نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 27 مارس 2018

مريح التعابى


القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ متاعب وأثقال الحياة ... عندما نتأمل فى حياتنا أو ننظر الي من حولنا نجد العالم ومن فيه يعاني المتاعب والأثقال الكثيرة ومن منا لا يبحث عن الراحة لنفسه المتعبة؟ ومن لا يسعي للحصول على السلام الداخلي والشعور بالرضا عن النفس والسلام مع الله والغير؟. قد يركض الإنسان وراء راحة البال وكانها سراب نطارده ولا ندركه فتمتلئ النفس بالهم والفكر بالقلق ويصاب الجسم بالأمراض والروح بالحزن!. ولقد دعانا الله ان ناتي اليه ونتعلم منه ونلقي همومنا عليه وهو يحملها ونعترف بخطايانا وهو يغفرها ونبثه متاعبنا وهو يريحنا وهو الذى قال: { تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ}(مت 11 : 28- 30). أن لكل منا في الدنيا له متاعبه الخاصة، سواء كانت ظاهرة أو مكتومة في القلب، سواء كانت متاعب روحية، أو متاعب نفسية، أو متاعب جسدية، أو متاعب عائلية اجتماعية. سواء من أنفسنا أو من الناس حولنا أو من الشيطان وحروبه.
+ دعوة الله لنا ووعود صادقة ... جاء السيد المسيح ليخلص من هلك { قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ}(مت 18 : 11). جاء ليخلص العالم من خطيئته { كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا (اش 53 : 6) وأيضًا جاء المسيح ليخلص العالم من آلامه ومتاعبه { لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا.}(اش 53 : 4). أن الله يدعو جميع التعابي والمثقلين من الخطية أوالمرض أو الخلافات والصراع أن ياتو اليه وهو يريحهم. رغم أننا في متاعبنا قد نجلس مع آخرين فيزيدونا تعباً علي تعب. وقد نلجأ إلي البعض، فلا نجد منهم سوي الإهمال واللامبالاة. لكن المسيح المريح، كل من يلجأ إليه يستريح. الله يعطي الناس راحة وهدوًا وعزاءًا، وسلامًا وطمأنينة في الداخل. ويرفع عن الناس أثقالهم، ويحملها بدلًا عنهم ويريحهم. وهو يدعونا للعمل معه لنريح المتعبين ونساعد فى تضميد جراح المجروحين. علينا أن نلقي همومنا علي الله وهو يعولنا { أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ. لاَ يَدَعُ الصِّدِّيقَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ }(مز 55 : 22) عندما نشعر بثق الهموم علينا أن نلقيها على الله ونحدثه بصراحه عن سواء متاعبنا سواء من معاملة الآخرين أو ضغوطهم. أو ظلمهم أو قسوتهم.. أو كانت تتعبك شكوك أو أفكار، أو خطايا، أو عادات مسيطرة عليك، وتأكد أن الرب يعرف متاعبك أكثر مما تعرفها أنت ويريد أن يخلصك منها جميعًا.
+ الضيقة لا تعني تخلي عنا... قد تكون الضيقة تنقية للمؤمن أو لكي لا نتمسك بالأرض وشهواتها بل نتطلع للسماء وأمجادها أو أكاليل تمنح للمنتصرين الثابتين في الله الذى سمح حتى لرسله وقديسيه أن يعانوا، ولكنه كان واقفًا إلي جوارهم يريحهم.. كما قال القديس بولس عن نفسه ومن معه { مكتئبين في كل شي، لكن غير متضايقين. متحيرين لكن غير يائسين، مضطهدين لكن غير متروكين } (2 كو 8، 9). علينا في ضيقاتنا أن نلجأ الي الله وفيما هو تألم مجربا يستطيع أن يعين المجربين. أن الله لم يعدنا بعالم مفروش بالورود ولكن قال فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أني غلبت العالم وسيغلب بنا أيضا ويريحنا متى لجأنا اليه، أن بعد الإنسان عن الله هو مصدر تعاسته وثقل حمله .. تحكي أحدى القصص أن إحد رجال الله ذهب ليقدم بشارة الإنجيل لحلاق ملحد في مدينة شيكاغو، وكانا يسيران معًا في حي من الأحياء التي ينتشر فيها الشر والفساد والإدمان، وكانت حالة الناس هناك تدعو إلى الرثاء وهم في منتهى البؤس والشقاء. أراد الحلاق إحراج المبشر، فبادره بالقول: "إذا كان يسوع يحب الخطاة المساكين كما تقول، فلماذا لم يخلص هؤلاء التعساء وينقذهم من حالتهم المتردية هذه؟ ". سكب رجل الله قلبه أمام الله في صمت، وفجأة مر أمامهما رجل قد أهمل حلاقة شعره وتنظيفه، فبدا منظره مقززًا، فقال للحلاق: "أنت رجل غير أمين في مهنتك، وإلا فما كنت تترك الرجل بهذا المنظر". استشاط الحلاق غضبًا وقال للمبشر: "كيف تتهمني بعدم الأمانة بسبب رجل لم أره من قبل، ولو أتى إلي لتغير شكله تمامًا"، فأجابه المبشر: "وسر تعاسة هؤلاء المساكين، هو أنه لم يأتوا إلى الرب يسوع ليطلبوا منه الخلاص".
+ الراحة فى المسيح يسوع ربنا .. وهو وعد ووعوده صادقة ان يريح من ياتوا اليه ففيه نكتشف محبّة الآب الفائقة ونتعرّف على حنوّه نحونا { الذي لم يشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضًا معه كل شيء؟! من سيشتكي على مختاري الله؟ الله هو الذي يبرّر! من الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات بل بالأحرى قام أيضًا الذي هو أيضًا عن يمين الله الذي أيضًا يشفع فينا!}(رو 8: 32-35). في المسيح يسوع عرفنا الآب كمحب البشر لم يبخل علينا بشيء بل قدّم ابنه فِدية عنّا. فماذا نطلب بعد؟! وفي المسيح رأيناه الديّان والشفيع في نفس الوقت. المسيح يسوع سرّ راحة لجميع المتعبين. منه نتعلم التواضع والوداعة فقد جاء الي ارضنا وعاش ينادي بالمحبة للجميع حتى نحو الأعداء وفى تواضع الحكماء جال يصنع خير ورحمة نحو الجميع وعلمنا أن لا نهتم بالغد بل نثق فى الله الذى يهتم بطيور السماء وزنابق الحقل.
+ التوبة والأعتراف الحسن .. كالأبن الضال إنه كان في الكورة البعيدة يعيش في تعب. ثم فكر أن يأتي إلي أبيه ليستريح فأتى إليه بقلب منسحق يقول: "أخطأت إلي السموات وقدامك، ولست مستحقًا أن أدعي لك ابنًا" (لو 15: 21). وبهذا الانسحاق قلبه أبوه، وأقام له وليمه فرح وألبسه الحلة الأولي، وجعل خاتمًا في يده.. بينما أخوه الأكبر خسر الموقف، لأنه رفض أن يأتي، وتكلم مع أبيه بكبرياء قلب. علينا أن نصطلح مع الله، فربما يكون السبب الأصلي في مشاكلنا، أننا في خصومة مع الله وإن طرقنا لا ترضيه. ويقول لك الله: أنا مستعد أن أريحك، إنما المهم أن تترك الطريق الخاطئ الذي تسير فيه. {ارجعوا إلي، أرجع إليكم، قال رب الجنود} (ملا 3: 7). من الخطأ أن نسير علي نفس الطريق الخطأ ونتوقع نتائج جيدة!. أن أردنا إن نحصل على راحة البال علينا ان نقبل الي الله ونعترف بخطايانا ونتوب عن أثامنا وننال الغفران ونغفر لنفوسنا الاشياء التي لم نكن فيها كما يجب من أقوال أو تصرفات أو سلوك ونراعي أن لا تتكرر الأخطاء ونعالج ضعفاتنا بحكمة وصبر وطول بال فى بساطة وبدون تعقيد. علينا أن نتحلي بالبساطة وعدم التعقيد. البسطاء يدخلوا الي باب الراحة الحقيقيّة خلال اتّحادهم بالسيّد المسيح المتواضع القلب والوديع. يحملونه المسيح بالإيمان فيهم، فيجدون نيره هيّن وحمله خفيف، فتستريح نفوسهم في داخله. حقًا لقد دعانا السيد المسيح لحمل الصليب، لكن مادام الصليب خاص به والموت هو شركة معه تتحوّل الآلام إلى عذوبة والموت إلى حياة والصلب إلى قيامة، بهذا يصير النير هيّن، لأنه نير المسيح، والحمل خفيف لأنه حمل المخلص. أنا لست بحاجة لامتلاك ما يمتلكه الآخرون كي أستمتع بالحياة، فالله نصيبي ومعه لا اريد شئ على الأرض. والقناعة كنز لا يفنى، وان كان لاحد كثير فليس حياته فى أمواله بل يكثر المال مقرونا به الكدر.
+ المحبة والنوايا الحسنة ... يجب أن نتحلي بالمحبة تجاه الكل ونسعي للقيام بعمل ما ينبغي علينا القيام به من واجبات فى كل يوم فى علاقتنا بالله ومن حولنا وفى العمل باخلاص كقول الكتاب { ادرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس} (اع 24 : 16). نزرع المحبة حتى إن واجهنا الكراهية فالنار لا تطفئها النار بل الماء والنور يطرد الظلام والغبطة فى العطاء أكثر من الأخذ. ونعيش فى حدود يومنا فلا نقلق على ماضى قد ولي ولن يعود وننسي ما هو وراء ولا نقلق علي ما هو لم يات بعد فالمستقبل فى يد الله الأمينة ونعمل عمل اليوم فى ثقة بالله والنفس. نحيا فى رضا وقناعة بما نملك ونسعد بالاشياء الصغيرة التي بين أيدينا، نسعي الي فهم الآخرين وأسعادهم. نمنح المحبة والأبتسامة لمن حولنا ونقدم لهم الكلمة الطيبة برغبة صادقة فى مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، نبتعد عن النزاعات والمجادلات العقيمة. نشكر الله على كل شئ { اشكروا في كل شيء لان هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم} (1تس 5 : 18). نجلس مع نفوسنا ولو عشرة دقائق كل صباح لشكر الله فى هدوء على نعمة الكثيرة وعلي اليوم الجديد وعلي نعمة الحياة والهواء والماء وفرصة العطاء وعلي كل ما لدينا من أشياء. نصلى من أجل أن يهبنا الله سلامه الكامل { وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وافكاركم في المسيح يسوع }(في 4 : 7)
+ نغفر ونسامح عندما يُساء إلينا، أو تـُجرح مشاعرنا من أحد، علينا أن ندرّب أنفسنا على سرعة المسامحة والغفران. فلا نحتفظ بكراهية لأحد في قلوبنا فنحمل عب ثقيل يمرر حياتنا بل يجب أن نتخلص من مشاعر الغضب والضغينة التي بداخلنا من أجل سلامنا الداخلي وراحة نفوسنا وعندما نفعل هذا سنشعر بمدى الراحة فى المغفرة والصفح وننال المغفرة من الله. سليمان الحكيم بعد أن جرّب كل شيء في الحياة، صرَّح في النهاية قائلاً: { فلنسمع ختام الامر كله اتق الله واحفظ وصاياه لان هذا هو الانسان كله} (جا 12 : 13).
+ الصلاة بإيمان... البعض يأتوا إلي الله، ولكن ليس عندهم إيمان أن الله سيحل مشاكلهم! ويصلون وهم لا يحسون إن الصلاة ستكون لها نتيجة، لكن علينا أن نتمثل بايمان القديسين والمرأة الخاطئة التائبة "إيمانك خلصك، فاذهبي بسلام (لو 7: 50) وقال للأبرص الذي شفي "قم وأمض.. إيمانك خلصك" (لو 17: 19). وقال للأعمى المستعطي في أريحا "أبصر إيمانك قد شفاك" (لو 18: 42) وقال للأعميين "بحسب إيمانكما. لذلك تعال إليه بإيمان، واثقًا أنه سيريحك، وحينئذ ستستريح.
+ نحمل الصليب بشكر .. كما قال لنا {احملوا نير عليكم، وتعلموا مني فإني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم} (مت 11: 29). حمل النير يشاركنا فيه ربنا فيحمل الحمل الأكبر هو ويعطينا السلام الداخلي وراحة البال والضمير. نأتي إلي الله بذنوبنا فيغفرها ونتركها فيرحمنا وفى كل يوم نري أحساناته المتجددة. نحيا حياة التسليم والشكر خاضعين لمشيئته، متذكرًا قول الرسول: { واحسبوه كل فرح يا أخوتي، حينما تقعون في تجارب متنوعة} (يع 1: 2). بهذا لا يضغط علينا التعب، المتاعب التي في الخارج لا تستطيع أن تؤثر علي القلب الذى يمتلي يالسلام الداخلي والطمأنينة والفرح، حتى في وسط الضيقات. وإن لم يكن لنا هذا الشعور فلنطلبه من الله. وهو الذي يهبنا السلام، لأنه هو القائل "سلامي أترك لكم، سلامي أنا أعطيكم" (يو 14: 27). أن من ثمار الروح "محبة وفرح وسلام (غل 5: 22).
أنت راحتي ...
+ يارب الي من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك؟ وأين نجد الراحة مالم ناخذها منك يا ملك السلام؟. أن العالم فاقد للسلام فلا يعطيه بل من يقبل اليه يتعبه ويشقيه!. لقد بحث الكثيرين عن الراحة والسعادة فى آبار العالم المشققة التي لا تضبط ماء فحصدوا العطش والتعب والشقاء.
+ اليك يا من دعوتنا الي ينابيع المياة الحية نأتي ومنك وحدك نطلب أن تشبع أرواحنا وتروي نفوسنا بروحك القدوس وتشفي أمراضنا بنعمتك وتقودنا فى موكب نصرتك ليعظم أنتصارنا بك أنت وحدك ويشتد عودنا ويكمل فرحنا ويتحقق سلامنا.
+ لقد دعوتنا أن نأتي اليك بمتاعبنا ونلقى عليك باحملنا ووعدت أنك تريحنا منها، ونحن نثق فى وعودك ونلبي دعوتك ونطلب أن تكون لنا سلاماً وراحة فى القلق والضيق، وفرحاً وعزاءاً فى الحزن والتعب ورفيق فى الطريق وشبعاً فى الجوع والحرمان وأنت لنا الآب السمائي الذى نطلبه فى كل حين ويستجيب لنا فنكون به دوماً فرحين.

ليست هناك تعليقات: