد رأى في رؤيا رجلا اسمه حنانيا داخلا وواضعا يده عليه لكي يبصر. فاجاب حنانيا يا رب قد سمعت من كثيرين عن هذا الرجل كم من الشرور فعل بقديسيك في اورشليم. وههنا له سلطان من قبل رؤساء الكهنة ان يوثق جميع الذين يدعون باسمك. فقال له الرب اذهب لان هذا لي اناء مختار ليحمل اسمي امام امم وملوك وبني اسرائيل. لأني سأريه كم ينبغي ان يتالم من اجل اسمي. فمضى حنانيا ودخل البيت ووضع عليه يديه وقال ايها الأخ شاول قد ارسلني الرب يسوع الذي ظهر لك في الطريق الذي جئت فيه لكي تبصر وتمتلئ من الروح القدس. فللوقت وقع من عينيه شيء كأنه قشور فأبصر في الحال وقام واعتمد. وتناول طعاما فتقوى وكان شاول مع التلاميذ الذين في دمشق اياما}( أع 3:9-19). وبعد ان قضى بعد الوقت فى بادية الشام أخذ يبشر بالإيمان بيسوع المسيح ربا ومخلصاً { ثم خرج برنابا الى طرسوس ليطلب شاول ولما وجده جاء به الى انطاكية. فحدث انهما اجتمعا في الكنيسة سنة كاملة وعلّما جمعا غفيرا ودُعي التلاميذ مسيحيين في انطاكية اولا} (اع 11 : 26) . ثم ذهب الى أورشليم وتقابل هناك مع المعتبرين أعمدة من الرسل، بطرس ويوحنا ويعقوب { فاذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون انهم اعمدة اعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للامم وأما هم فللختان }(غل 2 : 9).
خدمة القديس بولس الرسول ..
+ على مدى حوالى الثلاثة عقود جال القديس بولس الرسول ومنذ اهتدائه للإيمان وحتى استشهد فى روما على يد نيرون فى 67 م ، جال مبشرا وكارزاً بإنجيل المسيح فى أسيا واوربا من قرية ومدينة الى أخري باسفاراً واخطاراً مراراً كثيرة وكان منهجه الروحى {أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ } ( غلا2: 20 ). {كونوا متمثلين بي ، كما أنا أيضاً بالمسيح } ( 1كو11 : 1). كان منقادا لروح الله القدوس كما قال عنه الكتاب {أما شاول الذى هو بولس أيضاً فامتلأ من الروح القدس} (أع 13)‏. وليس فقط ممتلئاً من الروح القدس، بل كان الروح يقوده فى كل تحركاته إذ نقرأ فى سفر الأعمال دعوة الروح القدس له للخدمة، {افرزوا لى برنابا وشاول} (أع 13). وكان الروح القدس يسمح له بالكرازة فى أماكن ويمنعه فى مواضع أخرى ونقرأ ‏‎‏وبعدما اجتازوا في فريجية وكورة غلاطية منعهم الروح القدس ان يتكلموا بالكلمة في آسيا‎‏ (أع 16). ‏‎{ وظهرت لبولس رؤيا في الليل رجل مكدوني قائم يطلب اليه ويقول اعبر الى مكدونية واعنا. فلما راى الرؤيا للوقت طلبنا ان نخرج الى مكدونية متحققين ان الرب قد دعانا لنبشرهم}( أع 9:16-10). كان القديس بولس الرسول منقادا للروح القدس في تحركاته وتعليمه إذ يقول { وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الانسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة. لكي لا يكون ايمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله. لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر ولا من عظماء هذا الدهر الذين يبطلون. ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الاشياء الموهوبة لنا من الله. التي نتكلم بها ايضا لا بأقوال تُعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات} (1كو 4:2-5،13،14) وهكذا نتعلم كخدام المسيح لا أن نقرأ الإنجيل فقط ولكن يجب أن نكون عاملين بالانجيل فى حياتنا ومنقادين للروح القدس كابناء وبنات الله { لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله }(رو 8 : 14) .‏

+ قضى القديس بولس كل حياته في الخدمة بأمانة واجتهاد فى الأسفار فى جميع الأجواء والأراضى والظروف.‏ لذلك يجب أن يعرف الخادم أنه لا يوجد خدمة مريحة. لنسمع لعينة من الأتعاب التى واجهها القديس بولس الرسول برضى وفرح من أجل الكرازة { من اليهود خمس مرات قبلتُ أربعين جلدة إلا واحدة. ثلاث مرات ضُربت بالعِصِي، مرة رُجمت، ثلاث مرات انكسرت بي السفينة ليلا ونهارا قضيت في العمق. باسفار مرارا كثيرة باخطار سيول باخطار لصوص باخطار من جنسي باخطار من الامم باخطار في المدينة باخطار في البرية باخطار في البحر باخطار من اخوة كذبة. في تعب وكد في اسهار مرارا كثيرة في جوع وعطش في اصوام مرارا كثيرة في برد وعُري. عدا ما هو دون ذلك التراكم عليّ كل يوم الاهتمام بجميع الكنائس. من يضعف وانا لا اضعف من يعثر وانا لا ألتهب}( 2كو 24:11-29). ويقول يشوع بن سيراخ يا إبني إن أقبلت لخدمة الرب الإله فاثبت على البر والتقوى واعدد نفسك للتجربة (سير 2: 1)، و لقد كان هذا تحقيقاً لقول السيد ‏المسيح لحنانيا عن بولس الرسول سأريه كم ينبغي ان يتألم من اجل اسمي. ومع كل هذه الأتعاب كان القديس بولس فرحاً فى الرب ودعانا للفرح الروحي { كحزانى ونحن دائما فرحون كفقراء ونحن نغني كثيرين كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء }(2كو 6 : 10). ولقد لخص مدى أخلاصه فى الكرازة فى أجتماعه بالخدام في افسس { ومن ميليتس ارسل الى افسس واستدعى قسوس الكنيسة. فلما جاءوا اليه قال لهم انتم تعلمون من اول يوم دخلت اسيا كيف كنت معكم كل الزمان.اخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة وبتجارب اصابتني بمكايد اليهود. كيف لم اؤخر شيئا من الفوائد الا واخبرتكم وعلمتكم به جهرا وفي كل بيت. شاهدا لليهود واليونانيين بالتوبة الى الله والايمان الذي بربنا يسوع المسيح. والان ها انا اذهب الى اورشليم مقيدا بالروح لا اعلم ماذا يصادفني هناك.غير ان الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلا ان وثقا وشدائد تنتظرني. ولكنني لست احتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى اتمم بفرح سعيي والخدمة التي اخذتها من الرب يسوع لاشهد ببشارة نعمة الله } (أع 17:20-24).