نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 16 ديسمبر 2017

شعر قصير - 64- أسندنى فاخلص


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
" طيب هو الرب"
كما يُحمل الابن في حضن أبيه الحنون
أحضان ربي تضمني اليه وهي ليّ تصون
شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني كالعاشقون
الرب سند وأمان كالأم ومعه الصعب يهون
أن نسيت الأم طفلها فالرب لا ينسى البنون
برحمته الرب يشبع ويغني ويروى العطشون
يسكت فى محبته فما أطيب الرب للطالبون
........
(2)
" لا نعرف أخر سواك"
لك حياتنا ووقتنا ومالنا ومنك نستمد نسمة الحياة
أفض علينا بحكمتك من اول العمر والي منتهاه
بارك أعمالنا وقدس أفكارنا وعواطفنا وأجعلنا صلاة
دبر حياتنا فانت مخلصنا الذي لا نعرف أخر سواه
اعطنا حكمة في كل عمل وأكمل الخير الذي بدأناه
أنر علينا بنور وجهك فنخلص يا منيه القلب ومبتغاه
نحن بدونك لا شئ ومعك قوة ونستطيع كل شئ يا الله
..........
(3)
" التقدم والعلم"
دنيا عجيبة ودواره، بتلف حولين نفسها بمهارة
وتدور حولين الشمس بنظام وسرعة وكأنها طيارة
واللي عليها ولا يحسوا ولا يقعوا وجاذببتها دوارة
وضابط الكون يرعانا ويضبط العالم ومحبته ستارة
واحنا لازم نتعلم منها الحركة بنظام وسرعه وشطارة
ونطلب نعمة ربنا ونستجيب ونكون لها رهن الاشارة
الليّ يتوقف، يتراجع في عالم التقدم بمعرفة أسراره
........
(4)
" أسندني فاخلص"
يارب يا رحيم أشملني دايماً أنت برحمتك
خليني أقبل بشكر ظروفي حسب نعمتك
فانت أدري بصالحي حسب غني حكمتك
أهديني وقودني وقوم طريقي بعمق محبتك
ولما أتعب في الطريق أسندني انت بقوتك
سيرني كما تريد وأكون سريع فى صنع ارادتك
ولما يحين وقت الرحيل ترافقني اليك ملايكتك
......
(5)
" الصلاة والصوم"
يارب ياللي نقلت جبل المقطم بالصلاة والصوم
أعمل معانا وأنقل وزيح عنا الحزن والغم والهموم
أشفي مرضانا ودواى وعزي كل حزين مكلوم
بدد مشورة الأشرار وأهزم الشيطان لما علينا يقوم
أرعانا ياالله ياللي لاينعس ولا ينام وأنصف المظلوم
شعبك وكنيستك وبلادنا بتناديك وعليك رجائنا دوم
ملناش غيرك ندعوه يالهنا الحي، وعيونا اليك تروم

السبت، 9 ديسمبر 2017

شعر قصير (63) حياة الفضيلة والبر



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
سهل حياتنا يارب"
سهل حياتنا ودبرها حسب أرادتك يارب
وقودنا أنت مهما قصر أو يطول الدرب
ومهما عدت ضيقات يخف معاك الصعب
أسرع الينا وأعنا دا أنت كلك حنان وحب
أدينا نعمة وحكمة وقوة نتوب اليك من القلب
مهما طالت حياتنا هاتنتهي دا أحنا هنا غرب
مصير الغريب يرجع دياره ويعود اليك يارب
……….
(2)
" أشكروا الرب"
أشكروا الرب وزيدوه تسبيحاً كل حين
لانه صالح فهو يعطي الرجاء للبائسين
الرب يغفر خطايا التائبين ويقيم الساقطين
هو ضابط الكون والكل والحصن الحصين
هو سلامنا وفرحنا وواحة الراحة للمتعبين
التجأ اليه ابائنا فقادهم بمهارته عبر السنين
ثقوا فيه واحبوه وادعوه فهو الراعي الأمين
...............
(3)
"البار بالإيمان يحيا"
المؤمن البار يحيا راسخ في الإيمان
بالرجاء في الأبدية يحتمل وهو فرحان
محبته لله والناس تبعد عنه الاحزان
نعمة ربنا تسنده وتخليه عايش في أمان
بالإيمان يجاهد ويهزم كل حيل الشيطان
عشرته مع الله تقويه وفي الشده معدنه يبان
ينمو في النعمة ويدوم ثمرة ويُشبع الجوعان
.........
(4)
" البار يتكل على الله"
في زمن المشاكل والحوادث والقلق والاخطار
يواجه المسافر في الحياة الخوف والعنف والأمطار
وتضربنا المشاكل والامراض ودومات الاعصار
نرفع قلوبنا دوما الي فوق ونطلب عالم الاسرار
ليحفظنا بعنايته ويهبنا الحكمة والنعمة والاصرار
ويقودنا في موكب نصرته وينجينا من عذاب النار
هو راعي نفوسنا الأمين وعليه يتوكل المؤمن البار
.................
(5)
" أفضل عرض "
الإنسان بانسانيته يظهر جوهر معدنه ويبان
وعمل الرحمة للمحتاج أفضل وأغني بيان
فياليتنا نعمل خير ونسعد ونريح كل إنسان
اللي يعمل الخير في الخفاءوالله يكأفاه أعلان
يكفينا رضا الله علينا وحياتنا في سلام وأمان
ورضي المؤمن عن نفسه يريح ضميره كمان
لنا في رجال الله قدوة في المواقف بيها يستعان

السبت، 2 ديسمبر 2017

التجسد الإلهى وكرامة الجسد


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
الجسد الإنساني في المسيحية :
لقد أعطى الله الإنسان كرامة ومجداً وخلقه علي صورته {فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ.} (تك 1 : 27) خلق الإنسان بعقل مميز وروح خالده تشتاق لخالقها وأرادة واعية وحتى الجسد المادي تراه الكنيسة مقدسا يعمل بنظام عجيب يمجد به خالقه، وبالتجسد الإلهي نال الجسد كرامة فائقة { والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الأب مملوء نعمة وحقاً } (يو 1 : 14). لقد شابهنا الرب يسوع المسيح في تجسده في كل شيء ما عدا الخطية وحدها وعندما قام من الموت وصعد للسماء أصعد باكورتنا للسماء ليكون سابق لأجلنا. والجسد وان مات وتحلل فان الله سيقيمه في اليوم الأخير للمكافأة أو العقاب { لأننا لا بد جميعاً أن نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد منا ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيراً كان أم شراً } (2 كو 5 : 10 ). الجسد الإنساني يحمل نسمة الحياة داخله من الله، وهو هيكل الروح القدس بالعماد والميرون المقدس ليقدسه ويطهره { أم لستم تعلمون إن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله ولستم لأنفسكم} (1كو 6 : 19) . والمؤمنين يتناولوا من الأسرار المقدسة {من يأكل جسدي ويشرب دمي فله الحياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير }( يو 6 : 54) . إن أجسادنا لها كرامتها بكونها أعضاء جسد المسيح السري الذي هو كنيسته المقدسة { أم لستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء جسد المسيح } ( 1كو 6 : 9) . وهذا الجسد الترابي وان مات وتحلل فانه سيقوم جسد نوراني ممجد في القيامة العامة ليحيا في السماء { الذي سيغير جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شيء }( في 3 : 21) .
ولهذا تكرم الكنيسة رفات القديسين وتضعها في الكنائس لأنهم أكرموا الله في أجسادهم وأرواحهم التي لله لقد أقامت عظام اليشع النبي الميت عندما لامسته قديماً وكانت المناديل وعصائب القديس بولس المأخوذة من على جسده تشفي الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة . وما زالت رفات القديسين تصنع المعجزات في كنائسنا حتى اليوم لأنها تحمل سمات وقوة أشخاصهم وأرواحهم كسحابة شهود محيطة بنا وليسوا عنا ببعيد والرب اله أبائنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب واثناسيوس وانطونيوس ومار جرجس اله أحياء وليست اله أموات لان الجميع عنده أحياء .
الجسد في الكتاب المقدس :
عندما تأتي كلمة جسد في الكتاب المقدس فانه يقصد بها العديد من المعاني ولهذا سنتعرض لها حتى حتى نكون على وعي بمعانيها المختلفة كما جاءت في الإنجيل .
1 - تأتي كلمة جسد تعبيراً عن الكيان الإنساني ككل بما فيه من جسد وروح وعقل { إذا أعطيته سلطان على كل ذي جسد ليعطي حياة أبدية لكل من أعطيته }( يو 17 ، 2 ) .
{ ولو لم يقصر الرب تلك الأيام لم يخلص جسد ولكن لأجل المختارين قصر الأيام }( مر 13 : 20) . { فها أنا آت بطوفان الماء على الأرض لأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء كل ما في الأرض يموت}( تك 6 :17 ) .
2 - الجسد اللحمي الذي نلبسه مثلما جاء في العديد من الآيات
{ ويرحض جسده في مكان مقدس ثم يلبس ثيابه ويخرج ويعمل محرقته ومحرقة الشعب ويكفر عن نفسه }( لا 26 : 24 ). {سراج الجسد هو العين فان كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيراً } (مت 6 : 23 ) . {لم يبغض احد جسده قط بل يقوته ويربيه }( أف 5 : 29 ).{ بأعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر }( رو 3 : 20 ). وكما يقول القديس بولس الرسول { وان أطعمت كل أموالي وان سلمت جسدي حتى احترق وليس لي محبة فلا انتفع شيء }( 1 كو 13 : 3 – 62) .
3 - جسد الرب يسوع المسيح المتجسد أو الافخارستي :
{ وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده } ( يو 2 : 21 ). { الذي حمل خطايا في جسده على الخشبة} ( ا بطر 2 : 24 ).{ ولما لم يجدن جسده أتين قائلات إنهن رأين منظر ملائكة قالوا انه حي }( لو 24 : 23) .وعن الجسد الافخارستى في القربان المقدس { واخذ خبزاً وكسر وأعطاهم قائلاً هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكري } (لو 22 : 19 ). { فقال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم }( يو 6 : 52 ).{ كاس البركة التي نباركها أليس هي شركة دم المسيح الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح }( 1 كو 10 : 16).
4 - الكنيسة ككيان مقدس وجسد المسيح السري .. { لان الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضا رأس الكنيسة وهو مخلص الجسد }( أف 5 : 29 ). {هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح }( رو 15 : 5).
5 - الاتحاد الروحي المقدس... { فلذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون جسداً واحداً } ( تك 2 : 24 ، مت 9 : 5 ، أف 5 : 31).
6 - قرابة اللحم والدم ... ويطلق لفظ الجسد علي القرابة الجسدية {من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد }( أع 2 : 30 ).{ إخوتي انسبائي حسب الجسد }( رو 9 : 3) . { إن الأمم شركاء في الميراث والجسد ونوال المواعيد في المسيح بالإنجيل }( أف 3 : 6)
7 - الجسد يأتي فى الكتاب أيضا بمعنى حالة الخطية... أى بمعنى الانصياع للشهوات الغريزية.
{ لأننا لما كنا في الجسد كانت أهواء الخطايا تعمل فينا }( رو 7: 5). { عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضاً }( 1 كو 9 : 27 ). { وإنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد }( غل 5 : 16).{ مع المسيح صلبت فاحيا لا أنا بل المسيح يحيا في فما أحياه ألان في الجسد فإنما أحياه في الإيمان ابن الله الذي أحبني واسلم نفسه لأجلي } (غل 2 : 20). { ابعد ما ابتدأتم بالروح تكملون ألان بالجسد }( غل 3 : 3).{أعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى ، عهارة ، نجاسة ، دعارة عبادة أوثان ، عداوة ، خصام ، غيرة ، سخط ، تخريب ، شقاق ، بدعة ، حسد قتل سكر بطر وأمثال هذه التي اسبق فأقول لكم عنها كما سبقت فقلت أيضا إن الذين يفعلون هذا لا يرثون ملكوت الله }( غل 5 : 20 ، 21). الإنسان المسيحي مطالب أن يسير ويحيا بالروح ، لا حسب الأهواء والشهوات الجسدية بل ينقاد بروح الله للقداسة والمحبة والسلام { الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات }( غلا 5 : 24) . أي إننا مطالبون أن نصلب الأهواء والشهوات من النفس وليس ضد الجسد كلحم ودم، فالنفس العفيفة تجعل الجسد مقدساً فأعمال وأهواء الطبيعة البشرية العتيقة الخاطئة هي التي نحاربها ونجاهد ضدها . لقد أعطينا من الله الحرية أن نصير أبناء له بالإيمان ويختم الجسد بكل أعضاءه بالميرون المقدس ليتقدس فكر المؤمن وإرادته وعمله وسلوكه وجسده بما فيه من غرائز وعواطف وبالتوبة والتناول نأخذ طبيعة جديدة لنحيا حياة البر والقداسة وننمو فيهما وهذا لا يعني عصمتنا من الخطأ لان الإنسان يظل حراً مسئولاً يقدر أن يفعل الخير والشر.
إن علاج الخطيئة والشهوات الجسدية هو محبة الله والشركة معه فعندما ننجذب لله ونتحد به بالأسرار والمحبة تتقدس أجسادنا وتعود لنا الصورة الإلهية للإنسان المخلوق على صورة خالقه في القداسة والبر، وبالتوبة والاعتراف يغفر الله كل الخطايا التي تغطي هذه الصورة المقدسة وبالتواضع والوداعة تلبسنا كرامة من الله وأمام الناس .
كرامة الجسد الانساني :
أجسادنا هي الهيكل الذي يحتوي النسمة الإلهية التي وهبنا الله إياها وبه نعبر عما في نفوسنا من مشاعر وبه نتحرك ونحيا في وحدة كيانيه نفساً وروحاً وعقلاً وبه نخدم ونصلي وهو يكشف لنا عن قدرة الخالق وعظمة الإنسان كسيد وتاج الخليقة وهو مرآة النفس في أحزانها وأفراحها وخيرها وشرها. لقد أراد الله لنا أن نحيا في انسجام جسداً وروحاً ونفساً لنحقق وجودنا ورسالتنا على الأرض بلا انقسام أو خطية وهنا نرى جمال الجسد وسلامة النفس ووداعتها، وقداسة الروح ورجاحة وحكمة العقل وقوة الإرادة لنصير هيكلاً لروح الله وأعضاء في جسد المسيح السري الذي هو الكنيسة (1 كو 6 : 5 ). إن الجسد بما فيه من أجهزة وأعضاء بشرية كلها مقدسة وطاهرة حتى الأعضاء التناسلية لها كرامتها الفائقة كمستودع لامتداد الحياة البشرية والتعبير عن المحبة الطاهرة، سر الزواج هو سر مقدس فلماذا يستحى البعض من أعضاء لم يستحى الله إن يخلقها بل إعطائها قدسية واحترام { فان الجسد أيضا ليس عضواً واحداً بل أعضاء كثيرة . لا تقدر العين أن تقول لليد لا حاجة لي إليك ولا الرأس أيضا للرجلين لا حاجة لي إليكما . بل بالأولى أعضاء الجسد التي تظهر اضعف هي ضرورية. وأعضاء الجسد التي نحسب أنها بلا كرامة نعطيها كرامة أفضل }( 1 كو 12 : 14 – 23) .
إن أردت لجسدك كرامة ومجداً ولكيانك وجوداً فاعلاً وحياة أبدية فليكن ذالك بان تحترمه وتزينه بالوداعة والتواضع وتسعى في اقتناء الفضائل وعلى رأسها ثمار ومواهب الروح القدس لكي لا يكون عثرة وان تزين جسدك بلباس الحشمة في زينة الروح وبالأكثر تنمية في الحكمة فالحكمة هي الله نفسه { أنا الحكمة عندي الغنى والكرامة }( ام 8 : )18 . فالله يكرم قديسيه { مجد وكرامة لكل من يفعل الصلاح }( رو 2 : 1). كما أن الاتضاع يعطيك كرامة { ثوب التواضع هو مخافة الرب هو غنى وكرامة وحياة }( أم 22 : 4) .فلا يخاصم أحد جسده أو يكرهه بل يربيه ويقيته لكن لا يدلله أو يتخمه بالأكل فيثور عليه ولا يضعفه ويهمله ويقسو عليه فيعتل ويعجز عن الخدمة.
إن النسك والزهد المسيحي هو حياة ترك وبذل للذات من اجل المسيح الذي بذل ذاته عنا فهو حب وبذل وصوم وجهاد روحي للنمو دون تفكير في كون الجسد خطية هو قهر للأهواء والشهوات الجسدية {فأميتوا أعضائكم التي هي على الأرض . الزنا ، النجاسة ، الهوى ، الشهوة الرديئة الطمع الذي هو عبادة الأوثان }(كو 3 : 5) . الجسد أذن مقدس وكريم عند الإنسان الروحي لاسيما عندما نروضه للبر والقداسة والبذل .
الجهاد الروحي :
الجهاد الروحي هو كل ما نقدمة من أعمال التوبة والصلاة والصوم والسهر والبذل والخدمة والعطاء وفي ذلك يشترك الجسد والنفس والفكر والروح من اجل إرضاء الله وصنع إرادة الله ومقاومة الأهواء سواء أتت من داخل الإنسان وميوله أو من البيئة المُعثرة في إغرائها أو سواء أتت من الشيطان في حروبه وان كان القلب محصن بمحبة الله والفكر مقدس لله ويفكر ايجابياً في إرضاء الله والحواس مختومة بالنعمة والجسد مضبوط بالجهاد فلا تجد الخطية لها مكان فينا .
الجهاد الروحي تؤازره النعمة وعندما يرى الله أمانتنا في الجهاد يهبنا العفة والطهارة وقداسة الفكر وكلما قويت أرواحنا رأينا الجسد يسعى لإرضاء الله في فرح وسلام وحب {حياة الجسد هدوء القلب ونخر العظام الحسد }( أم 14 : 30) . { يا الله الهي أنت إليك أبكر عطشت إليك نفسى. يشتاق إليك جسدي في ارض ناشفة ويابسة بلا ماء }( مز 63 : 1) .
الجسد إذا شريك حقيقى غير منفصل عن الروح في الجهاد يخدم ويصلى ويسجد ويصوم هو جسد مهذب مقدس وليس جسد نعذبه كما يفعل الهندوس مثلاً من اجل التخلص من خطية الجسد وتحرير الروح أو كما قال بعض الغنوسيين أهل البدع انه من صنع اله الشر الأمر الذي تحرمه المسيحية . فصومنا وزهدنا يجب أن يتم ذلك في اعتدال وحكمة واستشارة للأب الروحي إننا بالصوم والنسك والجهاد نسمو ونطلب عمل الروح القدس ونعمته ليقدس كياننا والصوم تكفيراً عن خطايانا التي لا يكفر عنها إلا دم المسيح الذي سفك على عود الصليب من اجل خلاصنا .
جسدك وكيانك هبة ووزنة من الله لا تسيء إليه ولا تجعله عثرة للآخرين أو سلعة تباع وتشترى فقدموا أعضائكم عبيداً للبر والقداسة { اله السلام يقدسكم بالتمام ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح}( افس 5 : 23) .
يقول القديس أغسطينوس "تعال إلى الله بنجاستك وخطاياك ، بقلبك واشتياقك الروحية وفي الخفاء اخلع أعمال الظلمة ، اخلع جسم خطايا البشرية وحينئذ يرفع عنك ويجدد فيك الروح القدس،الحواس التي فسدت بالإثم وتصير نفوسنا مقدسة وروح الله يسكن فيها" .
إن خير مثل للحكمة والاعتدال نجده في سيرة الأنبا انطونيوس الكبير الذي ذهب للبرية الداخلية وقضى عشرين سنة في صوم وصلاة ووحدة ولما عرف الناس حياته وذهبوا إليه وجدوه سليما راجح العقل صحيح الجسم يشع سلاماً وصحة وجمال روحي لا ضعيفا من النسك ولا مترهلا من الكسل بل إن كل من كان يراه يمتلئ من السلام ومن قداسته يأخذ عبره وعظه وكان يوصي بحياة الطهارة فيقول برسالة له " يا أولادي الأحباء فلنجاهد من اجل الطهارة حتى الموت ، لنشع بالطهارة فان ثمرتها هي نور وحق واستيقاظ . فلا تصيروا عبيداً للأوجاع الرديئة المرذولة او للذات الشريرة النجسة أمام الله . اكتبوا اسم الله على قلوبكم ليصرخ داخلكم انتم هيكل الله الحي وموضع راحة للروح القدس. ولنسعى في طلب الطهارة لأنها فخر الملائكة
حياة الطهارة ومجدها :
الطهارة والعفاف المسيحي هم فضيلة ايجابية تعني طهارة الوجدان وقداسة الفكر الداخلي وعفة الحواس والجسد سواء للشباب وللبتولين والمتزوجين، هي الامتناع عن عمل ما لا يحل من شهوات جسدية مخزية تتعارض مع السلوك الروحي حسب وصايا المسيح .
وهي عفة وامتناع عن الأفكار والممارسات الجنسية للاتحاد بالمسيح سواء بتكريس الروح والنفس والجسد للمتبتلين أو في زيجة مقدسة أمينة في سر الزواج تجعل الجنس تعبيرا عن الوحدة والمحبة والشركة . إننا كنفوس مكرسة لله يعمل فيهم الروح القدس في شركة حب الله كنفوس عذارى {خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح }( 2 كو 11 : 2) {ما أحسن الجيل العفيف } (مك 4 : 1 ).عندما جاء المسيح متجسدا ولد من عذراء بتول وعاش حياة البتولية وعندما صعد الرب للسماء عهد ليوحنا الرسول البتول برعاية العذراء . ويدعونا الرب يسوع المسيح لحياة القداسة التي بدونها لا يرى احد الرب ولا يمكن أن يطلب الله من الإنسان شيء ليست في استطاعته عمله.
والعفاف والطهارة تحتاج منا إلى البعد عن العثرات وتقديس الحواس والفكر والعواطف والغرائز والميول فالعين العفيفة لا تتطلع إلى المغريات أو حتى أسرار الغير واليد لا تلمس أو تمتد إلى عمل أثيم والسمع يتقدس بكلمة الله والفكر الطاهر يبتعد عن الحسد والخبث والشر والأعضاء تتقدس في أداء كل ما يمجد الله { لأنكم اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله }( 1 كو 6 : 20) .انظر إلى جسدك نظرة مقدسة روحية {ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء للمسيح أفأخذ أعضاء المسيح واجعلها أعضاء زانية ؟ }( 1 كو 16 : 15) . كلما يظل المؤمن ثابتاً في المسيح القدوس فانه يقوده في موكب نصرته مقدساً حياته نفساً وجسداً وعقلاً وروحاً محرراً إياه من العزلة أو الانطواء أو الانحرافات الجنسية وكلما أحببنا الله وكانت لنا عشرة حية مع المسيح فانه يشبع روحنا وعواطفنا ونصير بحق أعضاء مقدسة في جسد المسيح .
لتمتلأ حياتنا بالروحانيات الايجابية من قراءة وصلاة وتأمل وخدمة ونجاهد من اجل الطهارة وتسندنا النعمة وتطرد عنا كل عاطفة غير مقدسة .
نحن نحتاج إلى اليقظة الروحية وعدم الانجراف وراء الحواس والعواطف والأفكار التي تدنس الجسد والروح والنفس فلا ندخل أفكار دنسه إلى عقولنا ولا نجاري الفكر ونسمح له بالتردد على عقولنا طالباين الطهارة كهبة من الله.
قدسية الزواج المسيحي :
الزواج المسيحي سر مقدس يعمل فيه الله ليوحد الاثنين {ويكون الاثنان جسداً واحداً فالذي جمعه الله لا يفرقه الإنسان}( مت 19 : 4 – 6). إن الأب السماوي يبارك الزواج المسيحي وهو الذي ككل أبوينا ادم وحواء في الفردوس وبارك الرب يسوع عرس قانا الجليل .
ويعمل الروح القدس ليقدس الزوجين ويرفع الزواج ليكون كسر اتحاد المسيح بالكنيسة .
في الزواج المقدس يقدس الرب البيت المسيحي وكلما كانت محبة الله في بيوتنا انتفى الخصام ويحب الرجل زوجته كنفسه ويبذل من اجل سعادتها وتحترم الزوجة رجلها وتطيعه في تفاهم وتضحية ولا يكون لأحد منهما سلطان على جسده بل للأخر .
ويوحد الروح القدس اتصالهما ويجعل مضجعهما نقياً مقدساً وغير دنس تكون العشرة الزوجية تعبيراً عن هذا الحب المقدس والوحدة .
وتكون ثمرة البطن الأبناء ، بركة وسعادة للأسرة ولبناء ملكوت الله على الأرض وفي السماء، وتكون الحياة في تفاهم وانسجام وحب واحترام وتعاون وبذل، شهادة لإيماننا وسعادة لحياتنا وعون للأسرة للسعادة على الأرض وللدخول بسعة للدخول للملكوت السماوي .
أما الذين قد أعطى لهم مجد البتولية والتكريس وقد أصبحوا نفوس مكرسة للمسيح فقد تمتعوا بالحياة الملائكية وهم على الأرض ، مع الاقرار منهم لقدسية الزواج كسر مقدس. والمكرس لله يحيا حياة الملائكة وهو على الأرض وهو مجاهداً من اجل عفة حواسه وفكره وجسده مقتدياً بسيده مدرباً نفسه على الصلاة والصوم تائباً عن أخطاءه وخطاياه كل يوم نامياً في الشركة والاتحاد بالله إلى أن يدخل العرس السماوي مرتلاً مع المائة والأربعة والأربعين ألفا البتوليين ترتيله الأبكار هؤلاء الذين يتبعون الخروف والراعي الصالح حيثما ذهب ( رؤ 14 : 1 – 4 ) .
الهي ما أعظمك
ما أعظمك يا رب فيما وهبتني، فسيداً للخليقة جعلتنى،
وعلى صورتك خلقتني وعلم معرفتك أعطيتنى،
وبالروح الحكيمة كللتني وجسداً بديعاً خلاقاً منحتنى،
ما أعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت.
علمنى يا رب أن لا افقد صورتك في، فأكون طاهرا ،
جسدا وفكراً وروحاً، بالتواضع والوداعة والحكمة أسير ،
وكما تريد لي من قداسة وطهارة وبر أصير ،
ساعدني يا رب أن أكون ابنا لك وصورة متواضعة منك ،
مقدسا روحى وعقلى وجسدي لإنى ابنك .
يا رب أنت تعلم إني أريد أن احبك ، وان لا أكون عثرة لأحد
فعلمني أن انظر للجميع أنهم أخوة وأعضاء في الكنيسة المقدسة،
امنحني رقة الإحساس لأكون محبة طاهرة ،
تعطى بلا مقابل . وتحيا بلا أنقسام.
أمنحني شبعاً و أروي عطش نفسي بحبك ،
هبني التوبة والنقاوة ، العفة والقداسة لأعاينك داخلي ،
ربي ... أصنع لك في داخلي مسكناً لأعاين مجدك كل حين .

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017

وفاء فأر



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
فأر شفته فى بيتي يوم
صحاني من النوم
ولقيته وحيد مسكين
جبلته جبنة وخيار وقلت يا فأر
لك الخيار تأكل وتهدأ
ولا تغادر من هنا مختار؟
أكل الخيار وبقي اليف
يكتفى مع باللي بأكله
ولو لقمة رغيف
وبقي ليَ صاحب واليف
أندهله يا ببسي
يجي لي يجرى
وكبر وأتعلم
وبقي مش ناقصه الا يتكلم
وكبر الفأر وبقي مغوار
على حرمة بيته
يدافع ويغار
لو فأر غريب دخل لبيتى
يأخد العلقة ويقول ياريتني
ما دخلت وجيت
بقى وفى وهمام
ويقوم بمهام
يجمعلي الفضلات
الى سلة المهملات
يصدق ما يشوفنى
يفرح ويغنى
فى زمن غدار
بقى فيه الفأر
أوفى من ناس كتار
تأكل وتنكر
وتعض الايد
اللى تمتدلها بالخير.

السبت، 18 نوفمبر 2017

القاغدة الذهبية فى التعامل


للأب القمص / أفرايم الأنبا بيشوى
كيف تريد ان يعاملك الناس ؟
+ الإنسان كائن إجتماعي بطبعه لا يستطيع ان ينعزل عن مجتمعه الذى يعيش فيه، لقد اصبحنا نحيا فى عصر السموات المفتوحة والتلفزيون والنت والمحمول ومن خلالهم نتصل ونتواصل مع الآخرين من حولنا وحتى فى مختلف القارات. ومن العلاقات الاسرية المحدودة اصبحنا نمتد لنتواصل فى مجالات العلاقات العائلية والاجتماعية والدراسة والعمل والصداقة مع المجتمع المحيط بنا والبعيد عنا وتشعبت العلاقات وتعقدت وتباينت ويعتمد مدى نجاحنا فى الحياة على مدى قدرتنا على كسب الأصدقاء والتاثير على الناس. كما اننا فى أمس الحاجة للتأقلم مع التغيرات الكثيرة الحادثة على مجتمعاتنا بروح منفتحة على الأخر، تقبله وتحبه وتتعاون معه للتغلب على المشكلات الى تواجهنا فى مختلف نواحي الحياة، كما اننا اصبحنا عرضة للتأثر بما يحدث من حولنا من أحداث .
+ يقدم لنا السيد المسيح قاعدة ذهبية فى التعامل مع الآخرين { كما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا} (لو 6 : 31) }. فلان الله خلق الإنسان ويعلم ما بداخله، ولان كل منا جُبل على محبة نفسه علمنا الله ان نحب قريبا كأنفسنا { تحب قريبك كنفسك }(مت 22 : 39). وقريبنا هنا هو كل انسان أخ لنا فى البشرية عندما نحبه محبة روحية صادقة فاننا نعمل لخيره ولا نريد له أذى أو ضرر { لانه لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لا تشته وان كانت وصية اخرى هي مجموعة في هذه الكلمة ان تحب قريبك كنفسك} (رو 13 : 9). ويشجعنا الكتاب علي محبة القريب كناموس الهي ملوكي{ فان كنتم تكملون الناموس الملوكي حسب الكتاب تحب قريبك كنفسك فحسنا تفعلون} (يع 2 : 8). ونحن نريد ان يعاملنا الناس حسنا وبالاحترام والتقدير، فلابد ان نكون مبادرين لمعاملتهم هكذا أيضا. فهذا هو من جوهر الإيمان فى التعامل مع الآخرين { فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم لان هذا هو الناموس والانبياء} (مت 7 : 12).
+ انت تريد ان يحترمك ويحبك الناس فعليك ان تحترمهم وتحبهم ، وتريد ان يستمع اليك الآخرين عندما تتحدث ويقدرونك كما انت بشخصيتك وافكارك ومعتقداتك فهكذا يجب ان تكون انت معهم مقدرا لهم محترما ارائهم ومعتقداتهم. انت تريد ان يقبلك الناس كما انت فاقبلهم كما هم { لذلك اقبلوا بعضكم بعضا كما ان المسيح ايضا قبلنا لمجد الله }(رو 15 : 7) وحتى عندما تخطئ تريد ان يلتمس لك الآخرين الاعذار والمبررات فهل تفعل انت هكذا ؟. يجب ان نبادر الى التعامل الإنساني الراقي حتى وان لم نجد رد الفعل المناسب من البعض. فانت تتصرف بناء علي قيمك وأخلاقك وليس بردود الفعل. وحتى لو كنا فى مجتمع ينتشر فيه العنف علينا ان نتحلى بالأخلاق الفاضلة والمبادئ السامية فان العنف لا يوقفه العنف والكراهية تزيد الكراهية اشتعالا فالنار تطفأ بالماء لا بمزيد من الحطب { ان جاع عدوك فاطعمه خبزا وان عطش فاسقه ماء} (ام 25 : 21) هكذا جاء السيد المسيح ليقدم لنا تعليما ساميا يهدف الى نشر الخير والمحبة التي تحول الاعداء الى اصدقاء وتجعلنا نتشبه بالله خالقنا وابينا السماوي { سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم. لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين.لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك.وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا. فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل} (مت 43:5-48). وقد يقول قائل هذا الكلام صعب التنفيذ!. انه ان كان صعب التنفيذ على الإنسان العادي فانه مستطاع للمؤمن الذى تجدد على صورة خالقه ومنه يستمد القوة والنعمة والعون على طاعة وصاياه . كما اننا نثق فى ان وجود الرغبة والارادة فى طاعة الوصية تهبنا القدرة على التنفيذ { لان الله هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من اجل المسرة }(في 2 : 13). عندما نتسامى فى تعاملنا مع الآخرين عن رد الفعل الغاضب ونقدم محبة لمن يسيئون الينا فاننا نكسبهم ونحولهم من دائرة الاعداء الى اصدقاء .

القبول والإحترام والمحبة في التعامل..
+ اننا نختلف فيما بيننا فى الميول والثقافات والاراء وقد نختلف فى الاعراق أو الاديان ونتيجة لذلك قد نختلف فى نظرتنا الى الأمور ومعالجتنا للمشكلات ولكن يجب ان نقبل بعضنا البعض ونحترم الآخر مهما كان رايه أو جنسه او معتقده الديني او السياسي . لابد ان نقبل الغير وندعهم يعبرون عن رايهم وليس معنى هذا ان نتبنى اراء الاخرين او نوافقهم عليها ولكن علينا ان نصل معهم بالحوار والاحترام والقبول الى القواسم المشتركة التي نتفق عليها بدون تعصب او انغلاق مما يصل بنا الى فهم أشمل وأعم للغير، يثرى حياتنا بتبادل وتنوع الاراء. ان القبول يمتد بنا الى بناء جسور من الإحترام والتعاون المشترك بيننا لنصل لحلول مرضية لكل المعضلات التي تواجهنا. نتعلم ان نقبل الناس كما هم لا كما نريد ان يكونوا فالانسان لن يكون الا نفسه وعندما ننطلق من مبدأ القبول نصل الى الإحترام والتفاهم والتعاون ونكسب الناس ونؤثر فيهم .
+ الإحترام المتبادل بين الناس دليل على رقي المجتمع والإنسان . الله لا يجبر الإنسان حتى على عبادته بل منحه العقل ليعبده بحرية والتزام ومسئوليه ومنحه الحرية ليبتعد عنه. ولكن صرنا نجد البعض يجعلوا من أنفسهم الهه ويتكبروا بل ويعطى البعض نفسه ان يكون الها وقاضي ومنفذ لاحكام الله كما يتصورها هو طبعا والله من هؤلاء براء . ونجد فى المجتمعات المتخلفة النظرة الضيقة المتعصبة التي لا تقبل من هو مختلف. ويتم فى غياب العدالة والقانون تفشي ظواهر العنف وأعمال البلطجية واستغلال الديمقراطية التي تعنى حق الفرد فى التعبير عن رايه. الاحترام ينبع من إحترام الإنسان لنفسه وايمانه بكرامة الإنسان بغض النظر عن معتقده الديني او رايه السياسي او عرقه او جنسه . ان إحترامنا للاخرين يجعلنا نكرمهم ونستمع اليهم حتى ان إختلفنا فى وجهات النظر لا نسفه او نستهزئ بارائهم .الإحترام يجعلنا نصغى للناس ونتفهمهم ونقدرهم. نحترم الكبار كاباء وامهات والتي هي أول وصية بوعد لكي تطول ايامنا على الارض ويكون لنا الخير، نحترم الصغير لينشأ سليم النفس يتلقى الاحترام ويمنحه. نحن جميعا وان تعددت أجناسنا وأعراقنا ومعتقداتنا من اب واحد هو أدم وأم واحدة هي حواء ، وتقاس عظمة الإنسان بخلقه وتقواه وحسن معاملته وإحترامه لنفسه والغير، ويتقدم بنا الاحترام الى معرفة أعمق بالاخرين وتقديرهم واكرامهم لنصل الى محبتهم وخدمتهم .
+ ان رسالتنا كمؤمنين هي ان نحب الآخرين محبة روحية مقدسة { وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا} (يو 13 : 34). لقد جاء مسيحنا القدوس ليعلمنا أن قلب الله متسع بالمحبة لكل البشرية. وكل من يلتقى مع الله ويختبر محبته يتسع قلبه فيحب الجميع دون تمييز ويشعر بحاجة البعيدين عن دائرة المحبة الإلهية للقلب المتسع بالمحبة والترفق حتى لو أظهر البعض منهم عنفاً أو متاعب له ولاحبائه . المحبة لا تسقط ابدا لان الله محبة لكن يختلط الأمر فى أذهان البعض لاسيما الشباب والبعيدين عن الله فلا يميزوا بين المحبة التي من الله والميل العاطفي او الشهوة والأنانية ويعطى البعض صورة مقدسة لدوافع غير مقدسة أما غاية الوصية { اما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء} (1تي 1 : 5). المحبة الحقيقية هي محبة مقدسة وطاهرة وروحية التي تسعى لخلاص وخدمة الناس وتقربهم الى الله . لقد تصور قديما شمشون الجبار ان دليلة تحبه ولكنها لم تكن علاقتهما علاقة محبة حقيقية بل شهوة عابره تحولت الى خيانه وسلمته الى إيدي أعدائه ليعاملوه معاملة الحيوانات لما أباح لها بسر قوته { فقالت له كيف تقول احبك وقلبك ليس معي هوذا ثلاث مرات قد خذلتني ولم تخبرني بماذا قوتك العظيمة } (قض 16: 15). ان روح الله القدوس يستطيع ان يقدس دوافعنا وينميها ويوجهها متى أطعنا عمله داخلنا .
اللطف والعطاء واجب إنساني
+ ما من احد يريد ان يعامله الأخرين بالقسوة والعنف . والإنسان اللطيف المهذب يبقى دائما وابدا محبوبا ومرغوبا من الناس ، وكما يقول الإنجيل { الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط} (ام 15 : 1). فعليك باللطف والكلام اللين وطول البال مع الناس لتربحهم وتريحهم وكما يقول أحد الأمثال " ان طبق من العسل يصطاد من الذباب أكثر من برميل من العلقم" انت بالابتسامة تقول لمن هم أمامك : (انى أحبكم ، انتم تمنحوني السعادة ). وهذه السعادة تنتقل اليك ايضا عندما تقدمها للاخرين تاخذها ايضا منهم فكن بشوشا وتذكر ان وجهك لا تراه الا فى المرآة أما الناس فيرونه دائما . قدم لهم منه ابتسامة طيبة وقدم لهم الكلمة الطيبة وقدم من القلب المحبة الصادقة ان اردت ان تكون محبوبا وتذكر ان {حديث الاحمق كحمل في الطريق وانما اللطف على شفتي العاقل} (سيراخ 21 : 19).
+ من الاشياء التي تسعد الآخرين التعامل بروح العطاء والإنفتاح على الاخرين، والعطاء لا ينطبق فقط على الأشياء المادية بل والمعنوية ايضا فكلمات التقدير هي عطاء ومحبة لها مفعول السحر فى تغيير القلوب والهدية حتى ولو بسيطة فى وقتها المناسب شئ هام يعبر عن محبتك وتقديرك وإحساسك بالأخرين { الهدية حجر كريم في عيني قابلها حيثما تتوجه تفلح} (ام 17 : 8). ان خدمتك للأخرين وقت حاجتهم اليها عمل رحمة تأخذ عليه الأجر السمائي وتربح به النفوس {في كل شيء اريتكم انه هكذا ينبغي انكم تتعبون وتعضدون الضعفاء متذكرين كلمات الرب يسوع انه قال مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ} (اع 20 : 35). فلتتذكر مثلا اعياد ميلاد اصدقائك وأحبائك ومناسباتهم الخاصة وعبر لهم عن أمتنانك وسعادتك بمعرفتهم وكن كسيدك { جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس } (اع 10 : 38).
+ وما من أحد منا عندما يخطأ فى حق الغير الا ويرجو منهم التماس العذر له ومسامحته سواء حدث ذلك عن عدم معرفة او سهوا او حتى فى ساعة غضب أو ضعف . فلماذا تنصب نفسك عزيزي ديانا للآخرين ، تذكر قول الإنجيل {ومتى وقفتم تصلون فاغفروا ان كان لكم على احد شيء لكي يغفر لكم ايضا ابوكم الذي في السماوات زلاتكم }(مر 11 : 25)، {و لا تدينوا فلا تدانوا لا تقضوا على احد فلا يقضى عليكم اغفروا يغفر لكم} (لو 6 : 37).ان من شيم العظماء ان يلتمسوا الاعذار للمخطئين ومن صفات المتواضعين ان يلوموا أنفسهم متى حدث أن أخطأ اليهم أحد ويقولوا نحن مخطئين وهذا التواضع يرفعهم فى أعين الله واعين الناس . هكذا فعل داود النبي مع شاول الملك من اجل ذلك ارتفع فى عين الله وحتى فى اعين أعدائه { فلما فرغ داود من التكلم بهذا الكلام الى شاول قال شاول اهذا صوتك يا ابني داود ورفع شاول صوته وبكى . ثم قال لداود انت ابر مني لانك جازيتني خيرا وانا جازيتك شرا. وقد اظهرت اليوم انك عملت بي خيرا لان الرب قد دفعني بيدك ولم تقتلني. فاذا وجد رجل عدوه فهل يطلقه في طريق خير فالرب يجازيك خيرا عما فعلته لي اليوم هذا. والان فاني علمت انك تكون ملكا وتثبت بيدك مملكة اسرائيل} (صم16:24-20). فان اردنا ان نحصل على الغفران من الله ومن المحيطين بنا يجب علينا ان نقدمه فى عفو عند المقدرة وفى صبر وطول بال ولطف. ان أحوج الناس الى التعامل باللطف واللين من فقد أعصابه ومن ضاقت به السبل واحوج الناس الى الإبتسامة هو الإنسان المحزون . الذي يريد التعزية والمشاركة الوجدانية الصادقة .

اليك نصلى يا سامع الدعاء
+ اليك نرفع الصلاة ياربنا والهنا يامن أحببت الإنسان وأكرمته بنعمة العقل والروح والمشاعر . ولم تجبره على عبادتك بل تريد ان يحبك بنفس راغبة وبقلب طاهر وبإيمان بلا رياء. ايها الاله الرحوم الذى يصبر على البشرية فى بعدها وجحودها ونكرانها ملتمسا لنا الاعذار بالجهل وعدم المعرفة من أجل ان يقودنا اللطف وطول الأناة الى التوبة والرجوع اليك. أعطانا ان نتعلم منك، ونرجع اليك بالتوبة ونصلى اليك في كل حين طالبن عفوك ورضاك ومصلين ان تهبنا قلباً محبا. فانت ايها الأب الصالح تشرق شمس برك على الابرار والاشرار وتمطر على الصالحين والطالحين . فهبنا قلبا محبا يعامل الاخرين بالمحبة واللطف والوداعة .
+ ان كنا نريد ان يحبنا الناس فعلمنا يارب ان نحبهم وبدافع المحبة نصلى ونسعى من أجل خلاصهم، المحبة تحتمل وتصبر ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها . المحبة لا تسقط أبدا . فهبنا يارب ان نتعلم كيف نقدم المحبة الطاهرة الروحية المقدسة ، ومن أجل الفوز برضاك لا أنتظاراً للمعاملة بالمثل ، دعنا نجول نصنع خيرا مع الجميع ونزرع المحبة والخير لتنمو وتثمر ثمارا صالحة فلابد ان نحصد في الوقت المناسب خيرا ورحمة .
+ اننا اذ نرجو منك الغفران، نتوب عن خطايانا واخطائنا. ومن أجل الحصول على الغفران منك فنصلى ان تعلمنا ان نغفر ونسامح ونصفح عن المسيئين الينا والذين يبغضوننا، متعلمين منك أيها الرحيم الغفور، المتأني فى العقاب، البطئ الغضب، يا من علمتنا {و اما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم} (مت 5 : 44). وان كان ذلك ليس فى مقدورنا كبشر ضعفاء نسرع الى المعاملة بالمثل بل وفى بعض الأحيان نسرع للعنف، لكن نحن نثق فى عمل نعمتك فى داخلنا وقيادة روحك القدوس القادر ان يغير طبيعتنا الضعيفة خالقا فينا انسانا جديدا يسرع الى العمل بوصاياك ويسر بالسير فى رضاك . لا طمعا فى الثواب ولا خوفا من العقاب بل لنكون ابناء لابينا السماوي الذى علمنا قائلا {فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي هو كامل} (مت 5 : 48) { كونوا قديسين لاني انا قدوس} (1بط 1 : 16)، أمين

السبت، 11 نوفمبر 2017

شعر قصير (62) فى قيادة الراعي الصالح


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)
" معانا علي الدوام"
فرح قلوبنا يارب، واملاء حياتنا سلام
معك سفينة حياتنا تسير في هدوء ووئام
معاك نحيا في عشرة حب ونبعد عن الخصام
ملايكتك حولينا يحفظونا في سلام الي التمام
وأنت أمين ووعدت يارب تكون معانا مدي الايام
ملناش غيرك اله قوى يخلصنا من جحافل الظلام
في محبتك واثقين وبالايمان نصل لحسن الختام
.........
(2)
" شهوة القلب"
تشتاق اليك نفسي وتحن أحشائي يا الله
وتفرح روحي برفع يداي وقلبي للصلاة
أشتهي التحرر من تعلقي بالناس والأشياء
لتكون أنت دائما شهوة القلب وحبه ومبتغاه
أحب الناس وأخدمهم من أجلك أنت أيها الإله
وأختلي بك وأشكي همومى وأخذ منك العزاء
تسكن أنت فى قلبى وتكون له نبض وحياة
......
(3)
" مخلوقين لاعمال صالحة"
في كل ليله تاتي علينا نشكر الله
الذي اعطانا الليل للراحة والمناجاة
للحديث الممتع والود واللقاء معاه
وبكل صباح جديد نشكر الرب الاله
اعطانا يوم جديد لنشارك في الحياة
نصنع الخير ونفعل مايسره ويرضاه
نحن مخلوقين لاعمال صالحة اعدها الله
فليساعدنا الله لنتمم كل خير وبر بدأناه
......
(4)
"ثقتنا فى الله"
ثقتنا في الله تدينا قوة لنسير فى الحياة
اللي مع ربنا ينجح طرقه وثمره ما أحلاه
لايخشي يوم شر أو ضيق لان الله يتولاه
منتظر الرب كالنسر يرتفع وتتجدد قواه
الليّ يعطي المعيي والضعيف قدرة هو الله
فلا تخف وليتشدد قلبك وتمسك بالصلاة
لان الله سائر معك يقودك للنصرة والنجاة
.....
(5)
" قوة الإيمان"
حتى لو الابواب مقفولة يجي يوم وتنفتح
الضيقة مش هاتطول ويهل علينا الفرح
بعد سواد الليل أكيد هيطلع علينا الصبح
الشر هيبان للناس حقيقته ووجهه البشع
ولو لبس توب الحق وفيه البعض أنخدع
متقولش أزي وخلي عندك إيمان يا جدع
اللي معاه الله ميخافش من ظلمة ولا بدع

السبت، 4 نوفمبر 2017

أقامة أبن أرملة نايين


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

السيد المسيح ودعوته للحياة المقامة ..

+ جاء السيد المسيح الى إرضنا يجول يصنع خيراً يشفى المرضى ويعلم الجهال ويشبع الجياع ويفتح أعين العميان ويقيم الموتى ويكرز ببشارة التوبة والخلاص { من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز ويقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات} (مت 4 : 17) وهو يدعونا فى وقتنا الحاضر {ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالانجيل }(مر 1 : 15). ولا تظنوا ان هؤلاء الذين دعاهم الرب الى التوبة كانوا أكثر شراً منا نحن { وكان حاضرا في ذلك الوقت قوم يخبرونه عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم. فاجاب يسوع و قال لهم اتظنون ان هؤلاء الجليليين كانوا خطاة اكثر من كل الجليليين لانهم كابدوا مثل هذا.كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. او اولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم اتظنون ان هؤلاء كانوا مذنبين اكثر من جميع الناس الساكنين في اورشليم. كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون} لو1:13-5.

+ نحن نحتاج الى قوة التوبة والقيامة من حياة الخطية والكسل لحياة التوبة والعمل ، ومن حياة الضعف والموت الروحى الى حياة القوة الروحية العاملة فينا بقوة القيامة المجيدة . ان السيد المسيح له المجد يلح علينا ويدفعنا للقيامة والصلاة بلجاجة لتعبر عنا أزمنة الضيق الى حياة القيامة المجيدة . ونقوم كما فعل الابن الضال اذ أحس بالجوع والحرمان والحاجة الى الاحساس بالشبع والأمان فى بيت الله الابوى { فرجع الى نفسه و قال كم من اجير لابي يفضل عنه الخبز و انا اهلك جوعا. اقوم واذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطات الى السماء و قدامك}( لو17:15-18). ان تصرف قاسى من زوج فاسد يدفع زوجته او ابنته الي ترك بيتها أو حتى دينها ليست حباً فى الدين الأخر ولكن تمرداً وهروباً من التسلط والأستبداد فى جهل وعدم فهم ان هناك ذئاب خاطفة تترصد بكنيسة المسيح المقدسة وتريد ان تمزقها ، فلا تعطوا لابليس مكانا فى قلوبكم وبيوتكم وكنايستنا .

+ علينا أن نسرع الي التوبة والقيام من حياة الخطية والكسل والخوف والضعف { فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله } (كو 3 : 1) ان خطيئة وشر فرد قد تلحق الهزيمة بشعب كامل وقد راينا قديما ان خطيئة عخان بن كرمى تسببت فى هزيمة أمه {فقال الرب ليشوع قم لماذا انت ساقط على وجهك. قد اخطا اسرائيل بل تعدوا عهدي الذي امرتهم به بل اخذوا من الحرام بل سرقوا بل انكروا بل وضعوا في امتعتهم.فلم يتمكن بنو اسرائيل للثبوت امام اعدائهم يديرون قفاهم امام اعدائهم لانهم محرومون و لا اعود اكون معكم ان لم تبيدوا الحرام من وسطكم.قم قدس الشعب و قل تقدسوا للغد لانه هكذا قال الرب اله اسرائيل في وسطك حرام يا اسرائيل فلا تتمكن للثبوت امام اعدائك حتى تنزعوا الحرام من وسطكم} يش 10:7-13. كما ان قداسة الافراد ونهضتهم قد يقودها فرد او افراد فلقد قبل الله ان لا يحرق سدوم وعمورة ان وجد فيها عشرة أبرار بل وقال لارميا النبى قديما { طوفوا في شوارع اورشليم و انظروا و اعرفوا و فتشوا في ساحاتها هل تجدون انسانا او يوجد عامل بالعدل طالب الحق فاصفح عنها}( أر 1:5).




قوة القيامة بكلمة وعمل الله فينا ...
+ اننا فى سعينا الى حياة التوبة والقيامة والصلاة لا نعتمد على قوتنا الذاتية ولا نطلب على المستوى الفردى او الكنسى او العام مساعدة خارجية من احد ، اننا نتكل على الله الهنا القوي ونثق انه قادر ان يقودنا فى موكب نصرته { الرب قوتي ونشيدي وقد صار خلاصي هذا الهي فامجده اله ابي فارفعه} (خر 15 : 2) ان للكنيسة رب يحميها وللمؤمن اله قوى يدافع عنه وللأقباط على مدى التاريخ رب مقتدر ينجينا من أتون النار المتقد ومن شر الأشرار ومؤامراتهم وحتى ان سمح الله بالتجارب والاستشهاد من أجل كلمته فنحن شهود لمن بذل ذاته عنا وصُلب ومات وقام ليقيمنا لنحيا حياة أبدية . لقد جاء ذات يوم القنصل الروسى للبابا بطرس الشهير بالجاولى طالبا منه ان يطلب حماية قيصر روسيا من ظلم العثمانيين وتعسفهم فى معاملة الأقباط وبناء كنائسهم فكان رد البابا : وهل يموت قيصركم ؟ قال له نعم انه كبشر يموت . قال له البابا نحن فى حمى اله حي لايموت . ونحن نفتخر بكنيستنا التى ارتوت بدماء القديس مارمرقص الرسول الطاهرة التى سالت على تراب مدينة الأسكندرية وامتزجت بها دماء شهدائنا فى العصر الحديث فى الأسكندرية والقاهرة والصعيد فى الكشح وابو قرقاص ونجع حمادى والمقطم وامبابه والمنيا ومازالت دماء شهدائنا تصرخ لله مطالبة بالعدل.

+ ان مسيحنا القدوس رئيس الحياة وملك الدهور وواهب القيامة ، ومن أمن به ولو مات فسيحيا وهو أمس واليوم والي الإبد يتحنن على شعبه وعلى كل نفس تعانى الظلم والخطية والضعف والظلم {و في اليوم التالي ذهب الى مدينة تدعى نايين وذهب معه كثيرون من تلاميذه و جمع كثير. فلما اقترب الى باب المدينة اذا ميت محمول ابن وحيد لامه و هي ارملة و معها جمع كثير من المدينة. فلما راها الرب تحنن عليها و قال لها لا تبكي. ثم تقدم و لمس النعش فوقف الحاملون فقال ايها الشاب لك اقول قم. فجلس الميت و ابتدا يتكلم فدفعه الى امه. فاخذ الجميع خوف ومجدوا الله}( لو 11:7-16). الله يتحنن كل كل أرملة فقدت رجلها وكل أم فقدت أبنها وكل كل شاب وفتاه لا يجد الحنان او المحبة وعلى كل طفل يعانى الخوف او الضعف ويتقدم الينا اليوم وفى كل يوم ليعين المتعبين ويشفى المرضى ويداوى المجروحين ويقول لنا {تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال و انا اريحكم.احملوا نيري عليكم و تعلموا مني لاني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم. لان نيري هين و حملي خفيف} (مت 28:11- 30) . اننا ندعوه اليوم وكل يوم ان يتحنن على كنيسة فى مصر والمشرق العربى والى عالمنا لكى من يقيمنا بقوة قدرته وعمل مجده ناظراً الي دموعنا وأنينا ومتاعبنا وضيقاتنا لكى نفرح بعمل الله معنا.

+ اننا نثق فى عمل الله فى كنيسته ومع ابناءه وهو رب الكنيسة وملجانا فى الضيقات والشدائد ننصلى اليه لي وهو معين لمن ليس له معين ، هو قديما جاء خصيصاً الى مريض بركة حسدا الذى قال له { ياسيد ليس لى انسان يقلقينى في البركة متى تحرك الماء بل بينما انا ات ينزل قدامي اخر.قال له يسوع قم احمل سريرك و امش. فحالا برئ الانسان و حمل سريره} (يو7:5-9). وهو لا يشفى فقط من المرض الجسدى بل له السلطان على مغفرة الخطايا {و لكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا قال للمفلوج لك اقول قم واحمل فراشك و اذهب الى بيتك ففي الحال قام امامهم و حمل ما كان مضطجعا عليه و مضى الى بيته و هو يمجد الله. فاخذت الجميع حيرة و مجدوا الله و امتلاوا خوفا قائلين اننا قد راينا اليوم عجائب.} (لو 5 : 24-26 ). فإلي كل إنسان فقد المعين والسند نقول ثقوا أن الله نعم المعين والأب والصديق والحبيب.

+ ان قدرة الله وقوة القيامة لاتشمل فقط اقامتنا فى اليوم الأخير ليعطى كل واحد كحسب عمله ولكنها ايضاً تشمل اقامة الاحياء لانه يوجد الكثيرين ممن يظنون انهم احياء وهم أموات ، الضالين والمنحرفين والمتعصبين والجهال ، والمتكبرين والخطاة والأنانيين والبعيدين والجهال والذين يبيعون الإيمان تحت تأثير الخوف او تحت الأغراء او الوعيد او التهديد لكل هؤلاء جاء المسيح المحرر { وجاء الى الناصرة حيث كان قد تربى ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرا. فدفع اليه سفر اشعياء النبي ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه. روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية. واكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم}( لو 16:4-21). ماذال السيد يعمل ليبشر المساكين ويشفي منكسرى القلوب وينادي للماسورين بالأطلاق ويفتح أعين الجهال ويحرر المستعبدين بالخطية وتحت نير الخطية ويحتاج منا أن نصلي اليه بلجاجة لتعلم طلباتنا لديه. أننا نحتاج لحنانه وشفقته ورحمته ولمسته الشافية والمعطية واهبة الحرية والتقديس والشفاء والحياة الأبدية.
+ ان السيد المسيح له المجد يقول لكل من يشعرون بالضعف انا هو قوتكم ، ولمن يعانون الخوف انا هو سلامكم ولمن يشعرون بضعف أمكانياتهم انا هو مفجر الطاقات هو { يعطي المعيي قدرة و لعديم القوة يكثر شدة (اش 40 : 29) ان مسيحنا القدوس قام ليقيمنا ويجلسنا معه فى ملكوت السموات وهو يقول لم فقد عزيز لديه { انا هو القيامة و الحياة من امن بي و لو مات فسيحيا} (يو 11 : 25) نعم أحبائنا احياء وكملائكة الله فى الفردوس وسنلتقى بهم ونسعد معا بالوجود فى حضرة الله { و اما ان الموتى يقومون فقد دل عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول الرب اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب. وليس هو اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده احياء} (لو 37:20-38) .

قم ايها النائم ..
+ انها دعوة لنا للقيام والتوبة والرجوع الى الله ، فلا نتوانى فى زمن الجهاد فخير لنا ان نموت ونحن نجاهد فى حياة التوبة والصلاة والعمل من ان نموت فى حياة الكسل والخطية ونهلك وماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه { لذلك يقول استيقظ ايها النائم وقم من الاموات فيضيء لك المسيح }(اف 5 : 14). لنقوم ونقول لا تشمتى بي يا عدوتى فانى ان سقطت أقوم ، وان مشيت فى الظلمة فالرب نوراً لي.
+ والى تلك الركب المخلعة نقول ان المسيح القائم يدعونا الى ان نتشدد متعلقين بذراعه القوية وقوته المقتدرة فمن كان يظن ان شاول الطرسوسى يتغير ويتحول الى القديس بولس الرسول الذى جال العالم كله مبشراً بالإنجيل او سمعان بن يونا الصياد الذى ضعف وانكر أمام الجوارى يجاهد وبعظة واحدة يرد ثلاثة الأف نفس . ومن كان يظن ان مريم الخاطئة التى كانت الشياطين تسيطر عليها تصبح مبشرة بالقيامة حتى أمام القصر نفسه . ومن كان يظن ان لص كموسى الإسود يؤمن بالمسيح ويصير اباً ومعلماً للرهبنة ومرشداً تهابه الشياطين . انها اذن قوة القيامة العاملة فى كل أحد وفى كل جيل .
+ اننا مدعوين الى تبعية رئيس أيماننا ومكمله الذى أحتمل الظلم فى صبر وطاعة للأب السماوى ، طاعة حتى الموت ، فجلس عن يمين الأب { لاعرفه و قوة قيامته و شركة الامه متشبها بموته }(في 3 : 10). نعم مدعوين الى معرفة أختبارية نذوق فيها نعمة الله وحنانه وصبره وعمل قوة قيامته فينا ومن أجل خلاصنا . ولكى نذوق أمجاد القيامة فاننا مدعوين الى شركة الآلام ، حمل الصليب بفرح وشكر لنخلص انفسنا والبشرية الساقطة .
+ واذ لنا رئيس كهنة مجرب فى كل شئ يقدر ان يعين المجربين نرفع اليه أعين قلوبنا ونسلم اليه أمر حاضرنا ومستقبلنا ، ونطلب منه القوة والصبر والعزاء فى أزمنه الضيق ونكنز فى السماء كنوزنا ودموعنا والآمنا وهو قادر ان يمسح الدموع ويعين المجربين ويعطى عزاء للمحزونين ويكأفانا بأكليل الظفر {فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله }(كو 3 : 1). اننا مدعوين بقوة القيامة لنحيا فى سلام الإيمان {منتظرين الرجاء المبارك و ظهور مجد الله العظيم و مخلصنا يسوع المسيح} (تي 2 : 13). {و ليملاكم اله الرجاء كل سرور و سلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} (رو 15 : 13).

الأربعاء، 1 نوفمبر 2017

أنتصارنا فى التجارب


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
التجارب في حياتنا ...
+ التجارب والضيقات تأتي علي كل الناس فكل الخليقة تئن وتتمخض { فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعاً إِلَى الآنَ} (رو 8 : 22). المشكلات والتجارب ليست دليل علي تخلي الله عنا، وعلينا أن نتعلم ونجاهد لكي نتغلب عليها ونواجهها وننتصر وننجح ونحقق نمونا الروحي ونجاحنا العملي. ونحن نسمع صوت الرب يسوع المسيح يقول لنا في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا اني قد غلبت العالم، السيد المسيح رئيس ايماننا قد جُرب وخرج منتصراً وهو قادر ان يعين المجربين.
+ العمل بجدية من طبيعة كل إنسان يريد أن يحصل على شيء ثمين. والحروب الروحية تعلم وتقوى المؤمنين وتنقيهم وتكللهم وبواسطتها ننمو روحيا ونتعلم الثبات في الرب. نصرتنا فى الحروب الروحية أكيدة أن تمسكنا بايماننا بالسيد المسيح الذى أنتصر وهو علمنا كيف نقاوم إبليس فيهرب منا. لقد جرب الشيطان معلمنا ومخلصنا الصالح بالأكل بعد الجوع ورغم أن أشباع جوعنا شئ طبيعي لكننا لن نشبعه بطاعة إبليس أو بطريقة غير مشروعه هكذا ليس خطأ أشباع حاجتنا للحب ولكن الخطأ هو أشباعه بشهوات وعلاقات خاطئة تقود للخطية والموت الروحي. لقد أنتصر السيد المسيح على حرب إبليس له بافكار العظمة والكبرياء عندما قال له ان يلقى بنفسه عن جناح الهيكل فى أبهار للناس بالمعجزات ولكن الرب أنتصر بالتواضع وأنكار الذات. وأخيراً حاربه الشيطان بترك الصليب ونهج الطريق السهل قائلاً: أعطيك ممالك الأرض كلها إن خررت وسجدت لي بدل أن تملك على قلوب البشر بالصليب. فانتصر الرب لنا وعلمنا ان لا نشتهي غرور وملك العالم بل نتطلع الي امجاد السماء مقدمين السجود والشكر لله.
المؤمن والأنتصار فى الحرب الروحية ... علينا أن ندرك أن إبليس عدونا يجول ملتمساَ من يبتلعه ويجب أن نقاومه راسخين فى الإيمان، فالنصرة أكيدة عندما نقاوم إبليس ونثبت فى كلمة الله ونلبس أسلحة الحرب الروحية ونصوم ونصلي طالبين الغلبة والنصرة من رئيس إيماننا ومكمله الرب يسوع الذى قال لنا {هذا الجنس لا يخرج إلاَّ بالصلاة والصوم}. أن الشيطان يعمل جاهدا إن يدخل طرق العالم حتى فى الكنيسة، ولدى مؤمنيها بمحبة المال، ويدخل المكر والدهاء لعقول البعض تحت اسم الحكمة، أو أن الغاية تبرر الوسيلة، أوالكذب الأبيض. الشيطان يطل علينا عن طريق التلفزيون والدش والنت فبدل أن يسمع الطفل صوت الترتيل والعبادة يسمع ويرى المناظر الخليعة واصبحنا محاصرين باغراءات العالم. والحق يقال أن شبابنا يحيوا وكانهم في جب الأسود فلابد ان يتحصنوا بالايمان وبالصوم والصلاة مع التواضع والصبر فدانيال سد أفواه الأسود بالصوم والصلاة. وبالصلاة والصوم علي المستوى الجماعي راينا كيف قبل الله توبة أهل نينوى ورحمهم وغفر لهم خطاياهم ورفع غضبه عنهم. وأولادنا في المدارس والجامعات يواجهوا حرب الإلحاد والانحراف الخلقي ودعوات ترك الإيمان المستقيم وعلينا أن نتقوى ونقويهم ونحصنهم ولا تفتر محبتنا لله. وفى ثقة بالله نلبس اسلحة الحرب الروحية القادرة بالمسيح يسوع على هدم حصون، وإخضاع كل فكر لطاعة المسيح.
التجربة على الجبل وتجارب المؤمنين؟
+ نتعرض فى حياتنا الي تجربة وحرب الشك في أبوة الله لنا {إن كنت ابن الله لماذا يتركك جائعاً؟ ولماذا يسمح الله بالمرض وبالفشل وبموت أحبائنا؟. ولماذا يتعرض المسيحيين للظلم والاضطهاد؟. لكن علينا ان نعي أن الطريق الي السماء ليس مفروش بالورود، ولم يدعونا الرب الي الطريق الرحب والسهل بل الي الطريق الضيق والكرب.{ بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت الله} (اع 14 : 22). رغم وعورة الطريق الروحي فان الله مهده لنا بل صار لنا السيد نفسه هو الطريق والحق والحياة ووعدنا أنه سيكون معنا كل الأيام والي أنقضاء الدهر.
لقد صام المسيح عنا أربعين نهارًا وأربعين ليلة وقد سمح للشيطان أن يجربه وأنتصر، وقد أورد الإنجيل عينات من هذه التجارب تجربة الخبز وتجربة مجد العالم وتجربة إلقاء المسيح نفسه من على جناح الهيكل وقد أنتصر الرب في كل التجارب وكسر شوكة الشيطان عنا واستخلص لنا بصومه المقدس نصرة على جميع سهام الشرير الملتهبة نارًا. أن للتجارب الروحية مداخلها ومنها مدخل الجسد واحتياجاته وعلينا ان نتحصن بالشبع بكلمة الله. والله فى محبته لنا لن يهمل أحتياجاتنا بل يشبعها بطريقة روحية ويقدس الجسد والنفس والروح. وقد يأتى الينا الشيطان بحروب الذات والكبرياء ولكن ننتصر بالتواضع والأنسحاق وطلب العون من السماء وأنكار الذات ليختفى المؤمن فى المسيح يسوع. أما مدخل المادة والممتلكات وبريق العالم الخادع فيحتاج منا الى حياة الغربة والتجرد والتطلع الي غني ملكوت الله. السيد المسيح الذى صام عنا ومن أجلنا والذى خرج منتصرًا على كل تجارب العدو قادر أن ينتصر بنا أيضا مادمنا ثابتين فيه.
الانقياد لروح الله......
+ لقد كانت التجربة على الجبل فى حياة السيد المسيح بعد المعمودية مباشرة بعد أن جاء صوت الآب من السماء شاهدًا {هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت} وبعدما حل الروح علي الرب يسوع المسيح بهيئة جسمية بشكل حمامة. كما أننا بعد المعمودية نصير أبناء لله بالتبني. ويجب أن ننقاد لروح الله لنصير أبناء لله حين نقبل نعمة البنوة ونتحد مع المسيح بشبه موته وننال نعمة الروح المعزي ونجاهد بالصلاة والصوم ونطيع الروح القدس ونسلم له حياتنا ليرشدنا ويعلمنا. والذين ينقادوا بروح الله فهولاء هم ابناء الله. الروح القدس هو الذي يرشدنا إلى جميع الحق، يعلم وينصح ويعزي ويشفع فينا بأنات لا ينطق بها ويأخذ مما للمسيح ويعطينا ويذكرنا بكل ما قاله السيدالمسيح. فإن كان الإنسان ينقاد بالروح في العمل والكلام ويسلك بالروح ولا يطفئه بل يطيعه يستطيع أن ينجو من حيل إبليس وينتصر فى التجارب ويعبر الضيقات لان الله معه
+ التجارب في حياة أولاد الله حتمية ولا مفر منها ولكن عندما ننحاز إلى المسيح ونجحد الشيطان وكل قواته الشريرة وكل نجاساته وكل حيله الردية والمضلة فاننا ننتصر ، فبعد أن خرج الشعب مع موسى من أرض العبودية واعتمدوا جميعهم في البحر الأحمر صارت الحرب مع عماليق. وبعد أن استعلن المسيح ابن الله بصوت الآب وحلول الروح القدس فقد شن إبليس الحرب الحرب عليه حتى على الصليب قال له { ان كنت أبن الله خلص نفسك} إذن التجربة نتيجة طبيعية لالتصاقنا بالمسيح واتحادنا معه ودخولنا إلى شركة معه وفيه بالروح القدس.
+ لم تخلو حياة أحد من القديسين على مر العصور من التجارب { جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يضطهدون} (2تي 3 : 12). فالرسل الأطهار كم قاسوا من التجارب والتشريد والحبس والسجون الاضطهادات والضيقات والأحزان. ولكن في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا. وهكذا الشهداء والأبرار الصديقين والنساء سكان البراري ورجال الإيمان والآباء، كم قاسوا وحملوا الصليب وتجربوا وطافوا معتازين مذلين ولم يكن العالم مستحقا لهم لكن بصلواتهم أنتصروا وأستمطروا مراحم الله علي العالم كله.
+ أن النصرة في المسيح وبالمسيح أكيدة. فالمسيح سحق الشيطان وبالصليب أشهرهم جهارا ظافرا بهم. رجع الشيطان مكسورًا مهانًا مذلولاً خائبًا وقال لنا رئيس هذا العالم آت ولكن ليس له فى شئ، والتمسك بالمسيح والحياة فيه، يهبنا النصرة ووعد المسيح قائم أنه أعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو الشرير. وهكذا ندرك أنه مهما طالت التجارب وتنوعت فان الغلبة النهائية هي لحساب المسيح. وما يبنيه الشيطان في سنين فان السيد المسيح يهدمه بكلمة، لأن ابن الله قد جاء لكي ينقض أعمال إبليس. وهكذا يدخل أبناء الله التجارب وهم حاملون للنصرة في داخلهم كتلميذ يدخل الامتحان مستعد للأمتحان فلا يخاف {ثقوا أنا قد غلبت العالم}. لقد أدرك القديسين أن النصرة ليست بقوتهم ولا بذراع البشر، ولا اعتمدوا على عملهم ولا على قدرتهم بل على الله وحده. فكانت لهم الغلبة والنصرة على الشيطان وكانوا يزدادون اتضاعًا وإنكارًا لذواتهم ويزدادون ثقة في الله الذي يقويهم {أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني}. ومهما حدث للمؤمن فلا يجب ان يستسلم بل عليه ان يتمسك بالرجاء وأن سقط عليه إن يقوم سريعا مقدما توبة صادقة لله الذى يقبل التائب ويقول من يقبل اليّ لا أخرجه خارجا.
التجارب وفوائدها فى حياة المؤمن...
+ أننا نصلي ونطلب من الله أن لا يدخلنا فى التجربة وأن ينجينا من الشرير لاسيما أن كانت التجربة تعثرنا أو تضعف إيماننا أو تبعدنا عن الله. لكن علينا أن ننظر إلى التجارب التي يسمح بها الله كنعمة وليس كنقمة وهى فرص للنمو الروحي والأنتصار لأن لها بركاتها الكثيرة ومنها إحساس المؤمن بوجود يد الله معه فى تجاربه وشعوره بالأكثر بالفرح، بعد أنقضائِها فعلاً ، وشكره لله عليها. التجربة تذيد المعونة والتعزية للنفس المتألمة ظلماً ، كما قال القديس بولس { لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذَلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضاً} (2كو 1 : 5). { عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي }(مز 94 : 19) التجارب تُعلم المؤمن الصابر فضائل كثيرة ، وتُشعر المؤمن بضعفه ، فلا يفتخر بعمله، أو بجهاده الروحى {إن خفة ضيقتنا الوقتية ، تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقَل مجد أبدياً } ( 2 كو 4 : 17 ) . وكما قال القديس مار إسحق السريانى ( التجارب أبواب للمواهب).
+ للتجارب بركاتها فى الأبدية ( رو 8 : 17 ) ، ( أع 14 : 222 ) فمقدار المكافأة يكون حسب صبر الإنسان على احتمالها ، وعدم تذمره عليها. وعلينا في التجارب أن نتمسك بوعود الله بإنقاذ الأتقياء وأن نصلى بروح التواضع محاربين بكل اسلحة الحرب الروحية ومنها الإيمان والتمسك بكلمة الله والصلاة والصوم والتواضع { لانك حفظت كلمة صبري انا ايضا ساحفظك من ساعة التجربة العتيدة ان تاتي على العالم كله لتجرب الساكنين على الارض (رؤ 3 : ه 10). لقد سمح ليوسف الصديق بالتجارب وحسده أخوته وباعوه عبد، وفى مصر أتهم ظلما من زوجة فوطي فار وسجن ولكن الله كان معه فكان رجلا ناجحا وحفظه الله ورفعه وأنقذ به مصر وأهله من المجاعة ومنحه حكمة ونعمة. في الضيقات والتجارب نري إمانة الله ، وبُطلان التعزيات الأرضية، ونتعلم أهميته التوبة والسهر الروحي والجدية، وعدم التعلق بالعالم وشهواته
يقول القديس مارإسحق السريانى : ( إن كنا أشراراً ، بالأحزان نؤدب وإن كنا أبراراً بالأحزان نُختبر ). وقال أب قديس آخر : ( عندما تأتينا التجربة ، يكون لنا : شعور أما بالفرح ، لأننا نسيرفى طريق الله الضيق ( المؤدى للملكوت ) ، أو شعور بالحزن ، لئلا تكون التجربة بسبب غلاظة القلب فينا ) .
+ أننا نصلي ونطلب من الله الذى جاء الي أرضنا وتجسد من أجل خلاصنا وشابهنا فى كل شئ ما خلا الخطية وحدها، وجُرب وأنتصر علي إبليس وقام ووهبنا النصرة علي الخطية والضعف والموت والشيطان وقواته أن يقودنا فى موكب نصرته ويعيننا على خلاص نفوسنا ويظهر بنا رائحة الذكية، أمين.

الخميس، 26 أكتوبر 2017

شعر قصير (62) الله معنا


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)
"ثقتنا فى الله"
ثقتنا في الله تدينا قوة لنسير فى الحياة
اللي معاه ربنا ينجح وثمره يبقى ما أحلاه
لايخشي يوم شر أو ضيق لان الله يتولاه
منتظر الرب كالنسر يرتفع وتتجدد قواه
الليّ يعطي المعيي والضعيف قدرة هو الله
فلا تخف وليتشدد قلبك وتمسك بالصلاة
لان الله سائر معك يقودك للنصرة والنجاة
.........
(2)
" ملجأ قوي"
أرنم لاسم الرب العلى
فهو بالرحمة ينظر الى
فى زمن الضيق هو ملجأ قوى
لو طلبت من إنسان يعتذر ليّ
وأن لم أطلب من الله يعتب عليّ
بقي يبقى أبوك اله محب قدير
ولغيره تروح وتترجى منه شئ
.....
(3)
" أرحم خليقتك"
يا خالق الشمس والأرض والبحار وضابط الأكوان
يا صانع الخير الرحوم ترآف على الإنسان والحيوان
أرحم خليقتك ونجيها من الشر والأعاصير والطوفان
مهما بعدنا عنك أو نسيناك أنت أمين صانع الأحسان
نقع في يدك ولاتسلمنا لغدر الطبيعة ولا في يد إنسان
لان مراحمك كثيرة وفي وقت الشدة حبك تملي يبان
نجينا من الاشرار وأدم علينا رحمتك والستر والامان
....
(4)
" الله معنا "
مهما يكون الطريق صعب وطويل راح نمشيه
واللي رعانا منذ الصغر يكون معانا نكمل فيه
دا احنا شعبه ورعيته وهو يعيننا ويحفظنا ليه
بمحبته يرشدنا ويقودنا ونحيا أمناء معاه وبيه
قديما ظلل علي شعبه بعمود نور بالليل دلهم عليه
وبالنهار ظلل علي شعبه بعمود سحاب كان يحميه
اللي معاه ربنا مانخافش منه ولا حتي نخاف عليه
......
(5)

" أرجع لربك"
ليه خايف من الغد ودائما عليه قلقان ؟
شايل الهموم وعايش اليوم في الأحزان
أرجع لربك وأطلبه وتوب يهبك الغفران
يديك سلام وهدوء ويشبعك بعد حرمان
تعيش معاه حاضرك ومستقبلك في أمان
تكون كنهر جاري يروى ودائما شعبان
يقودك ويدي حياة أبدية وتعيش فرحان
.......

الاثنين، 23 أكتوبر 2017

أسباب القلق وعلاجه


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
مفهوم القلق وأسبابه
+ نتعرض فى حياتنا للكثير من المشكلات والتي تسبب القلق للكثيرين، لكن بعض من قلقنا له مايبرره ويمكن معالجته والكثير منه هو مخاوف وأوهام لا أساس لها من الواقع او قد تكون وقائع ومشكلات حقيقية يتم تضخيمها. وعلينا مواجهة القلق بالثقة فى الله ضابط الكل ووعوده الصادقة وبعد ذلك الثقة فى النفس وقدرتها على تخطى الصعاب والتغلب عليها. تحكى احدى القصص ان الوباء أقبل الى مدخل احدى المدن الكبرى وهناك تقابل معه ملاك الموت فسأله : كم نفس ستحصد فى هذه المدينة؟ أجابه الوباء : مائه نفس! ودخل الوباء وانتشرت الشائعات والمخاوف والهلع داخل المدينة. وعندما رجع الوباء خارجا من المدينة قابله ملاك الموت. قائلا لقد خدعتني وقلت انك ستقبض على روح مائة شخص وها هي الحصيلة الفين! قال له الوباء حقيقي انا تسببت فى موت مائة شخص اما البقية فقد ماتت بسبب امراض سببها الخوف والقلق والهلع والاكتئاب.
+ القلق هو شعور بالخوف المستمر وعدم الراحة وفقدان السلام الداخلي وتكاثر الهموم والاحزان لدى الانسان مما يهدد سلامنا النفسي والروحي ويتسبب فى الكثير من الامراض ويزداد القلق ويترعرع فى الدول والمجتمعات الى تعانى بالأكثر من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني كما ان البعد عن الايمان الواثق فى الله يفاقم القلق مع العلم ان مختلف الظروف هي أمور نسبيه لن تمنحنا السعادة او الراحة او تسلبنا اياها بل كيفية استجابتنا وتعاطينا مع الظروف هو الذى يحدد وجهتنا ويهبنا السلام او القلق. فقد يواجه شخصان نفس المشكلة ويختلف رد الفعل لديهما، الواحد يراها فرصة مناسبة لتحقيق الذات والتغلب علي المشكلة والانتصار عليها والتقدم والاخر ينهار ويبكى او يهرب ويقلق ويفقد الرجاء.
+ يجب مواجهة القلق والمخاوف، وان كان هناك قلق طبيعي، فعندما نواجه تحديات كامتحان او فقدان صديق او موت احد الاقارب او الدخول فى مشروع جديد قد نوليه الاهتمام ونفكر فى المشكلة وما هي الحلول الممكنة لمواجهتها ونختار أفضل الحلول فهذا الاهتمام طبيعي يجعلنا نعيد ترتيب اولوياتنا ونعمل على مجابهة المتغيرات الطارئة فهذا القلق العادى، اما ان يتحول الاهتمام الى هم يشل التفكير ويفقد المؤمن سلامه ويقلق منامه ويسبب له الصداع والتهاب القولون العصبي أو الانطواء وغير ذلك من الاشكال المرضية فان القلق يكون قد تحول الى مرض يجب علاجه لذلك يوصينا الكتاب بعدم المبالغة فى الاهتمام بما يتجاوز قدرتنا { وما جاوز اعمالك فلا تكثر الاهتمام به }(سير3 : 24). ولهذا علينا ان نكون هاديين فى مختلف الظروف ويكون لدينا الحكمة والعقل لمواجهة تحديات الحياة { بالرجوع والسكون تخلصون بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم فلم تشاءوا }(اش 30 : 15).
+ الله يهتم بسلامنا كخالق لجبلتنا وكثيرا ما يطلب منا الثقة فيه فى مختلف ظروف الحياة {سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب} (يو 14 : 27). بل ان الجبال قد تزول والاكام تتزعزع ولكن سلام الله فى مختلف الظروف باقي لمؤمنيه { فان الجبال تزول والاكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب } (اش 54 : 10). الإيمان السليم بالله يجعلنا نثق فى الله وصفاته ورعايته للمؤمنين حتى فى اجتياز وادى ظل الموت ومواجهة الاخطار وتقلبات الحياة المختلفة كما عبر عن ذلك داود النبي عن ثباته وفرحه فى الرب { ثابت قلبي يا الله ثابت قلبي اغني وارنم }(مز 57 : 7).
+ جيد ان نعرف ما هي اسباب قلقنا ومخاوفنا ونعالجها ولا نجعلها تتفاقم . فقد تكون التربية الخاطئة من اسباب القلق فالاطفال الذين ينشأوا فى اسر مفككه ومجتمعات تذداد فيها الجريمة وفقدان الامان النفسي والاجتماعي يعانوا من القلق اعلى بكثير من غيرهم والبعض يتعرض للقلق نتيجة للفشل المالي او العاطفي او الاسرى او من الازمات الكيانية التي تصاحب مراحل العمر المختلفة. وقد يكون هناك قلق وعدم سلام ناتج عن الوقوع فى الخطية والشعور المستمر بالذنب ويحتاج الي التوبة الصادقة وقد تقصر فترات القلق او تتدرج وتطول وتتفاقم مالم يتم معالجتها.
+ القلق المرضى له آثار مدمرة ويتسبب فى الكثير من الامراض الجسدية ومنها الاحساس بالاختناق وعدم انتظام ضربات القلب وفقدان الشهية ونقص الوزن او النهم وزيادة الوزن لدى البعض او الصداع وفقدان الاتزان او الامراض النفسية او السلوك العدواني او دوام الشكوى والانتقاد وعدم الرضى والتذمر وقد يصل الى فقدان الحياة لكل قيمة واليأس كما ان للقلق آثار روحية ضارة وان كان يجب الرجوع الى الله فان البعض يتخذ القلق وسيلة للبعد عن الله والتمرد عليه والالحاد أو يلوم الله وكأنه السبب فى الصراعات والمشاكل مما يؤدى الى مزيد من القلق. وبالرغم من ان الحياة مع الله لا تلغى المشكلات الحياتية التي نعتبرها صليب نحتمله بشكر ان لم يكن هناك مجال للتخلص منها لكن بالرغم من كل المعوقات فان المسيحي يحيا فرحا بالله الذى يقوده فى موكب نصرته وكما عبر عن ذلك القديس بولس الرسول {من سيفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف. كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا} (رو 37:8-37).

انتصر على القلق وأستمتع بالحياة..
+ التوبة والرجوع الى الله .. الله هو مصدر سلامنا وكلما عشنا حياة الإيمان السليم نحيا فى سلام. وصدق القديس اغسطينوس عندما قال (اننا خلقنا الله على صورته ولن تجد نفوسنا راحة الا فيه). الخطية قد تفقد الانسان سلامه ويعيش نهبا للقلق وهذا ما حدث مع شعب الله قديما { لان اباءنا خانوا وعملوا الشر في عيني الرب الهنا وتركوه وحولوا وجوههم عن مسكن الرب واعطوا قفا. فكان غضب الرب على يهوذا واورشليم واسلمهم للقلق والدهش والصفير كما انتم راؤون باعينكم } (2اخ 29 :6، 8). ان التوبة الصادقة والرجوع الى الله بقلب صالح وفكر مستقيم والاقلاع عن الخطية وعدم العودة اليها تغفر الخطايا وتهب الانسان حياة مرضية وسلام يفوق كل عقل. قد نظن اننا لن نستطيع التحرر من ربط الشر وهذا صحيح لو اننا نجاهد لوحدنا ضد الشيطان وقوى الشر, اما متى احتمينا فى الله وحل المسيح بالايمان فى قلوبنا فاننا نثق انه هو الذى سينتصر فينا وبنا { فنظر اليهم يسوع وقال عند الناس غير مستطاع ولكن ليس عند الله لان كل شيء مستطاع عند الله }(مر 10 : 2) . ومع بولس الرسول نقول { استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني } (في 4 : 13). نعمل اذا مع الله ونثق فى قيادته الحكيمة ونستجيب لعمل الروح القدس فينا وهو الذى قبل توبة داود النبي وغير متى وزكا العشار والمرأة السامرية واغسطينوس وبلاجيا يستطيع ان يحررنا ويغيرنا ويقودنا فى موكب نصرته. علينا ان نصلى ونضع امور حياتنا فى يدى الله ونطلب ارشاده لنا ونصغى لصوته ونطرح مخاوفنا لدية واثقين فى عمل نعمته معنا.
+ الإيمان والثقة في الله ... ثقوا ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله ولا تقلقوا لشئ واثقين فى ان التجارب والضيقات هي لخيرنا. أن البحر الهادئ لا يصنع ربان ماهر، فخطة الله الحكيمة تعمل كالفنان العظيم الى يمزج الالوان معا لعمل اللوحة الجميلة وكل امور حياتنا تحت سيطرته سواء كانت بارادته او بسماح منه. علينا ان لا نقلق بل نصلى ونعمل من اجل تتميم ارادة الله فى حياتنا { لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله } (في 4 : 6). ولا تقلقوا من اجل الغد وما فيه يكفي ان نواجه امور يومنا بالايمان والتعقل { فلا تهتموا للغد لان الغد يهتم بما لنفسه يكفي اليوم شره} (مت 6 : 34). ولا تقلقوا من اجل أمور الحياة وانتم لكم آب سماوي يعتنى بكم {لذلك اقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تاكلون وبما تشربون ولا لاجسادكم بما تلبسون اليست الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس} (مت 6 : 25) بل اطلبوا ملكوت الله وبره وكل هذه تعطى لكم وتزداد. ولا تقلقوا من ظلم او اضطهاد فان الله هو رب كل العباد ويدعونا للفرح بالاجر السماوي الذى يناله الانبياء والصديقين لكل من يضطهدون من اجل اسمه القدوس والله لا يسمح بتجربة فوق طاقتنا {فمتى ساقوكم ليسلموكم فلا تعتنوا من قبل بما تتكلمون ولا تهتموا بل مهما اعطيتم في تلك الساعة فبذلك تكلموا لان لستم انتم المتكلمين بل الروح القدس }(مر 13 : 11).
+ القبول والغفران .. ان الله يقبلنا كما نحن بامكانياتنا وضعفاتنا وحتى بخطايانا ومجئ السيد المسيح الى العالم لم يكن من اجل الابرار بل من اجل الخطاه { فاذهبوا وتعلموا ما هو اني اريد رحمة لا ذبيحة لاني لم ات لادعوا ابرارا بل خطاة الى التوبة }(مت 9 : 13).{صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلص الخطاة الذين اولهم انا }(1تي 1 : 15). ان الله يقبل الخطاة ويحررهم ويغفر خطاياهم ويقبلهم ويسعى لسلامهم وجاء لتكون لنا حياة أفضل وهو يريد ان يريحنا من ثقل الشعور بالذنب ولكي نحيا مقبولين ومحبوبين منه وله ولهذا يجب ان نقبل انفسنا بما فيها ونقبل الآخرين كما هم بظروفهم {لذلك اقبلوا بعضكم بعضا كما ان المسيح ايضا قبلنا لمجد الله }(رو 15 : 7). نقبل الغير بدون تذمر أو نقد هدام يفسد العلاقات ونقيم جسور التفاهم والمحبة والعلاقات الجيدة مع الجميع حتى المختلفين عنا فى الجنس والدين والراي والعرق وعلى قدر طاقتنا نسالم جميع الناس.
+ الايجابية المسيحية .. المؤمن الحقيقي هو انسان مبادر وخلاق وايجابي. راينا كيف تصرف الاربعة رجال حاملي المفلوج ليقدموه للسيد المسيح وعندما لم يستطيعوا الدخول من الباب صعدوا الى السقف ونقبوه وانزلوه المفلوج امامه {فلما راى يسوع ايمانهم قال للمفلوج يا بني مغفورة لك خطاياك} (مر 2 : 5). علينا اذا ان نكون مبادرين ولا نجعل الاحداث تحركنا كقشة فى مهب الريح، بل نبادر الى صنع الاحداث والتكيف مع ما لا نستطيع تغييره. يجب ان نعرف الوزنات المعطاة لنا من الله ونستثمرها فى العمل الخلاق. كثيرين متى اعطاهم القدر شئ صعب او مر يتعثرون ولكن البعض متى اعطاه القدر ليمونة حامضة يصنع منها عصيرا طيب المذاق. يحكى عن احد الاشخاص فى صحارى امريكا اشترى ارض صحراوية لاستصلاحها ولكن اكتشف ان الثعابين السامة تنتشر فيها بصورة بشعة ولا تصلح لشئ، فما كان من زوجته الا انها شجعته ان يقيم عليها مزرعة للثعابين السامة ونجحت الفكرة واصبحوا اثرياء من ورائها وحتى سمومها كانت تباع كمصل واقي .
+ معالجة الصراع النفسي .. يقلق الانسان من تعارض الرغبات وتصارع الدوافع بين المنع والاقبال او بين رغبات لا يمكن الجمع بينها كالهجرة والبقاء فى المجتمع العائلي وهنا يجب دراسة الامور واختيار الافضل والانسب لنا وقد يعانى البعض الانقسام او الصراع النفسي متى قوبل بالرفض الاجتماعي او الرغبات غير المشبعة وعدم الامان العاطفي او الاقتصادي والحاجة الى الحب والتقدير وكل الدوافع غير المشبعة لكن يجب ان نعى انه لا يوجد انسان يستطيع ان يمتلك ويحقق كل شئ ولهذا فان القناعة والرضا كنز لا يفنى {واما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة} (1تي 6 : 6). وحتى لو ملك الانسان العالم وخسر نفسه فلا نفع له { لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه }(مت 16 : 26). فيجب ان نكون صادقين مع انفسنا ونقبل انفسنا كاناس مخلوقين لاعمال صالحه { لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها }(اف 2 : 10). وفى مواجه متغيرات الحياة علينا بالايمان والرجاء فى الله والصلاة اليه وفى مواجهة الخطية علينا بالتوبة والرجوع الى الله بالتوبة والاعتراف واستشارة اب الاعتراف الامين او الاستشاريين النفسيين الامناء والمرشدين الروحيين. لا تقولوا ان امامنا هموم كبيرة ولكن لنقل للهموم ان معنا رب عظيم قدير، هو لدفة سفينة حياتنا يحرك ويدير وهو سيصل بالسفينة ومن فيها معنا الى بر الامان والايمان والمحبة والرجاء.

الخميس، 12 أكتوبر 2017

شعر قصير (61) أنتظر الرب


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)
أنتظر الرب وعمله ووعوده في إيمان وثقة ورجاء
فمنتظر الرب لا يخزي ابدا بل كنسر يحلق في آباء
يجدد كالنسر شبابك ويكثر لك الله الاحسان والوفاء
لا يضرك حر ولا كيد الاشرار وجهدك لا يضيع هباء
لا تعثر بحجر ويوصي ملائكته ليحفظوك من كل وباء
تنجح في طرقك و يهبك سلام وفرح ومحبة وعزاء
بالرب احتميت فينجيك ويقودك لتصل بسلام للسماء
......
(2)
" سالوا القبطي"
سالوا القبطي بتحب مصر ؟
رد وقال انا كل يوم باموت فيها!
وعرقي ودمي سقاء ارضها
وباصلي لربي يهدي أهالها
قالوا له بتحب الحياة قال أنا سفير فيها
وكل يوم باجول اصنع خير علي أراضيها
قالوا له بتحب أديرتها ؟
قال دا تاريخ أجدادي علي أرضها ومبانيها
والقديسين سهروا الليالي عابدين فيها
ومن عبق التاريخ باحن أنا ليها
رحت ازورها فيوم أرتاح من الهموم
طلع علي الشر بيحوم
قتلني بخسه لاشفق علي ست
ولا طفل ولا رضيع القوم
فجأة لقينا أرواحنا في السماء
ملايكة تسبح والفرح والنور ليها هدوم
بس أوعوا تفتكروا الظلم دا هيدوم
مصير الشر ينتهي وكل ظالم وهيجيله يوم
.......
(3)
" بحلم بيوم"
بحلم بيوم فيه المحبة بين الناس تدوم
لا يقوم أخ علي أخيه ولا يبات أحد مظلوم
لا يبات إنسان فقير ولا جعان ولا محروم
نخدم بعضنا بالتواضع وللخير الكل يروم
الخير كتير يكفى الكل لكن الطمع غلب القوم
الكراهية تقسي القلب وتخلينا علي بعض نقوم
ها نخرج منها بلا شئ زي ما جينا بدون هدوم
......
(4)
" نحن باقون"
مسلسل القتل للابرياء الأقباط باقي ونحن باقون
ما بقيت الأهرام والنيل والنخيل وأشجار الزيتون
تاريخ الشهداء حافل بمن ضحوا بحياتهم واثقون
في السماء لنا مكان أفضل وفي مصر نحن صامدون
لا الأرهاب يرهبنا ولا الحقد الأسود يغيرنا لكارهون
نرفع قلوبنا للعلي ليهدي القتلة والجهلة والمتطرفون
نطلب العزاء لاهلناويبصر الجهلة شر ما هم فاعلون
ليضمد الله جراح وطن ينزف ويقيم العدل للمظلومون
....
(5)
" تشتاق نفسي اليك"
كشوق الغزال في قيظ صيف لمجري مياة
تشتاق نفسي في غربة الحياة اليك أنت يالله
عطشت نفسي واشتاقت لمحبتك وللارتواء
أنت بلسم نفسي وشبع لروحي ولجسدى شفاء
لماذا أنت منحنية يا نفسي ترجي الرب الاله
هو حصن وخلاص وداعي للتوبة كل الخطاة
تعالي وارتمي بين ذراعيه فهو يعطي النجاة
......

الخميس، 5 أكتوبر 2017

شعر قصير (60) العذراء قدوة


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)
"شفاعة ومعونة"
أمي يا عذراء مريم محتاجين منك شفاعة ومعونه
بنمر بضيقات وتجارب والأعداء حولينا بيحاربونه
وسط غابه أسود وديابه، حياتنا بيكي تبقي مصونه
أشفعي فينا يا أمي وأطلبي من الملائكة يحرسونه
اللي ماله أمي حاله يبكي ويغم، وأنت أمنا الحنونه
بنصلي بلجاجه وقت حاجة ونقول ياقديسين فرحونه
بصلواتك ياعذراء عنا لربنا، نجد عنده دالة ومعونه
......
(2)
"العذراء قدوة"
العذراء مريم أمنا نتعلم منها كنوز فضائل وعبر
قدوة لينا فى الإيمان والصلاة والهدوء منذ الصغر
فى التسليم والتواضع والصمت هي جامعة تعتبر
فى المحبة والطاعة لله والعمق هي محيط كله درر
بمجرد سلامها لأليصابات الأم والجنين فرحه لينا ظهر!
قالت اليصابات: أيه كرامة أن تاتي اليّ أم ربي وتزر !
فطوبي لمن أمنت بما قيل لها من قبل الرب ولنا ظهر
.....
(3)
" نصيبي هو الرب"
نصيبي هو الرب فهو ليّ نعم المحبوب
تشتاق اليه نفسي وتشبع به كل القلوب
يملأ الروح سلاماً والقسوة معه تذوب
بحبه جاء الينا وتجسد وصار مصلوب
ودعا الخاطي والشرير أن يرجع ويتوب
بنعمه غنيه يغفر ويحرر من كل الذنوب
يغيّر ويقدس، ويقول للخاطئ أنه محبوب
.....
(4)
"ربنا موجود"
فيه اسئله للتفكير ومن غير ردود
ولكل إنسان بداية ونهاية وحدود
وعشان الإنسان فكره دائما محدود
يترك الامر لله ويثق أن ربنا موجود
يحيا متواضع دا الجسد للتراب والدود
واللي يحيا للروح على شهواته يسود
موته يكون أنتقال للسماء كملاك للخلود
........
(5)
" ستى يا عذراء"
ستي يا عذراء انتي قادره
وباحوالنا وهمومنا أنتى أدري
فرحي قلوب شعب أبنك بنظرة
بصلواتك المقبوله عند ذو القدرة
نحيا في سلام الله ونعمته الغافرة
نطويك في كل جيل يا أمنا ياطاهرة
.....

الجمعة، 29 سبتمبر 2017

شعر قصير (59) إيماننا بالله


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
" قوة كبيرة"
حقيقي أيد وحده لوحدها ماتسقفش
لكن تقدر تمتد للناس وتقدم السلام
ماتقولش أني وحيد بلا حول ولا قوة
في عالم كله مصالح وتعب وخصام
أنت بربك قوة كبيرة تصنع خير ووئام
قدم من قلبك محبة وكلمة حلوة وأبتسام
العالم محتاجك كشمعة تنور وسط الظلام
........
(2)
" مالك نفسه"
مالك نفسه وضابطها خير
من اللي يحكم ويملك مدينة
وضابط لسانه عن الشر،
يقدر يوجه جسده كله للخير
زي ما الربان بالدفة
يوجه ويدير كل السفينة
حواسك زي ما تحركها،
تروح للخير أو الشر
وكمال العقل زينة
وغني النفس بالله
أعظم من الكنوز الثمينة
دا هانخرج من الدنيا بلا شئ
زي ما دخلها فيها وجينا
.....
(3)
" بالرجاء نخلص"
أن أحاط بنا اليأس يوماً كوحش كاسر
فلا نخاف بل نرفع للسماء قلوبنا مباشر
فرجائنا يهزم اليأس ويكون لنا الله ناصر
الرجاء قوة تتجدد وتقيم الساقط والعاثر
بالرجاء نخلص وإبليس علينا لا يتجاسر
الرجاء يقوي إيماننا وسرورنا بالله يتكاثر
لنتمسك بالرجاء لان الذي وعد أمين وقادر
(4)
"عندما يتدخل الله"
عندما يتدخل الله يعدي في البحر طريق
ويعوضنا تعب سنين ويوسعها بعد الضيق
لو بنعاني الوحدة يكون لينا هو أحلي رفيق
من الشك واليأس ينقذنا ومعاه نقوم ونفيق
يهدم كل حصون الشر اللي فى طريقنا يعيق
نطلب بثقة ومحبة وننتظر عمله كصديق
نختبره كأب صالح وحبه مشبع وعميق
.....
(5)
" أطلب حكمة"
لا تصاب باليأس لعثرة وتقول فشلت خلاص
دا الهنا يدي رجاء ويقدر يقوي أضعف الناس
هو بيدي الجاهل حكمة ويخليه مرفوع الرأس
ولا تتغر لنجاح يوم وتتكبر دا التواضع أساس
والغرور بداية السقوط وياما ضيع وأسقط ناس
جاهد واطلب الحكمة من ربك في يقظة وأحتراس
قبل الكسر الكبرياء والتواضع نعمة تقود للخلاص
......

الأحد، 17 سبتمبر 2017

أنا أريحكم



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

+ دعوة ووعد من الله...
إلي جميع المتعبين والثقيلي الأحمال فى عالم يعاني، فى البعد عن الله، من المتاعب والأثقال. سواء كانت متاعب ظاهرة للآخرين، أو مكتومة في القلب لا يعلمها الأ الله، ولو كانت متاعب روحية، أو نفسية، أو جسدية، أو إجتماعية في ظل المشكلات التي يعاني منها الأفرد والمجتمع. ولكل المتعبين والثقيلي الأحمال جاء السيد المسيح يقول { تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ}(مت 28:11-30). لقد جاء السيد المسيح له المجد { يطلب ويخلص ما قد هلك} (مت 18: 11). جاء ليخلص العالم من خطيئته كما قال إشعياء النبي { كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد إلي طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا} (اش 53: 6). جاء ليخلص العالم من آلامه ومتاعبه، ولذا قال النبي { لكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها} (اش 53: 4). وعلينا أن نصلي ونأتي الي الله ونطلب منه الراحة بثقة ومحبة ورجاء ونلجأ إليه سواء كان الحمل ثقيل أو خفيف. ولن نجد أمامنا مثل الله ودعوته ووعوده الصادقة بأن يريحنا.
+ الهنا وديع ومتواضع القلب..
أنه ملك السلام الذى يهب الراحة والسلام لمن يدعوه { سلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ} (يو 14 : 27). أنه الوحيد الذى يغفر الخطايا ويحرر من الذنوب {مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ }(مي 7 : 18). أنه الداعي الخطاة الي التوبة {فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراًبَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَة} (مت 9 : 13). أنه يدعونا أن نأتي اليه بخطايانا وذنوبنا ويعدنا القبول والغفران {هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ} (اش 1 : 18) . أن الله الهنا طيب ومريح للتعابى والثقيلي الأحمال، كثيرون في متاعبهم يجلسون مع البعض فيزيدونهم تعبًا. لكن المسيح المريح، كل من يلجأ إليه يستريح. أنظروا كيف دافع عن المراة الخاطئة وسامحها { وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ. قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ. وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟». قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاًبِحَجَرٍ!». ثُمَّ انْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ خَرَجُوا وَاحِداً فَوَاحِداً مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسَطِ. فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَداً سِوَى الْمَرْأَةِ قَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ أَيْنَ هُمْ أُولَئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟». فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ يَا سَيِّدُ». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضاً.}( يو3:8-11). إنه مانح السلام والغفران والمصالحة ويقدر أن يعطي الناس راحة وهدواً وعزاءاً، وسلاماً وطمأنينة. ويرفع عن الناس أثقالهم، ويحملها بدلًا عنهم ويريحهم. وهكذا يفعل أبناء الله وخدامه الذين ذاقوا محبة الله . وقد قال {ادعني في يوم الضيق، أنقذك فتمجدني} (مز 50: 15).
+ الضيقات ليست تخلي من الله عنا ...
الله قد يسمح بالضيقات لفائدتنا وتعليمنا ولتنقيتنا لكي ننال بها الآكاليل . المؤمن المتضع يصلى ويشكر الله ويطلب الصبر والتعزية في الضيقات ، وبالعمل الإيجابي والإيمان يصل الى أفضل الحلول لما يواجهه من ضيقات فيرى يد الله تحمله فى الضيقات وترفعه فوق الأحداث، ويلجأ إلي الله بالركب المنحنية والأيدي المرفوعة والكتاب المقدس المفتوح والتوبة الدائمة. لقد تساءلت النفس البشرية أو الكنيسة قديماً وقالت قد تركنى الله ونسينى فاتها الجواب من الله مطمئناً: { وَقَالَتْ صِهْيَوْنُ: «قَدْ تَرَكَنِي الرَّبُّ وَسَيِّدِي نَسِينِي».هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هَؤُلاَءِ يَنْسِينَ وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ.هُوَذَا عَلَى كَفَّيَّ نَقَشْتُكِ. أَسْوَارُكِ أَمَامِي دَائِماً.}(إش 49: 14-16 ). وهكذا قال القديس بولس يكتب عن ضيقاته وزملائه في الخدمة {مكتئبين في كل شي، لكن غير متضايقين. متحيرين لكن غير يائسين، مضطهدين لكن غير متروكين.} (2 كو 8، 9). أن البعض عندما يواجه ضيقة أو محنة تراهم يفقدون سلامهم، ويظلوا يعانوا من الألم والحزن داخل نفوسهم. ولا يجدوا أمامهم سوي الشكوى أو التذمر أو البكاء. وفي كل ذلك لا يفكروا أن يلجوا إلي الله، ولا أن يضع أمامه وعد الله {القي علي الرب همك. وهو يعولك}(مز 55: 22). البعض الأخر يفكر فى حلول بشرية خاطئة أما نحن فلنأتي الي الله ونضع أمامه متاعبنا بكل صراحة، سواء كانت تتعبنا أنفسنا وخطايانا أو عاداتنا الخاطئة أو معاملة الآخرين أو ضغوطهم. أو ظلمهم أو قسوتهم. أو حروب إبليس. ونصلي الي الله ليخلصنا منها. هكذا تدخل الله مع دانيال النبي قديما وأنقذه من الأسود الجائعة كما أنقذ الفتية فى آتون النار المتقدة.
+ كيف نأتي الي الله ....
التوبة والتواضع
الأبن الضال كان في الكورة البعيدة يعيش في تعب. ثم فكر أن يأتي إلي أبيه ليستريح فأتى إليه تائباً بقلب منسحق وهو يقول { أخطأت إلي السموات وقدامك، ولست مستحقًا أن أدعي لك ابنًا} (لو 15: 21). وبهذا الانسحاق قبله أبوه، وأقام له وليمه فرح وألبسه الحلة الأولي، وجعل خاتمًا في يده. بينما أخوه الأكبر خسر الموقف، لأنه رفض أن يأتي الي أبيه، وتكلم معه بكبرياء قلب. فلا تأت إلي الله متكبرًا، تقول له: لماذا تتركني، ولا تنسب لله أسباب مشاكلك، إنما تعال إليه منسحقًا، لكي تصطلح معه. وكما يقول { ارجعوا إلي، أرجع إليكم، قال رب الجنود } (ملا 3: 7). عندما نصطلح مع الله. نجد الدنيا كلها قد اصطلحت معنا، ويعطينا الرب سلامًا وراحة في قلوبنا وثقة وطمأنينة.
الإيمان والصلاة.
كثيرون يأتون إلي الله، ولكن ليس عندهم إيمان أن الله سيحل مشاكلهم ويصلون وهم لا يحسون إن الصلاة ستكون لها نتيجة، وهكذا يستمرون في تعبهم بسبب عدم إيمانهم، وبسبب فقدانهم للرجاء والثقة بالله. أما نحن فعلينا أن نصلي بإيمان وثقة فى قوة وأقتدار الصلاة. فلقد قال السيد المسيح للأبرص الذي شفي { قم وأمض.. إيمانك خلصكْ} (لو 17: 19). وقال للأعمى المستعطي في أريحا {أبصر إيمانك قد شفاك} (لو 18: 42) وقال للأعميين { بحسب إيمانكما يكون لكما}. لذلك تعال إليه بإيمان، واثقًا أنه سيريحك وصلي اليه بثقة وخشوع ودموع وستخرج من أمامه فى راحة وسلام.
التلمذة وحمل الصليب..
أن السيد المسيح يدعونا الي التعلم منه والتلمذة عليه فهو الوديع والمتواضع القلب فنجد الراحة ونحمل الصليب كحمل خفيف ونير هين نجد معه التعزية والسلام { وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ وَيَتْبَعْنِي} (لو 9 : 23). علينا أن نحيا فى شكر وتسليم لله حتى وسط الضيقات فمدام الله معنا فانها تهون وتخف، وخفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا ثقل مجد أبدي{ لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيّاً }(2كو 4 : 17). ونطلب من الله السلام وسط الضيقات، والتعزية وسط الأحزان، والراحة من متاعب الحياة، ونطلب منه ثمار الروح القدس { محبة وفرح وسلام} (غل 5: 22). فالروح القدس يعطي التعزية والسلام والفرح والله قادر أن يقودنا ويصل بسفينة حياتنا الي بر الأمان والأبدية السعيدة لمجد أسمه القدوس.

الجمعة، 15 سبتمبر 2017

أطبوا أولاً ملكوت الله وبره


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
أهتمام الإنسان بتوفير حاجاته المادية..
+ في عالم اليوم ووسط موجات الغلاء والتضخم نجد الكثير من الناس يقلق ويضطرب من أجل أمور الحياة الكثيرة ويقضى وقته فى توفير متطلبات الحياة المادية ويغفل الأهتمام بروحياته وصلاته وحرصه علي أبديته وأهتمامه بعلاقته بالله وملكوته { فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟. فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ} (مت 13:6-34). يوضح لنا الله أهمية الحياة معه، فلا نقضي غالبيه حياتنا لاقتناء الطعام واللباس والمسكن والتعليم، والأهتمام بمطالب الجسد فقط بل علينا أن نهتم أيضا بتوبتنا ونمونا الروحي وشبعنا بالله فى توازن وترتيب للأولويات فى حياتنا، فحياتنا وأبديتنا أهم من الماديات الزائلة. والله الذى منحنا هذه الحياة وهذا الجسد، قادر بالطبع أن يهبنا احتياجاتنا المادية وجاء لتكون لنا حياة أفضل.
+ الله يقدم دليلا علي أهتمامه حتى بطيور السماء التي تطير مغردة دون أن تقلق لأجل احتياجاتها الجسدية والتخزين للمستقبل، وهو يقوتها يوما فيوما.الإنسان، رأس الخليقة، يهتم به الله ويعطيه احتياجاته إذا اتكل عليه. وماذا استفاد المهتمون بالأمور المادية، هل استطاعوا أن يزيدوا طولهم ذراعا واحدة؟ فالله هو الذى يعطى طول الجسد وشكله، ويحفظه إذا اتكلنا عليه. كما أن زنابق الحقل، ولا سليمان الملك، رغم عظمته وكثرة أمواله، لم تصل ملابسه إلى جمال هذه الأزهار، مع أنها مجرد أعشاب تنمو لبضعة شهور ثم تذبل. أن الإنسان ذو قيمة عظيمة فى نظر الله أعظم من الطيور وزهور الحقل ؟. لقد تجسد الأبن الكلمة وبذل ذاته فداءاً عنا ولهذا علينا أن نعمل بعدم تكاسل فى ثقة بمحبة الله وعنايته بنا وتوفيره لاحتاجاتنا وعلينا أن نطلب أن يملك الله على قلوبنا ونتمتع بعشرته، ويملك علي البعيدين ويقربهم اليه ونسعي فى طلب البر واثقين أن أمور الحياة يوفرها الله لنا. ولا ننسى أن هدفنا الأسمي هو الله، نعطيه القلب والأولوية فى وقتنا وأعمالنا وتفكيرنا ومحبتنا. هكذا قدم أبراهيم أبو الأباء أبنه وحيده علي المذبح معطيا الله الأولوية حتى على أبنه من أجل ذلك راينا الله يمنعه أن يمد يده عليه وقدم له حمل محرقه عوض عن أبنه وباركه الله. ولهذا قال القديس بطرس الرسول والرسل { فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَالرُّسُلُ: «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ }(اع 5 : 29)
+ ترتيب أولويات حياتنا...
+ مع أهتمامات الإنسان الكثيرة والأنفتاح علي عالم الميديا والنت والموبيل والطفرة فى عالم الأخبار، تشتت الفكر وكثرت متطلبات الحياة وأصبح الإنسان عرضة لضياع الهدف أو وضع أهداف وقتية زائلة تعطلت مسيرته نحو الله والأبدية. وحتى فى زمن السيد المسيح كانت مرثا مرتبكة من أجل أمور كثيرة وطلبت مساعدة أختها لها فيها ولهذا عاتبها السيد { فَأَجَابَ يَسُوعُ: «مَرْثَا مَرْثَا أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ. وَلَكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا»} (لو 41:10-42). رغم أهميته ما تعمله مرثا فى إعداد الطعام الضرورى للحياة الجسدية، لكنها إنهمكت فيه بمبالغة، لدرجة أنها اضطربت، فعاتبها المسيح. وهو طبعاً يقدر محبتها واهتمامها بتكريمه، ولكن الإنشغال الزائد يربك ويوتر الإنسان. قد يكفى صنف واحد أو أثنين من الطعام الضرورى. وأما مريم اختارت النصيب الأفضل، وهو سماع تعاليم السيد وهذا الاختيار هو الذى يشبع النفس ويخلصها. وهو الذى يوصل المسيحى إلى الملكوت الأبدى ومع تقدير المسيح للأعمال العالمية المفيدة وكل الخدمات حتى الروحية، مثل مساعدة المرضى، والمسنين، وإعالة الفقراء مادياً، لكنها لا تغنى الخادم أو الإنسان الروحى عن علاقته الشخصية بالمسيح ومحبته وممارسة الأسرار المقدسة والصلاة وقراءة الكتاب المقدس.
+ من الأشياء الهامة والضرورية للنجاح والتفوق فى الحياة ان نرتب أولويات حياتنا ونعطيها الإهتمام والوقت الكافى، فنقوم بعمل الأشياء المهمة فالأقل أهمية. فليس من المعقول ان يسوق أحد سيارته هائما على وجهه فى الطرق ويتمنى الوصول سريعا الى نقطة وصول محددة. ففى هذا مضيعة للوقت والجهد والمال. فلا نعطي الشئ الاقل أهمية او بلا فائدة الوقت الكثير أو نمضى الوقت فى الكسل ونطمح فى تحقيق النجاح والسعادة. كما ان من يعمل ما يفيد يتخلص مما لا يفيد والعكس صحيح. ان الله يدعونا للتفكير والتخطيط السليم لبناء حاضر سليم ومستقبل آمن وأبدية سعيدة { ومن منكم وهو يريد ان يبني برجا لا يجلس اولا ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله. لئلا يضع الاساس ولا يقدر ان يكمل فيبتدئ جميع الناظرين يهزاون به. قائلين هذا الانسان ابتدا يبني ولم يقدر ان يكمل} (لو 28:14-30). فالإنسان الروحى الذى يريد أن يبنى برجاً، أى علاقة روحية تربطه بالسماء، ينبغى أن يضع الأساس وهو الإيمان بالمسيح والجهاد الروحي فى الصلاة والصوم والتوبة بانسحاق، حتي لا تهزأ الشياطين به.فدعوة المسيح لحساب النفقة ليس تخويفاً لتابعيه من صعوبة الطريق، لكن ليدفعهم حتى يستعدوا بوضعه هدفاً وحيداً لهم والإرتباط بمحبته، فيضمنوا الوصول للملكوت والتمتع بعشرته المفرحة دائماً.
+ ويوصينا الكتاب المقدس بان نهتم بخلاص نفوسنا وعلاقتنا بالله والناس فى توازن وتكامل فى حياتنا، ففى مثل الغني الغبي الأناني الذى أهتم فقط بامواله دون علاقته مع الله والناس راينا كيف خسر حياته الابدية { فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي اعددتها لمن تكون } (لو 12 : 20). فلو ربحنا العالم وخسرنا أنفسنا فنحن نسير فى طريق خاسر{ ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26). وحتى لو استباح الإنسان لنفسه شهوات العالم، ولو تصورنا أنه مَلَكَ كل شهوة فيه، وهذا مستحيل لكن سيخسر أبديته، وبهذا يكون قد أضاع نفسه وأهلكها ولا شئ يساويها أو يعوضها، فللإنسان نفس واحدة لا يستطيع أن يجد غيرها، وهى أغلى من كل ممتلكات العالم وشهواته، وثمنها هو دم المسيح المسفوك لأجلها، فلا يمكن أن يضيع الإنسان أغلى شىء فى الوجود، وهو نفسه، لأجل أية شهوات أو أمور مادية مؤقتة.
+ ترجع أهمية ترتيب الأولويات فى حياة الإنسان لمحدودة الوقت والجهد والإمكانيات فبترتيب أولويات حياتنا وأعملنا ومقابلاتنا نستطيع ان نحقق الامور التي نسعى للقيام بها والتخطيط السليم يجعلنا نتفوق ونحقق رسالتنا فى جوانبها الحياتية المختلفة فى تكامل وتعاون للقيام باعمالنا ودورنا كافراد فى الاسرة والعائلة ودورنا فى كنيستنا ومجال العمل الذى نقوم به فى المجتمع وبين الاصدقاء نقوم به بحكمة مفتدين الوقت. وعلى المؤمن وضع الاهداف التي يريد ان يصل اليها سواء على مستوى الاسبوع او الشهر أو السنة. كل هذا يجعلنا نتقدم وننجح ونسعد. ومع معرفة ميولنا وإمكانياتنا ووزناتنا وتنميها بالجهد والعرق المتوالي نصل للنجاح والنبوغ بالتخطيط والتنفيذ والمتابعة نتخطى العقبات وننجح فى كل عمل صالح { لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها} (اف 2 : 10(.
+ بتحديد الأولويات ومعرفة امكانياتنا وتطوير وبناء الذات نجد ان هناك فرق كبير بين حياتنا التي تمضى بدون حساب النفقة وبلا ترتيب ونظام وبين ان نبنى برج النجاح لعلاقات ناجحة تنمو وتفتح أفاق جديدة للسعادة وتحقيق ما لم نكن نحلم به أو نتصوره من تقدم وما العبقرية الى جهد متواصل تنمو ثماره على مر الزمن وتظهر نتائجه مع اداء الانسان دوره فى مجتمعه فى سعادة. علينا اذا إكتشاف إمكانياتنا وقدراتنا وطاقاتنا وميولنا واستغلالها والمتاجرة والربح بالوزنات المعطاة لنا من الله لهذا مدح الله الذين تاجروا بوزناتهم لهم وربحوا وأدان الى طمر وزنته (مت 19:25-29). لقد منح الله كل من وزنات ليتاجر ويربح بها ولم يبخل علينا بل أعطي كل وأحد على قد طاقته وسيحاسبنا على ما هو متاح لنا وليس ما هو غير مستطاع مع أننا نستطيع عمل الكثير بالتركيز والنظام والتصميم فى المسيح الذي يقوينا. لكن علينا أن نعي أن هناك حساب على أعمالنا والوزنات التي بين أيدينا. الله منحنا وزنات ومواهب روحية وجسدية ونفسية ومادية سواء معرفة وحكمة وتعليم وإمكانيات عقلية ومحبة وخدمة وصحة ومواهب ومال ووقت علينا أن نجاهد بها في حياتنا لنربح. كما أن الله لا يحابي أحداً على حساب آخر، لكنه يعرف طاقة كل واحد فما قدمه لنا الله من مواهب لم يقدمها إعتباطاً وإنما هو يعرف ما يناسب كل إنسان لخلاص نفسه وأسرته وخدمة كنيسته ومجتمعه. فلا يتكبر أحد على أصحاب المواهب الأقل ولا يحسد حساب الوزنات الأقل أصحاب المواهب الأكثر، بل نشكر الله ونستثمر ما بين أيدينا. الله يهبنا الحرية والارادة وفى المقابل نجد أن كل منا مسئول عن أستثمار وزناته (مت14:25-30). ويجب ان ننمى وزناتنا الروحية العقلية والعملية وعلاقاتنا فما التفوق والعبقرية الا معرفة من الانسان لمواهبه وبالجهد الامين فى تنميتها بمرور الوقت والتراكم المعرفي والزمنى وبالانجازات تصنع المعجزات. اما الكسالى والخاملين فلا مكان لهم فى عالم اليوم ولا حتى فى السماء من أجل تراخيهم وعدم أهتمامهم بخلاص نفوسهم.
المجالات الهامة فى حياة المؤمن..
+ العلاقة بالله ومحبته والعمل للوصول الى ملكوت السموات يأتي فى أول سلم إهتمامات الانسان الروحي من أجل هذا قال لنا السيد الرب { اطلبوا ملكوت الله وهذه كلها تزاد لكم }(لو 12:31). محبة الله والقريب والنفس هم مثلث راسه محبة الله وضلعيه محبة القريب والنفس { تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك هذه هي الوصية الاولى. وثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك ليس وصية اخرى اعظم من هاتين} (مر 30:12-31). محبتنا لله وطاعتنا لوصاياه وعمل ارادته فى حياتنا والنظر الى الناس والحياة والأشياء فى ضوء الكتاب المقدس وقيادة الروح القدس يجعلنا نسلك فى النور ونكون نور للعالم الجالس فى الظلمة { لان الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح}(2تي 1 : 7(. علينا أن نكون أناس صلاة من أجل الجميع ليس من أجل خلاص أنفسنا فقط ولكن ومن هم حولنا بل وعالمنا كله { فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ انْ تُقَامَ طِلْبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ} (1تيم 2:1) كما أنه وأجب علينا أن نتوب ونحاسب أنفسنا ونسعي للسلام والمصالحة مع الغير لاسيما أن كان الخطأ قد صدر منا { فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئاً عَلَيْكَ. فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ وَاذْهَبْ أَوَّلاًاصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ.} (مت 23:5-24)
+ الاهتمام بالسعادة الاسرية وبناء اسرة مترابطة قوية سعيده متفاهمة تحيا فى محبة وتعاون وشركة مع الله والكنيسة وتشارك فى المجتمع وتشهد للإيمان اولوية مهمة فى حياة المؤمن، فقد ينجح الانسان فى العمل ويحقق طموحه الدراسي والمادي دون ان يهتم ببناء بيت سليم، فتتفكك الاسرة أو يفشل الأبناء. وكم من اشخاص تغربوا من أجل تحقيق طموحهم المادي وتركوا زوجاتهم واولادهم دون إهتمام وتسبب ذلك فى العديد من المشكلات التي تسبب لهم التعاسة والآلم. لهذا فمن أولويات المؤمن الاهتمام بأهل بيته وأسرته واقربائه وحياتهم الروحية { واما انا وبيتي فنعبد الرب} (يش 24 : 15). علينا التعاون فى تحقيق الإشباع النفسي والروحي والإجتماعي والحرص على النمو السليم لافراد الاسرة مع اشباع حاجتهم للطعام والشراب ومستقبلهم الدراسي والعملي. ومن النجاح الأسري ينطلق المؤمن الى مجال أوسع للعلاقات الإجتماعية مع العائلة والاقارب والجيران والاصدقاء والزملاء والامتداد بالمحبة والعطاء على قدر طاقتنا وتنمية هذه العلاقات للمرضى والمحتاجين والغرباء والمسجونين وذوى الحاجات الخاصة فهذه اساسيات الدخول لملكوت السموات { من اراد ان يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما} (مت 20 : 26).
+الأمانة فى العمل والالتزام به مع الاتزان فى القول والسلوك والعلاقات من المجالات الهامة التي يجب ان يقوم بها المؤمن فى بذل وإخلاص وتفانى حتى وسط أجواء الفساد الاداري والمالي من حوله. العمل مجال للكسب المادي والعيش الكريم يجب ان نوليه الاهمية فى النجاح والتميز فى عالم يسوده التنافس وقلة فرص العمل ومهما كانت وظيفتنا، كبرت أو صغرت علينا ان نحب ما نعمل ونعمله بامانة ونتغلب على التحديات والمضايقات بالحكمة والصبر والمثابرة، ومع الوقت لابد ان يظهر معدنه الانسان جليا للناس، وان كنا ننتظر المجازاة من الله الذى يرى فى الخفاء ويجازى علانية.
+ المؤمن فى كنيسته عضو فعال ومشارك وخادم ناجح على قدر طاقته وعمق محبته وأمانته تجعله محب ومحبوب ويعتمد عليه، كما انه شاهد حي للإيمان العامل بالمحبة فى مجتمعه وبين أصدقائه، يخصص لكل شئ وقت للجد والعمل وقت وللمجاملات والترفيه عن النفس وقت. المؤمن أمين كملح فى الارض لوطنه ويستنير من علاقته بالله وينير الدرب لكثيرين. مع الحرص علي ايجاد توازن وتكامل بين مجالات عمله فى الحياة وأولوياتها والاستجابة للظروف الطارئة والملحة فى حكمة من أجل بناء النفس والغير وعمل الخير والإمتداد نحو حياة وابدية سعيده .

الخميس، 14 سبتمبر 2017

شعر قصير (57) مخلوق علي صورة الله


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)
" مخلوق للخير"
يا صديقى كن أنت وغير نفسك لا تكون
أنت مخلوق علي صورة الله ومثاله الحنون
أبغض الشر وطرقه وأبتعد عما لذاتك لا يصون
أعمل الخير للجميع ولاسيما لمن هم لك أقربون
قدم المحبة فنحن عن الدنيا قريبا أو بعيدا راحلون
أزرع الخير والبسمة كنسمة فالجميع لهم محتاجون
تواضع لله والناس جميعا فالله يرفع المتواضعون
كن سفيرا صالحا لله وأقتدي دوما بسير القديسون
......

(2)
" رجائنا في الله"
الهنا صالح دايما معانا حتي لو احنا كنا بعاد
أب حنين بيرعانا ويقودنا ويدينا علم وارشاد
أحنا اولاده وبناته وهو لينا منقذ ومخلص وفاد
رغم المرض والغلاء والضيق متعزين وسعاد
دا حياتنا غربة والقناعة كنز سلام يا أهل البلاد
رجائنا فى الله بحكمته يعيد مجد الأباء والأجداد
بالإيمان يعدي الصعب وبكره يكون أفضل ياعباد
.......
(3)
" يارب القوات"
أيها الرب اله القوات
أطلع الينا من السماوات
ونقي قلوبنا من الخطايا والآفات
لنعوض ما قد مر منا وعبر وفات
بروحك القدوس لتكثر الثمرات
ويدركنا خلاصك بكل البركات
فنمجدك ونسبحك يارب القوات
...........

(4)
"أنت مهندس حياتك"
أنت مهندس حياتك وتقدر تصنع التغيير
حباك ربنا بالعقل زينة وبنعمة التفكير
وهبك روح ترفعك وتفهم محبة القدير
ولما فى أمر تحتار حكم القلب والضمير
أنقاد لروح ربنا يديك حل لكل أمر عسير
صلي لله يرشدك وهو بكل الأمور بصير
تستطيع كل شئ بربنا ومعاه الامور تسير
.....
(5)
" هاتشوف عجائب"
طريقنا طويل ومحاط بمخاطر كتير وتجارب
محتاج نعمة غنية وصلاة لربنا عننا يحارب
بالتواضع والصبر ننتصر ونجاتنا ها تقارب
قائد مسيرتنا قوي ودايما هو منصور وغالب
يرعانا ويحرسنا وإبليس يكون أمامنا هارب
سلم له قلبك وأتكل عليه وهاتشوف عجايب
.....